دور المدرسة:
قد يظن البعض أن دور المدرسة يقتصر على على إعداد الطالب ليكون تلميذا جيدا في دروسه، إلاّ أن للمدرسة دورا أبعد من دورها التعليمي بكثير، فهي تُعد جيلا جديدا وتنشئه ليواجه ظروف الحياة المختلفة، وتعلمه ليس فقط المواد التعليمية المقررة، إنما تكسبه مهارة العيش في الحياة ومرونة تقبل تغيراتها وتوسع مداركه العقلية ونظرته لنفسه ولمجتمعه، حيث ينعكس دور المدرسة في إعداد الطالب على المجتمع والفرد.
دور المدرسة في تنمية الفرد:
يعتبر دور المدرسة في تنمية الفرد أمرا حيويا وأساسيا في بناء شخصيته وتطوير مهاراته وقدراته، وتأهيله للحياة والمجتمع، ومن أبرز أدوارها في تنمية الفرد:
1. تُساعد المدرسة على تطوير وتنمية الأفكار السياسيّة لدى الأطفال، وذلك لدورها الكبير في تنمية الوعي السياسي لديهم ومساعدتهم على رؤية الأمور بشكلٍ واضح، وبالتالي القدرة عل التمييز بين الصح والخطأ.
2. تساعد المدرسة على تكوين وصقل شخصية الطفل للتعرف على المواهب والقدرات التي يمتلكها، وذلك لكي يتمكن من الدخول في معترك الحياة بقوةٍ وعزيمة.
3. تتميز المدرسة بقدرتها على ثقيف الأطفال، وتزوديهم بالمعلومات والأفكار الثقافية على مختلف الأصعدة الأدبية، التاريخيّة، العلميّة، هذه المعلومات التي تُغني ذاكرتهم وتقوّيها.
4. تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الفرد على تحمل المسؤوليات والتحديات.
5. تعزيز القيم الأخلاقية وقبول الآخر والتسامح الديني والثقافي.
6. توفير الفرص لتعلم اللغات والمهارات التقنية الحديثة وتقوية روح الابتكار والتفكير الإبداعي.
7. توجيه الفرد نحو اختيار مسار تعليمي ومهني مناسب ومعرفة قدراته الحقيقية وميولهم الثقافية.
8. تلعب المدرسة دوراً أساسيّاً في تدريب الطفل على العيش بشكلٍ مستقل بعيداً عن الأهل وخوفهم الزائد عليهِ، وتعلمهُ القدرة على اتخاذ القرارات التي تخصه بثقةٍ قويّة.
9. تتميز المدرسة بقدرتها الكبيرة على تنمية حب التعاون بين الطلاب، ويكون ذلك من خلال إقامتها للعديد من المشاريع والدراسات المشتركة والتي تتطلب العمل الجماعي للوصول إلى النتائج المرجوة.
شاهد بالفيديو: 8 طرق تساعد المعلم على أداء مهنته بنجاح
دور المدرسة في تطوير المجتمع:
تعتبر المدرسة أحد أهم المؤسسات التي تعمل على تشكيل المجتمع وتطويره، فيما يلي بعض الأدوار التي تقوم بها المدرسة تجاه المجتمع:
1. الانفتاح الثقافي:
تلعب المدرسة دوراً مهماً وفعّالاً في تطوير المجتمع والصعود بهِ إلى أعلى درجات النجاح والتفوق على مختلف الأصعدة التعليميّة، السياسيّة، الاقتصاديّة، التجاريّة، والتكنولوجيّة.
2. تعزيز روح المواطنة:
يعد أحد أدوار المدرسة الرئيسية تنمية روح الحياة المشتركة مع مختلف الطبقات في المجتمع، واحترام الأديان والطوائف المختلفة والعيش معها بسلام وتآخ، وتقوية روابط التواصل وتعزيز الانتماء.
