9 دراسات عن التبايُن العقلي:
إليك 9 دراسات عن التبايُن العقلي تعرف عليها:
1. التبايُن العقلي والالتزام بالهدف:
تبيِّن في معظم الدراسات السابقة أنَّ توقعات النجاح تؤثر في فائدة التبايُن العقلي، واستكشفت هذه الدراسة أحد الاحتمالات عن إمكانية أن تؤدي توقعات النجاح والتبايُن العقلي إلى تغييرات في الالتزام بالهدف؛ أي زيادة النشاط والحيوية، وجرى في هذه الدراسة تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، وقِيس ضغط دمهم بوصفه مؤشراً للنشاط، كما هو مفترض، وازداد نشاط أولئك الذين لديهم توقعات عالية للنجاح في مجموعة التبايُن العقلي على الأمد القصير بنسبة 50%.
مع ذلك فسرت توقعات النجاح أقل من 25% من التبايُن في ضغط الدم، وهو ما يفسر بدوره أقل من 20% من التبايُن في الالتزام بالهدف، ومن الواضح أنَّ معظم المتغيرات الهامة الأخرى لم تُراعَ، وقد لا يكون النشاط هو المؤثر الوحيد، إضافة إلى ذلك نظراً لأنَّ معظم المشاركين كانت لديهم توقعات منخفضة بالنجاح، فإنَّ التبايُن العقلي أدى في الواقع إلى تقليل النشاط لدى حوالي 50% من المشاركين.
2. التبايُن العقلي والتنظيم الذاتي لسلوك المساعدة:
تناولت هذه الدراسة سؤالين:
- هل يؤثر التبايُن العقلي في احتمالية طلب المساعدة؟
- هل يؤثر التبايُن العقلي في احتمالية تقديم المساعدة، وهل تعتمد النتائج على التوقعات؟ طُلب من المشاركين إجراء عملية التخيل مرة واحدة فقط، ومن ثم تقديم تقرير عن النتائج بعد أسبوعين.
عندما طُلب من الطلاب ممارسة التبايُن العقلي كان أولئك الذين لديهم توقعات عالية بالنجاح أكثر احتمالاً بنسبة 20% تقريباً لطلب المساعدة وتلقيها بخصوص مهمة محددة يختارونها بأنفسهم مثل الحصول على علامة جيدة في الامتحان، أو نصيحة للتدريب، وما إلى ذلك.
أولئك الذين لديهم توقعات عالية بالنجاح كانوا أكثر عرضة بخمس مرات لتلقي المساعدة من أولئك الذين لديهم توقعات منخفضة للنجاح؛ وذلك لأنَّ التبايُن العقلي يؤذي حوالي 50% من المشاركين؛ إذ كان أداء أولئك الذين لديهم توقعات منخفضة بالنجاح في حالة التحكم أفضل بأربع مرات من أدائهم في حالة التبايُن العقلي.
كانت جودة أداء المشاركين الذين طُلب منهم التفكير في الجانب السلبي تعادل نصف جودة الحالات الأخرى، فعندما طُلب من الممرضات ممارسة التبايُن العقلي، أنفقت اللاتي لديهن توقعات عالية بالنجاح نحو 50% من الطاقة في محاولة تحسين التواصل مع أقارب مرضاهم، ومع ذلك أثَّر التبايُن العقلي سلباً في الممرضات اللاتي كانت لديهن توقعات منخفضة بالنجاح؛ وهذا أدى إلى تقليل جهدهن في الأسبوعين التاليين بنسبة تصل إلى 80%، أي إلى ما يقرب من الصفر.
3. التنظيم الذاتي للالتزام بتخفيف التدخين:
استكشفت هذه الدراسة ما إذا كان من الممكن استخدام التبايُن العقلي لمساعدة مدمني السجائر على تقليل التدخين، وكانت النتائج إيجابية، ومع ذلك كانت المنهجية المختارة إيحائية أكثر من كونها ملموسة، فبدلاً من قياس استهلاك السجائر ومعرفة ما إذا كانت الحالة العقلية المتبايُنة تشير إلى انخفاض التدخين، تتبعت الدراسة الأيام حتى اتخاذ الخطوة الأولى.
