تخيَّل أنَّ إجابتك عن سؤال بسيط في مقابلة العمل قد تكون العامل الحاسم في تحديد مسارك المهني بالكامل، وتتطلَّب هذه الأسئلة السلوكية منك التفكير بعمق، واستعراض تجاربك السابقة؛ لإبراز مهاراتك وقدراتك الفعلية، ولكن لا داعي للقلق؛ فيمكنك مع التحضير الجيد تحويل هذه الأسئلة إلى فرصة لتسليط الضوء على شخصيتك وكفاءاتك، وهذا يزيد من فرصك في الحصول على الوظيفة التي تطمح إليها.
ما هي المقابلة السلوكية؟
المقابلة السلوكية: هي نوع من المقابلات الوظيفية التي تركِّز على تقييم سلوكات المرشَّح ومهاراته وتفاعلاته في مواقف محدَّدة، من خلال استعراض تجاربه السابقة، بدلاً من طرح أسئلة عامَّة عن المؤهِّلات الأكاديمية أو المهارات التقنية أو الخبرة، فيطرح المحاور أسئلة تتعلَّق بمواقف معيَّنة واجهها المرشَّح في الماضي، وكيفية تعامله معها؛ بهدف الحصول على فكرة واضحة عن كيفيَّة تعامل المرشَّح مع تحديات معيَّنة في العمل، وكيفية اتخاذه للقرارات، وطريقته في حل المشكلات والتفاعل مع الآخرين.
على سبيل المثال: بدلاً من طرح السؤال الآتي "ماذا سوف تفعل إذا كنت تحت ضغط عمل كبير؟" سيكون السؤال: "صِف لنا موقفاً كنت تعاني فيه من ضغط عمل كبير، وكيف تصرَّفت خلاله؟".
تكمن أهميَّة المقابلات السلوكية في قدرتها على تقديم صورة دقيقة وعمليَّة عن كيفية تصرُّف المرشح في بيئات العمل الواقعية، بدلاً من الاعتماد فقط على المؤهلات الأكاديمية أو الخبرات المذكورة في السيرة الذاتية، وتتيح المقابلات السلوكية لأصحاب العمل تقييم مدى قدرة المرشَّح على التعامل مع تحديات العمل اليومية، واتخاذ القرارات الحاسمة، والتفاعل مع فريق العمل تحت ضغوطات حقيقية.
تكشف هذه المقابلات عن الجوانب العملية لشخصية المرشَّح، مثل مهارات التواصل، والقيادة، وحلِّ المشكلات، وهذا يساعد الشركات على اختيار الأفراد الذين يتمتعون بالسلوكات والمهارات المناسبة للثقافة المؤسسية والمهام الوظيفية.
كيفية التحضير لأسئلة المقابلات السلوكية
يمكنك التحضير تحضيراً جيِّداً لأسئلة مقابلات العمل السلوكية من خلال اتباع النصائح الآتية:
1. ابحَث عن الشركة التي ترغب في العمل لديها
يُعدُّ البحث عن الشركة التي ترغب في العمل لديها أوَّل خطوة في التحضير للمقابلات السلوكية، ويساعدك ذلك على تقديم إجابات متوافقة مع توقُّعات أصحاب العمل، ويبدأ بفهم تاريخ الشركة، ومجال عملها، وثقافتها التنظيمية، إضافة إلى التعرُّف إلى الفريق القيادي والهيكل التنظيمي، ومتابعة أخبار الشركة وتحديثاتها، والاطلاع على أحدث التطوُّرات، كما قد يمنحك التفاعل مع محتوى الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحدُّث مع موظَّفين حاليين أو سابقين، رؤى أعمق عن بيئة العمل.
2. تعرَّف إلى تفاصيل الوظيفة المطلوبة
يجب أن تدرس وصف الوظيفة بدقَّة عندما تتحضَّر للمقابلات السلوكية، فهذا الوصف هو بمنزلة خريطة تتيح لك فهم ما يبحث عنه صاحب العمل بالضبط، وستتمكَّن عبر الغوص في التفاصيل من تحديد المهارات والخبرات التي تهمُّهم أكثر، وهذا يساعدك على تجهيز أمثلة حقيقية من حياتك المهنية تُبرز مدى ملاءمتك لهذا الدور.
