هل تجد صعوبة في مواجهة الحياة؟ إليك 4 طرق لتجنب هذا الشعور

إن كنت تتساءل عن سبب صعوبة هذه الحياة، فربَّما تفتقد أمراً ما في حياتك؛ لذا اسأل نفسك: هل تعيش حياة هادفة أم حياة سِمتُها التراخي والتساهل؟ أيَّاً كان تعريفك للهدف، فأنت تعي تماماً إن كنت تسعى وراءه أم أنَّك رضيت بقسمتك من الحياة؛ والمثير للاهتمام أنَّك في الحقيقة ستواجه التحديات في كلتا الحالتين، ولا شيء سيتغير عدا شعورك إزاء حياتك.



عندما تتساءل عن سبب صعوبات الحياة في خضم السعي إلى تحقيق هدفك، ستدرك وجود ما يستأهل تلك المشقة في نهاية المطاف؛ أمَّا إن اخترت العيش قانعاً دون خوض المغامرات، فسيطاردك الندم والحسرة جراء عدم تحقيق أقصى إمكاناتك، وتعيش بقية حياتك متسائلاً عمَّ يقبع خلف أبواب الحياة الاعتيادية التي عشتها.

قد لا تكون رحلة تغيير حياتك بالأمر السهل، لكنَّ ذلك لا يجب أن يمنعك من الاستمتاع بها؛ إذ عليك الاستمتاع بتعلم المزيد عنك وعن أهدافك ودوافعك؛ وإن كنت دائم التساؤل عمَّا إن كانت الحياة ستتحسن أم لا، فاقرأ معنا هذا المقال لتجد الإجابة.

1. النجاة أم النجاح:

تقدم لنا الحياة خيارين في كل يوم نعيشه، فإما أن نختار الانصياع إلى صوت الخوف والشك الذاتي المزلزِل، أو نختار الإنصات إلى صوت الثقة والهدف الهادئ، والذي يدفعك إلى بلوغ الحياة التي تحلم بها دون التزامات أو عوائق.

إن كنت تكابد لتحقيق هدفك، فأنت تتساءل دوماً عمَّا يجعل الحياة قاسية هكذا؛ فقد ترغب في تأسيس مشروع تجاري، لكنَّك في المقابل تحتاج إلى مدخول ثابت تؤمنه لك وظيفتك الحالية.

قد تجد صعوبة في التغلب على العقبات التي رافقتك منذ بداية حياتك أو تغيير البيئة التي عشت فيها؛ لكن أيَّاً كان ما يجعل الحياة قاسية، لا بد أنَّ يُوجِدَ صراع لم تتغلب عليه بعد.

قد تقتنع بقراراتك التي اتخذتها فيما يخص المسائل التي اعترضتك، لكنَّ ذلك لا يغير ضرورة تحقيق ما يتجاوز مفهوم النجاة؛ ورغم أهمية هذا المفهوم، لكن يجب ألَّا تصل إلى نهاية حياتك دون أن تعيشها بكامل جوارحك، فكم من شخص عاش أيامه الأخيرة والندم يسحقه جراء استسلامه لمخاوفه فيما مضى!

لا تؤجل أحلامك بعد الآن، وابدأ بخطوات صغيرة نحو تحقيقها كل يوم، ولا تنسَ الاحتفاء بنجاحاتك الصغيرة؛ حيث يساعدك هذا على بناء الزخم والاستمتاع بالرحلة، ولن تستسلم بذلك بمجرد ظهور العقبات.

يشعرنا الفشل بالحزن، لكن لا ضير من بعض الفشل عند تجربة شيء جديد؛ ففي الحقيقة، يعدُّ الفشل دليلاً دامغاً على أنَّك تسعى إلى تحقيق هدفك وتنصت إلى صوت الثقة في داخلك؛ لذا تعلَّم من أخطائك دائماً، ودعها تصنع منك شخصاً أفضل.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للحصول على الهدوء بعيداً عن ضغوط الحياة

2. الحساسية الزائدة:

إن كانت المعرفة تمنح القوة، فلا بد من أنَّ استثمارها يجعل الحياة أسهل، لكن قد لا يكون الحال هكذا دائماً؛ فكن على يقين أنَّ الناس يعلمون تماماً ما عليهم فعله.

