إنَّ في هذه الأخيرة، أي إهمالُ الواجبات والالتزامات مشكلةً حقيقية خاصةً إذا ما كان المُدمِن متزوِّجاً، إذ سيتولَّى لا بدَّ طرفٌ آخر هذه الأعباء الإضافية إلى جانب أعبائه الخاصة، وغالباً ما تكون الزوجة هي هذا الشخص، فتزداد مسؤوليَّاتها وتضطرِب صحَّتها الجسدية والنفسية ويتزعزع كيانُ الأُسرة المُستقرِّ.
مقالُنا اليوم موجَّهٌ لتلك الفئة الصابرة من الزوجات اللَّاتي يعاني أزواجهنَّ من هذا الإدمان، وسوف نقدِّم لهنَّ كيفيَّةَ التعامل مع الزوج المُدمِن، ستتمكنين من فهم دوافع زوجك وراء إدمانه للألعاب الإلكترونية، وستتمكَّنين من معرفة ما إذا كان هذا الإدمان ناتجاً عن مشاعرَ سلبيَّةٍ مثل القلق أو الملل.
التعامل مع الزوج المدمن على الألعاب الإلكترونية:
إليكِ فيما يأتي أهم العوامل التي تساعدك في التعامل مع زوجك المدمن على الألعاب الإلكترونية:
أولاً: التحلي بالصبر والهدوء
يُعد التحلي بالصبر والهدوء من أهم العوامل التي تساعدك على التعامل مع زوجك المدمن على الألعاب الإلكترونية، وذلك للأسباب الآتية:
1. يساعدك على فهم سلوك زوجك:
فعندما تكونين هادئة، ستتمكنين من فهم دوافع زوجك وراء إدمانه للألعاب الإلكترونية، وستتمكنين من معرفة ما إذا كان هذا الإدمان ناتجاً عن مشاعر سلبية مثل القلق أو الملل.
2. يساعدك على التواصل تواصُلاً أفضلَ مع زوجك:
عندما تكونين هادئةً، ستتمكَّنين من التواصُل مع زوجك تواصُلاً أفضلَ، وستتمكَّنين من التعبير عن مشاعرك تجاه إدمانِه دون لومه أو انتقاده.
3. يساعدك على بناءِ الثقة مع زوجك:
عندما تكونين هادئةً، ستتمكَّنين من بناءِ الثِّقةِ مع زوجك، فيشعر زوجك بأنَّك تفهمينه وتدعمينه، وهذا سيزيد من فُرَصِ تعاونه معك في حلِّ مُشكلَةِ الإدمان.
4. يساعدك على تجنُّب الصراعات:
باستخدام الصبر والهدوء، ستتمكَّنين من تجنُّب الصراعات مع زوجك وستنجحين في حلِّ المشكلات حلَّاً سلميَّاً وفعَّالاً.
5. يساعدك على التحكُّم في مشاعرك:
ستتمكَّنين بواسطة الهدوء من تجنُّب الشعورِ بالغضب أو الإحباط، وهذا سيساعدك على التعامل مع الموقف تعامُلاً أفضلَ.
نصائح للتحلي بالصبر:
- خذي نَفَساً عميقاً قبل التحدُّث مع زوجك.
- حاولي فهمَ وجهةِ نظرِ زوجك.
- ركِّزي على حلِّ المشكلة بدلاً من لوم زوجك.
- تذكَّري أنَّ التغيير قد يستغرق وقتاً.
- لا تيأسي إذا لم ترِ نتائجَ فوريَّةً.
التَّحلِّي بالصبر والهدوء هو مفتاحُ التعاملِ مع زوجك المُدمِن على الألعاب الإلكترونية، ومع الصَّبر والمثابرة، ستتمكَّنين من مساعدة زوجك على التغلُّب على إدمانه وتحسين حياتكما الزوجية.
