النوم نعمة حقيقية، ففيه راحة للعقل والجسم، وفي أثنائه تتم عمليات الاستقلاب والنمو والتركيز ونشاطات حيوية أخرى ضرورية لنمو الإنسان بشكل سوي ومتوازن، ولكنَّنا نهمل الالتزام بحصولنا على كفايتنا منه في بعض الأحيان، وقد يكون ذلك بسبب ظروف قاهرة كما هو الحال بالنسبة إلى أمهات الرضع أو بسبب عادات سيئة مثل الإكثار من شرب المنبهات أو سوء تنظيم الروتين، وهذا يجعلنا خمولين منخفضي الطاقة على الدوام.
سوف نتحدَّث في هذا المقال عن أهمية النوم المنتظم علَّنا نُوفَّق في إقناعك بتنظيم نومك، وسنرشدك أيضاً في عملية التنظيم هذه فنخبرك كيف تعتاد على تنظيم نومك.
كم ساعة من النوم يحتاج الجسم؟
تختلف حاجة الجسم من النوم بحسب عمر الإنسان، وفيما يأتي عدد الساعات الموصى بها من النوم حسب العمر:
- الرضع من 0 إلى 3 أشهر يحتاجون من 14 إلى 17 ساعة نوم في اليوم.
- الأطفال من 4 إلى 12 شهراً يحتاجون من 12 إلى 16 ساعة نوم في اليوم.
- الأطفال الصغار من 1 إلى 2 سنة يحتاجون من 11 إلى 14 ساعة نوم في اليوم.
- الأطفال من 3 إلى 5 سنوات يحتاجون من 10 إلى 13 ساعة نوم في اليوم.
- الأطفال الأكبر سناً من 6 إلى 12 سنة يحتاجون من 9 إلى 12 ساعة نوم في اليوم.
- المراهقون من 13 إلى 18 سنة يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات نوم في اليوم.
- البالغون من 18 إلى 64 سنة يحتاجون من 7 إلى 9 ساعات نوم في اليوم.
- كبار السن من 65 سنة فما فوق يحتاجون من 7 إلى 8 ساعات نوم في اليوم.
أهمية النوم المنتظم والكافي:
للنوم المنتظم والكافي أهمية كبيرة لصحة الإنسان الجسدية والعقلية، فهو يساهم في:
1. تحسين الأداء المعرفي:
تبرز أهمية النوم الكافي والمنتظم بكونه يحسِّن الأداء المعرفي للإنسان، لهذا يركز الاختصاصيون على جعل الطلبة يحصلون على قسط كافٍ من النوم؛ وذلك من أجل تحسين قدراتهم الدراسية والمعرفية، ولا يكفي أن يحصل الإنسان على كفايته من ساعات النوم؛ بل يجب أن تكون ساعات النوم ليلاً وبعدد كافٍ لكي يتمكن الإنسان من الاستفادة منها.
يلاحظ الطلبة الذين يسهرون حتى وقت متأخر في المذاكرة ولا يحصلون على قسط كافٍ من النوم أنَّ تركيزهم وذاكرتهم في الاختبارات لا تكون جيدة، ولهذا فإنَّ النوم المنتظم والكافي يحسِّن الأداء المعرفي عن طريق تحسين التركيز والانتباه والذاكرة والتعلم.
2. تعزيز صحة الجسم:
تبرز أهمية النوم الكافي والمنتظم بكونه يعزز صحة القلب والأوعية الدموية والجسم كاملاً عموماً، كما يساعد النوم الكافي والمنتظم على ضبط مستويات الهرمونات في الجسم مثل هرمون الأنسولين وهرمون النمو.
إضافة إلى أنَّ له تأثيرات مباشرة في ضبط ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب، ويؤثر النوم الكافي في عمليات بناء العضلات وخسارة الوزن، ويشدد اختصاصيو التغذية والمدربون الرياضيون على أهمية النوم الكافي والمنتظم من أجل فاعلية الحمية والبناء العضلي.
