كيف أقوي شخصية طفلي في المدرسة؟
في الإجابة عن سؤال "كيف أقوي شخصية ابني في المدرسة؟" لا بد أن نستهل القول إنَّ كيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة مرتبطة بتقوية شخصيته عموماً، وبتوضيح أكثر لا يمكن تقوية شخصية الطفل في المدرسة فقط، وتركها مهزوزة مزعزعة في البيت والملعب، فشخصية الطفل كيان واحد متكامل تظهر في كل مجال يخوضه أو مجتمع يتفاعل فيه، وبالعودة إلى إجابتنا عن سؤال "كيف أقوي شخصية ابني في المدرسة؟" نورد النقاط الآتية:
تقوية شخصية الطفل في البيت:
لا يمكن تقوية شخصية الطفل في المدرسة ما لم تكن شخصيته قوية في البيت ومصقولة بعناية، فالأسرة تؤدي دوراً محورياً في تشكيل شخصية الطفل، فإذا ما تربى الطفل في أجوائها معتاداً على الضرب والذل والإهانة وكسر الشخصية، لا يجب أن ننتظر منه أن يُظهر خلاف ذلك في المدرسة، فالطفل الذي يتعرض للضرب من قِبل أهله وإخوته في المنزل لن يجد سلوك الضرب من رفاقه غريباً، ومن ثمَّ فإنَّه لن يقوم بالدفاع عن نفسه.
الطفل الذي اعتاد أن تؤخذ أغراضه وألعابه منه عنوة في البيت، لن يستطيع التصدي لطفل يحاول أخذ أقلامه وممحاته، ومن ثمَّ فإنَّ كيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة متوقفة على كيفية تقوية شخصية الطفل في بيته وبين أفراد أسرته.
تقوية شخصية الطفل في المحافل الاجتماعية:
ترتبط كيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة بكيفية تقوية شخصيته في الاجتماعات العائلية أو مراكز الألعاب، ففي مثل هذه الاجتماعات يخرج الطفل من دائرته الضيقة التي تشمل أفراد أسرته الصغيرة ويلتقي بشريحة أوسع، وهذا يجعل تقوية شخصيته أمامهم تحدياً من تحديات صقل شخصيته وسبك مهاراته.
يمكن تقوية شخصية الطفل في هذه الاجتماعات عن طريق الإنصات إلى كلامه وعدم محاولة إسكاته أو تجاهله، إضافة إلى تجنب ضربه أو إهانته أمام الآخرين، وأيضاً مدح سلوكاته الجيدة أمام العائلة الكبيرة أو الأصدقاء ليشعر بالثقة والفائدة.
نشير هنا إلى ضرورة مدح أفعال الطفل المفيدة، وليس تقديم إطراء لشخصه من أجل تقوية شخصية الطفل لا تعزيز غروره، على سبيل المثال نقول: "وسيم يطرق باب غرفة جده قبل أن يدخل، إنَّه يحترم خصوصية الآخرين"، بدلاً من: "وسيم صبي مهذب".
إطلاع الطفل على الأحداث التي سيمر بها:
في صدد الحديث عن كيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة ننوه إلى ضرورة تقديم شرح مسبق للطفل عما ينتظره في صفه الدراسي، فالأطفال ميَّالون إلى الروتين عادةً، وإنَّ أي خروج عنه يُشعرهم بقلة الراحة، فما بالنا بتغيير كبير وجذري كدخول المدرسة؟
يجب على المربي الذي يحضِّر ابنه لدخول المدرسة أن يتحدث له عن تفاصيل اليوم المدرسي والزي المدرسي وأوقات اللعب والراحة وتناول الطعام، وعن دور المعلم وعن الزملاء والكتب والمرافق وجميع التفاصيل التي تُشعر الطفل بأنَّه على دراية واستيعاب لما يحدث، فلا يشعر بالقلق أو الخوف ولا يسمح لمن هم أكبر سناً باستغلال ضعفه.
شاهد بالفديو: 8 طرق تساعد بها طفلك لتطوير نفسه
الاهتمام بسماع قصصه وأحداث يومه:
إنَّ الإصغاء إلى القصص والأحداث التي يسردها الطفل بعد عودته يندرج ضمن كيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة، وإنَّ عدم إيلاء الاهتمام لهذا التفريغ قد يؤدي إلى نتائج عكسية؛ إذ إنَّه من الضروري جداً سؤال الطفل عن يومه المدرسي بطريقة واضحة لا تحمل إجابات مطاطة مثل سؤال "كيف كان يومك؟"، فهذا السؤال يحتاج إلى شرح طويل قد لا يقوى الطفل عليه.
أما صيغة الأسئلة الصحيحة التي تصب في مصلحة تقوية شخصية الطفل في المدرسة فتكون "مع من لعبت اليوم؟"، "ما هو الشيء الذي حدث معك وجعلك سعيداً؟"، "هل حدث شيء أغضبك أو أزعجك؟".
في مثل هذه الحالات يشعر الطفل بالأمان لوجود من يكترث لأمره، فيسرد الأحداث التي ربما اتخذ مواقف ضعف فيها، ويتعلم من المربي كيف يتعاطى معها بشكل سليم في المرات القادمة.
توفير وسائل مساواة الطفل مع أقرانه:
إنَّ جعل الطفل في مستوى أقرانه من ناحية الطعام واللباس والمصروف يساهم في تقوية شخصيته في المدرسة، فبعض الأطفال يتنمرون على أصدقائهم بسبب ملابسهم الرثة أو صندوق طعامهم المتواضع، وهذا يسبب الشعور بالعار أو الإحراج لبعض الأطفال، ومن ثمَّ يضعف شخصياتهم، وفي مثل هذه الحالات يجب تعليم الطفل الرد على هؤلاء الأطفال وتعزيز مستوى الثقة والقناعة لديه.
تقديم وجبات صحية للطفل وتعويده على الحركة والرياضة:
قد يبدو غريباً ارتباط نمط الحياة الصحي بكيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة، ولكنَّ الحقيقة تقول: "العقل السليم في الجسم السليم"، وإذا ما أردنا منح الطفل نفسية سليمة لا بد لنا من الاهتمام بنمط غذائه ومحاولة جعله صحياً قدر الإمكان، كما يجب تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة، فلا شيء يساعد على تقوية شخصية الطفل في المدرسة أكثر من فوزه في السباقات على أقرانه، ولا شيء يهدم شخصية الطفل في المدرسة أكثر من تنمر رفاقه على شكله وحجمه ووزنه.
تقديم الحب غير المشروط للطفل:
إنَّ تقديم الحب للطفل بشكل غير مشروط يساهم مساهمةً كبيرةً في تقوية شخصية الطفل في المدرسة، فمعظم الأطفال الذين تكون شخصيتهم ضعيفة في المدرسة لا يحظون بالتعبير الكافي عن الحب من أسرهم، أو يكونون في أجواء أسرية مفككة، أو يتم ربط تقديم مشاعر الحب لهم بسلوك إيجابي معين كالحصول على درجات مرتفعة، ومن ثمَّ فإنَّ حصول الطفل على كفايته من الحب غير المشروط يساهم في تقوية شخصية الطفل في المدرسة، ويجنبه فعل أي شيء للحصول على حب ورضى رفاقه.
شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء
كيف أقوي شخصية ابنتي في المدرسة؟
فيما يأتي سنجيب عن الجزء المتخصص بالإناث الذي يضاف إلى ما ذكرناه آنفاً، وستكون إجابتنا كالآتي:
- أخبري ابنتك كل شيء عن المدرسة، وإذا كان الأمر ممكناً اذهبي معها في أول يوم وعرِّفيها إلى صفها وإلى مكان المرافق من مغاسل وحمامات وقدِّميها إلى المعلمة.
- ابني علاقة ثقة بينك وبينها، ولا تكوني شديدة الصرامة والمحاسبة على الأغلاط، واتركي لها الحرية والأريحية لتتحدث لك عن كل ما يحدث معها حتى لا تقع تحت ابتزاز زميلاتها في حال تخوفت من إخبارك بشيء.
- امدحي شكلها وشعرها ووجها، وأشعريها بأنَّها أجمل طفلة على الإطلاق، فالبنات بشكل فطري يحببن أن يكنَّ جميلات ويتلقين الإطراء.
