ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "تي دارسي" (TDarcy)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
توجد عدة طرائق تساعد على تحقيق هذا التوازن سنذكر منها 5 ساعدتني شخصياً أن أبقى متوازناً ومرتاحاً:
1. تحديد المشكلة:
عادة ما يقضي أصحاب المشاريع الصغيرة معظم وقتهم في العمل، وتمرُّ الساعات دون أن يشعروا بها؛ ففي ببداية عملي كثيراً ما كان يمضي اليوم دون أن أشعر بالوقت حتى تتصل بي زوجتي بعد منتصف الليل لتتساءل إن كنت سأنام في المكتب وإن كنت بحاجةٍ إلى شيء ما، فلم يكن ذلك تجاهلاً لعائلتي؛ وإنَّما حماسة زائدة واندماجاً بالعمل بطريقة سببت لي قلقاً.
للأسف يتوالى مرور الساعات في أثناء الانشغال بالعمل دون أن تنتبه لذلك، وعلى الرغم من استمتاعي بما كنت أقوم به إلا أنَّ قلة النوم والتغيب الطويل عن المنزل سبَّب لي بعض الخلافات العائلية، إضافة إلى النسيان وقلة التركيز وسرعة الانفعال.
أدركت أنَّ الواجبات لا تنتهي، حتى لو عملت طوال اليوم والأسبوع لن أنتهي من العمل؛ لذا ببساطة قررت تحديد موعد ثابت لمغادرة المكتب كل يوم؛ لكنَّ التنفيذ لم يكن سهلاً، وقد ساعد هذا التقليل من ساعات العمل على تحسين جودتها، فقد تحسنت نفسيتي وزادت إنتاجيتي.
لم أتفاجأ بذلك؛ فقد قرأت كثيراً من الدراسات التي أثبتت أنَّ أكثر الأشخاص إنتاجية في العمل هم من حققوا التوازن بين الحياتين المهنية والعائلية، والأمر ينطبق على الموظفين العاديين والمديرين.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل
2. وضع الحدود:
يتشتت انتباهنا إلى حدٍّ كبيرٍ بسبب الهاتف المحمول وما يصدره من أصوات أو إشعارات؛ فكثيراً ما أجد نفسي فجأة أتوقف عن الحديث أو الإصغاء إلى الشخص المقابل لتفقُّد رسالة نصية أو بريد إلكتروني؛ مما يجعل الطرف الآخر يتوقف عن الحديث.
أمَّا عندما بدأت في تجاهل الهاتف أصبحت أكثر اندماجاً وتفاعلاً في الأحاديث مع الآخرين؛ فالأمر كان أشبه بشخص يتعافى من الإدمان، والآن أشعر بانزعاج إن قاطعني شخص في أثناء الحديث ليرد على هاتفه.
3. تخصيص الوقت الكافي للنوم:
التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات هي إحدى أهم مميزات رواد الأعمال الناجحين، وللراحة والنوم تأثير إيجابي كبير في عمل الدماغ، كما أنَّ قلة النوم تؤثر في طريقة عمله وتزيد من صعوبة اتخاذ القرارات وحل المشكلات والتحكم بالانفعالات والتكيف مع التغيير وكل القدرات والمهارات التي تلزم الفرد، إضافة إلى أنَّها من الأسباب التي تقود إلى الاكتئاب والانتحار.
لا توجد معلومة مؤكدة عمَّا يحتاج إليه الإنسان من النوم يومياً، كما تختلف من شخص إلى آخر وأظنُّ أنَّ ثلاث إلى أربع ساعات مدة غير كافية؛ وإنَّما يجب أن تتراوح من سبع إلى تسع ساعات.
يؤدي النعاس الشديد إلى حالة تُسمَّى بالنوم المُصغَّر؛ وهي عبارة عن غفوات صغيرة تحدث في أثناء اليقظة، كما تسبب قلة النوم تأثيرات خطيرة على القيادة مشابهة لتأثير الكحول أو أكثر.
4. أخذ الإجازات والراحة:
وفقاً للعديد من الأبحاث يمكن للنشاطات الترفيهية الممتعة والإجازات أن تخفف من ضغوطات العمل وتجدد طاقتك لتعود إلى عملك نشيطاً ومستعداً لاتخاذ القرارات ومواجهة التحديات، إضافة إلى تأثيرها الإيجابي في العلاقات وتعزيز الروابط الأسرية.
5. الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم:
وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية (National Sleep Foundation) فإنَّ نمط الحياة العملية في الوقت الراهن الذي يمتد طوال اليوم قلَّل من حالة الاسترخاء التي يدخلها الدماغ كتهيئة للنوم مع حلول المساء وتخييم الظلام تدريجياً؛ فللضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية تأثير كبير في قدرتنا على النوم؛ إذ تستشعر المستقبلات الضوئية في شبكية العين الضوء والظلام وتعطي إشارة للدماغ عن حالة العالم الخارجي سواء في النهار أم الليل، والمسؤول عن ذلك في الدماغ هو النواة فوق التصالبية الواقعة تحت المهاد، وهذه الإشارة هي المسؤولة عن الاستيقاظ في الصباح والشعور بالنعاس في الليل، وقد يكون النظر إلى الأجهزة الإلكترونية ليلاً من حواسيب أو هواتف محمولة هو السبب في صعوبات النوم.
في الختام:
لا شكَّ في أنَّ طبيعة العمل بين الماضي والحاضر قد تغيرت؛ فالأمر يختلف عمَّا كان عليه حين بدأت عملي قبل 35 عاماً، وتختلف طريقة تحقيق التوازن من شخص إلى آخر، والطرائق التي ذُكِرَت في هذا المقال ستساعدك على إيجاد ما يناسبك.
لا أعلم إن كان مصطلح "التوازن" هو الاختيار الصحيح؛ لكنَّني أظنُّ أنَّنا بحاجة إلى دمج حياتنا المهنية مع حياتنا الشخصية بطريقة تجعلنا نمتلك وقتاً كافياً بعيداً عن العمل لنحصل على ما يكفينا من النوم؛ حفاظاً على سلامة الجسم والعقل ونشاطهما.
أضف تعليقاً