من جهة أخرى، تؤثر ثقافتنا وعائلاتنا ومحيطنا الاجتماعي بصورة كبيرة في كثير من الأحيان على سلوكنا ونوعية حياتنا. ومع ذلك، فإننا في الغالب نجهل الطريقة التي يمكننا بها مجابهة الصعوبات الحياتية وإيجاد صيغة مشتركة للتفاهم الزوجي.
ما هو التوازن بين الحياة المهنية والزواج؟
يُعد التوازن بين العمل والحياة بمنزلة القدرة على إقامة علاقة صحية ومتوازنة بين حياتك المهنية والشخصية. وهذا يعني أن يكون لديك الوقت للقيام بالأشياء التي تستمتع بها خارج العمل أو أن تكون مع أحبّائك.
أهمية التوازن بين الحياة المهنية والزواج
يعد تحقيق التوازن بين عملك وحياتك الشخصية أمراً ضرورياً لعدة أسباب:
1. الحصول على مزيد من الوقت لنفسك
ونتيجة لذلك، لن تشعر بالإرهاق بسبب مسؤوليات العمل وضيق المواعيد النهائية، وستتمتع بحياة أكثر صحة، وزواج أكثر سعادة.
2. يجعلك أكثر إنتاجية في العمل
مما يؤدي إلى نتائج أفضل.
3. يساعد على منع التوتر والمشاعر السلبية بين الزوجين
كما أنّه يسمح لكل من الزوجين بالحصول على وقت لنفسه واهتماماته، مما يقوّي العلاقة بينهما.
4. يعتمد الزواج الناجح على تفاني الشريكين في تحقيق السعادة لكلّ منهما
يمكن أن يساعد تحقيق التوازن بين العمل والحياة في تسهيل حدوث ذلك.
5. يحسن علاقتك مع الأصدقاء
لأنّه يسمح بمزيد من الوقت الجيد. ستكون أيضاً أقل توتراً لأنّك لن تشعر بالإرهاق بسبب مسؤوليات العمل والمواعيد النهائية.
6. ستشعر بالرضا والثقة بنفسك
إذا كنت سعيداً في حياتك الشخصية والزوجية، وستتمكن من التركيز أكثر على عملك، وستبدع فيه.
7. يجلب السعادة
لان التوازن الجيد بين أمور الحياة يجلب السعادة والوفاء بين الشريكين.
8. يؤثر كل من العمل المستمر والضغوط الناتجة عنه على الصحة البدنية
ولكن بالموازنة بين العمل والحياة الزوجية يمكن الحفاظ على الصحة البدنية والوقاية من الأمراض الناتجة عن ضغط العمل.
أسباب عدم القدرة على التوفيق بين العمل والحياة الزوجية
لا بد أولاً من معرفة أسباب اختلال التوازن بين العمل والحياة الزوجية حتى نتمكّن من تجنُّبها وتحقيق الاستقرار بين هذين الجانبين. ويمكننا حصر الأسباب وراء عدم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الزوجية في ما يلي:
1. الضغط العملي
يمكن أن يكون الضغط العملي عاملاً رئيساً في عدم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الزوجية، حيث يمكن أن يستهلك العمل الكثير من الوقت والطاقة ويترك الشخص دون الوقت الكافي المخصص للحياة الزوجية.
2. عدم التخطيط السليم
ربما يكون عدم وجود خطط واضحة للعمل والحياة الزوجية عاملاً في عدم القدرة على تحقيق التوازن بينهما، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى التقصير تجاه الالتزامات المختلفة والتأخر في إنجاز المهام المطلوبة.
3. عدم القدرة على إدارة الوقت
قد تشكل عدم القدرة على التحكم في الوقت، عاملاً في اختلال التوازن بين العمل والحياة الزوجية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى إضاعة الوقت في أنشطة لا تساعد على تحقيق الأهداف والأولويات.
4. قلة الدعم
يمكن أن يؤدي نقص الدعم من الأصدقاء والعائلة والزملاء إلى عدم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الزوجية، حيث يمكن أن يشعر الشخص بالعزلة والتشتت والتوتر.
5. التحديات الشخصية
ربما تؤدي التحديات الشخصية، مثل القلق والاكتئاب والتوتر، إلى عدم القدرة على الموازنة بين العمل والحياة الزوجية؛ إذ يمكن أن تؤثر في القدرة على التركيز والتفكير الإيجابي والاستجابة للاحتياجات الشخصية والزوجية.
