ما هو سرطان عنق الرحم؟
سرطان عنق الرحم هو نوع من السرطان يصيب خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يتَّصل بالمهبل، ويُعدُّ فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) السبب الرئيس لسرطان عنق الرحم، وهو فيروس شائع ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، لا يُسبِّب فيروس الورم الحليمي البشري أية مشكلات لدى معظم الناس، لكنَّه قد يُسبِّب لدى بعضهم تغيُّرات في الخلايا قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان بمرور الوقت.
أعراض سرطان عنق الرحم:
في المراحل المبكِّرة، قد لا يسبِّب سرطان عنق الرحم أية أعراض على الإطلاق، ولكن مع تقدمه، قد تظهر بعض الأعراض، ومن أهمها:
أولاً: النزيف
- نزيف مهبلي غير طبيعي: نزيف بعد الجماع.
- نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
- نزيف غزير أو يستمر لفترة أطول من المعتاد خلال الدورة الشهرية.
- نزيف بعد انقطاع الطمث.
ثانياً: إفرازات مهبلية غير طبيعية
- إفرازات مهبلية مائية ودموية قد تكون غزيرة وذات رائحة كريهة.
- إفرازات مخاطية كثيفة.
ثالثاً: ألم
- ألم في منطقة الحوض أو أسفل الظهر.
- ألم في الجماع.
رابعاً: أعراض أخرى
- صعوبة في التبول أو التبرز.
- فقدان الوزن غير المبرر.
تشخيص سرطان عنق الرحم:
يُجري الطبيب فحصاً جسدياً ويفحص الحوض أيضاً، وقد يطلب اختبارات أخرى، مثل:
1. مسحة عنق الرحم:
وهي فحص بسيط يأخذ فيه الطبيب عيِّنة من خلايا عنق الرحم لفحصها تحت المجهر.
2. اختبار فيروس الورم الحليمي البشري:
وهو اختبار يبحث عن وجود فيروس الورم الحليمي البشري في خلايا عنق الرحم.
3. اختبارات التصوير:
مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفحص الرحم وأعضاء أخرى في منطقة الحوض.
شاهد بالفيديو: 5 أطعمة خطيرة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
كيف يبدأ سرطان عنق الرحم؟
يبدأ سرطان عنق الرحم عندما تصبح خلايا عنق الرحم غير طبيعية، وهي الجزء السفلي من الرحم الذي يتصل بالمهبل، ويحدث ذلك بسبب تغيرات في الحمض النووي (DNA) لهذه الخلايا، وتُعرف هذه التغيرات باسم الطفرات.
الأسباب الرئيسة لحدوث هذه الطفرات هي:
أولاً: فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
يُعدُّ فيروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيس لسرطان عنق الرحم، ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، ويُمكن أن يُسبِّب عدوى في خلايا عنق الرحم، ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى حدوث طفرات في الحمض النووي للخلايا، وهذا قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
ثانياً: عوامل أخرى
قد تزيد بعض العوامل الأخرى من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، مثل:
1. التدخين:
يُعدُّ التدخين من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
2. ضعف جهاز المناعة:
يُمكن أن يُؤدي ضعف جهاز المناعة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
3. تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة:
يُمكن أن يُؤدي تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
4. الإصابة بأمراض أخرى:
يُمكن أن تُؤدي بعض الأمراض الأخرى، مثل الكلاميديا، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
مراحل تطور سرطان عنق الرحم:
1. المرحلة الأولى:
يكون السرطان في هذه المرحلة محصوراً في خلايا عنق الرحم.
2. المرحلة الثانية:
ينتشر السرطان إلى الأنسجة المحيطة بعنق الرحم، مثل المهبل أو الرحم.
3. المرحلة الثالثة:
ينتشر السرطان إلى الغدد اللمفاوية أو الأعضاء المجاورة، مثل المثانة أو المستقيم.
4. المرحلة الرابعة:
ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين أو الكبد أو العظام.
