ماذا يجب أن تفعل إن كنت تكره عملك؟
فكّر قليلاً: ما الذي بوسع المرء أن يفعله إذا كان يكره عمله أو شركته أو رئيسه في العمل أو مجال عمله، أو كلّ شيء يتعلّق بحياته المهنية؟
حسناً، أولاً وقبل كل شيء: لا تَجهَر بمشاعرك هذه. إذ يمكن أن تعود عليك الشكوى تجاه وظيفتك بنتائج عكسية؛ سواءً أنفَّستَ عن غيظك هذا إلى زملائك في المكتب، أم أثناء استراحة الغداء، أم عبر الإنترنت في أوقات فراغك. فذلك يسيء إلى نزاهتك المهنية، وقد يؤدي إلى طردك من وظيفتك.
لكن ومع ذلك، لست مضطراً إلى البقاء في مكان تشعر بأنَّه لا يناسبك؛ رغم أنَّ كثيراً من الناس يقضون شهوراً وسنواتٍ في وظائف أو بيئات عمل يكرهونها، فقط لأنَّها تكفيهم قوت يومهم.
لكن يظلّ من مصلحتك أيضاً أن تحاول العثور على عمل يناسبك أكثر؛ وستكون أكثر سعادة حينئذٍ، فضلاً عن أنَّك ستقوم بعملك بشكلٍ أفضل، وستتاحُ إليك فرصٌ أفضل لاحقاً؛ بما في ذلك الترقيات والعلاوات. لذا نقدم إليك سبعة أمورٍ عليك القيام بها إن كنت تشعر بأنَّ وظيفتك لم تعد تناسبك، وانسدت في وجهك جميع السُّبل من أجل تغيير ذلك:
1- احتفظ بالأفكار التي تُعبّر عن مدى كرهك لوظيفتك لنفسك:
إذا كنت تكره عملك، فاحتفظ بذلك لنفسك، واجعله يقتصر على عائلتك أو أصدقائك المقربين. ولا تصرح بحقيقة شعورك على وسائل التواصل الاجتماعية؛ فكُلّما عبّرت عن نفورك هذا، زاد احتمال أن يتلقف الشخص الخطأ شكواك تلك، ويمررها بدوره إلى زملائك أو ربِّ عملك.
وعلى عكس ما يعتقده كثير من الناس، ليس الموظفين وحدهم من ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فأرباب العمل يفعلون ذلك أيضاً. فقد أظهر استطلاع أجرته مجلة "Career Builder" في عام 2018، أنَّ ما نسبته 70٪ من أرباب العمل يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن "موظفين محتملين".
لذا قد تتفاجأ حين تعلم مدى سهولة رؤية أرباب العمل لحساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وإن كانت مغلقة نسبياً؛ فالتغريدات على سبيل المثال، تظهر في بحث جوجل، وإذا لم تكن حذراً في طريقة ضبط إعدادات خصوصيتك على فيسبوك، ستفتح الباب أمام الشخص الخطأ لكي يجد منشوراً تعبر فيه عن كرهك لعملك.
2- اعلم أنَّك لست وحدك من قد يُعاني من ذلك:
قد ينتهي الحال بأيٍّ منا إلى العمل في وظيفة يكرهها؛ بل وكثيراً ما يحصل هذا. فقد لا يكون العمل على قدر توقعاتنا، أو قد تكون الوظيفة رائعة، لكنَّ زملاء العمل أو ربُّ العمل أشخاصٌ كريهون. أو قد تكره ضغوطات العمل، أو أيَّ شيء آخر يتعلّق ببيئة عملك.
ملاحظة: إنَّ الوصول إلى مرحلة تُقِرُّ فيها بأنَّك تكره عملك ليس بالأمر السيء بالضرورة؛ شريطة أن تُخطِّطَ لخطواتك القادمة.
