خطوات لإنشاء مخطط للخطاب:
1. اختيار الموضوع:
عليك أن تعرف ما ستتحدث عنه قبل إنشاء المخطط قد يكون الموضوع محدداً أحياناً، لا سيما في الدورات المتعلقة بالتحدث أمام الجمهور، فعليك تلبية متطلبات المعلم، ولكن في كثير من الحالات، يجب على المتحدثين اختيار موضوع الخطاب.
ضع في الحسبان الجمهور ونوع المعلومات التعليمية أو الفكاهية أو المعلومات ذات القيمة الأخرى التي يحتاجون إلى سماعها، فيجب بالطبع أن يكون موضوع الخطاب ورسالته مرتبطة بهم، أمَّا إذا كنت لا تعرف الجمهور بما يكفي لاختيار موضوع ما، فهذه مشكلة.
الجمهور هو أولوية بالطبع؛ ولكن من المفيد أيضاً اختيار موضوع تهتم به وتعرفه؛ إذ يسهل إنشاء خطاب عن موضوع يهمك بدلاً من كتابة خطاب لا يهمك، وإذا استطعت اختيار موضوع يثير اهتمام الجمهور واهتمامك، ستتمكن من إنشاء وإلقاء خطاب لا يُنسى.
2. كتابة فكرة الأطروحة:
عليك أن تسأل نفسك سؤالين هامين في هذه الخطوة:
- ما هي الرسالة التي تود أن يأخذها الجمهور من خطابك؟
- كيف توصل لهم هذه الرسالة؟
تسمى الرسالة الرئيسة للخطاب بـ "فكرة الأطروحة"، وهي الفكرة الرئيسة من العرض، وأهم نقطة ستتطرق إليها من المرجح أن تذكُر فكرة الأطروحة خلال الخطاب، وذلك في نهاية المقدمة، لتتوسع بعدها عنها في بقية الحديث، وتشارك مزيداً من المعلومات التي تثبت صحتها.
اكتب فكرة الأطروحة أولاً قبل أن تبدأ البحث أو إنشاء مخطط الخطاب، فيسهل التأكد من أنَّ جميع عناصر الخطاب مترابطة حينما تعود إلى فكرة الأطروحة في أثناء العمل على الخطاب.
بعض الأمثلة عن فكرة الأطروحة:
- الجري يومياً مفيد للصحة.
- من الهام الادخار للتقاعد مبكراً.
- أثرت جائحة كوفيد-19 تأثيراً سلبياً في العديد من الشركات الصغيرة.
بعدها، يجب تحديد طريقة شرح رسالتك الرئيسة؛ فإذا كانت الفكرة الأساسية هي أنَّ الجري يحسن الصحة البدنية، فيمكنك شرحها كما يأتي:
- ذكر دراسات علمية أثبتت أنَّ الجري مفيد للصحة.
- مشاركة تجربتك الشخصية في ممارسة الجري يومياً.
يجب أن تعكس جميع الأفكار الفرعية والمواد الداعمة الفكرة الرئيسة وتدعمها، ويجب أن يؤدي الخطاب في نهايته إلى تحفيز الجمهور أو تثقيفهم أو إقناعهم بأنَّ فكرة الأطروحة صحيحة.
3. تحديد جملة جذابة تفتتح بها الخطاب:
بعد تحديد موضوع الخطاب وفكرة الأطروحة، حان وقت الانتقال إلى الجزء الأكبر من المخطط أول جزء من الخطاب هو المقدمة، والتي يجب أن تتضمن "جملة جذابة" قوية لإثارة انتباه الحضور، ثمة كثير من الأفكار والأساليب التي يمكنك استخدامها لإنشائها، وكلما أبدعت فيها أكثر، كان ذلك أفضل، ومن الأمثلة عن ذلك:
- إلقاء نكتة.
- مشاركة قصة.
- استخدام أدوات توضيحية أو عناصر بصرية.
- طرح سؤال، سواء أكان سؤالاً بلاغياً أم سؤالاً عادياً.
