الحيوانات المنقرضة:
هل تحب القطط؟ تخيل أن تختفي القطط عن وجه العالم اختفاءً كلياً كيف سيغدو؟ هذا هو الانقراض تماماً أن يختفي كائن حي ما من الكرة الأرضية بأسرها، وتحدث معه مجموعة من التغيرات في البيئة، لن أترك الفضول يلاحقك وسأعطيك قصص مجموعة من الحيوانات المنقرضة.
1. طائر الدودو:
كان طائر الدودو ذا جسم ثقيل وأجنحة قصيرة؛ لذلك لا يطير بل يعيش سالماً في جزيرة شرق مدغشقر، يتغذى على الطبيعة فيها ويترك بيوضه على الأرض بين الأعشاب حتى تفقس بأمان، ويتمتع بحياة هانئة حتى اكتشف البشر الجزيرة وأفسدوا أمانه.
عندما وصل البشر إلى الجزيرة اتخذوا من بيوض طائر الدودو غذاءً، ومع مرور الوقت تغذوا على لحمه إلى أن أصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض.
ليس البشر وحدهم بل الحيوانات التي استأنسوها أيضاً تغذت عليه حتى أصبحت ذكرى آخر رؤية له عام 1662، ولم يُعثر على أي نوع من طائر الدودو بعدها؛ فصُنِّف من الحيوانات المنقرضة.
2. طائر الأوك الكبير:
إن بحثت عنه ستجده باسم بطريق الأوك، ولكن علمياً لا يوجد أي صلة بين البطاريق وطائر الأوك، وإنَّما التشابه كبير بينهما فقط من ناحية اللون، أما بالشكل فالأوك ضخم جداً ويصل طوله إلى أربعة أقدام.
قصة طائر الأوك محزنة جداً، فقد كان منتشراً جداً ومعروفاً من أمريكا وحتى أوروبا، وهذا ما جعله فريسة مباشرة وسهلة للبشر.
استهلك البشر طائر الأوك بوصفه غذاء لهم وعرضوه للبيع بسعر رخيص، فكان يسمى لحم الفقراء، ولم يكتفوا بذلك بل استفادوا من ريشه لصنع الوسائد ودهنه كزيت لإنارة القناديل، حتى أصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض.
بدأ الأوك بالتناقص شيئاً فشيئاً وآخر مكان آمن له كان على جزيرة آيسلندية عاش فيها بأمان حتى ثار بركان خامد هناك وحرق الجزيرة، وبقي جزء صغير فقط يسمى Ilday عاشت فيه الأوك التي تمكنت من النجاة وهما زوجين فقط.
في يونيو 1844 وصل رحالة للجزيرة لاصطياد الأوك فحاول الزوجان الهروب ولكنَّهما قُتلا فعلاً وبقيت بيضة أوك واحدة فقط داس عليها أحد الصيادين فكُسرت، فأصبح الأوك من الحيوانات المنقرضة بعد أن كان من الحيوانات المهددة بالانقراض.
3. الكواجا أجمل الحيوانات المنقرضة:
يملك الكواجا جسماً مقسوماً إلى جزأين مختلفين تماماً، فمن الأمام هو حمار وحشي أما من الخلف هو أشبه بحصان حقيقي، وهذا ما جعل المشاهدين في ذهول حقيقي أمام هذا الجمال، وجعل العلماء في حيرة من أمرهم هل هو نوع خاص أم هناك طفرة حدثت في التزاوج.
بقي الكواجا منتشراً جداً في جنوب أفريقيا إلى أن غزتها أوروبا، فبدأت بصيده بغزارة عام 1226 لجمال جلده، كما أخذته إلى أوروبا ووضعته في حديقة الحيوان، وفيما بعد أصبح عدد الكواجا يتناقص حتى أصابه مرض ضاعف هذا التناقص ليصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض.
فيما بعد عندما حل عام 1883 فُقد الكواجا كلياً عن الكوكب وبحثوا عنه كثيراً ليجدوا له أثر فلم ينجحوا في ذلك؛ لذلك أُعلِنَ الكواجا من الحيوانات المنقرضة.