3- لا تترك عملك فوراً:
قد يصعُبُ عليك معالجة الإحباط الناتج عن العمل في مكان أو وظيفة لا تطيقها؛ بيد أنَّك لا يجب أن تستقيل فوراً؛ ليس من دون وجود وظيفة أخرى تنتظرك. لذا ابدأ التفكير في خيارات تجعل وظيفتك أفضل:
- هل أنت على ثقة بأنَّه يتوجب عليك أن تترك عملك، أم أنَّك تمر بوقت عصيب فحسب؟
- هل يوجد أي شيء تستطيع القيام به بطريقة مختلفة لتكون أكثر سعادة في العمل؛ كأن تطلب نقلك أو تغيير مناوبتك؟
- هل يوجد أي شيء من شأنه أن يُحدث فرقاً ويقنعك بالبقاء؟
انظر في البدائل المتاحة إليك قبل اتخاذك قراراً بالمغادرة؛ فالعثور على وظيفة جديدة ليس بالأمر الهيِّن دوماً، وإذا كان هنالك من حل، فإنَّ الأمر يستأهل منك حينئذٍ أن تضعه في عين الاعتبار.
4- جهّز نفسك للبحث عن وظيفة:
لم يحن الوقت بعد لكي تترك وظيفتك، كما أنَّه من الأسهل بالنسبة إليك أن تعثر على وظيفة حينما يكون لديك وظيفة بالفعل؛ إذ قد لا تكون مؤهلاً للحصول على معونات البطالة (يعتمد هذا الأمر على الدولة التي تتواجد فيها) إذا استقلت من عملك. وكلما تجهزت جيداً قبل أن تبدأ في البحث عن وظيفة جديدة، سَهُلَت عليك مهمة البحث عن عمل.
خُذ وقتك لإنشاء أو تحديث ملف تعريف حسابك على شبكة لينكد إن؛ واكتب ملخصاً رائعاً لملف التعريف هذا، بحيث تشد إليه انتباه مديري التوظيف. وحدِّث سيرتك الذاتية، وكوِّن شبكة معارف عن طريق الاتصال مع كل شخص تعرفه ضمن شبكة "لينكد إن".
5- ابدأ البحث عن وظيفة:
ابدأ البحث عن وظيفة بهدوء وحكمة، ولا تُصرِّح بحقيقة بحثك عن وظيفة جديدة؛ لنفس الأسباب التي تجعلك لا تفصح عن كرهك لوظيفتك الحالية. فليس من مصلحتك أن يعلم رئيسك أو أيّ شخص آخر بأنَّك تنوي المغادرة، قبل أن تكون مستعداً لإعلامهم بذلك.
تمنحك محركات البحث عن الوظائف منصة مثالية لمعرفة الوظائف المتاحة للمتقدمين أمثالك؛ لذا ابدأ التقدم للوظائف والتحدث على انفراد (عبر البريد الإلكتروني أو رسائل لينكد إن) مع معارفك بشأن نيتك في الانتقال إلى وظيفة جديدة. وضع في اعتبارك أنَّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت لكي تعثر على وظيفة جديدة، لذلك تجمَّل بالصبر.
6- انتبه لما تقوله، ولمن تقوله:
حينما تعتقد أنَّك عثرت أخيراً على وظيفة جيدة طُلب منك إجراء مقابلة من أجلها، فقد ترغب حينئذٍ في إخبار من هبَّ ودبَّ عن ذلك. لكن حتى وإن تشاركت أخبارك الجيدة، فلا تصرح بحقيقة كرهك لوظيفتك الحالية. إذ يسأل مديرو التوظيف في مقابلات العمل عن أصحاب العمل السابقين، وما تقوله مهم جداً في هذا الصدد.
يبحث مسؤولو التوظيف وأصحاب العمل المحتملين عن الأشخاص الذين سيقومون ببناء أعمالهم وسمعتهم، لا عن من يهدمها؛ والحديث بالسوء عن صاحب عمل سابق خلال مقابلة توظيف، هو أمرٌ يسيء إليك أكثر من إساءته إلى الشركة التي تتحدث عنها. كما أنَّك لن تعرف أبداً من هم الأشخاص الذي قد يعرفهم القائمون على إجراء المقابلة (قد يكون مديرك السابق واحداً منهم).
7- قدِّم استقالتك بِرُقِيّ:
قدّم استقالتك بلباقة، وأخبرهم عن ذلك قبل أسبوعين. واعرض تقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية واترك الشركة من دون أن تترك انطباعاً سيئاً عنك؛ فذلك من شأنه أن يحسن فرصك في التوظيف، عدا عن كون مشاعر الانتقام لا تستأهل أن تصرف عليها وقتك واهتمامك. كما أنَّك ستستفيد أكثر من خلال تركيز طاقتك في وظيفتك الجديدة، وتحسين تجربة العمل فيها.
أضف تعليقاً