هل العلاقات عن بعد ناجحة؟
بصراحة، يمكن أن يكون الجواب نعم أو لا.
هناك ثلاثة عناصر رئيسةٍ للحفاظ على علاقةٍ رومانسيةٍ حيويةٍ ومنتعشة، وهي:
- الرؤية المشتركة.
- التواصل العاطفي.
- التواصل الجسدي.
من الواضح غياب المكون الرئيس الثالث في العلاقة عن بعدٍ؛ لأنَّكما لا تستطيعان القيام به عندما تكونان في مكانين مختلفين. فلتضع في اعتبارك إذاً أنَّ العلاقة مع ارتباطٍ عاطفي، دونَ تواصلٍ جسديٍّ؛ هي في الواقع مجرَّد صداقة، ومن الواضح أنَّك لا تريد أن تضع الشريك في مكانة الصديق، أو لا تريد أن يحدث ذلك معك؛ لذا، من أجل ضمان سلامة العلاقة العاطفية عن بعد، حاول تطبيق الاستراتيجيات الآتية.
كيف تنجح العلاقات عن بعد؟
تحتاج عندما تكون في علاقةٍ عن بعدٍ إلى إيجاد وتعزيز رؤيةٍ مشتركة، كما يجب أن تكون مسؤولاً عمَّا تشعر به، وأن يدعم أحدكما الآخر عاطفياً؛ ولكن دون أن تعوِّل دائماً على شريكك ليدعمك عندما تصاب بالإحباط. تذكَّر أنَّه للحفاظ على الانجذاب وعلى ألَّا تكون في خانة الصديق، فأنت بحاجةٍ دائماً إلى تحمَّل مسؤولية ما تشعر به؛ ونظراً إلى أنَّكما قد تريان بعضكما بعضاً بشكلٍ متقطعٍ فقط، فمن الهامِّ أيضاً معالجة أيٍّ من قضايا العلاقة الحميمية كيلا تكون عائقاً أمام تواصلك مع شريكك عندما تكونان معاً. من شأن هذا أن يعزِّز احترامك لذاتك، والتواصل العاطفي والجسدي في علاقتك أيضاً.
الثقة أمرٌ هامٌّ للغاية في العلاقة؛ لذلك يحتاج الشريك في العلاقة عن بعدٍ إلى معرفة أنَّ توظيف وقته وطاقته سوف يُسفر عن حياةٍ سعيدةٍ ومرضيةٍ مع شريكه. استعن بالاستراتيجيات التالية لضمان سلامة وديمومة العلاقة عن بعد:
1. إنشاء رؤيةٍ مشتركة:
لا يعزِّز إنشاء رؤيةٍ مشتركةٍ قويةٍ جداً تواصلك العاطفي فحسب، ولكنَّه يقوي الانجذاب لشريكك أيضاً؛ فيما يلي مثالٌ يوضِّح هذه النقطة:
سمير وسوسن زوجان في علاقةٍ عن بعد، ولديهما طفلان: صبيٌّ عمره 13 عاماً، وفتاةٌ عمرها 11 عاماً. يحبُّ كلاهما أطفالهما كثيراً، ويريدان لهما أن يعيشا حياةً أسريّةً سعيدة؛ لأنَّهما يودان أن يكونا قدوةً في العلاقة السعيدة لطفليهما.
يمتلك هذان الزوجان في هذا المثال رؤيةً مشتركةً واضحةً ومباشرة؛ ونتيجة لذلك، ولأنَّهم ملتزمون بخلق مستقبلٍ سعيد، تنجح علاقاتهم عن بعدٍ جيداً.
سواءٌ كنتما في علاقةٍ عن بعد أم كنتما تعيشان في المكان نفسه، فإنَّ امتلاكك وشريكك رؤيةً مشتركةً لتحقيق هدفٍ أسمى، مفتاح مواصلة التركيز على ما تريدان إنشاءه، وهذا هامٌّ خصوصاً في أوقات الخلاف؛ لكن ومع ذلك، فإنَّ العديد من الأزواج ليس لديهم رؤيةٌ مشتركةٌ قوية، وليسوا واضحين فيما يخصُّ ما يريدون إنشاءه معاً، وإنَّ هذا الافتقار إلى رؤيةٍ مشتركةٍ يمكن أن يجعل علاقتك عن بعدٍ غير مستدامة. إنَّه لمن الهامِّ التأكُّد من توافق رغباتكم حتَّى تتمكَّنوا من بناء رؤيةٍ مشتركةٍ قويةٍ مع شركائكم.
