قد لا تكون متأكداً من أين ستبدأ، وربما تفرط في التفكير في الخطوات التالية، وقد تقلل أيضاً من شأن نفسك أو تسمح للآخرين بإبعادك عن هدفك، ولكن ليس بعد الآن.
سيسمح لك هذا النظام البسيط والفعَّال بالوصول إلى أهدافك الأسبوعية والمضي قدماً نحو أهدافك الأكبر بثقة ويقين.
قد يبدو تحديد الأهداف الأسبوعية أمراً بسيطاً، ولكنَّه هامٌّ جداً لتحقيق هدفك الأكبر، والأمر عائدٌ لك في أن تجمع هذه الأمور البسيطة معاً خطوةً بخطوة، وأسبوع بعد أسبوع، مما يجعلك تقترب أكثر من هدفك الجوهري.
يساعدك التطلع إلى أهداف طويلة الأمد على تحديد الخطوات الأسبوعية المناسبة، وسيبقيك ذلك متحفزاً على متابعة التزاماتك بتحقيق أهدافك لأنَّ كل يوم جديد هو فرصة للقيام بذلك.
وبعد أن توضِّح تماماً ما تريد القيام به، يحين الوقت لاتخاذ تلك الخطوات الأسبوعية الصغيرة لتحقيق ذلك، وفي حين أنَّه من الضروري أن تضع هذه الفكرة أو الرؤية الكبيرة في الحسبان، فإنَّ السؤال هو: "ماذا تفعل يومياً وأسبوعياً لتحقيق ذلك؟" لذا سنقدِّم لك نظاماً سوف يساعدك على تحديد أهداف أسبوعية لتغيير حياتك.
على الرغم من أنَّ الأسبوع هو فترة زمنية قصيرة نسبياً، إلا أنَّه يحتوي على 168 ساعة، فهل تتخيل لو كان في الإمكان استثمار هذه الساعات لإظهار أفضل قدراتك؟ هذه الخطوات التالية ستساعدك على تحديد أهداف أسبوعية لتغيير حياتك، ولكن قبل ذلك، امنح الأولوية لنفسك، فلن تكون قادراً على تحقيق أهدافك والاستمتاع بها إذا كنت تعيش حالة من التوتر والإرهاق، فالعناية بالذات ليست أنانية، ويجب أن تخصص وقتاً للعناية بنفسك يومياً وتحدد ذلك في مفكرتك الخاصة.
الخطوة الأولى "أخذ وقت للتفكير":
خذ وقتك للتفكير في الأسبوع الفائت وراجع إخفاقاتك وإنجازاتك فذلك سيساعدك على ترتيب مهام الأسبوع الحالي وتحديد أهداف أكثر وضوحاً لتحقيق المزيد من النجاح.
اسأل نفسك عن الذي حققته وكيف يتعلق ذلك بأهدافك الأكبر الشهرية والسنوية؟ هل حِدت عن المسار؟ ولماذا حدث ذلك؟ وهل أنت سعيد بما أحرزته من تقدُّم؟
ستمنحك الإجابة عن هذه الأسئلة نظرة ثاقبة حول مدى جودة استثمارك لأسبوعك وما إذا كنت قد مضيت في الاتجاه الذي حددته في تصوُّرك، إذا لم يكن الأمر كذلك، فإنَّه يستحق أن تعيد انتباهك واهتمامك إلى رؤيتك الأشمل وأهدافك طويلة الأمد.
إذا لم تكن متحمساً تجاه أهدافك الأسبوعية، سيتطلب الأمر جهداً أكبر لتحقيقها؛ لذلك، كن متأكداً من أنَّها تلائمك.
الخطوة الثانية "تحديد الأهداف الأسبوعية":
الآن بعد أن راجعت أهداف الأسبوع الفائت وأخذت نظرة مبدئية عن المستقبل، حان الوقت لتحديد أهدافك للأسبوع المقبل؛ لذا إليك هذا النهج البسيط الذي عليك اتباعه:
- إجراء جلسة عصف ذهني لتوليد أفكار مثيرة عن الأهداف الأسبوعية، وذلك استناداً إلى الإخفاقات والإنجازات التي شهدتها الأسبوع الفائت، وترتيبها وفق الأولويات، اعتماداً على ما هو عاجل وهام لإحراز التقدُّم.
- تحديد خطوات منطقية تالية للمضي باتجاه الهدف الأكبر لكل يوم من أيام الأسبوع، فقد تكون هناك مهام مهمة تحتاج إلى اهتمامك وانتباهك.
- تحديد ثلاث خطوات يومية كحد أقصى لتحقيق هدفك اليومي المرجو؛ حيث سيساعدك هذا على تحقيق أهدافك الأسبوعية بالتأكيد.
أنت حر في عدد الأهداف الأسبوعية التي تحددها، ومع ذلك، عليك أن تضع في الحسبان الوقت الذي سيستغرقه كل منها، وتذكر أنَّ المقاطعات غير المتوقعة ستساعدك على ألَّا تفرط في الالتزام.
تأكد من أنَّ لأهدافك خصائص مناسبة:
- يجب أن تكون الأهداف محددة: اسأل نفسك عما تريد تحقيقه في هذا الأسبوع بالذات، فالأسابيع ليست متشابهة، وتأكد من أن تكون دقيقة وقابلة للتحقيق.
- يجب أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق وواقعية: فذلك يسمح لك بالتقدم بسهولة أكبر؛ لذا لا تحبط نفسك أيضاً، واعمل على تحقيق هدف سهل التحقيق، وامشِ خطوة أخرى إلى الأمام، وإذا لم تكن هناك طريقة للوصول إلى الهدف فأنت تُعِدُّ نفسك للفشل.
- يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس: وهذا يعني تحديد وقت معين لتحقيق هدفك، سواء كان هذا الوقت أياماً أم ساعات أم دقائق.
شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك
الخطوة الثالثة "جدولة الأهداف في تقويمك الزمني":
إذا كنت فقط تنوي أن تحتفظ بأهدافك في قائمة مهامك، فلن تبرح مكانها لفترة طويلة جداً، فنحن نعلم جيداً أنَّ قوائم المهام يمكن ألا تنتهي أبداً وهذا يعني أنَّه من المرجح أن تواجه صعوبة في إكمال المهام في الإطار الزمني الذي تتخيله، فلا شيء يقتل الدافع أكثر من قائمة مهام لا تنتهي أبداً وهذا هو السبب في أنَّك يجب أن تنجز كل مهمة هامة مباشرة.
إذا كنت لا تخطط ليومك، سيقوم شخص آخر بالتخطيط له عنك"، وهذا شيء لا تريده أن يحدث لأنَّك بذلك ستتوقف عن كونك قائداً وتتحول إلى تابع لأهداف الآخرين.
نحن جميعاً لدينا وقت محدود، فمن خلال جدولة المهام للوصول إلى الهدف، فإنَّك تؤكد على مدى أهمية إتمامها بالنسبة إليك، وهذا سيبقيك مسؤولاً ويحفزك على اتخاذ إجراءات لتحقيق أهدافك.
من المرجح أن تلتزم بمهامك المجدولة عند التخطيط لها وفقاً لتدفق إنتاجيتك؛ حيث ستساعدك معرفة إيقاعك اليومي على إجراء التعديلات اللازمة في خطتك وجدولك.
على سبيل المثال، يمكنك أن تنجز أهم مهامك في الوقت الذي تشعر فيه باليقظة والإبداع، ومن ناحية أخرى، يمكنك أن تقرر التوقف لفترة عندما تشعر بالتعب أو بتشتت انتباهك.
الخطوة الرابعة "وضع تذكيرات":
اضبط المنبه ليذكِّرك بالإجراءات التي عليك اتخاذها؛ حيث إنَّه لأمر رائع أن تخطط لخطواتك نحو الأهداف الأسبوعية، ومن الرائع أيضاً تخصيص وقت لكل خطوة من الخطوات المدونة في المفكرة للتأكد من أنَّك تخصص وقتاً لها بالفعل؛ وذلك لأنَّه إذا تشتت انتباهك وفشلت في تحقيق أهدافك، فقد يضيع كل ما بذلته من عمل وجهد هباءً.
إنَّ أهم خطوة هي اتخاذ الإجراءات للعمل؛ لذا تأكد من تذكير نفسك بالتزاماتك ولا تنحرف عن المسار الذي وضعته لنفسك.
الخطوة الخامسة "الاحتفاء بإنجازاتك":
تعلَّم أن تحتفل بإنجازاتك مهما كانت صغيرة، فهذا جزء كبير من تحديد الأهداف الأسبوعية التي ستغير حياتك؛ وذلك لأنَّه يخلق إحساساً بأنَّك تنجز عملاً جيداً، ويحفزك على إنشاء أهداف أسبوعية أكبر في المستقبل.
غالباً ما ينسى الناس الاحتفال بالمكاسب الصغيرة ويميلون إلى التركيز على الإنجازات الشهرية أو السنوية، لكن كل خطوة صغيرة تقودك نحو رؤيتك الأكبر، تستحق الاحتفال، حتى لو كان ذلك من خلال مكافأة نفسك بكأسٍ من العصير الطازج.
توقف لحظة للاعتراف بالعمل الذي أنجزته، فحقيقة أنَّك قد حققت هدفك قد تكفي لأن تشعر بالرضا عن تقدُّمك وتحفزك على الاستمرار، ولتحفيزك أكثر، اسأل نفسك: "ماذا ستفعل عندما تحقق هذا الهدف؟" أو "ماذا عليك أن تفعل إذا لم يتحقق؟".
تمرين إضافي: دوِّن هدفك الأسبوعي كل صباح من كل يوم في ذلك الأسبوع؛ حيث سيؤدي هذا إلى توجيه عقلك نحو تحقيق النجاح دون وعي، مما سيساعدك على تحقيق ذلك دون عناء.
إذا لم تحقق أهدافك الأسبوعية لسبب ما، فكر واسأل نفسك: "ما هي أكبر عقبة أمامي؟" سيساعدك فهم ما يعترض طريقك على التغلب على هذه العقبات بسهولة أكبر في المستقبل.
في الختام:
من الجيد قضاء الوقت في التفكير فيما تم إنجازه وما يحصل، إنَّ أخذ الوقت لإعادة تقييم أهدافك هو أفضل شيء يمكنك القيام به لتكون ناجحاً في تحقيقها أسبوعاً بعد أسبوع.
تأكَّد من صياغة أهدافك بأفضل طريقة ممكنة؛ لذا خصص قدراً محدداً من الوقت للتخطيط لأهدافك الأسبوعية ودوِّن ذلك الوقت في التقويم الخاص بك، وقد لا تحتاج إلى كل الوقت الذي تحدده، ولكنَّ الهدف هو تخصيص وقت للتخطيط حقاً لأهدافك الأسبوعية، وبهذه الطريقة، ستخصص المزيد من الوقت لمتابعة أهدافك ولن تشعر بالضغط، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
أضف تعليقاً