تعريف الطبيعة:
الطبيعة هي صنائع الله وإبداعاته على كوكب الأرض وما حوله، من أشجار وصخور وأتربة وشواطئ وينابيع وغابات، التي ليس للإنسان يد في صنعها أو المساس بها، وتشمل الطبيعة أيضاً الكائنات الحية التي تعيش في أرجائها، ابتداءً من الكائنات وحيدة الخلية التي لا تُرى بالعين المجردة، مروراً بالأسماك والفراشات والحيوانات الصغيرة وانتهاءً بالحيوانات الضخمة من فيلة وحيتان.
كما تتضمن ذرات التراب الصغيرة والرمال التي تغطي وجه الأرض مروراً بالصخور وصولاً إلى الجبال الضخمة، وتحتوي الينابيع والسواقي والجداول العذبة والبحيرات والبحار والمحيطات المالحة، والهواء والغلاف الجوي الذي يملأ الأرجاء من سطح الأرض وصولاً إلى الفضاء الخارجي.
ولا ننسى الشمس والرياح والمطر والنار وغيرها من عناصر الطبيعة التي تتكامل وظائفها لتكون مناسبة للحياة؛ إذاً، الطبيعة هي لمسات الخالق في كوكب الأرض وعليه وما يحيط به.
فوائد الطبيعة:
عند التمعُّن في الطبيعة البكر والمناظر الطبيعية، نلمس إبداع الخالق وحكمته، فكل شيء فيها مدروس وموجود لحكمة معينة، ولا شيء على الإطلاق من مكوناتها عبثي أو غير ذي نفع.
الفوائد التي نجنيها من الأتربة:
الطبيعة غنية بأنواع مختلفة من التراب، منها الكلسي، والبازلتي البركاني، والرملي، وغيرها من أنواع الأتربة، وإنَّ كل نوع من هذه الأنواع هو المنبت الأنسب للنباتات التي تعيش فيه، وللأحياء التي تحفر أوكارها فيه.
ولكل نوع من الأتربة خواصه ومزاياه، منها ما يمتص الماء، ومنها ما يسمح بنفوذه إلى أعماق الأرض، ومنها ما يلفظه فيتسبب في جريانه على سطحها، ومنها ما هو مثالي للزراعة، ومنها ما يُستعمَل في البناء.
الفوائد التي نجنيها من النباتات:
أما النباتات فهي مختلفة ومتنوعة أيضاً بتنوع التراب والمناخ الذي تعيش فيه، فمنها الأعشاب الصغيرة، ومنها الأشجار الباسقة، ومنها الشجيرات المثمرة، ومنها الصباريات التي تتحمل العطش وتصبر على شح الماء.
وكل نوع من أنواع النباتات له فوائد ومزايا؛ فمنها ما يعطينا ثماره، ومنها ما يعطينا زهوره ومنها ما يمدنا بأوراقه العلاجية، ومنها ما تكون وظيفته تثبيت التربة ومنعها من الانجراف، وتشترك جميعها في وظيفة تنقية الجو من غاز ثنائي أوكسيد الكربون، وطرح الأوكسجين الضروري لتنفس الأحياء.
الفوائد التي نجنيها من الهواء والمناخ:
إنَّ الهواء الذي يحتوي على غاز الأوكسجين هو حاجة ضرورية لتنفس الأحياء واستمرار حياتها، ولا توجد حياة على الأرض لولا وجود الأوكسجين في الهواء.
أما المناخ الذي يتغير بتعاقب الفصول فله فوائد عدة؛ فالشمس ضرورية لمنح الضوء والحرارة في عمليات التركيب الضوئي للنبات، والمطر هام لتشرَب الأحياء والنباتات، وليمتلئ مخزون المياه الجوفية، وتجري المياه السطحية، والرياح ضرورية في سوق الغيوم التي تحمل المطر وإتمام عمليات إلقاح الزهور وانتشار البذور؛ إذاً، فلكلِّ عنصر مهمته التي تتكامل مع مهمات العناصر الأخرى.