ثانياً: التحدُّث بصراحة
يُعَدُّ التحدُّث بصراحةٍ من أهمِّ العوامل التي تساعدك على التَّعامُل مع زوجك المُدمِن على الألعاب الإلكترونية، وذلك للأسباب الآتية:
1. يساعدك على التعبير عن مشاعرك:
عندما تتحدَّثين بصراحةٍ مع زوجك، ستتمكَّنين من التعبير عن مشاعرك تجاهَ إدمانه للألعاب الإلكترونية، وستتمكَّنين من إخباره كيف يؤثِّر هذا الإدمان في حياتك الزوجية والعائلية.
2. يساعدك على فهمِ وجهةِ نظرِ زوجك:
عندما تتحدَّثين بصراحةٍ مع زوجك، ستتمكَّنين من فهمِ وجهة نظره وستتمكَّنين من معرفةِ أسبابِ هذا الإدمان ونوعيَّةِ المشاعر السلبية التي أدَّت إليه.
3. يساعدك على تحديدِ قواعد واضحةٍ:
عندما تتحدَّثين بصراحةٍ مع زوجك، ستتمكَّنان من تحديدِ قواعد واضحةٍ للعبِ الألعاب الإلكترونية، كما ستتمكَّنان من الاتِّفاق على وقتٍ مُحدَّدٍ للَّعب في اليوم، مع مراعاة واجبات الزوج تجاه العمل والعائلة.
4. يساعدك على حلِّ المشكلات:
عندما تتحدَّثين بصراحةٍ مع زوجك، ستتمكَّنين من حلِّ المشكلات حلَّاً أفضلَ والتوصُّل إلى حلولٍ تُرضي الطرفين.
نصائحٍ للتَّحدُّث بصراحة مع زوجك:
- اختاري الوقت المناسب للتَّحدُّث.
- تحدَّثي بهدوءٍ واحترامٍ.
- استمعي إلى وجهةِ نظرِ زوجك.
- كوني صريحةً ومُباشِرةً في كلامك.
شاهد بالفديو: 8 تصرفات خاطئة تهدد الحياة الزوجية
ثالثاً: رسم قواعد واضحة
يُعَدُّ رسمُ القواعدِ الواضحة من أهمِّ العواملِ التي تساعدك على التَّعامُل مع زوجك المُدمِن على الألعاب الإلكترونية، وذلك للأسباب الآتية:
1. يساعد على تنظيم وقتِ اللَّعب:
تحديد قواعد واضحة للَعبِ الألعاب الإلكترونية يساعد على تنظيمِ وقتِ اللَّعب، فيمكنكما تحديد وقتٍ مُحدَّدٍ للَّعب في اليوم، مع مراعاة واجبات الزوج تجاه العمل والعائلة.
2. يساعد على تقليل الصراعات:
تحديدُ قواعد واضحةٍ للَعبِ الألعاب الإلكترونية يساعد على تقليل الصراعات، فسوف يعرفُ زوجك ما هو مطلوبٌ منه، وهذا سيقلِّل من فُرَصِ حدوثِ خلافاتٍ بشأن اللَّعب.
3. يساعد على تحسين التواصل:
تحديدُ قواعد واضحةٍ للَعبِ الألعابِ الإلكترونيةِ يساعد على تحسين التواصل، فيُمكِنك مناقشةُ هذه القواعد مع زوجك، وهذا سيساعدك على فَهمِ وجهةِ نظرهِ واحتياجاته.
4. يساعد على الشعور بالمسؤولية:
تحديدُ قواعد واضحةٍ للَعِبِ الألعابِ الإلكترونيةِ يساعد زوجك على الشعور بالمسؤولية، وسيعرفُ زوجك أنَّه مسؤولٌ عن التزاماته تجاه العمل والعائلة، وهذا قد يدفعه إلى تقليلِ وقتِ اللَّعب.