أولئك الذين كانوا في حالة عقلية متبايُنة مع توقعات عالية للنجاح اتخذوا خطوتهم الأولى نحو إكمال هدفهم أسرع مرتين إلى ثلاث مرات من أولئك في الحالات الأخرى، وأما أولئك الذين كانت لديهم توقعات منخفضة للنجاح، فقد استغرقوا وقتاً أطول مرتين إلى ثلاث مرات لاتخاذ الخطوة الأولى، والسؤال هو: ما هو مدى تأثير سرعة التصرف في سلوك الاستهلاك على الأمد الطويل؟
شاهد بالفديو: 7 نصائح للتفكير الإيجابي من ديل كارنيجي
4. عندما لا يكون التخطيط كافياً:
استكشفت هذه الدراسة ما إذا كان التبايُن العقلي المستخدم مع نوايا التنفيذ يمكن أن يحسن سلوك تناول الطعام، وفي جميع الحالات أجرى المشاركون عملية التخيل مرة واحدة ثم طُلب منهم إكمال يوميات تناول الطعام للأسبوع التالي.
تناول أولئك الذين في حالة التبايُن العقلي مع نوايا التنفيذ مزيداً من الفواكه بنسبة 10% وحصلوا على سعرات حرارية أقل بنسبة 40% من الوجبات الخفيفة غير الصحية، وأولئك الذين كانوا في حالة نوايا التنفيذ فقط لم يكن أداؤهم أفضل من أولئك الذين كانوا في حالة التحكم؛ ومع ذلك عند استخدام التبايُن العقلي مع نوايا التنفيذ معاً، زادت فاعلية التبايُن العقلي بنسبة تفوق 30%، فمن المثير للاهتمام حقيقة أنَّه لم يتم اتباع الإجراء النموذجي لنية التنفيذ، فقد طُلب من المشاركين تخيل نواياهم.
5. التبايُن العقلي في الأداء الأكاديمي لدى أطفال المدارس:
استكشفت هذه الدراسة فائدة التبايُن العقلي لتحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، وطُلب من الطلاب إما ممارسة التبايُن العقلي، وإما ممارسة التخيل الإيجابي للمستقبل فيما يتعلق بالاختبار المقرر بعد أسبوعين.
كانت النتائج توحي بأمرٍ ما، وذلك مقارنة بحالة التخيل الإيجابي للمستقبل، وسجل الطلاب في حالة التبايُن العقلي درجات أعلى بنسبة %20 إلى 35% في اختباراتهم، بينما خففت توقعات النجاح أثر التبايُن العقلي في الأداء.
6. أثر التبايُن العقلي في تحسين الأداء التفاوضي:
استكشفت هذه الدراسة ما إذا كان التبايُن العقلي يُحسِّن الأداء التفاوضي.
وضعت الدراسة الطلاب في موقف تفاوضي افتراضي، وأخبرت من كان أداؤهم جيداً إنَّهم سيدخلون قرعة للحصول على فرصة للفوز بمبلغ 200 دولار، وحصل الذين كانوا في حالة التبايُن العقلي على نقاط أكثر بنحو 5%، ولقد حصلوا على معظمها بالتفاوض مع خصومهم، وعلى الرغم من أنَّ النتيجة كانت ذات دلالة إحصائية، فإنَّها كانت صغيرة بالمعنى المطلق.
7. استراتيجيات التنظيم الذاتي تُحسِّن الانضباط الذاتي لدى المراهقين:
كانت هذه دراسة أخرى استكشفت فائدة التبايُن العقلي لتحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، وقبل بدء العطلة الصيفية، طُلب من الطلاب أن يكونوا إما في حالة التبايُن العقلي أو في حالة التحكم، ومنحت الدراسة بعد ذلك جميع الطلاب 10 كتب تدريبية للتحضير للاختبار، واستخدامها حسب الرغبة، وأكمل بحلول نهاية الصيف أولئك الذين كانوا في حالة التبايُن العقلي أسئلة تدريب أكثر بنسبة 60% من أولئك الذين كانوا في حالة التحكم، وهذه النتائج مدهشة؛ إذ أدى التخيل مدة 10 دقائق إلى بذل ساعات من الجهد الإضافي.
