سنتعرَّف إلى تفاصيل لا تعرفها عن عاداتها الغذائية، وإلى قدراتها الفريدة في الصمود، وسنلقي نظرة على التحديات التي تواجهها بصفتها كائنات مهددة بالانقراض، فلنستمتع برحلة استكشاف عالم الباندا ونتعلَّم مزيداً من المعلومات عن هذه الكائنات الرائعة.
حقائق مثيرة عن الباندا:
- إنَّ 99% من غذاء الباندا هو الخيزران، وتستهلك حوالي 20 كيلوجراماً منه يومياً، تقضي الباندا على الأقل 12 ساعة في اليوم في تناوله، فالخيزران فقير التغذية؛ لذا يجب على الباندا تناول كمية كبيرة للحصول على فائدة.
- الباندا لا تزن كثيراً حتى بعد تناول كميات كبيرة من الخيزران، والذكر هو الأثقل بين الجنسين، فيتراوح وزنه بين 75 و135 كيلوجراماً، بينما يتراوح وزن الإناث بين 70 و100 كيلوجرام.
- لدى الباندا إبهام معاكس فريد تستخدمه لمسك سيقان الخيزران، وهذا الإبهام هو في الواقع عظمة المعصم المكبرة والمعدلة، وهو موجود أيضاً عند الراكون والباندا الحمراء والدب الأسود.
- تحتوي أسنان الباندا على خصائص آكلي اللحوم ولكنَّها عاشبة، ويُعتقد أنَّ الباندا تطورت من تناول الحيوانات والنباتات إلى نظام غذائي شبه حصري للخيزران قبل حوالي 2 مليون عام.
- أمعاء الباندا غير مناسبة للخيزران رغم تطورها لتناوله، فاكتشف الباحثون أنَّ جهازهم الهضمي لم يتكيف بشكل جيد، ويشير العلماء إلى أنَّ هذا يزيد من خطر انقراضها.
- يمتلك الذكر نطاقاً أوسع من الإناث، ويغطي نطاق الباندا حوالي خمسة كيلومترات مربعة، ويحتل الذكر نطاقاً أعلى من ذلك بقليل.
- جميع الباندا العملاقة في العالم هي صينية الأصل، فتُعد الباندا العملاقة كنزاً وطنياً صينياً ومحمية بالقانون.
- تؤجِّر الصين الباندا العملاقة لحدائق الحيوان الأمريكية مقابل مليون دولار سنوياً، وتوقِّع الحدائق عقداً لمدة 10 سنوات، وفي حال ولادة صغير، يكلف الأمر 400 ألف دولار، ويتم إرجاعه إلى الصين عند سن 3 سنوات للمساهمة في توسيع تراث الجينات.
- لا تعد أعداد الباندا العملاقة كبيرة، ولكنَّها في تزايد، ففي السبعينيات من القرن الماضي كان هناك نحو 1000 باندا في العالم، وأظهرت إحصاءات في عام 2014 زيادة عددها إلى 1864 باندا في البرية.
- تعمل الحكومة الصينية على تحسين المحميات الطبيعية لضمان بقاء الباندا، وتحتوي الصين على شبكة من 67 محمية للباندا، تهتم بنحو 66% من الباندا العملاقة في البرية ونحو 54% من مواطنها الحالية.
- تستطيع الباندا العملاقة تسلُّق الأشجار والسباحة، ويمكن للباندا العملاقة أن تتسلق منذ سن الستة أشهر، وكما هو الحال مع جميع الدببة، يمكنها السباحة بشكل جيد عند الحاجة.
- يمكن للباندا أن تعيش تقريباً ضعف الفترة الزمنية في الأسر منها في البرية، ويتراوح متوسط عمر الباندا بين 14 و20 عاماً، وترتفع هذه الفترة إلى 30 عاماً للباندا التي تعيش في الأسر.
- الباندا العملاقة "كسولة"، تقضي الباندا معظم وقتها إما في تناول الطعام أو النوم، ويبدو أنَّ التكاثر ليس في أعلى قائمة أولوياتها.