الفوائد التي تعطينا إياها الأحياء:
إنَّ الكائنات الحية ومهما بلغ حجمها لها دور محوري في توازن الكون وانتظامه، فمنها ما يدخل في السلاسل الغذائية التي تضمن توازن الحياة، فيتغذى على الكائن الذي قبله في السلسلة ويكون عذاءً للكائن الذي يليه، ومنها ما يساهم في تلقيح الزهر كالنحل، ومنها ما يساهم في تهوية التربة كالديدان، ومنها ما يؤدي دوراً في تخليص الأرض من البقايا والجيف الميتة كالبكتيريا.
الفوائد التي نجنيها من المياه:
إنَّ الماء هو أساس الحياة على وجه الأرض والتأكيد على ذلك قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الماْء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}. [سورة الأنبياء: 30]. فالماء هو عماد الحياة للنباتات والحيوانات والإنسان.
وينقسم الماء إلى نوعين: ماء عذب وماء مالح، فأما الماء العذب فتشرب منه الأحياء لتستكمل نموها ونشاطاتها الحيوية، ويكون الماء المالح في كثير من الأحيان موطناً تعيش فيه الكثير من الكائنات الحية كالأسماك والأحياء البحرية والمرجانيات وغيرها.
وللماء فائدة في منح الرطوبة الجوية التي تعدِّل قسوة المناخ، وإنَّ تبخر الماء في المسطحات المائية عامل رئيس في تشكُّل المطر.
فوائد أخرى:
إنَّ للطبيعة فوائد أخرى غير تلك التي ذكرناها آنفاً، وهي الثروات والكنوز المدفونة فيها وفي أعماقها، والمناظر الجمالية واللوحات الفنية الرائعة التي تبث في نفس الإنسان الشعور بالراحة والطمأنينة وهدوء النفس وإمتاع البصر، وأصوات عذبة من شأنها إعادة الإنسان إلى سكينته وفطرته.
شاهد بالفديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي
أهمية الطبيعة في حياة الإنسان:
إنَّ أهمية الطبيعة في حياة الإنسان لا يمكن حصرها في أشياء معينة؛ ذلك لأنَّ الإنسان هو ابن الطبيعة وواحد من مخلوقاتها، وهي المكان الذي يحتضن وجوده ويتقبل استثماراته فيها، وإذا أردنا ذكر بعض مواطن الأهمية للطبيعة في حياة الإنسان، فيمكن أن نقول:
- إنَّ الطبيعة هي مصدر الهواء الذي يتنفسه الإنسان والضروري لاستمرار حياته، وهي مصدر الغذاء والماء الضروريان لنموه كأي كائن حي.
- إنَّ الطبيعة هي المأوى للإنسان، فعن طريق عناصرها ومكوناتها وموادها الأولية، يشيِّد البيوت والمباني التي يقطنها وتكون مسكناً له.
- إنَّ الطبيعة هي مصدر الوقود الذي يحتاج إليه الإنسان لتشغيل مصانعه ومنشآته، فمن جوف الأرض يستخرج النفط والغاز، ومن الشمس يستمد الطاقة الشمسية، ومن الرياح يدير الطواحين الهوائية التي تولِّد له الطاقة التشغيلية.
- إنَّ الطبيعة هي المكان الذي يلجأ إليه الإنسان إذا ما قصد الراحة وتنفُّس الهواء العليل والترويح عن نفسه، فهي مصدر للراحة والسلام الداخلي الضروري لصحة الإنسان النفسية.
- إنَّ الطبيعة هي مصدر الدواء للإنسان، فمن أعشابها تُصنَع العقاقير والمضادات التي تشفي المرضى وتداويهم.
ماذا تعطينا الطبيعة؟
إنَّ الطبيعة منبع العطاء الأول، فهي لا تبخل على الإنسان أو أي كائن حي بما تمتلك؛ لذا فإنَّ ما تعطيه الطبيعة للإنسان لا يمكن حصره أو تعداده، لكنَّنا سنذكر فيما يأتي بعض هذه العطايا:
- الهواء النقي الذي نتنفسه.
- الماء الذي نشربه.
- الغذاء الذي نتناوله.