هذه مجرد أمثلة قليلة عن الجمل الجذابة التي يمكن أن تثير اهتمام الجمهور، ولا ينبغي أن تكون بقية المقدمة طويلة جداً، فيجب أن تأخذ حوالي 10% من الخطاب، ولكن ثمة بعض الأمور الأخرى التي عليك ذكرها؛ كأن تقدِّم نفسك بإيجاز لتثبت للجمهور مصداقيتك، وتذكر سبب إلقاء هذا الخطاب، ثم توضح أنَّك ستتطرق إلى عدة أفكار رئيسة، والتي يمكنك أن تأتي على ذكرها بسرعة، وتذكر فكرة الأطروحة.
يمكنك أيضاً أن تخبر الحضور بمدة الخطاب، وما يستفيدون منه، كأن تقول مثلاً: "في نهاية خطابي معكم اليوم، ستفهمون كيفية كتابة السيرة الذاتية"، ثم انتقل بسلاسة إلى متن الخطاب.
4. متن الخطاب:
حان الوقت الآن لكتابة متن الخطاب، وهو أكبر جزء من العرض التقديمي، والذي يشمل الأفكار الرئيسة والفرعية، إليك فيما يأتي بنية متن الخطاب:
الفكرة الرئيسة الأولى:
- فكرة فرعية.
- فكرة فرعية.
- فكرة فرعية.
الفكرة الرئيسة الثانية:
- فكرة فرعية.
- فكرة فرعية.
- فكرة فرعية.
الفكرة الرئيسة الثالثة:
- فكرة فرعية.
- فكرة فرعية.
- فكرة فرعية.
قد تكون الأفكار الفرعية قصصاً أو عناصر بصرية أو دراسات تدعم من خلالها الأفكار الرئيسة، ولكن يجب أن تكون مؤثرة ومثيرة للاهتمام، لأنَّ الجمهور لن يستمتع بالإصغاء إلى مجرد قائمة من الحقائق.
يعتمد مقدار التفاصيل التي تضيفها على المخطط الذي تستخدمه؛ إذ ليس من الضروري أن يتضمن المخطط الهيكلي جميع التفاصيل الصغيرة، بل الهدف منه هو تلخيص جميع الأفكار الهامة في الخطاب بإيجاز، وليس عليك حتى كتابة جمل كاملة في هذه المرحلة، بل تقوم بذلك في المخطط التفصيلي والمسودات الأخرى لاحقاً.
5. الخاتمة:
يجب أن تلخص في الخاتمة الأفكار الرئيسة بإيجاز كأن تقول: "لقد تعلمنا اليوم في حديثنا..."، وكرر الأفكار الرئيسة، ومن المفيد أيضاً أن تترك للجمهور فكرة ليفكروا بها أو يناقشوها مثل سؤال يتوسع في الخطاب، يدور في أذهانهم لبقية اليوم، أو شارك قصة أو اقتباساً أخيراً يلهمهم، أو أفكاراً إضافية إذا كانت الخاتمة مرتبطة بالمقدمة أو الجملة الجذابة.
في حالات أخرى، قد تنهي الخطاب بعبارة تحث الحضور على العمل في حال كنت تروِّج لشيء ما، تأكد من أنَّ الجمهور يعرف ما هو وكيف سيفيدهم وأين يمكنهم العثور عليه، أو قد تكون عبارة الدعوة إلى العمل (CTA) بسيطة مثل: مطالبة الحضور بمتابعتكم على وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيراً، لا تنس أن تشكر الجمهور على حُسن إصغائهم إليك.