أخطر الحيوانات المنقرضة:
أخطر الحيوانات المنقرضة إما هي الحيوانات التي شكَّل انقراضها خطراً على البيئة مباشرة أو الحيوانات التي كان وجودها وحشياً وهددت حياة البشر والحيوانات الأخرى، ومنها ما يأتي:
1. النمر التسماني:
سُمِّي تسماني على اسم البلد الذي اكتُشِف فيه وهو تسمانيا وعاش هناك لفترة طويلة، وصُنِّف من الحيوانات المفترسة؛ لذلك شكَّل خطراً على ماشية المزارعين، فكان صياداً ماهراً، وهذا جعلهم يقتلونه على التوالي حتى أصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض، ثم أخذوا آخر حيوان منه واحتفظوا به في حديقة حيوان هوبارت حتى مات عام ١٩٣٦ وأعلنوا النمر التمساني من الحيوانات المنقرضة.
2. نسر هاست:
المسمى العلمي له عقاب هاست، ويعد أكبر أنواع النسور في العالم، عاش حياته في نيوزيلاندا، يتغذى بشكل أساسي على حيوانات الماو ولا يأكل سواها، إلى أن وصل الماوري لنيوزيلاندا وبدؤوا بمنافسة نسر هاست على صيد الماو، حتى أصبح الماو من الحيوانات المنقرضة وتحول نسر هاست إلى الحيوانات المهددة بالانقراض، وعندما نفذ الماو تماماً لم يجد نسر هاست أي غذاء له فانقرض هو الآخر في القرن الخامس عشر.
3. تيتانوبوا:
الثعبان العملاق الذي يمكنه بلع تمساح كامل في مضغة واحدة فقط، وقد عاش بعد انقراض الديناصورات لفترة وجيزة ثم انقرض، وكان أخطر الحيوانات المنقرضة، فكان يفترس بشراسة شديدة من خلال الالتفاف حول الفريسة وخنقها وبعد ذلك ابتلاعها.
الحيوانات المنقرضة حديثاً:
الحيوانات المنقرضة والمهددة بالانقراض تتزايد عاماً بعد عام؛ والسبب الأساسي في ذلك هو البشر والتضخم الصناعي، إضافة إلى ذلك دور التغير المناخي والبيئي، وفي الحقبة الأخيرة انقرضت الحيوانات الآتية عن وجه الأرض بعضها في ظروف غامضة والأخرى بأسباب واضحة:
1. وحيد القرن الأبيض الشمالي:
كان وحيد القرن الأبيض الشمالي من الحيوانات المهددة بالانقراض في 2012 بسبب وجود زوجين منه فقط، ولكن في آذار 2018 قد أُعلِن رسمياً من الحيوانات المنقرضة بسبب وفاة آخر ذكر من سلالته.
2. الضفدع المفقس الجنوبي:
موطنه الأصلي غابات أستراليا واكتُشِف هناك في عام 1981، ثم أصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض حتى توسَّع البشر في التطور التقني والصناعي وهذا أثر في البيئة والمناخ، وانتشر مرض لم يستطع الأطباء الوصول لحل يعالجه، حتى أصبح الضفدع المفقس الجنوبي من الحيوانات المنقرضة مع حلول عام 2002.
أربع أنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض:
حتى لا تتحول الحيوانات المهددة بالانقراض لمنقرضة يجب علينا تحمُّل مسؤولية ذلك حقاً والبحث في الأمر والحفاظ عليها، ومن خلال الآتي سنستعرض لكم أربعة أنواع منها والخطر الذي يحوم حول كل حيوان منها:
1. حيوانات الغابة الأسترالية:
أبرز الحيوانات المهددة بالانقراض في الحقبة الأخيرة هي حيوانات الغابة الأسترالية ومنها الكوالا والولب إضافة إلى خلد الماء؛ وذلك نتيجة الحرائق التي أصابت البلاد عام 2019، وما زالت الحكومة تعمل بأقصى جهودها لحماية تلك الحيوانات من الانقراض.