5. يساعد على تحسين الصِّحَّة الجسدية والنفسية:
تحديدُ قواعد واضحةٍ للَعبِ الألعابِ الإلكترونية يساعد على تحسين الصِّحَّة الجسدية والنفسية، وسيقلِّلُ زوجك من الوقت الذي يقضيه أمامَ الشاشةِ، وهذا سيساعد على تحسينِ صحَّتِه الجسدية والنفسية.
نصائح لتحديدِ قواعد واضحةٍ مع زوجك:
- ناقشي هذه القواعد مع زوجك.
- ضعي في حسبانك واجبات زوجك تجاه العمل والعائلة.
- كوني مَرِنةً في تطبيق هذه القواعد.
- راجعي هذه القواعد مُراجعةً دوريَّةً مع زوجك.
رابعاً: مشاركة زوجك في نشاطاتٍ أُخرى
تُعَدُّ مشاركةُ زوجِك في نشاطاتٍ أُخرى من أهمِّ العوامل التي تساعدك على التَّعامُل مع إدمانه للألعاب الإلكترونية، وذلك للأسباب الآتية:
1. يساعد على تقليلِ وقتِ اللَّعب:
مشارَكةُ زوجك في نشاطاتٍ أُخرى يساعد على تقليلِ وقتِ اللَّعب، فسوف يجدُ زوجك نشاطات أُخرى يستمتع بها، وهذا سيقلِّل من الوقتِ الذي يقضيه في لعب الألعاب الإلكترونية.
2. يساعد على تحسين التَّواصُل:
مشاركةُ زوجك في نشاطات أُخرى يساعد على تحسين التواصُل بينكما، ومن ثم سوف تتمكَّنين من قضاءِ وقتٍ مُمتعٍ معه، وهذا سيساعدك على فهمه وفهمِ احتياجاته.
3. يساعد على الشعور بالسعادة:
مشاركة زوجك في نشاطات أُخرى يساعد على الشعور بالسعادة، فيستمتع زوجُك بقضاء وقتٍ مُمتعٍ معك، وهذا يساعد على تحسين مزاجِه وتقليلِ شعورِه بالضغط.
4. يساعد على تحسين الصحَّة الجسدية والنفسية:
مشاركة زوجك في نشاطاتٍ أُخرى يساعد على تحسينِ الصِّحَّة الجسديَّةِ والنفسيَّة خاصةً إذا كانت هذه النشاطات بعيدة عن الشاشات مثل الطبخ معاً أو الخروج للمشي.
5. يساعد على بناءِ علاقاتٍ قويَّةٍ:
مشارَكة زوجك في نشاطات أُخرى يساعد على بناء علاقة قويَّةٍ بينكما ومع أطفاله إذا ما كانوا مُشارِكين بهذه النَّشاطات، كما أنَّ قضاءَ وقتٍ مُمتعٍ بالنسبة إلى الزَّوجَين معاً يساعد على تعزيز مشاعر الحب والاحترام بينهما.
بعض النصائح عن مشاركة زوجك في نشاطاتٍ أخرى:
- ناقشي مع زوجك النَّشاطات التي يهتمُّ بها.
- كوني مَرِنةً في اختيار النَّشاطات.
- خصِّصي وقتاً لقضاء وقتٍ مُمتعٍ مع زوجك.
- ابحثي عن نشاطاتٍ جديدة تُجريانها معاً.
- اجعلا قضاء الوقت معاً أولوية.
بعض النَّشاطات التي يمكنك مشاركتها مع زوجك:
- ممارسة الرياضة معاً تساعد على تحسين الصِّحَّة الجسديَّةِ والنفسيَّةِ، ويمكنك اختيار رياضةٍ تُناسب اهتماماتِكما، مثل المشي أو الجري أو السباحة.
- اكتشفا هوايات جديدة معاً، مثل الرسم أو الموسيقى أو القراءة، فمشاركة الهوايات تساعد على تقويَةِ العلاقة بينكما.