3. راجع سيرتك الذاتية
تتيح لك مراجعة سيرتك الذاتية بتمعُّن، التعرُّف إلى المحطات البارزة في مسيرتك المهنية، وتحضير نفسك للحديث عنها بثقة، وستتمكَّن عند مراجعتك للسيرة الذاتية من استعادة ذكرياتك المتعلقة بالتجارب العملية التي خضتها، والتحديات التي واجهتها، والإنجازات التي حققتها، وتساعدك هذه المراجعة على استحضار أمثلة محدَّدة ودقيقة تدعم إجاباتك عن الأسئلة السلوكية، وهذا يمنحك القدرة على إظهار مهاراتك وخبراتك إظهاراً يتوافق مع متطلَّبات الوظيفة التي تسعى إليها، كما تعزِّز هذه العملية من قدرتك على الربط بين ما ورد في سيرتك الذاتية وما يتوقَّعه أصحاب العمل، وهذا يجعلك تبدو أكثر جاهزية وثقة خلال المقابلة.
4. فكِّر في تجاربك الحقيقية؛ حدِّد ما يجب الحديث عنه، وما يجب الامتناع عن ذكره
عندما تستعد للمقابلات السلوكية، من الهام أن تفكِّر في تجاربك الحقيقية بعناية لتحديد ما يستحق الحديث عنه، وما يُفضَّل الامتناع عن ذكره، ولا يتعلَّق الأمر فقط بسرد الأحداث التي مررت بها، بل بكيفية انتقاء تلك اللحظات التي تُظهر أفضل جوانب شخصيتك ومهاراتك.
فكِّر في المواقف التي أبرزت فيها قدراتك على التكيُّف، أو القيادة، أو حل المشكلات، تلك اللحظات التي تجسد قدرتك على تحقيق النجاح حتى في الظروف الصعبة، ولكن تجنَّب الحديث عن تجارب قد تُظهر نقاط ضعف غير ضرورية، أو مواقف قد يُساء فهمها، وكن صادقاً، وذكيَّاً في اختيار ما تشاركه؛ لتُظهر للمحاورين أنَّك تعلَّمت من تجاربك ونضجت من خلالها، دون أن تفتح الباب لمناقشة أمور قد تؤثر سلباً في صورتك.
5. استرجِع تقييماتك السابقة إن وجدت
خصِّص وقتاً قبل المقابلة لمراجعة تقييمات أدائك الوظيفي السابقة، فتحمل هذه التقييمات بين طيَّاتها رؤى عن نقاط قوَّتك والمجالات التي تميَّزت فيها، ويمكنك من خلال استرجاع هذه التغذية الراجعة إعداد نفسك إعداداً أفضل؛ لتقديم أمثلة قوية ومقنعة خلال المقابلة، وستشعر بثقة أكبر عندما تستند إلى تجارب موثَّقة ومُعترَف بها، وهذا يجعلك أكثر استعداداً لإظهار كيف ساهمت في تحقيق النجاحات، وكيف تواصل ذلك في وظيفتك المستقبلية.
6. تدرَّب
يُعدُّ التدريب المفتاح لتحويل التحضير النظري إلى أداء متقن في المقابلة، وعندما تتدرَّب على الإجابة عن الأسئلة السلوكية، ستمنح نفسك فرصة لتجربة الردود، وتعديلها، وصقلها حتى تصبح طبيعية ومقنعة، وفكِّر في التدريب كأنَّه "بروفة" لما سيحدث في المقابلة الفعلية، وستزداد ثقتك بنفسك، وستقلُّ احتمالية أن تتلعثم أو تتردَّد في كلِّ مرة تعيد فيها التدرُّب، وليكن تدريبك جلسات حقيقية مع صديق أو أمام المرآة، وتخيَّل نفسك في الموقف الفعلي، وستجد نفسك قادراً على الإجابة عن أي سؤال بكلِّ ثقة ومرونة، وكأنَّك تروي قصَّتك الخاصة ببراعة.