2. السلاحف البحرية:
التغيرات البيئية الأخيرة سببت تيارات مائية قوية دفعت الكائنات المائية إلى مواطن غير مواطنها، وهذا ما أصاب السلاحف البحرية، فقد دُفعت إلى مياه أصبحت فيها فريسة كائنات أخرى هناك، ولا ننسى دور التسرب النفطي الهام في جعل غذاء السلاحف البحرية الأساسي ملوثاً، وهذا ساهم بشكل مؤسف في قتلها وتصنيفها من الحيوانات المهددة بالانقراض.
3. التمساح الفلبيني:
السبب الأساسي لتصنيفه كحيوان مهدد بالانقراض هو الصيد الجائر له؛ وذلك لاستخدام جلوده في صناعة أفخم أنواع الأحذية والحقائب، ونضيف إلى ذلك سبب آخر وهو تلوث مياه الأنهار بمخلفات المصانع والنفايات أيضاً، وفي الإحصاءات الأخيرة تبيَّن أنَّ العدد الكلي المتبقي من التمساح الفلبيني 100 حيوان فقط.
4. النمر السومطري:
سُمِّي بهذا الاسم نسبةً إلى موطنه الأصلي وهي جزيرة سومطرة في أندونيسيا، وقد ذكرت الإحصاءات أنَّ تعداد النمور البرية ينخفض انخفاضاً ملحوظاً بسبب الصيد الجائر لها؛ لذلك وضعت الحكومة قوانين صارمة للحفاظ عليها، كما وظَّفت جل جهودها في تتبُّع ومراقبة تلك النمور لحمايتها من الانقراض الذي يهددها.
أسباب انقراض الحيوانات:
تعود أسباب انقراض الحيوانات للبشر بشكل أساسي ومن ثم البيئة، وتقسم الحيوانات المنقرضة والمهددة بالانقراض إلى قسمين أولهما حيوانات برية والأخرى مائية، وقد جمعنا لكم كل الأسباب التي تؤدي إلى انقراض الحيوانات من النوعين:
1. تدمير الموطن الأصلي للحيوانات:
بالنسبة إلى الحيوانات البرية لقد قام الإنسان بعمليات قطع جائر للأشجار، وقد أثَّر ذلك تأثيراً كبيراً في أماكن اختباء ومعيشة الحيوانات البرية إضافة إلى غذائها، أما عن الحيوانات المائية فتسرُّب النفط ومخلفات المصانع إضافة إلى النفايات ومخلفات الصرف الصحي جعلت الحيوانات المائية مهددة بالانقراض.
2. التغيرات البيئية والمناخية:
التغيرات البيئية والمناخية مثل انفجار بركان خامد أو التفاوت في درجات الحرارة أو حتى الاحتباس الحراري؛ جميعها ظواهر طبيعية ساهمت مساهمة مباشرة في جعل الحيوانات مهددة بالانقراض، على سبيل المثال قصة انقراض طائر الأوك الكبير.
شاهد بالفديو: 10 طرق سهلة لتكون صديقاً للبيئة
3. عوامل بشرية:
لا بد أنَّ الحيوانات المنقرضة تأثرت بما يكفي بأعمال البشر من صيد جائر وقتل واستخدامها لأغراض الحماية أو تلويث مسكنها وغير ذلك من أعمال أدت إلى انقراضها مع مرور الوقت.
كيف نحمي الحيوانات المهددة بالانقراض؟
حماية الحيوانات المهددة بالانقراض تعتمد على جهود مشتركة مبذولة من الحكومة والمواطن معاً؛ لذلك لا بد من اتباع بعض الإجراءات كالآتي:
- نص قوانين تحدُّ من عملية الصيد.
- إنفاق ميزانية مخصصة من الحكومة لحماية البيئة والحيوانات المهددة بالانقراض.
- نشر الوعي بأساليب علمية تربوية سواء من خلال التلفاز أم مواقع التواصل الاجتماعي أم غير ذلك.
- حماية المواطن الأصلية للحيوانات وتوفير بيئة تناسب تكيفها.
في الختام:
لا بد أنَّ الحيوانات المنقرضة أو الحيوانات المهددة بالانقراض جزء لا يتجزأ من النظام البيئي، ومن الواجب حمايتها وبذل الجهود القصوى لمحاولة استنساخ حيوانات أخرى من نفس الفصائل بعد التطور العلمي والتقني الذي شهده العالم.
أضف تعليقاً