إنَّ الثقة ليست أمراً يمكن تدريسه كمجموعة من الأوامر، وإنَّما هي حالة ذهنية؛ حيث يُعَدُّ التفكير الإيجابي والتعلُّم والتدريس والمعرفة والتحدث مع الآخرين طرائق فعَّالة للمساعدة على تحسين وبناء الثقة، وتأتي الثقة من الشعور بالصحة والعافية، وتقبُّل جسدك وعقلك - نظرتك إلى نفسك - والإيمان بقدراتك ومهاراتك وخبراتك، فالثقة هي صفة يرغب معظم الناس في امتلاكها.
ماذا تعني الثقة بالنفس؟
يمكن أن تعني الثقة بالنفس أموراً مختلفةً لأشخاص مختلفين، إلا أنَّها تعني وجود أفكار ومعتقدات إيجابية عن نفسك وقدراتك، فالثقة هي نتيجة الطريقة التي تعلَّمنا بها، فقد نتعلم من الآخرين كيف نفكر في أنفسنا وكيف نتصرف، وتؤثر هذه الدروس في الأمور التي نؤمن بها عن أنفسنا والآخرين، والثقة هي أيضاً نتيجة تجاربنا وطريقة التفاعل مع المواقف المختلفة.
الثقة بالنفس ليست مقياساً ثابتاً، ويمكن أن تزداد ثقتنا بأداء الأدوار والمهام والتعامل مع المواقف ويمكن أن تنقص، وقد نشعر في بعض الأيام بالأمان أكثر من غيرنا، وعندما نبني الثقة، فقد يتطور إيماننا بأنَّه يمكننا إنجاز عمل رائع في أيَّة مهمة، فقد يحدث انعدام الثقة نتيجة عوامل عدَّة، بما في ذلك الخوف من المجهول، والنقد، وعدم الرضا عن المظهر الشخصي - تقدير الذات - والشعور بعدم الاستعداد، وسوء إدارة الوقت، ونقص المعرفة وحالات الفشل السابقة.
عندما نفتقر إلى الثقة بالنفس أحياناً؛ فذلك لأنَّنا نعتقد أنَّ الآخرين سيفكرون بنا، فقد يسخر منَّا الآخرون أو يتذمرون منَّا إذا أخطأنا، والتفكير بهذه الطريقة يمكن أن يمنعنا من القيام بالأمور التي نريدها أو نحتاج إلى القيام بها لأنَّنا نعتقد أنَّ العواقب مؤلمة جداً أو محرجة.
شاهد بالفيديو: 5 أمور تُشير إلى أنك تعاني من قلّة الثقة بالنفس
يمكن أن تكون الثقة المفرطة مشكلةً إذا كانت تجعلك تعتقد أنَّه يمكنك القيام بكل شيء، حتى لو لم تملك المهارات والقدرات والمعرفة للقيام بذلك بصورة صحيحة، وفي مثل هذه الحالات، يمكن أن تؤدي الثقة المفرطة إلى الفشل، ويعني الإفراط في الثقة أيضاً أنَّه من المحتمل أن تقابل أشخاصاً مغرورين أو أنانيين، ومن المرجح أن يقدِّر الناس فشلهم إذا اعتقدوا أنَّ عدم الاعتراف بالفشل يُعَدُّ غروراً.
يمكن أن يساعدنا التعلم والبحث على اكتساب المزيد من الثقة بقدراتنا على إدارة المواقف والأدوار والمهام، ومعرفة ما يمكن توقعه وكيف ولماذا تجري الأمور بهذه الطريقة ستزيد عموماً من وعيك ويجعلك تشعر بالمزيد من الاستعداد والأمان.
ومع ذلك، قد يجعلنا التعلم واكتساب المعرفة أحياناً أقل ثقةً في قدرتنا على أداء الأدوار والمهام، وعندما يحدث ذلك، نحن بحاجة إلى الجمع بين معرفتنا والخبرة، ومن خلال تكرار ممارسة ما تعلَّمناه، نكون قد طبقنا النظرية التي تبني الثقة وتزيد من التعلم والفهم.
قد يشعر الأزواج بالتوتر والقليل من الثقة بشأن إنجاب طفل، ومن المحتمل أن يشتروا الكتب أو يزوروا مواقع إلكترونية تقدِّم لهم النصائح وتزيل الغموض، ومن المرجح أيضاً أن يتحدثوا إلى آباء آخرين لاكتساب المعرفة والفهم.
في مكان العمل، يمكن توفير التدريب للموظفين لتعلُّم طريقة إدارة أو استخدام الأنظمة والإجراءات الجديدة، وهذا الأمر هام بصورة خاصة خلال فترة التغيير التنظيمي؛ حيث سيقاوم الكثير من الناس التغيير بعفوية، ومع ذلك، إذا تلقى الأشخاص المتأثرون بالتغييرات معلومات وتدريباً كافيَين، فيمكن تقليل هذه المقاومة عموماً؛ ذلك لأنَّ الموظفين يشعرون بالمزيد من الاستعداد ومن ثم الشعور بالأمان مع النظام الجديد.
إنَّ وجود نموذج يُحتذى يمكن أن يساعدك على بناء الثقة:
يكون هذا في الوضع المثالي شخصاً تراه بانتظام، أو زميلاً في العمل، أو أحد أفراد الأسرة أو صديقاً مقرباً، أو شخصاً لديه الكثير من الثقة بالنفس تريد أن تقتدي به، فراقِبهم وراقِب تصرفاتهم عندما يكونون واثقين، وكيف يتحركون، وكيف يتكلمون، وماذا يقولون ومتى؟ وكيف يتصرفون عند مواجهة مشكلة أو خطأ؟ وكيف يتفاعلون مع الآخرين وكيف يتفاعل الآخرون معهم؟
وتحدَّث معهم إن استطعت لمعرفة المزيد عن أفكارهم وما الذي يحفزهم؛ حيث يساعدك التحدث والحضور حول أشخاص تثق بهم عموماً على الشعور بالمزيد من الأمان، فتعلَّم من الأشخاص الناجحين في إنجاز المهام والأهداف كيف يمكنك تحقيق الأمور التي تريدها، وعندما تصبح أكثر ثقةً بنفسك، اعرض المساعدة والمشورة، وكن نموذجاً يُحتَذى به لشخص أقل ثقةً بنفسه.
أضف تعليقاً