7. ركِّز على القيَم الأساسية للشركة
هذا يعني أنَّك تحتاج لتكون على دراية بالقيَم والمبادئ الأساسية التي تلتزم بها الشركة أو المنظَّمة التي تتقدَّم إليها، فسيبحث القائمون على التوظيف في المقابلة عن مدى توافق قيَمك الشخصية مع قيَم الشركة.
مثال: إذا كانت الشركة تركِّز على الابتكار، فقد يُتوقَّع منك أن تُظهر أمثلة عن كيف أنَّك تبحث دائماً عن طرائق جديدة لتحسين الأشياء؛ لذلك من الهام أن تبحث عن هذه القيَم، وتفكِّر كيف تتماشى مع أفكارك وممارساتك.
8. تعرَّف إلى نقاط قوَّتك الشخصية وضعفك
يريد مسؤولو التوظيف معرفة كيف تقيِّم نفسك، وكيف تتعامل مع نفسك في المواقف المختلفة، عندما يتحدَّثون عن نقاط قوَّتك وضعفك.
- بالنسبة إلى نقاط قوَّتك: فكِّر في المهارات التي تميِّزك، وكيف تسهم في النجاح في الوظيفة التي تتقدَّم لها.
- بالنسبة إلى نقاط ضعفك: يجب أن تكون صادقاً، ولكن بطريقة تبيِّن أنَّك تعمل على تحسين هذه الجوانب، فتجنَّب ذكر نقاط الضعف التي قد تعرقل قدرتك على أداء العمل عرقلة كبيرة، واختَر بدلاً من ذلك نقاط ضعف أظهرت أنَّك تتعامل معها بفاعليَّة.
9. استخدِم طريقة "STAR" لتنظيم إجابتك
قد تبدو اللحظة مشحونة بالتوتر عندما تواجه أسئلة سلوكية في المقابلة، وهنا يأتي دور طريقة "STAR"؛ لتكون سلاحك السري، وتساعدك هذه الطريقة على تنظيم أفكارك، وتقديم إجاباتك تقديماً واضحاً ومؤثراً، وهذه الطريقة هي اختصار للأربعة عناصر الرئيسة التي يجب أن تتناولها في إجابتك "Situation ، Task، Action ، Result".
شاهد بالفيديو: 9 طرق تجعلك متألقًا في مقابلات التوظيف
كيفية استخدام كل عنصر بالتفصيل
1.9. الوضعية (Situation)
ابدأ بوصف الوضعيَّة أو السياق الذي كانت فيه، وقدِّم تفاصيل أساسية عن الموقف الذي واجهته، مثل المكان، والزمان، والأشخاص المعنيين؛ بهدف إعطاء المحاور خلفية واضحة لفهم الموقف، على سبيل المثال: "في أحد مشاريع العمل السابقة، كان فريقنا مُكلَّفًا بإطلاق منتج جديد في السوق في فترة زمنية ضيِّقة".
2.9. المهمة (Task)
انتقِل إلى توضيح المهمَّة أو المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقك بعد تقديم الوضعية، ويُبرز هذا الجزء دورك المحدَّد، وما كان متوقَّعاً منك القيام به في هذا السياق، ويمكنك القول على سبيل المثال: "كنت مسؤولاً عن إدارة الجدول الزمني للمشروع، وضمان تسليم جميع الأجزاء في الوقت المحدَّد؛ لذا كان يجب عليَّ إيجاد الحل للتأخير الذي كنَّا نواجهه".
3.9. الإجراء (Action)
يجب عليك هنا توضيح الخطوات أو الإجراءات التي اتخذتها لمعالجة الموقف، أو لتحقيق الهدف، فركِّز على دورك الفعَّال في معالجة المشكلة أو إكمال المهمة، وقدِّم تفاصيل دقيقة عما فعلته للتعامل مع الموقف، وتحدَّث عن القرارات التي اتخذتها والخطوات التي قمت بها، وحاول إبراز مهاراتك وقدراتك من خلال هذه الإجراءات.
