هل يشعر موظفوك بالضغط؟ 3 أمور يجب عليك فعلها لتجاوز ذلك

هل موظفوك سعيدون؟ لا أسألك عن المقربين منك فقط بل عن جميع الموظفين؟ أيشعرون بالضغط؟ أتشْعُر أنت بالضغط؟

الشعور بالضغط لا يُخْمِد حماستك وحسب بل يُضْعِف جهازك المناعي ويقلّل إحساسك بالوفاء أيضاً، لكن كيف يمكنك أن تعرف إذا كان الموظفون سعيدين أم لا؟ قد يكون من الصعب أن تسأل الموظف إذا كان سعيداً (وقد يجعلك هذا تشعر بالتوتر في الحقيقة) لذلك إليك بضعة طرائق لتعرف الأجواء التي تسود المكتب:



1- هل تَسمَع ضحكات الموظفين؟

لن يرغب جميع الموظفين في تبادل الأحاديث الودية مع المدير، لكن انظر حولك لترى إذا كان الموظفون يتبادلون الأحاديث الودية مع بعضهم. أتَسْمَع ضحكاتهم في المكتب؟ هل يقضون بعض الأوقات في الأماكن المشتركة؟ وهل يتناولون الغداء معاً؟ يمكن أن يشير هذا النوع من السلوك الاجتماعي إلى إحساس الموظفين بالإنتماء وإلى مستوى الراحة التي يحسُّون بها في مكان العمل. هذا يعني ببساطة أنَّهم أصدقاء والصداقة في المكتب تؤدي إلى عقد حوارات أفضل، والتوصل إلى أفكار مشتركة، وإحساس الموظفين بسعادةٍ أكبر. إذا كانت هذه الآلية التي تحرك الفريق مفقودة قد يعني هذا أنَّ الموظفين يعانون إلى درجة أنَّهم لا يستطيعون التواصل مع زملائهم.

2- هل ثمَّة انخفاضٌ في الإنتاجية؟

لقد تبيَّن أنَّ السعادة تؤثر تأثيراً مباشراً في الإنتاجية، وقد أظهر استطلاعٌ أُجري مؤخراً أنَّ الموظفين السعيدين أكثر إنتاجيةً من غيرهم بنسبة 12% ويقول فريق الباحثين: "تبيَّن أنَّ العواطف الإيجابية تُنشِّط البشر". وتبدو الفكرة أوضح إذا صغناها بالشكل التالي: الشخص المفعم بالطاقة يؤدي عملاً أفضل والمشاعر الجميلة تجعلنا مفعمين بالطاقة. حينما تنخفض الإنتاجية قد نظن خطأً أنَّ موظّفين مُعَيّنين غير فَعّالين أو كسولين لكنَّ هذا قد يكون عَرَضَاً لمشكلةٍ أكبر تسود المنظمة كالضغط والتوتر.

شاهد بالفيديو: ارشادات لتجنب التوتر الناجم عن العمل

3- هل يزداد معدل الموظفين الذين يتركون أعمالهم؟

قد تبدو هذه النقطة بديهيةً لكنَّها إحدى النقاط التي يجب الانتباه إليها باستمرار، ومن المهم أيضاً أن نراقب من الموظفون الذين يغادرون أعمالهم. علينا أن نسأل هذه الأسئلة:

  • أيَشْهَدُ قسمٌ ما ارتفاعاً كبيراً في نسبة الموظفين الذين يتركون أعمالهم؟
  • أثمَّة فئةٌ معينة من الموظفين يتركون العمل أكثر من غيرهم؟

قد تكون دراسة نسبة الموظفين الذين يتركون أعمالهم أحد المفاتيح التي تُحَلُّ بها مشكلة بعض حالات عدم الشعور بالرضا في مكان العمل.

4- هل يَكْثُر غياب الموظفين؟

قد تكون كثرة الإجازات المَرَضية التي يأخذها الموظفون دليلاً على أنَّ ثمَّة أمراً ما أبعد أثراً من موسم الإنفلونزا. فالضغط يؤدي دوراً في الإصابة بمجموعةٍ كبيرةٍ من المشاكل الصحية من ضمنها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والبدانة، والسكري. وقد يؤدي الشعور بالضغط إلى اضطراب النوم، وإلى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، وازدياد الإصابة بصداع الرأس وغيرها. فإذا ازدادت الإجازات المَرَضية التي يأخذها الموظفون قد يكون هذا إشارةً إلى أنَّ المنظمة نفسها تعاني من مشكلة.

5- ماذا يقول الموظفون؟

قد يبدو أنَّ الآراء التي يستعرضها موقع (Glassdoor) المختص بعرض التجارب التي خاضها الموظفون مع الشركات التي عملوا فيها لا تَذْكُر إلَّا آراء الموظفين الناقمين على الشركات السابقة التي عملوا فيها. لكن ثمَّة غالباً بعض الحقائق التي يمكن استشفافها من تلك الآراء حتى لو كانت تعكس غضب أصحابها. حيث تمنحنا جميع التغذيات الراجعة التي نتلقاها فرصةً للالتفات إلى الوراء ومراجعة استراتيجياتنا العامة. ومن المهم أيضاً أن تستثمر المقابلات التي تُعقَد مع الموظفين حينما يغادرون أعمالهم، فامنح الموظفين فرصة تقديم تغذية راجعة صادقة يمكن أن تساعد الشركة في التطور، إذ قد يخشى الموظفون من قطع جسور العلاقة بينهم وبين المنظمة إذا كانت التغذية الراجعة التي يقدمونها تنتقدها. لذلك بيِّن لهم أنَّك تُرَحّب بجميع أنواع التغذية الراجعة وأنَّك تسعى من خلالها إلى التعلم والنمو.