علاج سرطان عنق الرحم:
يعتمد علاج سرطان عنق الرحم على مرحلة السرطان وعوامل أخرى، قد تشمل خيارات العلاج ما يأتي:
1. الجراحة:
قد تشمل استئصال عنق الرحم أو الرحم أو أعضاء أخرى مجاورة.
2. العلاج الإشعاعي:
يستخدم الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.
3. العلاج الكيميائي:
يستخدم الأدوية لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
الوقاية من سرطان عنق الرحم:
هناك طريقة هامة للوقاية من سرطان عنق الرحم هي:
1. الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري:
يُنصح بتلقِّي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات والفتيان في سِنِّ 11 أو 12 عاماً، ويمكن أن يُقدَّم اللقاح أيضاً للبالغين حتى سِنِّ 45 عاماً.
2. الخضوع لفحص مسحة عنق الرحم بانتظام:
يُعدُّ فحص مسحة عنق الرحم اختباراً فعالاً للكشف عن سرطان عنق الرحم في مراحله المبكِّرة، عندما يكون العلاج أكثر فاعلية، وتُنصح النساء بالخضوع لفحص مسحة عنق الرحم بانتظام، بدءاً من سِنِّ 21 عاماً.
شاهد بالفيديو: 7 أنواع من الأطعمة تكافح مرض السرطان
العوامل التي تساعد على الشفاء من سرطان عنق الرحم:
احتمالية الشفاء تعتمد على عدد من العوامل، أهمها:
أولاً: مرحلة اكتشاف المرض
1. المراحل المبكِّرة:
في حال اكتُشِفَ سرطان عنق الرحم في مراحله المُبكِّرة، قبل انتشاره إلى أعضاء أخرى، تكون فرص الشفاء عالية جداً، وتصل إلى 90% أو أكثر في بعض الحالات.
2. المراحل المتقدِّمة:
مع تقدُّم مراحل المرض، تنخفض فرص الشفاء انخفاضاً ملحوظاً، ولكن تبقى العلاجات مُجدية في السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة لفترات أطول.
ثانياً: عوامل أخرى
- العمر
- تكون فرص الشفاء لدى النساء الأصغر سناً أعلى من النساء الأكبر سناً عموماً.
- الصحة العامة
- يُعدُّ وجود أمراض أخرى أو ضعف جهاز المناعة من العوامل التي قد تؤثر في فرص الشفاء.
ثالثاً: نوع ودرجة السرطان
تختلف أنواع سرطانات عنق الرحم ودرجاتها من حيث سرعة انتشارها ومدى استجابتها للعلاجات، فكلما كانت خيارات العلاج مناسبة لحالة المريضة، ازدادت فرص الشفاء.
رابعاً: من الهام التأكيد على
1. وجود الأمل دائماً:
حتى في المراحل المتقدِّمة، يمكن للعلاجات أن تُساعد على تحسين نوعية الحياة لفترات أطول.
2. الدعم النفسي:
يُعدُّ الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء والأطبَّاء النفسيين عنصراً هاماً في رحلة العلاج.
3. المتابعة الدورية:
من الهام الالتزام بمتابعة الطبيب متابعةً دوريةً لمراقبة الحالة واكتشاف أية تغيرات مبكراً.
4. الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري:
يُساعد هذا اللقاح على الوقاية من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يُعدُّ السبب الرئيس لسرطان عنق الرحم.
5. نمط حياة صحي:
يتضمن ذلك اتِّباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين.
هل سرطان عنق الرحم مرض وراثي؟
لا يُعدُّ سرطان عنق الرحم مرضاً وراثياً، ولكن، قد تزيد بعض العوامل الوراثية من خطر الإصابة به.
