ما هي فوائد أخذ استراحة لمدة سنة؟

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، فإنَّ التخرُّج من الجامعة والحصول على منصب في شركة كبيرة هو حلم أصبح حقيقة، أو على الأقل يعتقدون ذلك في البداية؛ ولسوء الحظ، فإنَّ العديد من الأشخاص الذين يسلكون هذا المسار التقليدي، ينتهي بهم الأمر بالندم على اختيارهم، وبعد بضع سنوات من العمل لدى شخص آخر، يدرك هؤلاء الأشخاص أنَّهم فقدوا فرصة كبيرة لاكتشاف هدفهم الحقيقي، بدلاً عن تطوير مهنة تُعزِّز قوَّتهم وتغذي شغفهم، فإنَّهم عالقون في وظيفة الأحلام التي فقدت بريقها.



يُساء أحياناً فهم مفهوم أخذ استراحة لمدة عام؛ حيث يجادل النقاد بأنَّ الأشخاص الذين يختارون هذا الخيار، يحاولون تأخير بلوغ سن الرشد، ومع ذلك، فإنَّ الاستراحة هي في الواقع فترة، وعادةً ما تكون حوالي عام؛ حيث يسافر الناس ويختبرون العديد من عجائب الحياة قبل الاستقرار في حياتهم المهنية، وفي حين أنَّ بعض النقاد يجادلون بأنَّ أخذ استراحة لمدة عام، هي حجة لتأخير المسؤوليات في العالم الحقيقي، فإنَّ أولئك الذين يُروِّجون لسنة الاستراحة، يدرون أنَّ هذا العام من الحرية يوفر العديد من المزايا، فدعنا نلقي نظرة على 15 سبباً يدفع الكثير من الأشخاص إلى التفكير في تجربة عام الاستراحة، على الرغم من آراء النُّقاد السلبية:

1. اكتساب خبرة في الحياة:

في سن 22 أو 23 عاماً، يعتمد الكثير من الناس على الآخرين في كل شيء، بدءاً من الحاجات الأساسية وحتى المساعدة على تشكيل معتقداتهم وقيمهم الأساسية، وتمنحك سنة الاستراحة وقتاً للابتعاد عن الأشخاص والأماكن والأشياء المعتادة، وتضعك في محيط غير مألوف، وفي هذه الظروف المختلفة، يمكنك اكتشاف حقائق جديدة واكتساب خبرات ثمينة تدعمك مدى الحياة.

إقرأ أيضاً: طرق اكتساب الحكمة وأهميتها في حياتنا

2. النضج:

يؤدي قضاء بعض الوقت باستقلالية في الأماكن غير المألوفة إلى زيادة النضج، والاعتماد على حدسك، وارتكاب بعض الأخطاء، وتصحيحها والمضي قدماً في اتجاه إيجابي، فكل ذلك يوفر مستوىً واضحاً من النضج للآخرين، وسيكون هذا النضج ثروةً ثمينة عندما يحين وقت الاستقرار والحصول على وظيفة الأحلام.

3. الاقتصاد:

تُعلِّمك تجربة العيش مع قليل من الممتلكات ومبلغ زهيد من المال التواضع، ويجب على كل شخص أن يمر بها؛ إذ يؤدي أسلوب الحياة المقتصد هذا إلى تعريفك إلى الفارق بين الضروريات والكماليات، وأنَّك لست بحاجة إلى مجموعة من الأشياء للصمود، وسيمنعك يوماً ما من إهدار الكثير من الأموال على الأشياء التافهة التي لا تحتاج إليها حقاً، وسيجعل الأشياء الرائعة التي تختار شراءها أكثر متعة وقيمة.

4. التعامل بكفاءة مع الأزمات المالية:

يمكن أن تكون سنة الاستراحة تجربة رائعة للتفكير في وضعك المالي، فإنَّ فهم الصعوبات المتعلقة بجني المال وأنَّها مشكلة يومية، سيزيد من فهمك للحياة، ويجعلك متواضعاً ولطيفاً، وهاتان سمتان أساسيتان للتعامل مع الحياة بكفاءة.

5. فهم الميزانية:

يمكن أن يُعلِّمك أسلوب الحياة المتنقل هذا بعض مهارات إعداد الميزانية التي لا يمكن أن تتعلمها من أيَّة تجربة أخرى، بالتأكيد قد يعاني العديد من الأشخاص الذين حصلوا على أول وظيفة لهم من مشكلات مالية في العام أو العامين الأولين، لكنَّ السفر وعدم وجود تدفق نقدي ثابت يُعلِّمك كيفية وضع ميزانية على نحو أفضل، وسيكون مفيداً للغاية في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة لوضع ميزانية تساعدك في ادّخار المزيد من المال

6. الاكتفاء الذاتي:

النجاح في سنة الاستراحة، والابتعاد عن محيطك المعتاد والابتعاد عن مصادر الدعم هو تجربة مثالية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وإنَّ معرفة أنَّه يمكنك إعالة نفسك والاعتماد على جهودك الخاصة، هي تجربة مُرضِية للغاية، وتمنحك الثقة بسبب الصعوبات التي تغلَّبتَ عليها في عام الاستراحة.

7. الاستمتاع بالاستقلالية:

إنَّ إثبات قدرتك على الصمود باستخدام مهاراتك وإبداعك هو إنجاز، فأنت مدين لنفسك بتجربة أشياء جديدة، وارتكاب بعض الأخطاء، ثمَّ الاستمتاع باستقلالك الناجح، فإنَّ تطوير هذه المهارة في وقت مبكر من حياتك، فالعملية أحد الميزات التي تخلق مستوى الثقة اللازم للوصول إلى إمكاناتك الكاملة.

