أهمية الفحوصات النسائية الدورية
لدى النساء احتياجات خاصة يجب تلبيتها من قبل مقدمي الرعاية الصحية، من المهم أن تكوني قادرة على رؤية طبيب النساء والولادة الخاص بك على أساس سنوي للتأكد من أن صحتك النسائية جيدة وأنه لا توجد أي مخاوف تحتاج إلى معالجة.
عادةً ما يتم إجراء مسحة عنق الرحم كل 3 سنوات إذا كانت لديك نتائج طبيعية، وهذا يساعد في البحث عن علامات سرطان عنق الرحم. إذا تم اكتشاف علامات سرطان عنق الرحم وفيروس الورم الحليمي البشري مبكراً، فيمكن أن يبدأ العلاج على الفور، وعادةً ما يكون الأمر أسهل كلما بدأت أبكر.
يعد فحص أمراض النساء مهمّاً أيضاً لأنه يمكنك التعبير عن المخاوف التي قد تكون لديك وطرح الأسئلة على طبيب النساء والتوليد، يمكنك أيضاً التحقق لمعرفة ما إذا كانت هناك أية مشكلات ربما لم تلاحظها. سوف يسألك طبيب النساء والولادة عن تاريخك الطبي وما إذا كنت نشطاً جنسيّاً، وسيكون بمقدورهم التأكد من أنك بصحة جيدة وأن أي أعراض تتعامل معها تتم معالجتها وعلاجها.
في هذا الخصوص أوصت الجمعية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، اعتماد مبدأين للفحوصات الدورية النسائية، وهما:
1. عمر الزيارة الأولى للنساء
يجب أن تتم الزيارة الأولى للنساء الشابات بين سن 13 و15 عاماً. لا تتضمن هذه الزيارة عادةً فحص الحوض، ولكنها موجهة نحو التعليم في مجالات مثل، على سبيل المثال لا الحصر، الحياة الجنسية، قضايا العلاقات، والأمراض المنقولة جنسيّا، والنمو والتطور، والتطعيمات، وتوصيات الاختبار/التطعيم، وتطوير العادات الصحية الجيدة، وتجنب العادات السيئة مثل التدخين وتعاطي المخدرات. وهذا يعطي الفتيات المراهقات بداية مبكرة لصحة جيدة في مجال أمراض النساء.
2. تكرار الزيارات
يجب أن تحصل المرأة على زيارة رعاية وقائية واحدة على الأقل سنويّاً بدءاً من مرحلة المراهقة وتستمر طوال العمر لضمان فرصة معالجة جميع خدمات الصحة الوقائية الموصى بها للنساء.
فوائد الفحص السنوي لأمراض النساء
مع بداية حياة البلوغ عند المرأة والتي ترتبط بوجود الدورة الشهرية، تحتاج النساء عموماً لاستشارة الطبيب النسائي الخاص لمناقشة الكثير من القضايا والاستنارة بالرأي الطبي لأي حالة، هنا نميز حالتين تبرز بهما فوائد الفحوصات الدورية للنساء:
1. الوقاية
يعرف الطب الوقائي أنه أفضل دواء لأي داء، تعمل تقنيات الطب النسائي للكشف عن أي مشاكل محتملة قد تحدث في الجسم، فالفحص النسائي أبعد ممَّا هو مسحة لعنق الرحم، بل سيتم فحص كل من الرحم وقناتي فالوب والمبيضين والمثانة لتحديد أي مخاوف محتملة، مثل:
- سرطان الثدي.
- أمراض العظام/هشاشة العظام.
- مرض المثانة.
- الأمراض المنقولة جنسيّاً.
- تحديد وسائل لمنع الحمل أو تحديد النسل.
2. تحديد المشاكل الخاصة بكل مرحلة عمرية
وهنا نميز ثلاث مراحل عمرية تمر بها جميع النساء:
فترة المراهقة
وبها تحتاج النساء لمراجعة الطبيب النسائي لتحديد أية مشاكل في:
- اضطراب الهوية الجنسية.
- السلوك الجنسي.
- التحضير لمرحلة البلوغ والحياة الجنسية.
فترة النضوج
- قضايا الخصوبة.
- الاستعداد للحياة الأسرية.
مرحلة الإنجاب
وهنا ستناقش النساء الكثير من القضايا الطبية مع طبيبهن، مثل:
- الخصوبة.