أهم هذه العوامل هي:
1. وجود طفرات في جين BRCA1 أو BRCA2:
تُعدُّ هذه الجينات هامة في إصلاح الحمض النووي (DNA) التالف، ووجود طفرات في هذه الجينات، يُمكن أن يُؤدي إلى تراكم تلف الحمض النووي في خلايا عنق الرحم، وهذا قد يُؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
2. تاريخ العائلة:
يُمكن أن تزداد فرص الإصابة بسرطان عنق الرحم في حال وجود أم أو أخت أو ابنة مصابة بهذا النوع من السرطان.
من الهام:
- أن تتأكد النساء إن كان لديهن تاريخ عائلي لسرطان عنق الرحم أنَّهنَّ أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.
- أن تخضع هؤلاء النساء لفحص مسحة عنق الرحم بانتظام، بمعدَّل أكثر من النساء اللواتي لا يُعانين من عوامل خطر أخرى.
- أن تُناقِش هؤلاء النساء مع الطبيب المختص إمكانية إجراء اختبارات جينية لتحديد ما إذا كنَّ يحملن طفرات في جين BRCA1 أو BRCA
سلوكات صحية تقي المرأة من الإصابة بسرطان عنق الرحم:
1. الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV):
يُعدُّ فيروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيس لسرطان عنق الرحم، يتوفر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات والفتيان في سِنِّ 11 أو 12 عاماً، ويمكن أن يُقدَّم اللقاح أيضاً للبالغين حتى سِنِّ 45 عاماً، فيُساعد اللقاح على حماية الجسم من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وهذا يُقلِّل من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
2. الخضوع لفحص مسحة عنق الرحم بانتظام:
يُعدُّ فحص مسحة عنق الرحم اختباراً بسيطاً، يُمكن أن يُساعد على الكشف المبكِّر عن سرطان عنق الرحم في مراحله المبكِّرة، عندما يكون العلاج أكثر فاعلية، وتُنصح النساء بالخضوع لفحص مسحة عنق الرحم بانتظام، بدءاً من سِنِّ 21 عاماً، ويُمكن أن يختلف تردُّد إجراء فحص مسحة عنق الرحم اعتماداً على عوامل، مثل العمر ووجود عوامل خطر أخرى.
3. الإقلاع عن التدخين:
يُعدُّ التدخين من أهم عوامل الخطر للإصابة بسرطان عنق الرحم، يُمكن أن يُقلِّل الإقلاع عن التدخين تقليلاً كبيراً من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
4. اتباع نظام غذائي صحي:
يُمكن أن يُساعد اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة على تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويُمكن أن يُساعد تقليل تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة على تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
5. ممارسة الرياضة بانتظام:
يُمكن أن تُساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، فتُنصح النساء بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع.
6. الحفاظ على وزن صحي:
يُمكن أن تُزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويُمكن أن يُساعد الحفاظ على وزن صحي على تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
7. تجنُّب شرب الكحول:
يُمكن أن يزيد شرب الكحول من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، فتُنصح النساء بالحدِّ من تناول الكحول إلى مشروب واحد في اليوم أو أقل.
في الختام:
ما يزال سرطان عنق الرحم يمثِّل تحدياً صحياً كبيراً، ولكن مع الوعي المناسب والفحص والتطعيم، يمكن الوقاية منه إلى حدٍّ كبير، وتعدُّ اختبارات عنق الرحم المنتظمة والتطعيمات ضد فيروس الورم الحليمي البشري أدوات حاسمة في الحد من حالات الإصابة والوفيات المرتبطة بهذا المرض، ويمكن أن يؤدي الاكتشاف المبكِّر من خلال الفحص الروتيني إلى علاج أكثر فاعلية ونتائج أفضل.
من خلال فهم عوامل الخطر والأعراض وطرائق الوقاية المتاحة، يمكن للنساء اتِّخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهن، وتستمر الأبحاث والتقدمات المستمرة في العلوم الطبية في تحسين التوقعات بالنسبة للمتضررات من سرطان عنق الرحم، ممَّا يوفر الأمل في مستقبل لا يعدُّ فيه هذا المرض تهديداً كبيراً لصحة المرأة في جميع أنحاء العالم.
أضف تعليقاً