كيفية تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والزواج
هل تعاني من القلق حيال حياتك الأسرية الجديدة؟ هل تتساءل كيف يمكنك التوفيق بين زواجك وعملك؟ إليك النصائح التالية لتحقيق ذلك:
1. الحوار مع الشريك
لا تخف من فتح باب الحوار والنقاش مع زوجتك في جميع المواضيع التي تشكل حجر الأساس في علاقتكما المستقبلية. مثلاً، إن سؤال زوجتك عن أهدافها من الزواج هو خطوة أولى أساسية نحو تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وهذا من شأنه أن يجهز كلا الطرفين بصورة أفضل لاتخاذ قرارات ذكية بشأن متى وحجم العمل الذي ينبغي عليهما القيام به.
2. وضع حدود
من المهم ألا تدع العمل يستهلك حياتك بالكامل. بدلاً من ذلك، ضع حدوداً يومية حول المدة التي ستعمل فيها والمهام التي ستشارك فيها، وأخبر شريكك حول ذلك. نقترح عليك أيضاً الخطوات التالية:
- لا تقم بحمل مشاكل عملك إلى المنزل، وافصل بينهما بذكاء.
- تجنب الالتزام بالاجتماعات غير المقررة والمخطط لها.
- التزم بخطة عملك وتجنب الانحرافات التي قد تحدث لتغيير مسارها.
3. تحديد الأولويات
قد لا يدرك الزوجان، وسط المشاعر العاطفية القوية لهما، في بداية زواجهما أنّ الزواج يغير أولويات المرء في الحياة. ما كان يبدو مهماً في السابق، قد لا يحمل نفس القيمة بعد الزواج. فيجب أن تتعلم كيفية تحديد أولوياتك بوضوح في هذه المرحلة الحساسة.
يُساعد الحصول على فهم واضح لما هو مهم وما هو غير مهم ليس فقط في تحديد الأهداف بصورة أفضل، ولكنّه يساعد أيضاً في تخصيص الوقت والطاقة للمهام المهمة بالفعل.
4. التخطيط المسبق
يُعد التخطيط المسبق النصيحة الأكثر أهمية لتحقيق التوازن في حياتك المهنية. لذا، حاول مع شريكك اتخاذ قرارات لتطوير التوازن المناسب بين العمل والأسرة والحفاظ عليه، فقد يواجه العديد من الأزواج قوى قوية تدفعهم بعيداً عن إعطاء الأولوية لعائلاتهم.
سوف تتصارع مع هذه القوى للأسف إذا لم تقم بإعداد توازنك مسبقاً. إذ يُعد تحقيق التوازن بين العمل والحياة بمنزلة رحلة وليس وجهة.
من القرارات المهمة التي عليكما اتخاذها بالتشارك:
- اختيار المهنة ومكان العمل.
- موعد إنجاب الأطفال.
- كيفية تقسيم المهام والالتزامات يوميا وشهريا.
5. تشارُك المهمّات المنزلية
ترهق الواجبات الزوجية الزوجة، وتنال من اهتمامها بعلاقتها الزوجية، خاصةً مع وجود خطة للحمل والإنجاب. سوف يتطلب الأمر منكما تقديم تنازلات وتضحيات لإنجاح زواجكما واستقراره. ما رأيكما لو تجرّبا ما يلي:
1.5. التناوب على المهام
خصص فترة استراحة لكل منكما من أعباء المنزل؛ فيساعد كل منكما الآخر في أداء مهمّاته.
2.5. العمل بدوام جزئي
أحد الحلول المقترحة أن يعمل أحدكما بدوام جزئي وإدارة الوقت المتبقي في الحفاظ على علاقة مستقرة فيها الكثير الود.
3.5. تقديم الدعم للشريك
قد لا يكون من السهل إظهار الاهتمام بوظيفة الشريك بعد يوم عمل طويل في المكتب. ومع ذلك، من الضروري أن مناقشة الشريك حول كيفية قضاء يومه ومحاولة تقديم المساعدة والدعم في شتّى الشؤون؛ أقلُّها الإصغاء له بتركيز. إذا لم يحصل شريكك على هذا الدعم، فسيكون من الصعب عليكما العمل كزوجين حيث قد تصبحان مستائين من بعضكما دون معرفة السبب الحقيقي. لذا، يجب أن يكون دعمك للشريك في جميع الأوقات.
6. التخطيط للميزانية
تحدث أكثر اختلافات الرأي بين الشركاء حول قضايا المال. لذلك، بينما تسير الأمور على ما يرام، ناقش ما إذا كان كل شخص على استعداد لمساعدة الآخر إذا فقد وظيفته أو اختار اتباع مسار وظيفي جديد. ربما عليك معرفة جوابه حول الاسئلة التالية:
- هل أنت على استعداد للمساهمة ببعض مواردك المالية في هذه الخطوة؟
- ماذا سيحدث لأسلوب حياتك إذا حصل شريكك على ترقية؟
تُعد ميزانية المال في منزلك، وتوفيره للمستقبل، ووجود خطة احتياطية للظروف غير المتوقعة التي قد تحدث، استثماراً جيداً في الحياة الزوجية.
7. تخصيص وقت للشريك
غالباً ما نشعر بالإرهاق عند الموازنة بين العمل والحياة الأسرية لأنّه ليس لدينا الوقت الكافي لهما. ولكن الحقيقة هي أنّك إذا بذلت جهداً لتخصيص الوقت لزوجتك، فسوف يكون لذلك تأثير رائع في علاقتكما، خاصةً بالنسبة للأزواج الذين يمثل لهم قضاء الوقت المرِح مع بعضهم لغةً للتعبير عن حبّهم.
يمكن تخصيص فترات منتظمة من الوقت لكم سوياً، سواء كان ذلك بالمشي معاً أو ممارسة أنشطة ترفيهية أخرى. يساعد ذلك في تقليل مستويات التوتر الإجمالية ويتيح مساحة أكبر لإعادة شحن طاقتكما لمتابعة العيش بسعادة ووئام.
8. الخلود للنوم في وئام
لا تترك أيّة مشاكل عالقة بينك وبين الشريك، خصوصاً قبل الذهاب للنوم، ففي الصباح ستجد آثار الليلة السابقة حكماً. لذا، حاول أن تجد صيغة للتفاهم بينكما حول الأمور التي تسبب إزعاج لكما. تضمن هذه الخطوة لكليكما حياة مهنية وزوجية ناجحة، فلا أحد منا يرغب بالذهاب إلى عمله مستاء ومتوتراً.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل
الأسئلة الشائعة حول أهمية التوازن بين الحياة المهنية والزواج:
إذا كنت ترغب بإقامة توازن بين حياتك المهنية والزوجية، قد يهمك الاطلاع على الأسئلة التالية:
1. ما هو الأهم، المهنة أم الزواج؟
تختلف الإجابة بين الشريكين. حسب الدراسات، عندما يتعلق الأمر بالزواج مقابل العمل، فإن العنصر الأكثر أهمية لعيش حياة سعيدة، في رأي 57% من الذكور، هو الحصول على مهنة مُرضية. في حين، اعتبرت 46% من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع أن الوظيفة أو المهنة المجزية هي مفتاح السعادة، مقارنة بـ 17% فقط ممن شعرن أنّ الزواج أمر ضروري.
2. هل يؤثر الزواج على المهنة؟
من الأفضل تأجيل التفكير في الزواج حتى يثبت المرء نفسه في الحياة. فقد أثبتت الدراسات أن عدم وجود أمان مالي واستقرار مهني سيتأثر الزواج بصورة مباشرة. إذا كنت تعاني بشأن عدم استقرارك في مهنتك، فعلى الأغلب سوف ينعكس ذلك سلباً على زواجك.
قد يستغرق العثور على شريك حياة متوافق وجاهز للزواج شهوراً أو حتى سنوات. ولكن في غياب الاستقرار المالي، لا يمكن للزواج أن يزدهر ويستمر.
3. كيف يمكنك تخصيص وقت لزواجك إذا كان لديك حياة عمل مزدحمة؟
إذا كنت متزوجاً ونمط حياتك مزدحم، فإنّ إيجاد طرائق لتخصيص الوقت لبعضكما البعض أمر بالغ الأهمية. تتوفر عدة خيارات للأزواج الذين يريدون علاقة ناجحة، مثل:
- تعديل جداول وخطط العمل، يتضمن ذلك تغيير ساعات العمل أو تحمل مسؤوليات إضافية خلال ساعات الراحة.
- إيجاد طرائق لتقليل التوتر في العمل، أو الاسترخاء معاً والبحث عن وسائل مشتركة للترفيه.
في الختام
تُّعرّف العلاقة الناجحة بالعلاقة التي يستطيع فيها الطرفان تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والزواج. قد يصعب ذلك على الأزواج الجدد، ولكن هناك دوماً بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتسهيل العمل نحو حياة متوازنة: حدد أهدافاً واقعية، وابق منظماً، وحدد أولويات أهدافك، وتواصل مع شريكك وستجد نفسك غارقاً في سعادة زوجية متوازنة وحياة وظيفية فيها المزيد من الإبداع.
أضف تعليقاً