- الجمال الذي يغذِّي أرواحنا.
- المواد الأولية لصناعاتنا.
- الثروات الباطنية والمعادن النفيسة المكنونة في مناجمها.
- المكان والأمان والمأوى.
إنَّ هبات الطبيعة للإنسان لا يمكن حصرها أو عدها، والإنسان يستثمر موارد الطبيعة ليبني حضارته.
أنواع الطبيعة:
يمكن تقسيم الطبيعة حسب الشكل والمناخ والنباتات إلى الأقسام الآتية:
الطبيعة الصحراوية:
تتميز بأرضها الرملية أو الحصوية، ومناخها الحار صيفاً والبارد شتاءً والجاف وقليل المطر، وتكثر فيها الحيوانات التي تتحمل العطش مثل الإبل، والزواحف كالعقارب والأفاعي.
أما عن نباتاتها فتكون قليلة جداً وشبه نادرة لقلة المطر، ولعلَّ الصبار هو أشهر النباتات الصحراوية؛ ذلك بسبب قدرته على تحمُّل شح الماء، وتكون الطبيعة الصحراوية عادة غنية بالثروات الباطنية.
الطبيعة الساحلية:
وهي الطبيعة المجاورة للبحار والمحيطات، وتتصف بتربتها الرملية قرب الشاطئ، واعتدال الحرارة وارتفاع الرطوبة، أما عن الكائنات الحية فمياهها غنية بالثروة السمكية والأحياء البحرية، وتكثر الطيور التي تتغذى على الأسماك مثل النوارس، وتنمو في التربة المجاورة للتربة الرملية الكثير من النباتات.
الطبيعة الجبلية:
تتصف الطبيعة الجبلية بالأجواء الجميلة الساحرة والمناظر الأخاذة، ففي الجبال تكثر الأمطار؛ وهذا يسبب نمو الكثير من النباتات والأشجار، وتُعَدُّ هذه البيئة مكاناً مناسباً للحيوانات البرية، فتسكن فيها الكثير من الأنواع، ويتصف مناخها بالبرودة في الشتاء والاعتدال في الصيف؛ لذا فهي مكان مناسب لقضاء الصيف بالنسبة إلى البشر.
الطبيعة القطبية المتجمدة:
وتتصف بالبرودة والثلوج على مدار العام، ولا تستطيع النباتات النمو في مثل هذه الطبيعة، لكنَّ بعض الحيوانات قد تكيَّفت للعيش فيها كالدببة القطبية والبطاريق.
الطبيعة الاستوائية:
تتصف هذه الطبيعة بارتفاع الحرارة والمطر؛ لذا تنمو فيها النباتات الاستوائية على شكل غابات مثل السافانا والموز والأناناس، وتعيش فيها الكثير من أنواع الحيوانات مثل الأسود والزرافات والنمور والفيلة.
ما هي مكونات الطبيعة؟
تتكون الطبيعة من مكونات حية ومكونات غير حية، وسنقوم بذكرها فيما يأتي:
المكونات غير الحية:
- الأتربة بأنواعها المختلفة: من كلسية، ورملية، وطينية، وبازلتية، وغيرها.
- الهواء الجوي أو الغلاف الجوي: ينقسم إلى طبقات عدة، تدعى الطبقة الأقرب منه إلى الأرض بالتروبوسفير، وتتميز باحتوائها على الأوكسجين الضروري لتنفُّس الأحياء.
- الماء: ينقسم إلى نوعين، مياه عذبة كالينابيع والأنهار، ومياه مالحة مثل مياه البحار والمحيطات.
- النار: هي واحدة من عناصر الطبيعة التي تمنح الحرارة والضوء.
- المعادن: التي توجد في الطبيعة بشكلها الخام.
المكونات الحية:
- النباتات: بأنواعها البرية والبحرية وأحجامها المختلفة.
- الحيوانات: البرية والبحرية وأحجامها المختلفة من المجهرية كالبكتيريا إلى الضخمة كالحيتان.
- الإنسان.