8. التبايُن العقلي يحفز على السعي إلى تحقيق الهدف من خلال ربط عوائق الواقع بالسلوك المؤثر:
اكتُشِفَت مسألة كيفية عمل التبايُن العقلي في هذه الدراسة، وعلى وجه الخصوص تم اختبار فكرة أنَّه يعمل من خلال ربط تجاوز العقبات القائمة مع الوعد بالمكافأة المستقبلية، وفي الدراسة الأولى تم اختبار قدرة التبايُن العقلي على ربط هذين المفهومين العقليين باستخدام مهمة معينة، وفي حالات ارتفاع التوقعات زاد الارتباط، وفي حالات انخفاض التوقعات، انخفض الارتباط، وكانت النتيجة هامة سواء من الناحية الإحصائية أم بالمعنى المطلق.
اختبرت الدراسة الثانية تأثير الارتباط في تغيير السلوك فعلياً واختارت المشاركين الذين أرادوا تحسين لياقتهم البدنية.
أولئك الذين كانوا في حالة تبايُن عقلي مع توقعات عالية بالنجاح كان لديهم ارتباط أقوى، وكانوا أكثر استخداماً للسلالم بنسبة تصل إلى 25% بدلاً من المصعد وذلك للانتقال بين الأماكن في المبنى بوصفه جزءاً من الدراسة، وأظهر في المقابل أولئك الذين لديهم توقعات منخفضة بالنجاح انخفاضاً في الارتباط، فضلاً عن سلوك أقل فاعلية، وكان احتمال استخدامهم للسلالم أقل بمقدار النصف تقريباً.
تبقى بعض الأسئلة دون إجابة:
- كم من الوقت يستمر الارتباط؟
- ما هو تواتر التخيل المطلوب للحفاظ على الارتباط؟
- إلى أي مدى يمكن أن يؤدي التبايُن العقلي إلى تقوية الارتباط؟
- هل هذا يعني أنَّ أولئك الذين لديهم توقعات منخفضة بالنجاح يجب أن يستخدموا التبايُن العكسي؟
9. التبايُن العقلي بهدف اتباع نظام غذائي يحسن السلوك الصحي المبلغ عنه ذاتياً:
كانت هذه دراسة أخرى استكشفت فائدة التبايُن العقلي لتحسين السعي إلى تحقيق الأهداف المتعلقة بالصحة.
طلبت الدراسة من المشاركين إما ممارسة التبايُن العقلي أو التخيل الإيجابي للمستقبل فيما يتعلق بهدف اتباع نظام غذائي، وبعد أسبوعين طُلب منهم الإبلاغ عن التقدم المحرز، وعلى سبيل المثال عدد مرات ممارسة الرياضة، وعدد مرات تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وما إلى ذلك.
أشارت التقديرات إلى أنَّ أولئك الذين كانوا في حالة تبايُن عقلي استهلكوا نحو 100 سعرة حرارية أقل يومياً وذلك مقارنة في 50 في المجموعة الضابطة، وكانوا أكثر ميلاً بنسبة 30% للإبلاغ عن زيادة نشاطهم الرياضي وذلك مقارنة بـ 15% في المجموعة الضابطة.
في الختام:
قد يساعد التبايُن العقلي على توضيح أهدافك وتطلعاتك بطريقة تخيل النتائج المستقبلية المرغوبة بوضوح، ومن ثم مقارنتها بالواقع الحالي، ويمكِّنك هذا من تحديد العقبات المحتملة، ووضع استراتيجيات فعَّالة للتغلب عليها، وبممارسة التبايُن العقلي يمكنك تعزيز دوافعك، وزيادة وعيك الذاتي، واتخاذ قرارات مدروسة؛ لسد الفجوة بين وضعك الحالي ومستقبلك المنشود.
أضف تعليقاً