أيضاً الشخصية "النرجسية" التي تضع مصلحتها الذاتية فوق كل اعتبار، فصاحبها لا يقبل الانتقاد إنَّما يشعر بالعظمة طيلة الوقت، وأما الشخصية "المظلومة"؛ فهي من تبرع بتأدية دور الضحية، فلا تتوقف عن الشكوى والشعور بالظلم، والشخصية "العصبية" سريعة الغضب وحاملة الطباع الحادة التي نتجنبها كثيراً، فالإنسان لا يقوى دائماً على تحمل الانفعالات والصوت العالي، وكذلك لا يحب التعامل مع الشخصية "المترددة" ذات القلق المستمر والخجل الزائد وقلة الثقة بالنفس، أو الشخصية "العنيدة" غير المهتمة لرأي غيرها.
الضغوطات الكثيرة في حياتنا العملية والشخصية تجعلنا نميل للأشخاص الودودين والمحفزين ممن لديهم طاقة إيجابية تحفز الجميع على متابعة طريقه، وأيضاً الأشخاص المتعاونون ممن يرغبون بمساعدة الجميع من حولهم، ولكن بعد تحدُّثنا عن تلك الأنماط المختلفة من الشخصيات، فلا بد من التفكير والسؤال عن الشخصية التي يحبها الجميع ويسحره التعامل معها، فما هي الصفات التي تملكها؟ وكيف تكون صاحب شخصية ساحرة؟
تابع قراءة المقال لتجد الإجابة عن سؤالك.
من هي الشخصية الساحرة؟
درس علم النفس كثيراً من الأنماط والشخصيات، فوجد الناس تسحر بالأشخاص الواثقين من أنفسهم صاحبي الإرادة القوية والأهداف والمبادئ المحددة، والسلوك السليم الذي يعكس تربيتهم السليمة، إضافة لامتلاك مشاعر نبيلة مثل محبة الآخرين ومسامحتهم وتقدير ظروفهم، فلا يصرح بأسرارهم أبداً، كما يشاركهم أفراحهم وأحزانهم أيضاً، فيستمع لهم ويحاول مساعدتهم بكل ما يملك من طاقة، ولا يعطي الوعود الكاذبة؛ لأنَّه يعلم أنَّ الكذب يفقده سحره، ومحبة الجميع له والصدق في الكلام من المبادئ الأساسية في حياته.
كيف تكون صاحب شخصية ساحرة وواثقة؟
نقدم لك فيما يأتي مجموعة من النقاط والنصائح التي تجعلك شخصية ساحرة وواثقة أمام الجميع:
1. بناء الثقة بالنفس:
هي الخطوة الأهم، فإن أردت سحر الجميع عليك القيام بما يأتي:
التركيز على نقاط القوة:
نمتلك جميعنا نقاط قوة ونقاط ضعف، ونقاط القوة بالنسبة لأي شخص هي الصفات الإيجابية التي يحبها في نفسه، فتجعله مميزاً عن الآخرين، وبالرغم من أنَّنا جميعاً نمر في فترات من انعدام الثقة بالنفس، ولكن عيلنا التركيز على الأشياء التي نحبها في شخصيتنا لنستطيع تصديرها للآخرين، فمثلاً يمكنك كتابة قائمة بالصفات الإيجابية التي تملكها والمواهب والإنجازات التي حققتها، واللحظات التي شعرت بها بالفخر في نفسك، ولكن اكتب ذلك بموضوعية ويمكن الاعتماد على التعليقات التي سمعتها من الآخرين في استنتاج صفاتك الجميلة، ولا تتردد في إظهار مواهبك للآخرين وتفاخر بذلك دون تردد.
الاعتياد على التفكير الإيجابي:
يبحث الجميع عن الأشياء الإيجابية في الحياة، ويريد الانتباه لكل ما يُحسن الحالة النفسية، وهذا ما يقرب الناس إليك؛ لذلك واجه الأفكار السلبية بما يناقضها من وجهات نظر إيجابية ووجه العبارات الإيجابية لنفسك دائماً كأن تقول: "أنا أستطيع"، أو "يمكنني النجاح في هذا الأمر أيضاً"، ولأنَّ السعادة والطاقة الإيجابية معدية، فعليك التقرب من الأشخاص الإيجابيين والطموحين دائماً لتحسن حالتك المزاجية، وحاول الترفيه عن نفسك بمشاهدة الأفلام المضحكة والمشاركة بالنشاطات الترفيهية.