ما هي عوامل الطبيعة؟
تتمثل عوامل الطبيعة بمجموعة المؤثرات في الحياة في كل بيئة من البيئات، ونذكر من هذه العوامل:
- المناخ: هو الحرارة والبرودة والرطوبة والشمس والأمطار والرياح، ويُسبب اختلاف المناخ اختلافاً في أنواع النباتات والحيوانات وحجمها، وتتكيف هذه الأحياء مع المناخ الذي تعيش فيه. فالنباتات والحيوانات التي تعيش في المناخ الصحراوي قادرة على احتمال الحرارة العالية وقلة الماء، بسبب قدراتها التخزينية العالية، أما الحيوانات التي تعيش في المناخ البارد فتتصف بقدرتها على احتمال البرودة كالدببة القطبية التي يغطي الفراء جسمها.
- التضاريس: يمكن تعريف التضاريس بأنَّها المنخفضات والمرتفعات في الطبيعة، وتشمل السهول والوديان والتلال والجبال.
مكونات الطبيعة الثلاثة:
إنَّ مكونات الطبيعة الثلاثة الرئيسة، هي الماء والهواء والتربة، ولقد قمنا بشرحها آنفاً.
كيف نحافظ على الطبيعة؟
يمكن الحفاظ على الطبيعة عن طريق اتباع السلوكات الآتية:
- تجنُّب رمي القمامة في الأماكن غير المخصصة لها.
- إعادة تدوير المواد البلاستيكية والورقية للتقليل من حجم النفايات.
- التخلص من نفايات المعامل تخلُّصاً صحياً ومدروساً، وعدم رميها في البحار أو الغابات أو الأتربة المخصصة للزراعة.
- تجنُّب القطع الجائر للأشجار والعمل على الزراعة، وزيادة الغطاء النباتي.
- تجنُّب إشعال النار في الغابات.
- تجنُّب الصيد الجائر للحيوانات والأسماك وخاصة في مواسم تكاثرها.
- التوعية بأهمية الطبيعة وضرورة الحفاظ عليها.
- التقليل من استعمال المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية.
- الاعتماد على مصادر الطاقة الطبيعية النظيفة كالشمس والرياح أكثر من الفيول والوقود.
- ترشيد استعمال المياه وعدم هدرها والإسراف بها.
كلمات عن وصف جمال الطبيعة:
لا شيء أمتع على الإطلاق من الذهاب في رحلة في أحضان الطبيعة، تلك الأم الحنون التي تغفر لنا كل خطايانا في حقها، وتمنحنا جمالها لنتمتع به ونروِّح به عن أنفسنا عناء الإرهاق والتعب في العمل.
نمدُّ أبصارنا في رحاب المحيطات الزرقاء، ونراقب غروب قرص الشمس الذهبي في الماء، ونسمع صوت حفيف أوراق الأشجار الذي يداعبه النسيم وأصوات السناجب التي تقضم حبات الصنوبر والبندق، فننسى أصوات أبواق السيارات وهدير الدراجات.
نراقب هبوط الليل على الرمال الصحراوية، ونشاهد القمر منيراً مستديراً، ونلمح في السماء الصافية الشهب فنتمنى أن تبقى الطبيعة بكل هذا السحر، ونمتنُّ لله على بديع ما خلق.
صور من الطبيعة:
في الختام:
إنَّ الطبيعة هي أساس الجمال ومصدر الحياة، وهي بما تحتويه من مكونات متكاملة، وعناصر متنوعة، وعوامل مختلفة تجسيد لقدرة الخالق سبحانه على الإبداع.
وإنَّ من واجبات الإنسان تجاه هذه العطية السماوية، الحفاظ عليها وحمايتها من ممارساته وأفعاله اللامسؤولة، التي يمكن أن تكون سبباً في فناء مصدر الحياة والجمال هذا.
التعليقات
محمد عون
قبل 8 شهرأريد هذا البحث
الردود
لينا مدير تحرير في النجاح نت
قبل 8 شهرمرحبا: سعيديون بمساعدتك طبعا. لذلك يرجى التواصل على الإيميل: contactus@annajah.net شكراً لك.
أضف تعليقاً