على سبيل المثال: "اتصلت بالشركة المورِّدة؛ لبحث خيارات تسريع الشحنة، ثمَّ أعدت جدولة المهام الداخلية؛ لتقليل التأثير، وأبقيت العملاء على اطلاع دائم على تقدُّم الوضع".
4.9. النتيجة (Result)
اختتم قصَّتك بتفاصيل عن النتائج التي حقَّقتها بفضل أفعالك إذا أمكن، وقدِّم بيانات محدَّدة أو ملاحظات إيجابية، واذكر كيف ساهمت جهودك في تحقيق النجاح، أو كيف أثَّر ذلك في الفريق أو المشروع، مثلاً: "بفضل الإجراءات التي اتخذتها، سُلِّمَ المشروع في الوقت المحدَّد، وأعرب العملاء عن رضاهم عن كيفية التعامل مع الوضع، كما أدى هذا إلى تعزيز ثقة الفريق في إدارة المشاريع لدينا".
الأسئلة السلوكية الأكثر شيوعاً في المقابلات السلوكية
السؤال |
الهدف |
أخبرني عن موقف واجهت فيه تحدياً كبيراً، وكيف تعاملت معه؟ |
تقييم قدرتك على التعامل مع الصعوبات، وإيجاد الحلول الفعَّالة. |
اذكر لنا مثالاً عن مرة عملت فيها ضمن فريق، ما كان دورك؟ وكيف ساهمت في تحقيق الهدف المشترك؟ |
تقييم مهارات العمل الجماعي، والتعاون مع الآخرين. |
هل يمكنك إخباري عن مرَّة أدرت فيها مشروعاً أو مهمة كبيرة؟ كيف كنت تنظِّم وقتك ومواردك؟ |
تقييم مهاراتك في إدارة المشاريع، والتنظيم. |
حدِّثنا عن موقف كنت فيه في خلاف مع زميل أو مدير، كيف تعاملت مع ذلك؟ |
تقييم مهارات التعامل مع النزاعات، وحل المشكلات. |
أعطنا مثالاً عن وقت كنت فيه تحت ضغط شديد، كيف تعاملت مع الضغط؟ ما كانت النتيجة؟ |
تقييم مهارات العمل تحت الضغط، وإدارة التوتر. |
حدِّثنا عن تجربة اتخذت فيها قراراً صعباً، ما هي العوامل التي راعيتها وقتها؟ وكيف وصلت إلى قرارك؟ |
تقييم مهارات اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. |
أخبرني عن موقف قدَّمت فيه فكرة جديدة، أو تحسينات في العمل، كيف نُفِّذَت الفكرة؟ وماذا كانت النتيجة؟ |
تقييم الإبداع ومبادرتك لتحسين العمل. |
أعطِنا مثالاً عن وقت كان لديك فيه حاجة لتعلُّم مهارة جديدة بسرعة؟ |
تقييم مهارات التعلُّم السريع، والتكيُّف مع المتطلبات الجديدة. |
أخبرنا عن خطأ ارتكبته، وكيف تعاملت معه؟ |
تقييم مدى قدرتك على تحمُّل المسؤولية، والاعتراف بالأخطاء. |
اذكر موقفاً مرَّ في حياتك كان يجب عليك التعامل معه بطريقة مختلفة؟ |
تقييم طريقة إبراز إنجازاتك الشخصية. |
اذكر أعظم إنجازاتك التي تفتخر بها؟ |
تقييم مدى قدرتك على النقد الذاتي، والتعلُّم من تجاربك. |
أخبرنا عن موقف واجهت فيه صراعاً بين الأشخاص في العمل، وكيف تعاملت معه؟ |
تقييم مهارات العمل الجماعي، وإدارة الصراعات. |
صف موقفاً تلقيت فيه نقد من زميل أو مشرفك المباشر؟ |
تقييم كيفية تعامل الشخص مع النقد، والتعليقات البنَّاءة أو غير البنَّاءة. |
أخبرنا بموقف اختلف فيه رأيك مع نهج رئيسك ؟ |
تقييم تعاملك مع الاختلافات في الرأي مع القيادات أو المشرفين. |
هل مررت بموقف وجب عليك فيه تعليم زميل عمل شيئاً ما؟ |
تقييم مهاراتك في التدريب والتوجيه، والتواصل مع الزملاء. |
أخبرنا بموقف اضطررت فيه لتقول "لا" لشخص ما؟ |
تقييم مدى قدرتك على وضع الحدود، وإدارة التوقُّعات إدارة مهنيَّة. |
هل تعاملت مع عميل غاضب؟ كيف تصرَّفت؟ |
تقييم مهاراتك في إدارة المواقف الصعبة، والتعامل مع العملاء. |
هل ساهمت في تحسين ثقافة الشركة؟ |
قياس مدى مشاركتك في تعزيز بيئة العمل الإيجابية. |
أعطنا اقتراحات لتجعل الاجتماعات أكثر إنتاجية؟ |
تقييم قدرتك على التفكير النقدي، وتقديم حلول لتحسين بيئة العمل. |
أخبرنا عن وقت ما استطعت فيه تجاوز التوقعات؟ |
تقييم مهارات التفكير الذاتي، وتحقيق النجاح. |
هل تلقيت يوماً ما كثيراً من المدح أو الثناء؟ |
فهم كيف يتعامل المرشَّح مع الاعتراف والتقدير |
هل فشلت يوماً ما في مشروع معيَّن؟ |
تقييم كيفية تعاملك مع الفشل والتحديات. |
هل لديك عادات عمل ترغب في التخلُّص منها أو تحسينها؟ |
تقييم وعيك الذاتي ونقدك لنفسك. |
أمثلة عن كيفيَّة الإجابة عن الأسئلة الأكثر شيوعاً في المقابلات السلوكية
إليك هذه الأمثلة العملية عن بعض الأسئلة السلوكية التي قد ترد في المقابلات، وكيفيَّة الرد عليها:
1. السؤال: كيف ستتعامل مع هذه المشكلة وتحلُّها؟
عند الإجابة عن سؤال "كيف ستتعامل مع هذه المشكلة وتحلها؟" في المقابلة السلوكية، يجب أن تُظهر قدرتك على التفكير التحليلي، والتخطيط، والتنفيذ، ويُفضَّل استخدام أنموذج "النجاح في التصدي للمشكلات" الذي يتضمَّن خطوات واضحة، ويُظهر مهاراتك في التعامل مع المشكلات.
يمكنك اتباع الأنموذج الآتي:
1.1. فهم المشكلة
ابدأ بتوضيح كيفيَّة تحديدك للمشكلة، وفهمها بعمق، على سبيل المثال "أوَّلاً، سأحرص على فهم تفاصيل المشكلة فهماً كاملاً، وسأجمع المعلومات من جميع الأطراف المعنية، ثمَّ سأحلِّل أسباب المشكلة الرئيسة، فمثلاً، إذا كانت المشكلة تتعلَّق بتأخُّر في تسليم مشروع، سأحلِّل إذا كان التأخير ناتجاً عن نقص في الموارد، أو مشكلات في التواصل، أو تعقيدات غير متوقَّعة".
2.1. تحديد الحلول المحتملة
اشرح كيف ستحدِّد وتقيِّم الحلول المختلفة، مثال: "بعد فهم المشكلة، سأحدِّد الحلول الممكنة، وسأبحث عن حلول قصيرة وطويلة الأمد، ثمَّ سأقيِّم كل حل بناءً على فاعليَّته، وتكلفته، ومدى تأثيره في الفريق والمشروع، ثمَّ سأناقش هذه الحلول مع الزملاء وأستفيد من آرائهم".