- تتسم دورة التكاثر للباندا بالبطء، فتتزاوج الإناث الناضجات مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات في البرية، وتنجب حوالي 5 مرات خلال حياتها.
- الباندا العملاقة موجودة منذ فترة طويلة جداً، فقد عُثِر على أحافير للباندا تعود إلى ما بين 2 و3 مليون عام.
- معنى الاسم العلمي للباندا يصف الكائن تقريباً، Ailuropoda melanoleuca يترجم إلى "قدم القط السوداء والبيضاء" وهذا يقدم لك فكرة عن كيف تبدو الباندا إذا لم تكن قد رأيتها من قبل.
- الباندا العملاقة لا تأخذ سباتاً شتوياً، فهي إحدى أنواع الدب التي لا تنام في الشتاء، وبدلاً من ذلك، تنتقل من منازلها إلى مناطق أكثر دفئاً على ارتفاعات أقل للاستمتاع بالخيزران.
- كانت الباندا لغزاً للعلماء لفترة طويلة، فكانت الباندا العملاقة لغزاً للعلماء الذين لم يكونوا على يقين مما إذا كانت في الواقع نوعاً من الراكون أو الدببة، أو ربما نوعاً مختلفاً تماماً من الحيوانات. لقد كشف فك شيفرة شيفرة الحمض النووي في خلايا الباندا عن تلميحات حلَّت لغزها، فأظهرت الشيفرة الوراثية أنَّ الباندا ذات صلة بالدببة.
- تحمل تجارة الفراء غير القانونية ثمناً باهظاً على فراء الباندا العملاقة، ويمكن أن يصل سعر فراء الباندا في السوق غير القانونية إلى ما بين 60,000 و100,000 دولار.
- تبدأ الباندا العملاقة حياتها باللون الوردي، فعند الولادة، يكون لدى صغار الباندا لون بشرة وردي، ويبلغ طولها حوالي 15 سم، وتكون مغطاة بطبقة رفيعة جداً من الفراء الأبيض، كما يكون لديها ذيل طويل، ولا تملك أسناناً، وعيونها مغلقة.
- تظل أمهات الباندا وصغارها معاً لفترة من الوقت، ولا يترك الصغار الوحدة العائلية حتى يبلغوا حوالي عام ونصف العام، وفي ذلك الوقت، تنفصل وتتخذ حياة منفردة تقريباً كما تعيش الباندا عموماً.
- تصدر الباندا العديد من الأصوات المختلفة، فهذه الدببة لا تصرخ بصوت عالٍ، ولكنَّها تكون صاخبة بطرائق أخرى، إضافة إلى الأصوات التي تشبه أصوات الخرفان الصغيرة، يمكن للباندا أن تزأر عند الغضب، وتنبح، وتتنهد، وتصدر أصواتاً مميزة.
- الباندا لديها مجموعة متنوعة من الأصوات، فتمكن الباحثون من تحديد مجموعة من 11 نوعاً مختلفاً من الأصوات، ويقولون حتى إنَّ أربعة منها تمثل الفترة التي يبحث فيها الباندا عن شريك حياة.
- الباندا رمز للسلام والصداقة في الصين، فمنذ مئات السنين في أوقات الحروب، كانت القبائل ترفع علماً فيه صورة للباندا لإيقاف المعارك والتوصل إلى هدنة.
- الباندا رمز معروف جداً، فقد اختار صندوق الحياة البرية العالمي الباندا شعاراً له بسبب الطبيعة السلمية للدب، وضمان أن تكون تكاليف الطباعة أدنى بسبب الألوان الأسود والأبيض للباندا.
الباندا والحيوانات المفترسة:
تواجه الباندا العملاقة عدداً قليلاً جداً من المفترسات، وإنَّ الباندا كاملة النمو تعد خصماً قوياً لمعظم المفترسات، ولكن بعض الحيوانات قد تهاجم الصغار، وتشمل الحيوانات المفترسة المحتملة الذئاب والفهود الثلجية والخز أصفر الحلق، والتي تستطيع جميعها قتل وأكل صغار الباندا.