الحفاظ على الأناقة:
الترتيب والأناقة تشعر الإنسان بالثقة بالنفس، وليس المقصود بالأناقة اختيار الملابس غالية الثمن؛ إنَّما نقصد ارتداء الملابس المناسبة للجسم.
الحفاظ على اللياقة البدنية:
الوزن الزائد أو النحافة المفرطة وكل ما يتعلق بشكل الجسم يقلل من ثقة الإنسان بنفسه، وبخاصة إذا تحدَّث بكثرة عن عيوبه للآخرين، فينقل لهم الشعور بالاستياء من جسده؛ لذلك عليك السعي لتكون أقوى جسدياً ولتحب شكلك من خلال التسجيل في نادي رياضي والالتزام بالرياضة التي تقوي الجسم، وتساعد على تحسين طريقة الجلوس والمشي وتحافظ على الاستقامة، إضافة إلى الالتزام بنظام غذائي صحي يساعد على الوصول إلى الوزن المثالي، كما أنَّ النظام الصحي يحسن الشعر والبشرة، ويساعد على التخلص من عيوبها.
2. إشعار الآخرين بتميزهم:
يتقرب الإنسان من الأشخاص الذين يمنحونه شعوراً بالتميز والاهتمام، ويبدأ ذلك بتذكر أسماء الآخرين، فلا يمكن التعامل مع شخص نسي اسمك، وإذا كنت تعاني من مشكلة تذكر الأسماء، فعليك تكرارها لتحفظها، وعند التحدث للآخرين يُفضَّل أن تنصت لهم، فلا يكفي الاستماع إنَّما يجب التفاعل والتركيز والابتعاد عن المكالمات الهاتفية أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو اللعب بالألعاب ومشاهدة التلفاز.
هذه الظواهر شائعة في مجتمعنا، وإذا أردتَ القيام بنشاط ما، فعليك الاعتذار أولاً، ولأنَّ البشر يحبون المدح والثناء على سلوكاتهم الحسنة، فعليك التحدث بمجاملات، ولكن مجاملات صادقة مبينة على الصفات الإيجابية التي يمتلكها الآخرون، ومن ضرورات الاهتمام بالآخرين أن تشعر بالتعاطف تجاههم، فلا تطلق الأحكام قبل معرفة ظروفهم؛ لذلك اسأل الآخرين عن أحوالهم وسارع لمشاركتهم أحزانهم وتقديم الدعم المعنوي.
عند مرور أحدهم بمناسبة سعيدة، فعليك تهنئته ونقل مشاعرك السعيدة له، وعند مرور شخص بظروف صعبة وتريد دعمه معنوياً لا ضرر من التحدث إليه عن معاناتك الشخصية المشابهة وما مررت به من صعاب واستطعت تجاوزها، فأنا أذكر جيداً في الفترة التالية لوفاة والدي كان أقرب الأشخاص إلي من عاش ظروفاً مشابهة، فحاول مساعدتي على تجاوز تلك الفترة من خلال ما حدثني به عن سلوكات وأساليب اتبعها لمنع الحزن من السيطرة عليه.
3. الانتباه إلى لغة الجسد:
تؤدي لغة الجسد دوراً هاماً في لفت انتباه الآخرين لحديثك وإبراز ثقتك بنفسك، ويبدأ ذلك بالتواصل البصري الثابت الذي يشعر الآخرين بالارتياح في الحديث معك، كما أنَّ وضعية الجسد المتباعدة تظهر للآخرين عدم الرغبة بالحديث معهم؛ لذلك وجِّه جسدك نحو الشخص المتحدث ولا تكثر الإيماءات واجلس بشكل مستقيم بحيث يبقى رأسك مرفوعاً بشكل عفوي، ولا تضم يديك أمام المتحدث؛ بل ضعهما على جانبي الجسم وابتسم دون إفراط بذلك، فالابتسامة تجعل الملامح مريحة والحديث إيجابياً، ولكن الإفراط بالابتسام أو الضحك يقلل من أهمية الحديث، ولتتقن ذلك تدرب على التحدث أمام المرآة، ويمكن أن تسجل فيديو لنفسك لترى أخطاءك في أثناء الحديث وتحاول تعديلها.
شاهد بالفيديو: كيف تستثمر لغة الجسد لتكتسب كاريزما قوية تسحر من حولك
4. اختيار الموضوعات التي تتحدث عنها:
لا تتحدث بعشوائية أمام الآخرين، فمثلاً لا تذكر المواقف السيئة وتتحدث عن الأحداث المريبة أو المملة؛ بل حاول التحدث عن المهارات والخبرات التي يمكن اكتسابها أو الأفلام المفضلة أو الملابس والموضة، ويختلف الحديث باختلاف الشخص الذي تتحدث معه؛ لذلك اختر ما تلاحظ اهتمام المستمع به وحاول اعتماد حس الدعابة في بعض الأحيان؛ وذلك ليشعر الآخرون بالراحة في أثناء الحديث، ولكن دون المبالغة تجنباً لتحول المحادثة إلى عرض كوميدي ساخر.
عندما يتم التحدث بقضايا تهمك ولديك وجهة نظر خاصة بها، فلا تتردد في طرح وجهة نظرك والدفاع عن أفكارك؛ لأنَّ الناس لا تحب الحديث مع الأشخاص غير الواضحين أو المترددين والمتشككين في وجهات نظرهم، وإذا لم تكن واثقاً من إجابتك؛ فعليك توضيح ذلك، فعدم اليقين ليس عيباً إنَّما العيب هو التمسك بالرأي فيتحول ذلك إلى عناد فحسب، ولا يتقرب الناس من الشخص العنيد عادةً.
من النقاط الهامة أيضاً المتعلقة بالحديث مع الآخرين أن تعرف متى تنهي المحادثة حتى عندما تمتلك كثيراً من المعلومات المفيدة والمثيرة للاهتمام، فتتحول إلى معلومات مملة إذا لم تحظَ بتفاعل الطرف الآخر؛ لذلك حافظ على توازن الحدث ولا تطيل أو تعيد الشرح إلا في حال طلب الشخص منك ذلك لوجود تساؤلات في ذهنه.
5. تجنُّب القلق من نظرة الناس لك:
نسعى في الكثير من الأحيان إلى نيل رضى الآخرين من خلال تجنب إظهار الشخصية الحقيقية والتظاهر بسلوكات لا نحبها وتبنِّي أفكار لم نقتنع بها، ولكن كل ما سبق لا يجعلك ساحراً وواثقاً في نظر المحيطين بك إنَّما يجعلك تابعاً للآخرين فحسب؛ لذلك ركز على نفسك وأظهر ما تريده من أفكار ومشاعر ولا تضيع وقتك في انتظار رد فعل الآخرين.
في الختام:
الشخصية الساحرة التي يرغب الجميع بالتقرب منها هي الشخصية الواثقة والإيجابية والمتعاونة، ولتصبح كذلك عليك بناء ثقتك بنفسك أولاً من خلال التركيز على نقاط القوة والصفات الإيجابية التي تملكها، ومواجهة الأفكار السلبية باعتماد التفكير الإيجابي دائماً، ولأنَّ الشكل الخارجي يؤدي دوراً هاماً في تعزيز الثقة بالنفس، فكن أنيقاً وقويَّاً جسدياً، وأيضاً عليك إشعار الآخرين بتميزهم، فلا تنس الأسماء، وعند يتحدث شخص إليك أنصت جيداً وأطلق المجاملات الصادقة وابتسم، فالابتسامة تجعل الحديث مريحاً وممتعاً.
حاول التعاطف دائماً مع الآخرين من خلال مشاركتهم أحزانهم وأفراحهم، وأما عند تحدثك، فعليك اختيار الموضوعات المثيرة لاهتمام الطرف المشارك بالحديث ولا تطل الشرح، وفي الوقت ذاته دافع عن القضايا الهامة بالنسبة إليك، وفي أثناء الحديث انتبه جيداً للغة جسدك، ولا تفكر كثيراً برأي الآخرين بك، فالأفضل أن تكون حقيقياً.
أضف تعليقاً