يمكن أن يحدث هذا إذا كنتما تؤسسان لعملٍ أو لمؤسسةٍ خيريةٍ معاً، أو إذا كنتما تعملان على تطوير نفسيكما كأفرادٍ وكأزواج، بحيث تكونان قدوة لأطفالكما بالنسبة إلى ما يجب أن تبدو عليه العلاقة المثالية. حتَّى إذا لم تكن مهتماً ببدء عملٍ تجاري، فلا يزال بإمكانك التفكير في شيءٍ واقعيٍ وعملي، مثل: تخطيط نوعٍ معينٍ من نمط الحياة الذي يمكن لك ولشريكك أن تتشاركانه معاً خلال عامٍ أو عامين. إنَّ إنشاء هدفٍ مشتركٍ سيجعلك أنت وشريكك تتطلَّعان إلى إنشاء حياةٍ مثيرةٍ معاً.
لا تستهن بقوة الترقب.
كلَّما كانت رؤيتكما المشتركة أقوى، زاد تصميمكما على البقاء معاً والعمل على خلق مستقبلٍ سعيدٍ في أوقات التوتر الشديد.
2. تعزيز تواصلك العاطفي:
يجب أن تعمل مع نفسك على تقوية العلاقة العاطفية باستمرار، وكذلك شريكك؛ وهذا يتطلَّب أن تكون مسؤولاً عمَّا تشعر به، وألَّا ترمي بكلِّ احتياجاتك على شريكك؛ يمكن أن يشكِّل العيش منفصلين تحدياً، ولكن ليس من الجيد رمي كلِّ مخاوفك وهمومك اليومية وتوترك على شريكك؛ لأنَّ ذلك قد يتسبَّب بتشكيكه في جاذبيتك كشريك حياة.
أسرع طريقة للعودة مرةً أخرى إلى "نطاق الصداقة" هي مشاركة كلِّ لحظةٍ من كلِّ يوم؛ لأنَّ هذا مملٌ ولا يترك شيئاً لمخيلة شريكك. في حين أنَّه قد يكون من المغري الاتصال بشريكك كلَّ يوم، ولكن فعلياً يمكن لكونكما على تواصلٍ دائمٍ أن يجعل شريكك أقلّ انجذاباً إليك، كما يمكنه الحاق الضرر بالعلاقة عن بعدٍ فيما بينكما.
إنَّ تطوير النفس كشخصٍ من خلال امتلاك حياةٍ خارج حدود العلاقة ضروريٌّ لجميع الأزواج في العلاقة عن بعد، كما أنَّ مشاركة اكتشافاتٍ مثيرةٍ من خلال التواصل الهادف يبني تواصلاً حقيقياً، ويمكن أن يؤدِّي إلى انجذابٍ كبير.
طريقةٌ مثيرةٌ لتعزيز التواصل:
لتعزيز تواصلك العاطفي والحميم، فكِّر في استخدام المراسلات العاطفية لإنجاح علاقتك عن بعد، إذ يمكن أن يكون للرسائل النصية القصيرة والمبتذلة تأثيراً أكبر بكثيرٍ من مجرد مشاطرة يومٍ ما، كما أنَّه يساعد في خلق الشوق العاطفي الذي ينبغي أن يتمتع به كلا الشريكين؛ وبهذه الطريقة، يمكنكما الرد على رسائل بعضكما بعضاً بتأنٍّ أكبر. تذكَّر أنَّه كلَّما طال الانتظار قبل الرد، زاد الانجذاب الذي سوف يُلهِب شريكك.
الزمن أداةٌ قوية، وإنَّ احترام احتياجات شريكك حتَّى لو كانت خارج نطاق احتياجاتك يُحدِث تأثيراً كبيراً في تقوية جاذبيتك لديه. أرسل رسالةً إلى شريكك عندما يحين الوقت المناسب، مثلاً: عندما لا يكون لديه اجتماعٌ مع رئيسه، أو غداءٌ مع ابنة أخيه، أو زيارةٌ لوالديه، إلخ؛ فمن الهامِّ لتقوية الجاذبية العاطفية والجسدية أن تُظهِر الثقة واحترام الذات.
3. مناقشة العلاقة الحميمة:
هذا شيءٌ لا يرغب معظم الناس في التحدُّث عنه، ومع ذلك فإنَّ ترسيخ العلاقة الحميمة هو أمرٌ ضروريٌّ لتطوير علاقةٍ صحيَّةٍ وسعيدة. في العلاقة عن بعد -خاصةً في المراحل المبكرة- قد يكون من المغري التركيز على تواصلك العاطفي، وعلى كلِّ ما هو جيد، وليس على معالجة أيٍّ من التهديدات المحتملة لعلاقتك.