3. تحسين المستوى الاقتصادي:
تلعب المدرسة دوراً مهماً في تحسين المستوى الاقتصادي في البلد، وذلك لتأثيرها المهم على تحسين القدرات الفكريّة والتعليميّة لدى الأطفال، وإرشادهم إلى أهم الطرق التي تساعدهم على تطوير مختلف المشاريع والأعمال التي تعمل على تطوير وتحسين الاقتصاد الوطني.
4. تنمية القيم والأخلاق:
تنمي المدرسة في الفرد الأخلاقيات العامة التي يجب أن يتحلى بها، وتحفزه لتقديس المفاهيم الأخلاقية التي تبني مجتمع متماسك قوي متقدم.
أهمية الحياة المدرسية في تكوين شخصية الفرد:
تلعب الحياة المدرسية والتزاماتها وقواعد الدراسة فيها دورا هاما في تكوين وصقل هوية الفرد منذ صغره، نبين أهميتها فيما يلي:
1.بناء الهوية الشخصية:
تعلم المدرسة الطالب الانضباط والالتزام بقواعدها المدرسية السائدة، وبذلك تساهم في بناء شخصية ملتزمة تحترح حدودها وتقدر ذاتها كما تحترم الآخرين.
2. تطوير المهارات الاجتماعية:
للمدرسة دور كبير في التنشئة الاجتماعية، حيث تقدم الحياة المدرسية العديد من الفرص التي تنمي القدرة على التفاعل مع الآخرين، وتعزيز العمل بروح الفريق والتعاون، مما يساعد في تطوير مهارات التواصل والقيادة والتشاركية.
إقرأ أيضاً: أهمية وفوائد العمل الجماعي
3. تعزيز القدرات العقلية والعلمية:
تمنح المدرسة للطالب هامش كبير لاكتشاف نفسه وقدراته، فهي تعمل على إعداد الطفل وتشجع روح الاستقصاء والفضول لديه، مما ينعكس إيجابا على نموه العقلي والعلمي.
إقرأ أيضاً: مكتبة المدرسة والأنشطة والرحلات المدرسية وأهميتها في التعليم
4. تنمية القدرات والمواهب:
تشكل الحياة المدرسية فضاء واسع للتعبير عن المواهب والاهتمامات الشخصية، وهي بتوفيرها لفرص المشاركة في الأنشطة المختلفة (ثقافية، رياضية، فنية) تنمي القدرة على اكتشاف النفس ومواهبها المخفية.
إقرأ أيضاً: 6 معايير أساسية لاختيار المدرسة الأنسب لطفلك
آثار المدرسة في تكوين شخصية الفرد:
الآثار التي تتركها المدرسة في شخصية الفرد كثيرة ومتنوعة، فهي المؤسسة التعليمية الرئيسية التي تلعب دورا هاما في بناء شخصية الفرد وتأهيله ليكون فاعلا في مجتمعه، من الآثار المدرسية التي تسهم في تكوين شخصية الفرد نذكر:
- توجيه الفرد نحو اتخاذ قرارات صحيحة وناجحة.
- تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية والتربوية لدى الفرد.
- تطوير مهارات القيادة والتنظيم والتخطيط.
- تنمية الشخصية الاجتماعية وتحسين مهارات التواصل والتفاعل مع المجتمع.
- تعزيز الثقة بالنفس وتوجيه الفرد لتحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة، واكتشاف ميوله الدراسية.
بشكل عام، يمكن القول أن أثر المدرسة في تكوين شخصية الفرد هو أثر حيوي وله تأثير كبير على مسار حياته بالكامل وتحقيق النجاح والأهداف.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعد على تكوين شخصيّة الطفل السليمة
في الختام:
مما لا شك فيه أن المدرسة لها دور كبير في بناء الثقة والتحفيز لتحقيق النجاح والتفوق الأكاديمي والشخصي، كما أن لها الفضل في تكوينه وتشكيله وإعداده ليكون شخصا ناجحا في المستقبل، وتهيأته كي يكون الأساس الصلب في بناء المجتمع.
أضف تعليقاً