3.1. اختيار الحل وتنفيذه
تحدَّث عن كيفيَّة اختيار الحل الأفضل وكيفية تنفيذه، مثال: "سأختار الحل الذي يبدو أكثر فاعليَّة بناءً على تقييماتي وملاحظات الفريق، بعد ذلك سأضع خطة تنفيذية واضحة تشمل خطوات محدَّدة، وجدولاً زمنياً، والأشخاص المسؤولين عن كل جزء من العملية، وسأحرص على متابعة تنفيذ الحل متابعة دوريَّة؛ للتأكُّد من أنَّه يحقِّق النتائج المرجوة".
4.1. مراقبة النتائج والتعديل إذا لزم
أوضح كيف ستراقب النتائج وتعدِّل إذا لزم الأمر، مثال: "سأراقب نتائج تنفيذ الحل مراقبة مستمرَّة، وسأقيس مدى نجاحه في حلِّ المشكلة، وإذا لاحظت أي انحرافات أو مشكلات جديدة، سأكون مستعداً لتعديل الخطة وتقديم حلول بديلة حسب الحاجة".
5.1. التعلُّم من التجربة
اشرح كيف ستتعلَّم من التجربة، وتطبِّق الدروس المستفادة في المستقبل: "سأقوم بمراجعة العملية، وتوثيق الدروس المستفادة بعد حلِّ المشكلة، وسأشارك هذه الدروس مع الفريق؛ لتحسين إجراءات العمل المستقبلية، وضمان عدم تكرار نفس المشكلات".
6.1. أنموذج الإجابة
"عندما أواجه مشكلة، أوَّلاً أبدأ بفهم تفاصيل المشكلة فهماً كاملاً من خلال جمع المعلومات وتحليل الأسباب الجذرية، على سبيل المثال: "إذا كنت أتعامل مع تأخُّر في مشروع، سأحقِّق في الأسباب التي أدَّت إلى التأخير، ثمَّ سأبحث عن حلول مختلفة وأقيِّمها بناءً على فاعليَّتها وتأثيرها، وسأضع خطَّة تنفيذية واضحة بعد اختيار الحل الأفضل، وسأتابع تنفيذها عن كثب، وأخيراً سأراقب النتائج، وسأكون مرناً؛ لتعديل الخطة إذا لزم الأمر، وبعد حل المشكلة سأراجع العملية، وأتعلَّم من التجربة؛ لضمان تحسين الأداء في المستقبل".
2. السؤال الثاني: صِف لنا مثالاً عن مرة عملت فيها ضمن فريق، ما كان دورك؟ وكيف ساهمت في تحقيق الهدف المشترك؟"
مثال عن الإجابة
"في أحد المشاريع الكبيرة التي شاركت فيها عندما كنت أعمل بصفتي مسؤولاً عن تسويق المنتجات، كان فريقنا مكلَّفاً بإطلاق حملة تسويقية جديدة لمنتج هام للشركة، وكان الموعد النهائي للحملة ضيِّقاً، وكنَّا نحتاج إلى تنسيق الجهود بين فِرَق متعددة، ومن ذلك فِرَق التصميم، والإنتاج، والمبيعات، وكان دوري في الفريق التنسيق بين هذه الفِرَق المختلفة؛ لضمان أنَّ جميع الجهود تتماشى مع أهداف الحملة، وبدأت بعقد اجتماعات منتظمة مع كل فريق؛ لفهم تقدُّمهم واحتياجاتهم، وعملت على إزالة العقبات التي تواجههم، سواء أكانت تتعلَّق بالموارد أم التواصل، كما حدَّدت أولويات المهام وتوزيعها بناءً على المهارات والخبرات المتاحة في الفريق.
إضافة إلى ذلك، حرَصت على تدفُّق المعلومات المستمر بين جميع أعضاء الفريق، وهذا ساعد على تجنُّب التأخيرات وسوء الفهم، وكنت أتابع تقدُّم كل جزء من المشروع متابعة دقيقة، وأُجري تعديلات في الخطط عند الحاجة؛ لضمان أنَّ الجميع يظل على المسار الصحيح، وبفضل هذه الجهود المشتركة والتنسيق الفعَّال، تمكَّن فريقنا من إطلاق الحملة في الموعد المحدَّد، وحقَّقت الحملة نجاحاً كبيراً من حيث الوصول إلى الجمهور وزيادة المبيعات، وعلَّمتني هذه التجربة أهميَّة التعاون والتواصل الفعَّال في تحقيق الأهداف المشتركة".