نصائح إضافية مفيدة لكتابة الخطاب:
إنَّ المخطط هام للخطاب، ولكنَّه ليس الشيء الوحيد الذي عليك تحضيره لتقديم العرض؛ لذا نستعرض بعض النصائح الإضافية للمساعدة على نجاح الخطاب:
1. استخدم العناصر البصرية:
تُعد العناصر البصرية طريقة فعالة للحفاظ على اندماج الجمهور والتأكد من إصغائهم بعناية وتذكر ما قلته، فتعمل العناصر البصرية على جذب انتباه الأشخاص الذين قد لا يستمعون عن كثب، كما تدعم هذه العناصر الأفكار دعماً كافياً، ويمكنك إضافة أي من العناصر البصرية الآتية في خطابك:
- عرض تقديمي على برنامج "باور بوينت" (PowerPoint).
- مخطط أو رسم بياني.
- سبورة بيضاء أو سبورة عادية.
- لوح ورقي قلاب.
- أدوات توضيحية تحملها أو تتفاعل معها.
- نشرات.
- فيديوهات.
لا تبالغ في استخدام العناصر البصرية، فالخطاب هو أهم ما تقدمه، وأي عناصر بصرية تستخدمها هي مجرد أدوات مساعدة؛ لذا اختر نوعاً معيناً من تلك العناصر لتدعم بها الخطاب.
إذا قررت استخدام العناصر البصرية، فاستخدم مخطط الخطاب لتسجل العناصر التي ستضيفها وأين تستخدمها، قد تضع هذه العناصر في المخطط الهيكلي، ولكن يجب أن تضيفها إلى المخطط التفصيلي.
2. حافظ على اندماج الجمهور:
في أثناء إنشاء الخطاب والتدرب عليه، تأكد من الحفاظ على اندماج الجمهور طوال الوقت، لقد تحدَّثنا عن أهمية إضافة القصص والنكات أو استخدام العناصر البصرية أو طرح الأسئلة لتنويع حديثك وزيادة متعته.
تُعد لغة الجسد عنصراً هاماً آخر يعزز اندماج الجمهور؛ إذ يجب أن تكون وضعية جسدك مستقيمة وليست متراخية، وكتفيك إلى الخلف والقدمين متباعدتين بمقدار عرض الكتفين؛ لذا حافظ على وضعية جسدك مفتوحة أمام الجمهور.
تواصل بصرياً مع مختلف الأشخاص في الجمهور، واستخدم إيماءات اليد لتؤكد على أفكار معينة أو تلفت الانتباه إلى العناصر البصرية، ولا تتردد في التحرك على منصة العرض، فالحركة مفيدة للإشارة إلى الانتقال من محور إلى آخر من الخطاب، وابتسم فالابتسامة تساعد الحضور على الاسترخاء.
3. تدرَّب على إلقاء الخطاب:
بعد الانتهاء من كتابة الخطاب، حان الوقت الآن للوقوف أمام المرآة والتدرب على إلقائه؛ لذا أعِر انتباهك إلى لغة الجسد والإيماءات والتواصل البصري، وتدرَّب على استخدام أي عناصر بصرية أو أدوات توضيحية، ومن المفيد أيضاً وضع خطة بديلة، كأن تجد حلاً في حال تعطَّل جهاز العرض ولم تتمكن من استخدام الشرائح.
اسأل أصدقاءك أو أفراد العائلة إذا كان بإمكانك التدرب على إلقاء الخطاب أمامهم، وعندما تنتهي، اطرح عليهم أسئلة عن المحاور التي أثارت انتباههم وتلك التي لم يهتموا بها.
يجب أن تستخدم أيضاً مخطط الخطاب وأي ملاحظات أخرى تستخدمها في العرض، ولا تنسَ الرجوع إلى هذا المخطط في أثناء العرض، ولا تقرأ منه حرفياً (باستثناء الاقتباسات)؛ لأنَّ مخطط الخطاب هو مجرد دليل لتذكيرك بالأفكار.
في الختام:
لا شك أنَّ إنشاء مخطط للخطاب يتطلب كثيراً من العمل، لكنَّه أفضل طريقة لتنظيم العرض التقديمي والتخطيط له، فعندما يكون المخطط جاهزاً، ستسهل كتابة الخطاب وتقديمه.
أضف تعليقاً