3. رفع مستويات المناعة:
تتبدى أهمية النوم الكافي والمنظَّم من خلال رفعها لمستويات مناعة جسم الإنسان، فالنوم ينشط جهاز المناعة ويحمي جسم الإنسان من الإصابة بالأمراض.
شاهد بالفديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً
4. تحسين المزاج:
تظهر أهمية النوم الكافي والمنتظم على المزاج ظهوراً واضحاً، فعند حصول الإنسان على ساعات كافية ومنتظمة من النوم، يكون مزاجه لطيفاً وهادئاً، أما في حال عدم الحصول على ما يكفي من ساعات النوم، فإنَّ التوتر والعصبية سوف يسيطران على المزاج؛ وذلك لأنَّ النوم يقلل من التوتر والاكتئاب والقلق.
5. تعزيز صحة البشرة:
تُعَدُّ بشرة الإنسان من أكثر أعضائه حساسية لقلة النوم، فعند تقليل ساعات النوم واعتياد السهر، تفقد البشرة نضارتها ورونقها، وتتلون المنطقة تحت العين بلون قاتم، أما في حال حصول الإنسان على كفايته من النوم، فإنَّ البشرة ستكون مشرقة ولها رونق خاص؛ وذلك لأنَّ النوم يساعد على تجديد خلايا البشرة وتحسين مظهرها.
كيف تعتاد على النوم المنتظم والكافي؟
فيما يأتي بعض الطرائق التي تساعدك على تنظيم نومك والحصول على حاجة جسمك وكفايته من النوم:
1. اتباع روتين النوم:
أول طريقة للاعتياد على النوم الكافي والمنتظم هي محاولة الذهاب إلى النوم في الوقت ذاته كل يوم، وهذا يتضمن أيام العطلة على الأقل في الفترة الأولى، ومحاولة الاستيقاظ باكراً أيضاً، وبالتأكيد نحتاج إلى الاستعانة بمنبه.
هذا الأسلوب ينصح به الاختصاصيون الأمهات لتنظيم نوم أطفالهن الرضع، وهو أسلوب ناجح في الحقيقية؛ فهو يحاول تعويد الجسم على ساعة بيولوجية محددة للنوم، وإنَّ الاستمرار بالذهاب إلى النوم كل يوم في نفس الوقت سيتحول إلى عادة بعد مضي أكثر من شهر، فتجد نفسك تشعر بالنعاس الشديد ما إن يقترب موعد خلودك المعتاد إلى الفراش.
لن يكون الأمر سهلاً في بادئ الأمر، ولكنَّه يستحق المحاولة، فاخلد إلى النوم دون استخدام أي مشتتات، وحاول النوم في الوقت نفسه، وانهض من فراشك عندما يرن المنبه ولا تأخذ غفوة إضافية.
2. روتين ما قبل النوم:
يتضمن روتين ما قبل النوم مجموعة من النشاطات تساعدك على الاسترخاء والهدوء، فيمكنك أخذ حمام دافئ وارتداء ملابس مريحة، والقراءة لمدة نصف ساعة أو تشغيل موسيقى هادئة أو إشعال شموع معطرة، فافعل أشياء من شأنها أن تجعلك تهدأ وتسترخي، واحرص على تناول الطعام قبل أربع ساعات من موعد النوم، واحرص على عدم استخدام هاتفك الجوال في آخر ساعتين من يومك.
3. تجنُّب شرب المنبهات بكثرة:
قد تعوق المنبهات جميع خططك لتنظيم نومك، وخاصةً إذا ما تعاطيتها في نهاية النهار، فسيزداد انتباهك ولن تشعر بالنعاس؛ لذا احرص على عدم الإكثار منها في النهار، وعدم تناولها في فترة ما بعد الظهر والمساء، واحرص أيضاً على تناول عشاء خفيف قبل نومك بمدة أربع ساعات؛ وذلك لأنَّ الإكثار من الطعام من شأنه أيضاً أن يجعلك تصاب بالأرق.