- التخطيط للحمل، المشاكل بين حالات الحمل أو بعدها.
- الاحتياجات الصحية العامة، وتنظيم الأسرة، والتوازن بين العمل والحياة.
مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس)
- توقف الخصوبة.
- إدارة التغييرات مع انقطاع الطمث.
- تغيرات المشاكل الجنسية والعلاقة الحميمة
ما هي الفحوصات النسائية الدورية التي تحتاجها النساء؟
تختلف أنواع وتواتر الفحوصات الموصى بها اعتماداً على عدة مؤشرات هي: عمر المرأة وعوامل الخطر الشخصية والتاريخ العائلي. فيما يلي أهم هذه الفحوص:
1. الكلاميديا والسيلان
تنتقل هذه الأمراض عبر الجنس، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل مرض التهاب الحوض، والعقم، والألم المزمن. توصي الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والأمراض النسائية أن يتم القيام باختبار سنوي للنساء الناشطات جنسيّاً تحت سن الخامسة والعشرين.
أيضاً، على النساء اللواتي يعانين من الحالات التالية إجراء هذا الفحص سنويّاً:
- شركاء متعددين.
- شريك جنسي جديد.
- مخاوف من التعرض، أو تم تشخيص إصابتهن مؤخراً بمرض آخر منقول جنسيّاً.
2. اختبار فيروس نقص المناعة البشرية
يجب إجراء هذا الاختبار مرة واحدة على الأقل خلال حياتك. كما يجب أن يعتمد فحص الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أساساً لإجراء هذا الاختبار مثل: الزهري، وفيروس الهربس البسيط، والتهاب الكبد.
3. مسحة عنق الرحم
يجب إجراء فحص سرطان عنق الرحم كل 3 سنوات لدى النساء اللاّتي تتراوح أعمارهن بين 21 إلى 29 عاماً. وبالنسبة للنساء البالغات من العمر 30 عاماً أو أكثر، يوصى بإجراء اختبار مشترك لمسحة عنق الرحم وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) مرة كل 5 سنوات.
4. فحص الثدي السريري
يوصى بإجراء فحص الثدي كل سنة إلى ثلاث سنوات، بدءاً من سن العشرين.
5. التصوير الشعاعي للثدي
يستخدم هذا الاختبار التصويري التشخيصي لتحديد التشوهات في الثدي التي قد تشير إلى سرطان الثدي، من المستحسن أن تقوم النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 49 عاماً بمناقشة الفوائد والمخاطر مع الطبيب النسائي قبل اتخاذ قرار بشأن البدء في فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية. ومع هذا من الضروري بحلول سن الخمسين، يجب أن تخضع جميع النساء على تصوير الثدي بالأشعة السينية كل سنة إلى سنتين.
6. فحص المبيضين وبطانة الرحم
من خلال فحص الحوض يجب على طبيب أمراض النساء الكشف عن تواجد أيَّة أكياس في المبيضين، إضافة إلى التأكد من سلامة بطانة الرحم.
7. فحوص الالتهابات النسائية
تصيب النساء الكثير من الالتهابات البكتيرية على مدى حياتهن الجنسية التي قد تسبب لهن آثار وآلام طويلة المدى. لذا، لا بدَّ من الفحص الدوري على فترات متواترة بشكل روتيني.
8. اختبار كثافة العظام
يوصى بهذا الاختبار لجميع النساء بعمر 65 عاماً فما فوق أو للنساء بعد انقطاع الطمث اللاتي تقل أعمارهن عن 65 عاماً، ولكنهن معرضات لخطر الإصابة بكسور العظام.
شاهد بالفيديو: 6 فحصوات طبية يجب على المرأة إجراؤها دورياً
ما هي الشكوك والمخاوف التي يجب طرحها أثناء الفحوصات النسائية؟
كنا قد تحدثنا سابقاً حول ضرورة الخضوع للفحوص الدورية النسائية، لكن هناك بعض الأعراض من الضروري مناقشتها مع الطبيب النسائي فور ملاحظتها، وهي:
- آلام الحوض أو الانتفاخ.
- دورات شهرية غير منتظمة.
- نزيف غير طبيعي، دورات غزيرة، نزيف بين الدورات الشهرية، أو نزيف بعد ممارسة الجنس.
- الجماع المؤلم.
- إفرازات مهبلية غير عادية.
