يقول الكاتب زياد ريس في كتاب "تجربتي لحياة أفضل": توجد أنواع كثيرة من العادات الهامَّة للإنسان؛ منها ما يَنفعه في صِحَّته وقُوَّته ومَظهره، ومنها لمستقبله وعمله وعلاقاته مع الآخرين وأهله وأولاده، أو مع المجتمع المحيط الذي يعيش فيه، وهذه العادات تتكرَّس من خلال السُّلوك الشَّخصي والتَّناغم الفيزيولوجي الدَّاخلي للشَّخص نفسه، وكمثالٍ على ذلك عادات (الاستيقاظ المُبكِّر– ممارسة الرِّياضة– الأكل باعتدال– تجنُّب الأطعمة والمشروبات السَّريعة وغيرها).
توجد أيضاً عادات تتعلَّق بطريقة التَّفكير، وتتكرَّس من خلال الممارسات التي يتطابق فيها التَّطبيق العملي مع طريقة التَّفكير والقِيَم التي يُؤمِن بها الإنسان مثل: (الإيثار والتَّضحية والإخلاص والصِّدق)، وهي تترسَّخ في النَّفس أكثر مع استحضار ما يَحْمله الإنسان من معتقدات الرِّسالة السماويَّة التي يؤمن بها.
لكنْ يوجد بُعْد آخر نحتاج إليه بشدَّة، وربسما يكون الأصعب، ويحتاج جهداً كبيراً، وهو التَّفكير الإيجابي عبر إعادة برمجة العقل في طريقة محاكمته وردِّ فِعْله لما يَستقبل من أحداث في حياته اليوميَّة، وما يسمعه ويقرأه؛ ذلك أنَّ سعادة الإنسان تَكْمُن عبر قُدْرته على إدارة ردود أفعاله على الأحداث، بما يعود بالنَّفع والفائدة عليه شخصياً، كما يعود بالنَّفع العام على المحيطين به.
من أهمِّ العادات الإيجابيَّة التي ينبغي تكريسها:
- التَّصالح مع الذَّات كل مساء؛ بحيث لا يكون في نفس المرء أي حقد أو غل على أحد؛ فالمُسامَحة تُضْفِي سعادةً وراحةً على النَّفس لا تُقدَّر.
- تجنُّب جعل المسيء إلينا عدوَّاً، بل جعله جزءاً من شريحة المجتمع التي علينا إصلاحها.
- استحضار فكرة تدافُع المصالح بين النَّاس، وليس العداء لغَرَض العداء، مع تقليل استخدام نظريَّة المؤامرة؛ كيلا تكون مُثبِّطة عن العمل الإيجابي.
- ترجيح احتماليَّة الاجتهاد الخطأ في تصرُّفات الآخرين وانعدام الخبرة؛ بدلاً من تعمُّد الإيذاء أو تبنِّي فرضيَّة النَّصْب والاحتيال.
- حسن الظَّن بتصرُّفات الآخرين الخاطئة، وعدُّها جهالة غير مقصودة، أو بسبب عدم اكتمال المعلومة لديهم.
- النَّظر إلى النَّاس بصفتهم بشراً لديهم إيجابيَّات، كما لديهم سلبيَّات، والابتعاد عن المثاليَّة، فالتَّعامُل النَّاجح معهم يجب أن يُراعِي ذلك، ويتجنَّب النظر إليهم فقط عَبْر النَّقائص والسَّلبيَّات فحسب.
- تقدير النِّعم التي يَملكها المرء دون المُقارَنة مع ما يملكه الآخرون.
- اليقين بأنَّ مُشكلة اليوم ستكون جزءاً من الماضي غداً.
- اعتماد البَسْمَة وسيلة تواصل مستمرَّة.
- اعتماد حُسْن الظنِّ أداة للحياة الإيجابيَّة، وأنَّ المبادرة بالخير قمَّة الذكاء.
- محاكمة تصرُّفات الآخرين السَّلبيَّة من باب الحاجة والضَّغط بالعموم، وليس من باب الرَّغبة بالعمل نفسه، ومثال ذلك: (إيقاف تطبيق أحكام الشَّرع فيما يتعلق بحدِّ السَّرقة لبعض حالات سببها الاضطرار والحاجة الشديدة).
- التفكير والمراجعة برَوِيَّة عند استقبالك لكل معلومة تَصِلك بما تهوى نفسك تِجَاه الآخرين لمواقف سابقة؛ بحيث لا يكون رد الفعل بنفس السياق وانتصاراً للذَّات.
- استحضار المرء أنَّه قد يكون مشاركاً ببعض الغلط، والابتعاد عن التَّنزيه والنرجسيَّة.
- على المرء أن يكون مُستحضراً قُدرة الخالق -جلَّ وعلا- على تحقيق ما يُريد، مع التسليم لله بحِكْمته البالغة في قضائه وقدَره.
في الختام:
أنت صاحب حياتك، وجميع ما فيها ما هو إلا نتائج تفكيرك، لذا أليس من الأفضل اتباع العادات الإيجابية وتكريسها ضمن يوميات الحياة للحصول على نتائج إيجابية، ونحن هنا لا ننادي بوردية الحياة، فبالطبع هذه العادات والتَّصرُّفات لا تنفي احتماليَّة عدم وجود أجندات وسلبيات يمكن أن تعترض حياة الإنسان، إلا أنَّ طريقة التفكير الإيجابية تساعد المرء على تجاوز تلك السلبيات والعقبات.
والله الموفِّق.
أضف تعليقاً