8. تنمية الذكاء العاطفي:

يُعرَف الذكاء أنَّه نوعان؛ ذكاء مكتسب وذكاء بالفطرة، ومع ذلك، يُعَدُّ الذكاء العاطفي أيضاً مهارة ثمينة يجب أن تمتلكها في مجموعة أدواتك، وهو مهارة قيادية أساسية؛ حيث تُوفِّر سنة الاستراحة مواقف غير عادية ومُرهِقة في بعض الأحيان، ويجب أن تتعلم التعامل معها بشكل مناسب باستخدام الذكاء العاطفي، وكذلك معرفة كيفية التخلص من التوتر والقلق والغضب والعواطف السلبية الأخرى، سيجعلك أكثر سعادة وصحة وإنتاجية في كل من حياتك الشخصية والمهنية.

شاهد بالفيديو: 6 عادات يومية لتنمية الذكاء العاطفي

9. وضع رؤية واضحة لحياتك المهنية:

يقبل الناس في كثير من الأحيان، بوظيفة تريدهم بدلاً من انتظار الوظيفة التي يريدونها؛ حيث يمنحك أخذ عام الاستراحة وقتاً لفهم نفسك، وما الذي يخدمك جيداً من الناحية المهنية ونوع المهنة التي ستحفزك، وإنَّ امتلاك رؤية أوضح لما تريد أن تبدو عليه حياتك يضعك في وضع أفضل لتحقيق أهدافك.

10. استكشاف الذات:

إنَّ استكشاف الذات يجعلك تفهم جوانب نفسك جميعها، ويساعدك على معرفة الهوايات والاهتمامات الأخرى التي ستلهمك طوال الحياة، وقد تضعك سنة الاستراحة في وضع يتيح لك القيام بأشياء ما كنتَ لتقوم بها لولا ذلك، وربما تُعرِّفك إلى مشاريع واهتمامات تدوم مدى الحياة.

11. تعلُّم أن تكون حازماً:

السفر إلى بلدان أخرى والمشاركة في ثقافات مختلفة تماماً يجبرك على أن تكون أكثر حزماً، بالإضافة إلى ذلك، يوفِّر لك عدم معرفة اللغة والتقاليد المحلية الكثير من الفرص لطرح الأسئلة وتجربة التقاليد المحلية واختبار قدرتك على التكيف، ومن خلال السفر إلى بلدان أخرى خلال عام الاستراحة، يمكنك تطوير شخصية أكثر انفتاحاً ستخدمك جيداً في حياتك.

12. متابعة مشروع شغفك:

بمجرد دخولك إلى عالم العمل، ستكون مشغولاً للغاية، ولن يكون لديك الوقت الكافي لمتابعة مشروع شغفك؛ لذلك فإنَّ عام الاستراحة هو الوقت المثالي لاستكشاف تلك التجارب والمشاريع التي تسرُّ قلبك وتعطيك الرضا عن ذاتك، فإنَّ تبنِّي شغف حقيقي خلال هذا الوقت، سيدعمك ويمنحك هدفاً مدى الحياة يتجاوز عملك.

13. مساعدة الآخرين:

حقا لا يوجد شعور أفضل من مساعدة الناس؛ حيث يمكنك استخدام مهاراتك وخبراتك ومواهبك الطبيعية لمساعدة الآخرين خلال هذه السنة، كممارسة عمل تطوعي قبل الدخول في عملك، وسيساعدُك ذلك على الحفاظ على طبيعة العطاء والسخاء لبقية حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف تحافظ على صحتك وسعادتك عبر مساعدة الآخرين؟

14. فهم الثقافات الأخرى:

يُعَدُّ فهم الثقافات الأخرى مهارة هامة لم تَعُد اختيارية في عالمنا المتنوع، ويُعَدُّ فهم الثقافات المختلفة من خلال تجربتها مباشرةً أكثر فائدة بكثير من مجرد القراءة عنها في كتاب، ومن خلال الاطلاع على أكبر عدد ممكن من الثقافات، يمكنك الانسجام مع المزيد من الأشخاص على مستوى أعمق؛ مما يجعل بيئة العمل المستقبلية أكثر راحة وطبيعية.

15. إجراء مقابلات التوظيف بشكل أفضل:

عند الحديث عن الحصول على تلك الوظيفة الأولى، فإنَّ تجربة حياتك المقترنة بالنضج الإضافي المُكتَسب من تجربة سنة الاستراحة، ستمنحك الثقة وحسن الحديث، وسيكون هذا الحضور هو الصفة المميزة التي تساعدك على التميُّز عن الآخرين عند إجراء المقابلات، وعلى الرغم من أنَّ بعض الناس قد يشعرون أنَّ مفهوم عام الاستراحة هو مغامرة غير ضرورية وربما حتى أنانية، إلا أنَّها تتمتع بالعديد من المزايا الإيجابية.

على سبيل المثال: يمكن أن تكون تجربة غيَّرت حياة العديد من الأشخاص، خاصةً أولئك الذين لا يعرفون الوظيفة التي يريدونها وكيف يجب أن تبدو حياتهم المهنية، ولا بُدَّ أنَّ اختيار مهنة وقبول منصب هو مَهمة صعبة، ومن أكثر التجارب إفادة في حياتك، وقد يكون قضاء عام الاستراحة لفعل ذلك على أحسن وجه هو أفضل فكرة لضمان النجاح العاطفي والمهني والعام.

المصدر




مقالات مرتبطة