- سرِّحي لطفلتك شعرها بعناية، واشتري لها مشابك الشعر الملونة، واصطحبيها إلى السوق لتختار أغراضها الشخصية المدرسية، من حقيبة وحذاء وغيرها.
- عززي ثقة طفلتك بنفسها فلا تتأثر بكلام المتنمرين، وعلِّميها أنَّ كل إنسان مختلف بلون بشرته أو شعره أو طريقة كلامه، وكل هذه الأشياء لا تنقص من جماله شيئاً.
كيف أقوي شخصية ابني في المدرسة؟
إضافة إلى ما ذُكِر تحت عنوان "كيف أقوي شخصية طفلي في المدرسة؟" سننتقل إلى تقوية شخصية الطفل في المدرسة وخاصةً الذكور:
- علِّم طفلك التعبير عن مشاعره وطرائق التفريغ الصحيحة لها، وإياك أن تقول له: "أنت رجل لا يجب أن تخاف أو تبكي" وتحصره في قالب نمطي يخلق هوة واسعة بينك وبينه.
- علِّم طفلك أحد الفنون القتالية مثل الكاراتيه - الأمر ينطبق على الإناث أيضاً - من أجل أن يمتلك ثقة أعلى بقوَّته في الدفاع عن نفسه.
- وضِّح لطفلك مفاهيم الاختلاف، وعزز ثقته بشكله ونفسه فلا يكون هشاً ويتأثر بآراء زملائه.
- شارك طفلك في اهتماماته وكن قريباً منه وعلى اطلاع بالأفكار التي تشغل باله لتحميه من المعتقدات المغلوطة التي يحاول رفاق السوء إقناعه بها مثل "التدخين يجعلك رجلاً".
- إياك أن تضربه أو توبخه أمام الآخرين إذا ما تم استدعاؤك إلى المدرسة من أجل مشكلة تعرض لها ابنك، وأمسك زمام أعصابك وأجِّل كل الأحاديث إلى المنزل.
طرائق تقوية شخصية الطفل في المدرسة:
فيما يأتي طرائق تقوية شخصية الطفل في المدرسة، إضافة إلى ما ذكرناه:
- من طرائق تقوية شخصية الطفل في المدرسة وكسر حاجز الخجل بينه وبين زملائه إعطاؤه بعض الحلوى أو العصائر أو البالونات ليتجول بين رفاق صفه ويقدمها لهم بوصفها هدايا، فهذا التصرف يقوي شخصية الطفل ويُشعره بأنَّه محبوب من قِبل رفاقه ويكسر حاجز الخجل فيما بينهم.
- يمكن تدريب الطفل على قصة أو أغنية أو معزوفة أو مسرحية يؤديها أمام رفاقه في الصف، فهذا التصرف يساهم في تقوية شخصيته في المدرسة مساهمةً كبيرةً.
- تعليم الطفل طرائق الدفاع عن نفسه في حال حاول أحد الأطفال ضربه أو أخذ أشيائه.
- السماح للطفل بمجالسة الكبار في عائلته والدخول في نقاشات معهم، كما يساهم السماح للطفل بالتعرف والاختلاط بالأطفال في مراكز الألعاب والعائلة في تقوية شخصيته في المدرسة؛ وذلك لأنَّه يكون معتاداً على التحدث مع أشخاص خارج نطاق أفراد أسرته.
- تسليم الطفل مهام يومية خاصة به في المنزل أو في روتين التحضير للمدرسة، مثل نقل صحون الفطور من المطبخ إلى الطاولة، ووضع أغراضه الشخصية في حقيبته وارتداء ملابسه وربط شريط حذائه، كل هذه المهام تساهم في تقوية شخصية الطفل عموماً، ومن ثمَّ تقوية شخصيته في المدرسة.
في الختام:
إنَّ كيفية تقوية شخصية الطفل في المدرسة ليست إجرائية معقدة كما يظن بعض الناس؛ بل هي مجموعة من الممارسات والمعايير المتكاملة التي يتم تطبيقها في أثناء التعامل مع الطفل، وهذا يصقل شخصيته ويقويها، وتقوية شخصية الطفل في المدرسة عموماً تكون عن طريق احترامه، وإعطائه مساحة كافية من الأمان والحب والحرية.
أضف تعليقاً