شاهد بالفيديو: 6 طرق لزيادة فُرص النجاح في مقابلات العمل
أخطاء يجب تفاديها عند الإجابة عن أسئلة المقابلة السلوكية
تجنَّب الوقوع في الأخطاء الآتية خلال المقابلات السلوكية:
- التحدُّث الزائد.
- عدم التحضير المسبق: تجنَّب الدخول إلى المقابلة دون التفكير في أمثلة من خبراتك السابقة؛ لأنَّه قد يجعلك تتردَّد، أو تقدِّم إجابات غير محدَّدة.
- التحدُّث سلباً عن تجارب سابقة: قد يترك انتقاد زملاء العمل أو المديرين السابقين انطباعاً سلبياً عنك، ويظهر نقصاً في الاحترافية.
- إعطاء إجابات عامَّة وغامضة: يجب أن تكون إجاباتك محدَّدة، وتستند إلى مواقف حقيقية، وأن تتحدَّث دون ذكر تفاصيل.
- التعميم وعدم تقديم أمثلة محدَّدة: قد تجعل الإجابات العامة دون ذكر تفاصيل أو أمثلة محدَّدة من الصعب على صاحب العمل فهم كيفيَّة تصرُّفك في مواقف معيَّنة.
- إلقاء اللوم على الآخرين: تجنَّب إلقاء اللوم على زملائك، أو الظروف عند الحديث عن تجارب سلبية؛ ويجب التركيز على كيفية تعلُّمك من الموقف.
- الافتقار إلى الصدق: قد تفقدك محاولة تقديم صورة مثالية جداً أو غير واقعية عن نفسك مصداقيتك؛ لذا كن صادقاً مع توضيح كيف تعمل على تحسين نقاط ضعفك.
- الإطالة أو التشتُّت: تجنَّب الاستطراد في تفاصيل غير ضرورية، وحافِظ على إجاباتك مركَّزة وواضحة.
- إلقاء إجابات جاهزة: قد يجعلك تقديم إجابات مُعدَّة مسبقاً، أو حفظها حفظاً حرفياً تبدو غير صادق أو غير قادر على التفكير بمرونة، ويُفضَّل أن تكون إجاباتك طبيعية، وتُظهر تجربتك الحقيقية، حتى لو كنت قد حضَّرت لها مسبقاً.
- الإجابة بسرعة كبيرة: قد تُظهر الإجابة بسرعة كبيرة أنَّك لم تأخذ الوقت الكافي للتفكير في السؤال، فيجب أن تأخذ لحظة للتفكير قبل الإجابة، حتى تتمكَّن من تقديم ردٍّ مدروس يُظهر قدرتك على التفكير وتحليل الموقف.
- عدم مشاركة التقدير: يجب أن تُظهر التقدير لأعضاء الفريق الآخرين أو الزملاء الذين ساهموا في نجاحاتك، فقد يجعلك عدم القيام بذلك تبدو أنانياً أو غير واعٍ بأهميَّة العمل الجماعي.
في الختام
إنَّ التحضير الجيِّد لأسئلة المقابلات السلوكية ليس مجرد خطوة إضافية في رحلة البحث عن وظيفة، بل هو مفتاح لفتح أبواب الفرص المهنية التي تطمح إليها، ويمكنك تقديم نفسك بصفتك مرشَّحاً مميزاً، وجاهزاً لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح في أي بيئة عمل، من خلال الاستعداد بعناية، وفهمك العميق لكيفية ربط تجاربك السابقة بالمهارات المطلوبة.
تذكَّر أنَّ كل إجابة تُعبِّر عنك وعن قدرتك على التعلُّم والتكيُّف؛ لذلك استثمر هذه الفرصة لتبرز أفضل ما لديك، وتترك انطباعاً جيداً لدى أصحاب العمل.
أضف تعليقاً