4. المحافظة على درجة حرارة الغرفة معتدلة:
البرد الشديد والحر الشديد من شأنهما أن يجعلا الرقاد يجافيك، ويسببا لك الأرق؛ لذا احرص على تعديل درجة الحرارة بطريقة تجعلك تسترخي وتنام، والبس ملابس واسعة وقطنية خفيفة في الصيف وسميكة في الشتاء، أو اضبط درجة حرارة المكيف على درجة معتدلة ومناسبة.
5. جعل غرفة نومك مظلمة هادئة ومريحة:
من أجل أن تغط في النوم العميق وتعتاد تنظيم نومك، لا بد أن تهيئ الشروط المناسبة في غرفتك، فاجعلها مظلمة وهادئة ومريحة، وأغلق النوافذ وأنزل الستائر، وأشعل شمعة معطرة أو اسمع موسيقى هادئة، واحرص على بقاء ملاءة سريرك مرتبة ونظيفة، وافعل كل ما يجعل الجو مناسباً لاسترخائك.
شاهد بالفديو: 5 نصائح لغرفة نوم مثالية
6. مراجعة أحداث اليوم:
الأمر أشبه بِعَدِّ الخراف بالنسبة إلى الصغار، فستبدأ بتذكُّر الأحداث ثم في منتصف الطريق ستجد نفسك في منطقة الأحلام، ففكر بأحداث الرواية التي تقرؤها، أو أبطال الفيلم الذي شاهدته في النهار، أو أيَّة فكرة شريطة أن تكون لطيفة وجميلة.
أعرف صديقاً يتخيل نفسه يطفو على نهر جارٍ أو يتمدد فوق سحابة تهيم في الهواء بينما يشغل موسيقى صوت الماء أو نوعاً من الضجيج الأبيض، فجرِّب ذلك فقد ينجح الأمر معك أيضاً.
7. الحرص على بذل مجهود بدني في النهار:
يوجد أشخاص لا يقومون بأي جهد خلال النهار، وهذا يجعلهم غير متعبين ولا يشعرون بالنعاس مساءً، بخلاف أولئك الذين يعملون في أشغال مجهدة ولساعات طويلة، فنراهم ينامون على الأريكة في غرفة الجلوس؛ لذا احرص على أن تبذل جهداً في النهار، فمارس الرياضة أو اخرج للمشي أو ازرع النباتات في حديقة منزلك؛ وذلك لأنَّ هذه النشاطات ستجعلك تتوق للسرير وتَعُدُّ الدقائق للوصول إليه مساءً.
8. استشارة طبيب:
جميع الطرائق المذكورة آنفاً تنطبق على الأشخاص الأصحاء، لكن توجد بعض الحالات التي لا تنفع معها، وهنا يجب على الشخص التوجه لأخذ استشارة طبية وطلب المساعدة من الطبيب، فقد يكون سبب صعوبة تنظيم النوم هو عقار معين تأخذه أو ربما يكون الأرق دلالة أو عرضاً على مشكلة جسدية أو نفسية موجودة لديك، وهنا لا بد من استشارة الطبيب الذي قد يصف لك بعض العقاقير بما يتوافق مع حاجتك.
في الختام:
النوم المنتظم والكافي هو سر من أسرار الحياة المتوازنة والجسم الصحيح؛ لذا من الضروري الحصول على القسط الكافي من النوم بشكل يومي ومنتظم وخلال ساعات الليل على وجه التحديد، أما عن كيفية الاعتياد على تنظيم النوم فهذا يتطلب التزاماً بمجموعة من الطرائق قدَّمناها لكم في معرض مقالنا، ثم يتحول الأمر إلى عادة ثابتة، وننوِّه مرة أخرى إلى ضرورة اللجوء إلى الطبيب المختص في حال استعصاء النوم على الرغم من الالتزام بكل ما سبق، فقد يكون الأمر بسبب حالة صحية.
أضف تعليقاً