في الواقع، يروي الفيلم الكرتوني الناجح لعام 2008 "كونج فو باندا" قصة "بو"، وهو باندا تلميذ صانع النودلز وهاوٍ للكونغ فو، وأعظم عدو له هو "تاي لونغ": فهو فهد ثلجي يتقن فنون الكونغ فو.
في الحياة الحقيقية، تشارك الفهود الثلجية، التي تواجه أيضاً خطر الإنقراض، بعض المواطن مع الدببة السوداء والبيضاء وتشكل تهديداً للباندا الصغيرة.
هل تستطيع الباندا المقاومة؟
الباندا العملاقة هي حيوانات منفردة ومسالمة، وعادةً ما تتجنب المواجهات، ولكن إذا كان الهروب مستحيلاً، فإنَّها بالتأكيد ستقاوم، وعلى الرغم من طبعها اللطيف، يمكن للباندا حماية نفسها بفاعلية مثل معظم الدببة الأخرى باستخدام قوتها الجسدية وفكيها وأسنانها القوية.
يمكن أن تصل الباندا إلى طول 1.5 متر ووزن يصل إلى 150 كجم، في حين أنَّ أسنانها الكبيرة وعضلات الفكين القوية مصممة لسحق الخيزران، فهي قادرة على توجيه عضة قوية جداً، إضافة إلى ذلك، الباندا العملاقة متسلقة ممتازة، فتستطيع الدياسم التسلق على الأشجار عندما يبلغ عمرها 6 أشهر فقط.
كما يمكنها السباحة، وعلى خلاف معظم الدببة الأخرى، فإنَّها لا تختبئ لفترات طويلة خلال فصل الشتاء، وبفضل كل هذه السمات في ترسانتها، يمكن للباندا العملاقة الكاملة النمو والدفاع عن نفسها ضد معظم الحيوانات المفترسة الأخرى..
لماذا تواجه الباندا خطر الانقراض؟
أكبر التهديدات التي تواجه الباندا ليست من أعدائها التقليديين في البرية، بل تأتي من أفعال الإنسان اليومية، فقد تفترس بعض الحيوانات الدياسم الصغيرة، ولكن البشر هم أكبر تهديد للباندا.
على وجه الخصوص، يتعرض الباندا للتهديد والانقراض بسبب فقدان وتجزئة المواطن الطبيعية، وبسبب صيد البشر الجائر للحيوانات الأخرى واستغلالهم للنباتات في الغابات، وهذه هي الأخبار السيئة.
أما الأخبار الجيدة هي أنَّ الإنسان هو أيضاً أمل الباندا الأكبر؛ لأنَّنا قادرون على القيام بشيء بشأن ذلك، فبصرف النظر عن مكان إقامتك، إذا قمنا جميعاً بمعاملة كوكبنا بشكل أفضل، يمكننا ضمان مستقبل أفضل للباندا العملاقة، وغابات الخيزراني التي تعتمد عليها.
في الختام:
نجد أنَّ دببة الباندا حيوانات فريدة ومذهلة في عالم الحياة البرية، من قدرتها على البقاء لفترات طويلة في مواجهة التحديات البيئية، إلى حمايتها لصغارها بشكلٍ عنيف، تقف الباندا نموذجاً للصمود والتكيف. رغم تهديدات الإنسان الكبيرة، يظل بإمكاننا أن نكون أملَها الأكبر من خلال الحفاظ على بيئتها الطبيعية والعمل المشترك للمساهمة في حمايتها، فلنقم جميعاً بالعمل المستدام والحفاظ على هذه الكائنات الرائعة وعلى البيئة التي تعتمد عليها، فيمكننا معاً أن نكتب قصة نجاح لبقاء دببة الباندا في عالمنا المتغيِّر.
أضف تعليقاً