يضع معظم سكان الأرض في كل عام قرارات تخص العام الجديد، وخططاً للبدء بحماسة، ويدركون تماماً ما الذي يقحمون أنفسهم فيه للوصول إلى ما يريدون؛ ومع ذلك، ينفِّذ ما يقل عن 10% من الأشخاص قراراتهم كل سنة، وهذا ما يستدعي السؤال: لمَ تكون الحياة قاسية مع وجود خطة نحن واثقون في نجاحها؟

يدرك العديد من العاملين في المبيعات أنَّهم إن كسبوا ثقة جمهرة من الأشخاص كل يوم، سيحظون بتجارة رابحة؛ ويعلم بعض الأزواج أنَّهم إن أنصتوا وراعوا مشاعر بعضهم بعضاً قبل الإقدام على أيِّ خطوة، سيحظون بعلاقة جيدة؛ ونحن نعي تماماً ما هي الإجراءات المطلوبة للنجاح، سواء كنَّا نسعى إلى تحقيق أهداف مهنية أم شخصية.

ينقطع حبل التواصل مع الشريك عندما لا يراعي مشاعرك الخاصة؛ فمن الصعب أن تولي الاهتمام لمشاعر من يستخف بك أو لا يمنحك التقدير الذي تستحق، كما من الصعب إجراء مكالمة هاتفية للقيام بالبيع بعد تعرضك إلى الرفض من خمسة أشخاص مسبقاً؛ فالجانب العاطفي في الحياة هو الذي يصعِّب علينا القيام بالأمر الصائب.

تُظهِر الدراسات أنَّ بإمكانك السيطرة على عواطفك عندما تستخدم الاحتمالات المسبقة لتكون متأهباً لما سيحدث لاحقاً؛ فهي تعمل بطريقة إنشاء رد فعل مسبق، حتى لا تسيطر عليك عواطفك لاحقاً وتشعر بالغم.

شاهد بالفديو: نصائح لمساعدتك على السيطرة على عواطفك

على سبيل المثال: إن كان أصدقاؤك معتادين على تناول طعام غير صحي، قل لنفسك: "إذا ذهبت لتناول الغداء معهم، سأطلب السلطة"؛ أو عندما تعمل في المبيعات، قل: "إن رُفِض عرضي، فسأستمر في إجراء المكالمات حتى أحظى بالموافقة"، وقد يبدو الأمر بسيطاً، لكنَّ معرفة كيفية التعامل مع النكسات هو ما يميز الناجين عن الناجحين.

3. الإنهاك:

إذا كنت لا تزال تتساءل عن سبب صعوبة الحياة، فاسأل نفسك ما إذا كنت تعمل بجد مبالغ فيه؛ ورغم بساطة السؤال، إلَّا أنَّ عليك الإجابة عنه.

إنَّ حياتك ما هي إلَّا تراكم لخبراتك، حيث تمر فيها بتجارب جيدة وأخرى سيئة؛ لكن إن وجدت أنَّ كفَّة التجارب السيئة هي الراجحة، فعليك التأكد من أنَّك تضع أهدافاً واقعية وقابلة للتحقيق.

شاهد بالفديو: كيف تتجاوز صعوبات الحياة بنجاح؟

فمثلاً: إذا وضع شخص ما هدفاً لخسارة 30 كغ خلال شهر واحد، فهو لا يدرك حقيقة أنَّ هذا الهدف شبه مستحيل؛ لكن من جهة أخرى، لو علم أنَّ متوسط خسارة الوزن في الحمية السليمة لا يتجاوز 1 كغ أسبوعياً، سيدرك مدى خطورة خسارة كيلو غرام يومياً على الصحة، ناهيك عن خيبة الأمل التي سيشعر بها نتيجة الفشل في تحقيق الهدف غير الواقعي الذي وضعه.