- السفر معاً يساعد على إنشاء ذكرياتٍ جميلة، فيمكنك اختيار وجهة تناسب اهتماماتِكما، مثل زيارة مدينةٍ جديدةٍ أو بلدٍ جديدٍ.
- التَّطوُّع معاً يساعد على مساعدة الآخرين والشعور بالسعادة، فيمكنك اختيار نشاط تطوُّعيٍّ يناسب اهتماماتِكما، مثل مساعدة المُحتاجِين أو تنظيف البيئة.
مشاركة زوجك في نشاطاتٍ أُخرى هي طريقةٌ رائعةٌ لمساعدته على التَّغلُّب على إدمانه للألعاب الإلكترونية وتحسين حياتكم الزوجية.
خامساً: طلب المساعدة
يُعَدُّ طلبُ المساعدة من أهمِّ العوامل التي تساعدك على التعامل مع إدمان زوجك للألعاب الإلكترونية، وذلك للأسباب الآتية:
1. الحصول على الدَّعمِ:
طلب المساعدة من مُختصٍّ أو مُعالِجٍ يساعدك على الحصول على الدَّعم الذي تحتاجينه، فيقدِّم لكِ المُختصُّ النصائح والإرشادات اللَّازمة للتَّعامل مع إدمانِ زوجِك.
2. فهم سلوكِ زوجِك:
طلبُ المساعدة من مُختصٍّ أو مُعالِج يساعدك على فَهمِ سلوك زوجك، فيشرح لك المُختصُّ الأسبابَ التي قد تدفعُ زوجَك إلى إدمان الألعاب الإلكترونية.
3. تطوير استراتيجيَّات للتعامل مع الإدمان:
طلب المساعدة من مُختصٍّ أو مُعالِجٍ يساعدك على تطوير استراتيجيَّات للتَّعامل مع الإدمان، فيقدِّم لك المُختصُّ خطَّةً علاجيَّةً تُناسِب احتياجات زوجك.
4. تحسين التَّواصُل مع زوجك:
طلب المساعدةِ من مُختصٍّ أو مُعالِجٍ يساعدك على تحسين التَّواصُل مع زوجك، فيقدِّم لك المُختصُّ نصائحَ عن كيفيَّةِ التَّواصُل مع زوجك بشأن إدمانه.
5. تقليلُ الشعورِ بالضغط:
طلب المساعدةِ من مُختصٍّ أو مُعالِجٍ يساعدك على تقليل الشعور بالضغط؛ لأنَّ المُختصَّ سيقدِّمُ لك الدَّعمَ الذي تحتاجينه للتَّعامل مع هذه المشكلة الصعبة.
نصائح لطلب المساعدة:
- ابحثي عن مُختصٍّ أو مُعالِجٍ مُتخصِّص في علاجِ الإدمان.
- تحدَّثي مع زوجك عن رغبتك في طلب المساعدة.
- كوني صريحةً ومباشرةً في حديثك مع زوجك عن موضوع طلب المُختصِّ.
- اطلبي من زوجك أن يشاركك في جلسات العلاج.
- لا تيأسي إذا لم ترِ نتائج فورية.
في الختام:
لا بدَّ أن نؤكِّدَ لك صعوبةِ المَهمَّةِ التي تقومين بها، ولكنَّها بفضل استمرارك ومثابرتك ستجد طريقها نحو الحلِّ، وعلى الطَّرفِ الصحيح أن يقوم بهذا، لذا تذكَّري أنَّك تفعلين ذلك من أجل مساعدة شريك حياتك على استعادةِ دوره الحقيقيِّ في الحياة، ومن أجل أطفالك الذين يستحقُّون أن تكونا قدوةً حسنةً لهما، ومن أجل نفسك ودورِك الأنثوي بصفتك شريكة وليس بصفتك شخصاً يقوم مقام الأب والأم في الأسرة.
أضف تعليقاً