- مشاكل في حركة الأمعاء أو التبول.
- أعراض انقطاع الطمث.
- أي مخاوف تتعلق بالثدي، مثل الألم أو الكتل أو التجعد أو إفرازات الحلمة.
ما هي أهم النصائح التي يجب على المرأة اتباعها قبل إجراء الفحوصات الدورية النسائية؟
هنا بعض النصائح الهامة التي يجب على المرأة أتباعها قبل إجراء الفحوصات الدورية النسائية:
1. الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة
قبل الفحص الدوري، يجب أن تتأكد المرأة من أن منطقتها الحساسة نظيفة وبدون أي تهيج أو إلتهاب.
2. تجنب استخدام المنظفات القوية
يجب تجنب استخدام المنظفات القوية أو الصابون المعطر قبل الفحص الدوري، حيث يمكن أن تسبب تهيجاً للجلد.
3. عدم اجراء الجماع قبل الفحص
من المفضل تجنب ممارسة الجنس قبل الفحص الدوري، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على نتائج الفحص.
4. الابتعاد عن الأدوية التي قد تؤثر على النتائج
في حال كانت المرأة تتناول أي أدوية تؤثر على الفحص الدوري، يجب إخطار الطبيب المعالج بهذا الأمر.
5. الاسترخاء وعدم القلق
من المهم أن تبقى المرأة هادئة ومرتاحة قبل الفحص الدوري، حيث يمكن أن يؤثر القلق والتوتر على النتائج.
6. مراجعة تاريخ الأمراض والعمليات السابقة
يجب على المرأة مراجعة تاريخ الأمراض السابقة والعمليات التي قد أجرتها مسبقاً مع الطبيب.
أسئلة شائعة متداولة حول أهمية الفحوصات الدورية النسائية
1. هل هناك آثار جانبية للفحوصات الدورية النسائية؟
لا يوجد أية آثار سلبية على الفحوصات النسائية، قد تقتصر بعض الآثار على عدم الراحة أثناء إجراء الفحص. في حال أخذت نصائحنا بجدية سوف تجتازين الفحص بسهولة.
2. هل يمكن للنساء الحوامل إجراء الفحوصات الدورية؟
تخضع النساء الحوامل لإجراء فحوصات دورية تخص عمرهن الحملي، وهي فحوصات خاصة للإطمئنان على صحة الجنين والأم والكشف المبكر حول أية مخاطر ومخاوف قد تهدد الحمل.
3. هل يجب على النساء اللواتي لم يبلغن سن اليأس إجراء الفحوصات الدورية النسائية؟
بالطبع نعم، بل قد يكون الفحص النسائي بعد سن اليأس أكثر ضرورة من قبل، وهذه أهم الفحوص التي يجب على النساء في سن اليأس إجرائها:
- تحاليل (TSH): من أجل الكشف عن أداء الغدة الدرقية ونفي وجود قصور فيها ناتج عن الدخول في هذا السن.
- فحص الرحم بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن احتمال وجود أورام في الرحم.
- مسحة لعنق الرحم: للتأكد من خلوِّه من سرطان عنق الرحم.
- تحاليل الدم: للكشف عن فقر الدم أو نسبة الكالسيوم وفيتامين دال.
4. كيف يمكن للتأخير في إجراء الفحوصات الدورية النسائية أن يؤثر على الصحة العامة للمرأة؟
تشير الدراسات أنَّ أكثر من 50 % من حالات السرطان (الثدي والرحم)، يمكن الشفاء منها في حال اكتشفت مبكراً، هذه أحد الآثار التي قد تؤثر على صحة المرأة، بينما هناك الكثير من الآثار الأخرى للتأخر بالفحص الدوري، مثل تفاقم مشكلة العقم بسبب الالتهابات النسائية غير المعالجة.
في الختام
تعتبر صحة المرأة من صحة المجتمع، لذا يجب إيلائها الأهمية الكبيرة وزيادة التوعية بشأنها، الكشف المبكر عن السرطانات سوف يساعد آلاف النساء على تخطي هذا المرض المميت وتجاوز المحنة بسلاسة.
أنتِ مسؤولة عن صحتك، لأجل أطفالك أولاً ولمجتمعك وعائلتك، والأهم من أجل نفسك. فلا تهملي إجراء الفحوصات الدورية النسائية، مهما كان انشغالك عنها كبيراً.
أضف تعليقاً