يمسي طريق الحياة مليئاً بالمشقَّة كلما سعينا إلى أهداف ممكنة التحقيق في فترة زمنية غير واقعية، فتغفل أنَّك قد قطعت شوطاً طويلاً من النجاح والإنجاز نتيجة شعورك بالفشل في تحقيق هدفك، مما يثقل كاهلك، فلا تنفكَّ تسأل نفسك عن سبب قسوة الحياة؛ لذا إن أردت التغلب على الشعور بالإحباط، فعليك منح نفسك مزيداً من الوقت، وسترى انخفاضاً ملحوظاً في نسبة التوتر لديك.

تذكَّر عندما كنت طالباً في المدرسة أو موظفاً وطُلِب منك تسليم مشروع خلال فترة معينة، وتمنيت وقتها لو أُتِيح لك مزيد من الوقت كي تقدم أفضل ما لديك، فحالفك الحظ وأُجِّل إلى وقت لاحق بسبب غياب أحدهم أو حدوث طارئ ما، كم شعرت بالراحة حينها؟

لهذا السبب امنح نفسك وقتاً إضافياً، وراقب تأثير ذلك في نظرتك إلى الموقف.

إقرأ أيضاً: مقولات رائعة تساعدك على تخطي أصعب ظروف الحياة

4. البحث في الأماكن الخاطئة:

تمسي الحياة قاسية عندما لا تفكر إلَّا في العقبات في حياتك؛ ومع أنَّ العالم مليء بالمشكلات، لكنَّ فيه الكثير من الأمور الحميدة، ويعود لك الأمر في اختيار ما تريد؛ فإن عوَّدت ذهنك على رؤية المشكلات في العالم، فسيصبح من شبه المستحيل أن تدرك الفرص التي في انتظارك.

نعلم جميعاً أنَّ الأخبار تعرض في مجملها الأحداث السلبية التي تُولِّد الخوف والغضب والإحباط؛ وإن كنت لا تشاهد غيرها، فستصبح نظرتك إلى العالم مشوهة بوابل المعلومات السلبية التي تنهال عليك.

تتبلور النظرة المتشائمة أيضاً من الأشخاص المحيطين بك ودائمي الشكوى؛ سواء كانت شكواهم من أسرهم أم علاقاتهم أم وظائفهم، فهي ربَّما تجعلك تعيد حساباتك في العديد من القضايا في حياتك.

أمَّا في حال أردت التخلص من العقلية السلبية، فتوجد خطوتان عليك اتباعهما:

  • أولاً: الحد من كمِّ المعلومات السلبية التي تتلقاها، وذلك بالتقليل من مشاهدة الأخبار والابتعاد عن الأشخاص السلبيين قدر الإمكان. قد يصعب إبعاد الشخص السلبي إن كان فرداً من العائلة أو صديقاً حميماً، لكن إن كانت عقليتهم تدفعك إلى الشكوى من قساوة الحياة، فمن صالحك الابتعاد عنهم.
  • ثانياً: المواظبة على كتابة يوميات تحوي الأحداث الإيجابية فقط، فالهدف ليس كتابتها كل يوم بل قراءتها؛ إذ يجب عليك أن تبدأ نهارك دائماً بالقراءة عن جميع الأمور التي تحبها في حياتك، ممَّا يساعدك على تقدير اللحظات السعيدة في حياتك التي لم تُحرَم منها في خضم الصراع اليومي.

شاهد بالفديو: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟

الخلاصة:

تختلف الأسباب التي تجعل الحياة قاسية من شخص إلى آخر، وعليك أن تكون ممتناً لنموك الداخلي وتطورك كلما تذكرت الماضي وأدركت الشوط الطويل الذي قطعته.

لا تجعل تأخر الأمور التي ترقبها يثبط عزيمتك، بل حاول التركيز على حقيقة أنَّك تسير خطوة بخطوة على الطريق الصحيح كل يوم؛ وعندما تتطور شخصيتك يوماً عن يوم، ستجد نفسك في نهاية المطاف تحب الشخص الذي أصبحت عليه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة