ماذا تفعل إذا كنت لا تريد الذهاب إلى العمل مجدداً؟

"لا أريد العمل بعد الآن"، إنَّها عبارة قلناها مرات عدة من قبل، ويبدو أنَّ هذه الأفكار لا تأتي مرةً واحدةً؛ ولكن إذا لم نغيِّر شيئاً ما عندما تراودنا هذه الأفكار، فلن نتمكن من التخلص منها.



إذاً، ماذا يمكنك أن تفعل إذا أخبرتَ نفسك أنَّك لا تريد الذهاب إلى العمل مجدداً؟ في هذا المقال، سنتحدث عن 10 نصائح تفيد في ذلك، سواء كنت تبحث عن وظيفة جديدة، أم استعادة البهجة في وظيفتك الحالية، أم ترك العمل نهائياً:

1. اكتشف سبب رغبتك في عدم الذهاب إلى العمل:

لا يمكنك حل مشكلاتك إلا إذا كنت تعرف سببها، وإذا لم تكتشف ذلك، فمن المحتمل أنَّك ستسعى إلى حلها بطريقة خاطئة، على سبيل المثال: إذا تركت وظيفتك ووقعت في المشكلات نفسها في وظيفتك الجديدة، فكيف ستشعر حيال ذلك؟ ربما أسوأ بكثير ممَّا كنت عليه قبل التغيير؛ لذلك، من الجيد أن تخصِّص بعض الوقت للتفكير في الأسباب، وفيما يأتي بعض الأسباب الشائعة لعدم رغبة الناس في الذهاب إلى العمل مجدداً:

  1. الشعور بالملل.
  2. مكان العمل السلبي.
  3. المسار ليس مناسباً لك.
  4. تغيير طموحاتك.
  5. تغيير في احتياجاتك ورغباتك.
  6. الشعور بالتوتر.

حاول التفكير بعمق في الأسباب التي تدفعك إلى التفكير بعدم الذهاب إلى العمل مجدداً، فكلما فهمت أسباب مشاعرك تلك، تمكَّنت من العثور على الحلول الصحيحة بصورة أفضل.

إقرأ أيضاً: لماذا يبقى الناس في وظائفهم رغم شعورهم بالتعاسة؟!

2. أضف المتعة إلى عملك:

إنَّ العمل ضروري لكسب لقمة العيش، ولا يتمتع معظمنا برفاهية ترك وظيفته والسعي وراء شغفه؛ على الأقل ليس في الوضع الراهن.

إذاً، ماذا يمكنك أن تفعل في هذه الحالة؟

يحب معظم الناس المتعة، ولكنَّهم يكرهون العمل، وإحدى طرائق جعل العمل أكثر تشويقاً هي إضافة عنصر المتعة إليه، على سبيل المثال: يمكنك الاستمتاع من خلال تحدي نفسك في زيادة الإنتاجية، أو وضع قائمة مهام طويلة ومكافئة، نفسك كلما أنجزت إحدى هذه المهام.

3. حدِّد الأهداف:

تحديد الأهداف هو طريقة أخرى لإعادة المتعة إلى العمل؛ والسبب في ذلك هو أنَّ الأهداف تجعلك منهمكاً في المهمة التي تقوم بها، وليس ذلك فحسب؛ وإنَّما تشعر بالرضى عن نفسك عندما تحقق الأهداف، ويوجد أهداف عدة مختلفة يمكنك تحديدها للتحفيز:

  • الأهداف طويلة الأمد: هل يوجد مشروع تريد إنجازه؟
  • الأهداف قصيرة الأمد: ما هو الشيء الذي تريد أن تنجزه هذا الأسبوع؟
  • الأهداف الموجَّهة نحو العملية: ما هي الإجراءات التي تريد اتخاذها اليوم؟

ولا تنسَ أن تكافئ نفسك عندما تحقق تلك الأهداف، فعندما تحتفل بانتصاراتك، يلهمك ذلك لتحديد أهداف جديدة والسعي إلى تحقيقها أيضاً.

شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك في العمل لتطور مهاراتك المهنية

4. انسجم مع نقاط قوَّتك:

عندما تعمل في مجال يتناسب مع نقاط قوَّتك، يمكنك النجاح فيه دون استنزاف طاقتك؛ بل وربما تستمد طاقتك منه، على عكس العمل الذي تحتاج فيه إلى العمل ليل نهار لتحسين نقاط ضعفك؛ وهذا يؤدي إلى التوتر واستنزاف طاقتك في النهاية.

بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد أحد لا يرغب في أن يكون جيداً فيما يفعله؛ لذلك خصِّص بعض الوقت لاكتشاف مكامن قوَّتك واختيار العمل المناسب لها؛ وذلك لأنَّه عندما يمكنك القيام بعمل يتناسب مع نقاط قوَّتك، ستجد المزيد من المتعة.

5. تابع الأمور التي تثير اهتمامك:

تختلف آراء معظم الناس التي تخصُّ اتباع الشغف، ويقول بعضهم إنَّه أفضل قرار يمكنك اتخاذه، في حين يشكِّك بعضهم الآخر أو يعتقد أنَّهم قد يفقدون المتعة في شغفهم إن اتخذوا منه مهنة؛ لذلك، بدلاً من إعطاء شغفهم فرصة؛ فإنَّهم يلتزمون بوظائفهم الحالية.

لكن ماذا يمكن أن يحدث إذا منحت شغفك فرصةً؟ في أسوأ الأحوال، ستفقد شغفك بعملك، وإذا حدث ذلك لك، ستتوقف عن متابعة العمل وتحاول أن تفعل شيئاً مختلفاً بدلاً من ذلك، أما إذا أحببت عملك الجديد، فيمكنك أن تكسب قوت يومك منه وتستمتع به في الوقت نفسه.

ولكن حتى إذا كنت لا ترغب في متابعة شغفك، فلا يزال من الهام أن تستمتع بما تفعله، على الأقل أن يكون لديك اهتمام سهل به، وإلا فإنَّك تتاجر بوقتك مقابل الحصول على المال فحسب.

يوجد العديد من الفرص للقيام بأمور تستمتع بها، وكل ما عليك القيام به هو تحديد الأمور التي تهمُّك، أو البحث عن بعض المشاريع الجديدة التي يمكنك إنجازها، وإذا لم تكن متأكداً من الأمور التي تعجبك، فقد حان الوقت لبدء الاستكشاف وتجربة العديد من الأمور.

6. اسعَ وراء هدف ما:

إلى جانب السعي وراء شغفك واعتمادك على نقاط قوَّتك، يوجد عنصر ثالث يمكنه تحفيزك، ويمكنك أن تجد هدفك في الحياة، لكن من غير الضروري القيام بذلك؛ إذ يمكنك العثور على شركة تسعى نحو هدف قد يبدو مفيداً لك أيضاً، ثمَّ ما عليك سوى إيجاد طريقة للعمل ضمن تلك الشركة.

على سبيل المثال: فكِّر في الشركات التي تحاول حل المشكلات الكبيرة مثل التغيرات المناخية وعدم المساواة، وفكِّر أيضاً في الرعاية الصحية والنفسية والتعليم وغير ذلك.

السؤال هو: ما الذي يهمك؟ عندما تجد هدفاً تسعى وراءه، فإنَّه يجعل عملك أكثر أهميةً، وقد يكون هذا هو العنصر الذي يلهمك للاستيقاظ كل يوم وبدء العمل.

7. تعلَّم مهارةً جديدةً:

في كتاب "التدفق" (Flow)، يوضح الكاتب "ميهالي" (Mihaly)، أنَّ ذروة التفاعل في العمل تحدث عندما تجد التوازن الصحيح بين التحدي والمهارة.

عندما يكون التحدي صعباً جداً، فإنَّك ستشعر بالإحباط، ولكن عندما لا يوجد تحدٍّ على الإطلاق، فإنَّك ستشعر بأنَّك أقل تفاعلاً أو ستشعر بالملل، وقد يكون السبب الأخير هو سبب عدم رغبتك في العمل مجدداً.

ماذا تفعل عندما تشعر بذلك؟ تتمثل إحدى طرائق العثور على تحدٍ جديد في تعلُّم مهارة جديدة، ولا يُعَدُّ السعي وراء مهارة جديدة أمراً جيداً فحسب؛ وإنَّما من الممتع أيضاً تعلُّم شيء جديد، فقد يجعلك ذلك أكثر قيمةً في سوق العمل.

ما هي المهارة التي يمكنك اكتسابها؟ هل يقدِّم عملك بعض ورش العمل للالتحاق بها؟ وهل توجد مهارة يمكن أن تتعلمها بحيث تساعدك على الحصول على ترقية أو تغيير حياتك المهنية في اتجاه مختلف؟

حتى إذا كان عملك لا يوفر لك فرصاً أفضل، فلا تزال هناك طرائق أخرى لتحقيق ذلك، ويمكنك العثور على برنامج ما ومعرفة فيما إذا كان مديرك في العمل يرغب في مساعدتك على النمو، أو يمكنك تعلُّم أمر ما بعيد عن العمل تماماً، وفي كلتا الحالتين، توجد العديد من الفوائد لتعلُّم شيء جديد.

إقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات فعالة لإتقان المهارات الجديدة

8. ابدأ عملاً جانبياً:

هل أنت من النوع الذي لا يرغب في العمل لدى مدير بعد الآن؟ وهل هذا هو سبب قولك: "لا أريد أن أعمل"؟

إذاً، لقد حان الوقت للسعي نحو عمل خاص بك، ولحسن الحظ، يسمح لك الإنترنت بمتابعة العديد من الأفكار المختلفة، ولن تحتاج حتى إلى الكثير من المال، لكن لن يكون الأمر سهلاً وسيتطلب منك عملاً شاقاً، فأنت ستواجه تحديات على طول الطريق تجعلك تتساءل عن كل شيء؛ لهذا يجب عليك عدم ترك عملك، أو على الأقل انتظر حتى تستطيع كسب المال من عملك الجديد.

السبب الرئيس وراء ذلك، هو أنَّ ترك وظيفتك يزيد من ضغطك المالي، ومع هذا الضغط، فإنَّ معظم التحديات التي ستواجهها قد تُشعرك بالإرهاق؛ لذا ابدأ مشروعاً تجارياً جانبياً بحيث لا تتعرض لضغوطات مالية بسببه.

في الوقت نفسه، حاول أن تلاحظ فوائد وظيفتك، فهي تمنحك خبرةً عمليةً، وتسمح لك بارتكاب الأخطاء دون وجود جوانب سلبية، التي ستختبرها في عملك الخاص، وعندما تجني ثروة من نشاطك الجانبي، يمكنك ترك وظيفتك.

9. ابحث عن التوازن:

دائماً ما يمثِّل تحقيق التوازن تحدياً؛ حيث يشغلك العمل اليوم، وعائلتك وأصدقاؤك في اليوم التالي، لتجد في النهاية أنَّك أهملت نفسك لفترة من الوقت.

تدفعك الحياة إلى فقدان التوازن في كل وقت، ومن واجبك أن تلاحظ ذلك وتستعيد توازنك متى استطعت، ويتطلب منك الأمر بذل جهد مستمر، والتأكد من عدم الشعور بالتوتر الشديد أو حتى الإرهاق.

لهذا السبب، فكِّر كثيراً في تحديد الأمور التي دفعَتك إلى الشعور بعدم التوازن، وإذا كنتَ تشعر أنَّك لا تريد الذهاب إلى العمل مجدداً، فربما يكون العمل قد استهلك كل طاقتك.

السؤال: كيف يمكنك استعادة التوازن في عملك؟ هل توجد طرائق تساعدك على تغيير روتينك؟ وهل يمكنك تخصيص فترات راحة أكثر أو أطول؟ وهل يمكنك تغيير أولوياتك؟ وفي أيِّ وقت من اليوم تشعر أنَّك أقل تفاعلاً في عملك؟

10. كافئ نفسك:

هل تكافئ نفسك على إنجازاتك؟ يميل معظم الناس إلى نسيان الاحتفاء بنجاحاتهم، فقد لا يجدون ذلك الأمر ضرورياً، ولكنَّه أمر ضروري فعلاً؛ إذ تحفزك المكافآت وتساعدك على البقاء متحمساً، ومع أنَّك لا تعتقد أنَّك تحتاجها، فإنَّها على الأمد الطويل، يمكن أن تُجنِّبك الشعور بالإرهاق.

يمكنك أيضاً دمج هذه النصيحة بطريقة مثالية مع النصيحة السابقة عن تحقيق التوازن، على سبيل المثال: يمكنك تحديد بعض الأهداف لليوم وإذا حقَّقتَها، يمكنك أن تسمح لنفسك بالاسترخاء قليلاً في المساء، وقد تكافئ نفسك بمشاهدة حلقة من مسلسلك المفضل، فالمكافآت محفزة وأداة رائعة للنجاح.

الخلاصة:

توجد العديد من الأسباب التي تجعلك لا ترغب في العمل مجدداً، ولمعرفة سبب ذلك، يجب أن تقضي بعض الوقت في التأمُّل الذاتي، وتسأل نفسك:

  • هل تشعر بالملل؟
  • ألم تعد تستمتع بنوع العمل الذي تفعله؟
  • ألم تعد بيئة العمل مصدر إلهام بالنسبة إليك؟
  • هل تسعى وراء عمل خاص بك؟

هذه بعض الأمثلة ولكن من الجيد التعمق في المشكلة؛ حيث يتيح لك ذلك العثور على أفضل حلٍّ لموقفك.

المصدر




مقالات مرتبطة