عادةً، يشير تجنُّب الحديث عن العلاقة الحميمة إلى وجود مخاوف شخصية، ويُشعِر الشريك في كثيرٍ من الحالات المتعلِّقة بهذا الموضوع بالقلق من أنَّ مشكلةً ما قد تؤثِّر في الوظيفة الجنسية لديه. هذه القضايا شائعة جداً، حيث أنَّ 31٪ من الرجال، و43٪ من النساء يتكلَّمون في هذا المجال بصعوبة، ويمكن أن تؤثِّر كثيراً في احترام الشخص وتقديره لذاته؛ وفي كثيرٍ من الأحيان، سوف يؤدي هذا إلى تجنُّب مناقشة هذا الموضوع الهامِّ للغاية.
سيؤدِّي هذا الخيار الخطير إلى القلق والإحباط في العلاقة عندما يبدأ أحد الشركاء بالتساؤل عن سبب عدم اهتمام شريكهم بالعلاقة الحميمة معه؛ وفي الواقع، إنَّه سببٌ شائعٌ لانهيار العلاقات عن بعد. من الهامِّ أن ننتبه إلى أنَّ القضايا الحميمية عادةً ما تنتج عن التركيز على فعلٍ خاطئٍ في وقتٍ خاطئ، وهو شيءٌ يمكنك العمل على تحسينه.
في معظم الثقافات، غالباً ما يُنظَر إلى العلاقة الحميمة على أنَّها موضوعٌ مُحرَّم، ويفضي هذا إلى الكثير من التشويش والإحباط وخيبة الأمل عندما لا يُناقشه الزوجان. يتفاقم هذا في العلاقة عن بعد، حيث يركِّز الأزواج في كثيرٍ من الأحيان على بناء علاقتهم العاطفية؛ وقد ينتظرون لفترةٍ أطول بكثيرٍ من الأزواج الآخرين قبل مناقشة الاحتياجات الحميمة واللقاء الشخصي والقدرة على المشاركة. إذا اخترت عدم مناقشة العلاقة الحميمة مع شريكك في العلاقة عن بعد، فأنت تُخاطر بعلاقتك، وهذا يمكن أن يؤدِّي إلى تناقص الاهتمام، وكذلك إلى انخفاض الرغبة والحافز. وعليه، سوف يلبي تعلُّم بعض المهارات التي يمكن أن تساعد كلا الشريكين، الاحتياجات الحميمية في العلاقة عن بعد، حتَّى يتمكَّنا من إنجاح العلاقة عن بعدٍ لكليهما.
نصائح للحفاظ على علاقة حب عن بعد:
غالبنا يعرف أن علاقة الحب في أكثر الأحيان تكون عبارة عن علاقة بين شخصين يقطنان في مكان واحد، أو يمكن لطرفي العلاقة أن يلتقيا في كل حين وآخر، ولكن ماذا لو كان الحب عن بعد، وهذا أمر وارد لأسباب عديدة منها السفر للعمل، أو الخروج في مهمات طويلة الأجل يتطلبها عمل الإنسان، وفيما يلي نقدم أهم النصائح التي يمكن أن يستفاد منها المرء في الحفاظ على علاقة الحب عن بعد، وهذه النصائح هي:
1. عدم انقطاع التواصل:
التواصل هو أحد العلامات المهمة لنجاح علاقة الحب عن بعد واستمرارها، ولذا يجب تخصيص وقت للاتصال بالشريك بشكل منتظم، فمعرفة أن لديك تاريخ على Skype كل يوم جمعة أمر جيد أن تتطلع إليه، كما هو الحال مع النص الصباحي على تطبيق الواتس أب أو الماسنجر أو غيره من وسائل التواصل والأهم من ذلك، هو الاتفاق مع الشريك على مواعيد التواصل بما يساعد على تخفيف حدة الغضب في حال الاتصال وعدم الرد على الشريك.
2. عزز تواصلك بتذكر الشريك ماديا:
نعلم أن علاقة الحب عن بعد فيها نوع من المعاناة لطرفي العلاقة؛ لذا إضافة إلى التواصل المستمر يجب على الشريك أن يتذكر شريكه الآخر في العلاقة بهدية أو بشيء يحبه، ليس من الضروري أن يكون باهظ الثمن، إلا أنّ مثل هذا الأمر يساهم بشكل كبير على تعزيز التواصل وتعزيز علاقة الحب عن بعد.
3. ضع هدفًا للعلاقة معًا:
تكون المسافات الطويلة أسهل لكلا الشريكين إذا كان هناك تاريخ انتهاء متفق عليه للمسافة أو هدف علاقة مشتركة محدد في الاعتبار.
على سبيل المثال، وإذا كنت مسافر بسبب العمل، ففكر في كيفية تناسب علاقتك مع كل هدف من أهدافك المهنية. يمكن أن تحدد هذه الأشياء ما تريده كلاكما من علاقتكما الطويلة المدى. مرة أخرى، التواصل هو المفتاح.
4. لا تفسد حياتك:
في بعض الأحيان في علاقة طويلة المدى، من السهل الانغماس في التفكير في مدى بعدك، ومدى افتقادك للشخص، ومدى صعوبة ذلك. أفضل طريقة لتجنب الشعور بالحزن أو القلق هي التواجد في حياتك ومع الأشخاص الموجودين فيها. خارج مسؤولياتك اليومية، تأكد من البقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلة القريبين منك. إذا كنت لا تعرف الكثير من الأشخاص أين أنت، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي الانضمام إلى نادٍ، أو التطوع في منظمة غير ربحية تكون متحمسًا لها، أو الانضمام إلى فصل رياضي أو تمرين تستمتع به، وهذا ينعكس على بقاء العلاقة في أوجها من دون أن تتأثر علاقة الحب بالتوترات الحاصلة أو الحزن.
كيف أتعامل مع شخص في بداية العلاقة:
قد تتساءل هل العلاقات عن بعد ناجحة؟
على الرغم من أنّ علاقة الزواج أو علاقة الحب أجمل أن تكون عن قرب، إلا أن ظروفا معينة قد تفرض على الشريكين الابتعاد، ولذا فإن مسؤولية استمرار علاقة الحب عن بعد تقع على عاتق كلا الشريكين، وذلك لأن البعد وما يرافقه من شوق وحاجة إلى لقاء الشريك قد يكون سببا رئيسا في فشل العلاقة، ويكمن سر تحمل المسؤولية في أن يقوم كل شخص بتجاوز مشكلات وأخطاء الطرف الآخر، وإظهار الدعم له في لحظات الضعف، وتجديد الحماسة وإيقاظ جذوة التفاؤل، وتجديد الحب، بأن يذكر كل شريك الآخر، بأهداف البعد وما سيحققه الشريكان من هذا البعد من نجاح مستقبلي للعلاقة.
طرائق لتلبية الاحتياجات الحميمة في العلاقة عن بعد:
في حين أنَّه من الهامِّ مناقشة احتياجاتكما الحميمية حتَّى تكونان على وفاق، إلَّا أنَّ تلبية هذه الاحتياجات في العلاقة عن بعدٍ يمكن أن يكون أكثر صعوبة.
كما ذكرنا سابقاً، يمكنك البدء بإرسال رسالةٍ عاطفيةٍ إلى شريكك، وهو أمرٌ هامٌّ جداً من أجل الحفاظ على الشرارة متقدةً في علاقتك عن بعد.
من الهامِّ أن تركِّز انتباهك على ما تريد أن تشعر به؛ فالخيال أداةٌ قويةٌ تحت تصرفك، ويمكنك استخدامها لتحسين إدراكك لمشاعرك فيما يخص التواصل الحميم؛ يمكنك أنت وشريكك إجراء مكالمة حميمية، حيث يعزِّز تركيز انتباهك على ماهية الشعور إدراكك له، في حين أنَّ تركيز انتباهك على آليات إتاحة هذا الفعل يساعدك في تطويعه. يمكن لخيالك أيضاً أن يُخرِّب سعادتك، لذلك انتبه إلى المكان الذي تسمح لخيالك أن يأخذك إليه.
طريقةٌ أخرى لتلبية الاحتياجات الحميمة في العلاقة عن بعد: بتوجيه رغبتك الحميمة بطريقةٍ مبتكرة، مثل: كتابة رواية، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تغيير حياتك المهنية.
واقعياً، عندما لا يلبي شريكك احتياجاتك الحميمة تواً، وأنت لا تصبُّ تركيزك على كون هذا مشكلة؛ فمن المرجَّح أنَّك تبني شيئاً استثنائياً لنفسك. احرص فحسب على ألَّا تحاول قمع إثارتك؛ لأنَّ "محاولة عدم التفكير فيها" سيقوِّي إحساسك بها؛ وهذا لأنَّ الطاقة تتدفَّق حيث يذهب تركيزك.
أفكارٌ أخيرة:
تتطلَّب العلاقات عن بعدٍ جهداً مدروساً واهتماماً بالتفاصيل؛ وهي مثل أيِّ علاقةٍ أخرى، تحتاج إلى نقل رغباتك وأحلامك إلى المستقبل، والقيام بالخطوات اللازمة لتحقيقها.
أضف تعليقاً