إقرأ أيضاً: تقويم الموظف: تحدث مع الموظفين عن أداءهم

إذا كان يبدو أنَّ العاملين يشعرون بتوترٍ أكبر من الذي كنت تعتقد بأنَّهم يشعرون به سابقاً ثمَّة بضع خطوات سريعة يمكنك القيام بها:

1- اسألهم ماذا يشعرون:

حسب الثقافة السائدة في الشركة قد يكون الحصول على تغذية راجعة صادقة عند الاجتماع وجهاً لوجه أمراً صعباً، فلا أحد يريد أن يبدو أنَّه لا يرتقي إلى مستوى التحدي. لذلك عوضاً عن وضع الموظفين تحت الضغط من خلال مقابلتهم بشكلٍ شخصي، قم بإجراء استطلاعين حول سلامتهم اولاً وحول شعورهم بالضغط ثانياً. ستتيح لك هذه الاستبيانات الإحساس بالضغط الذي يشعر به الموظفين في مرحلةٍ معينة، حتى تتمكن من إرسال الاستطلاع نفسه لهم في وقتٍ لاحق والموازنة بين نتيجتي الاستطلاعين. في إحدى الشركات يجري استطلاعاً كل ثلاثة شهور لتقويم مدى شعور الموظفين بالسعادة في العمل، ويقوم الاستطلاع بتزويدهم بنتائج مفصّلة دون ذكر اسم أحد، لكنَّه يوازن في الوقت نفسه بين إحساس الفِرَق المختلفة بالسعادة. وكان الموظفون يستطيعون أيضاً مراجعة نتائجهم ليروا كيف تتبدل مشاعر الضغط التي يُحِسُّون بها مع مرور الوقت. قد يكون الاستطلاع الأول بسيطاً لكنَّه في الوقت نفسه يمنح العاملين فرصةً للتعبير عن آرائهم حينما يكونون في حاجةٍ إلى ذلك.

2- نفِّذ برنامجاً للتعبير عن الامتنان:

إذا كنت لا تستثمر التعبير عن الشعور بالامتنان في مكان العمل ربما يكون قد حان الوقت لذلك، إذ وجد استطلاعٌ حديث أجراه موقع (Glassdoor) أنَّ 53% من الموظفين سيبقون في شركاتهم مدةً أطول إذا شعروا بتقديرٍ أكبر من قِبَل المدير، ووجد الاستطلاع أيضاً أنَّ 81% منهم سيعملون بجدٍّ أكبر إذا أظهر لهم المدير أنَّ عملهم يحظى بالتقدير. وعلى الرغم من أنَّ هذا الاستطلاع استطلاعٌ وحيد إلَّا أنَّ عمليات البحث المستمرة تذكُر أنَّ التعبير عن الامتنان يجعلنا نشعر بشعورٍ أفضل. يمكن تنفيذ البرامج التي تحث الموظفين على التعبير عن الامتنان بشكلٍ بسيط من خلال تشجيع المديرين على إرسال رسالة إلكترونية مرةً واحدةً في الأسبوع، يُعبِّرون فيها عن شكرهم للأداء المميز الذي يقدمه الموظفون. يمكنك أيضاً استخدام خدمات كـ (Bonusly) التي تشجع بعض الموظفين على التعبير عن امتنانهم للبعض الآخر ومنحهم مقابل ذلك نقاطاً تتيح لهم الحصول على هدايا مثل بطاقات التسوق وتذاكر الطيران.

3- مارس التأمل:

لقد تبيَّن في كثيرٍ من المواقف أنَّ التأمل يقلل الشعور بالضغط، فالسماح للموظفين باتباع برنامج لممارسة التأمل يمكن أن يساعد في التخفيف من مشاكل الضغط قبل أن تبدأ التأثير في صحة الموظفين، وإنتاجيتهم، وسعادتهم بشكلٍ عام. ثمَّة العديد من الطرائق للقيام بذلك إذ في إحدى الشركات على سبيل المثال يتم حجز غرفة المؤتمرات في الساعة الثالثة بعد الظهر كل يوم مدة 25 دقيقة ليتمكن الموظفون خلالها من ممارسة التأمل. وثمَّة في جدول أعمال كل موظف أيضاً فترة مخصصة لممارسة التأمل بشكلٍ اختياري بين الساعة الـ 10 قبل الظهر والـ 3 بعد الظهر. وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريَت في هذه الشركة أنَّ ممارسة التأمل مدة 10 أيام قلل الضغط بنسبة 11%.

المصدر




مقالات مرتبطة