لماذا تشعر بالوحدة في زواجك؟ وكيف تتعامل مع الأمر؟

قد تعتقد أنَّه بمجرد أن تتزوج، ستودِّع الشعور بالوحدة وتعيش مع شريكك حياةً جميلة ومليئة بالتفاصيل، ولكنَّ هذا ليس صحيحاً دائماً؛ إذ يؤثِّر الشعور بالوحدة في الزواج في ملايين الأزواج حول العالم، وهنا يشعر أحد الشريكَين على الأقل -ويكون المرأة عادةً- بأنَّه مهجور عاطفياً.



إنّ هذا أمرٌ حقيقيٌّ للأسف؛ إذ يشعر الكثير من الأزواج بالوحدة في بعض الأحيان، وفي هذه المرحلة، قد تتساءل عن سبب ذلك: لماذا قد تكون أنت أو شريكك تعانيان من الوحدة في زواجكما الذي تخيلتما أنَّه سيكون ملاذاً آمناً لكما؟

في الواقع، ثمَّة أسباب عديدة؛ فربما قلَّ التواصل بينكما أو تلاشى، أو أصبح تواصلاً عدائياً ومثيراً للجدل، أو قد تتحول الشرارة التي أشعلَت المشكلة بمرور الوقت إلى نارٍ عظيمةٍ تلتهم العلاقة، كما يُعدُّ الافتقار إلى العلاقة العاطفية، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى علاقات خارج نطاق الزواج، سبباً آخر لشعورك بالوحدة في زواجك، أو قد تشعر أنَّ شريكك لا يدعمك أو لا يُظهِر لك التعاطف الكافي مع مشاعرك؛ ممَّا يدفعك نحو الابتعاد ويؤدي إلى تدهور علاقتكما العاطفية.

فلنناقِش أسباب الشعور بالوحدة في الزواج بمزيدٍ من التفصيل:

5 أسباب تجعلك تشعر بالوحدة في زواجك:

دعنا نلقي نظرةً فاحصة على بعض المتغيرات التي قد تتسبب في تسلُّل الشعور بالوحدة إلى الزواج.

1. الخوف من شريكك:

إذا كنتَ متزوجاً من شخص مسيء نفسياً وعاطفياً، فلا شك أنَّك تعاني من الشعور بالوحدة؛ لأنَّه إذا كنتَ تخشى شريكك وسلوكه العدواني، فربما تقضي وقتاً طويلاً في تجنُّبه تفادياً لأي نوع من الخلافات، وقد تكون الأمور معقدة أكثر إذا كان شريكك يعزلك عن عائلتك أو أصدقائك؛ ممَّا يجعلك تشعر أنَّك لا تملك أحداً لتلجأ إليه.

في هذه الحالة، يجب أن تجد حلَّاً لهذه المشكلة؛ لأنَّ الحياة لا يمكِن أن تستمر مع مشاعر الرعب هذه.

2. اختلاف الجداول الزمنية:

قد لا ترى أنت وشريكك بعضكما بعضاً كثيراً؛ أي يعود أحدكم إلى المنزل بعد أن ينام الآخر أو يغادر قبل أن يستيقظ، وإذا كان الأمر كذلك، فمن المرجَّح ألَّا يحدث بينكما الكثير من التواصل؛ ممَّا يؤدي إلى عدم مشاركة كل الأحداث اليومية الصغيرة، وإلى ضعف العلاقة وهشاشتها في النهاية؛ لذا يجب أن يُقدِّم كلاكما بعض التنازلات دون الخوض في مدى أهمية وظيفة كل منكما لأنَّ كل وظيفة هامَّة ومرهقة ولها مزايا وعيوب.

في الواقع، رغم أنَّ الاهتمام بعملك وأطفالك أمر هام، إلَّا أنَّه لا يجب أن يصل إلى خطر فقدان الشريك؛ إذ يجب أن يكون هناك توازن في جميع جوانب حياتك؛ لذا ينبغي عليك مناقشة الجداول الزمنية مع شريكك، سواء حول العمل أم الأطفال لكي تحافظا على زواجكما من الانهيار.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تتسبّب في انهيار الزواج

3. نقص الدعم العاطفي:

قد تحدث بعض المواقف المؤسفة، وتتوقَّع حينها أن يكون شريكك موجوداً ليدعمك ويشجِّعك عندما تحس بالإحباط؛ لأنَّه إذا لم تشعر بالدعم العاطفي باستمرار، فقد يؤدي ذلك إلى فجوة عميقة وشعور بالوحدة في العلاقة.

على سبيل المثال: لنفترض أنَّ والدك البالغ من العمر 90 عاماً قد توفي، وشعرتَ بحزنٍ عارم جرَّاء وفاته، ولكنَّ شريكك لا يواسيك، وعندما يفعل، يقول عبارات باردة ومبتذلة لا تريد أن تسمعها؛ لأنَّك تريد أن تشعر بأنَّه يدعمك، وفي الحقيقة، سيعجِّل فقدان الدعم العاطفي وفشل شريكك في إظهار التعاطف المستمر من إضعاف العلاقة وغرس بذور الوحدة في زواجك.

يقدِّم كلا الطرفين الدعم العاطفي للآخر ويتقرب منه، في العلاقات الهادفة، كما يساعد الدعم العاطفي في بناء مستقبلٍ يجمعكما معاً، ويضع أساساً للقدرة على حل النزاع بلطف، ورؤية شريكك بصورة واقعية، والتواصل مع بعضكما بعضاً على نحو آمن.

شاهد بالفيديو: أسس الذكاء العاطفي بين الزوجين

4. قلَّة الوقت الذي تقضيانه سويَّةً:

إذا كنتَ لا ترى شريكتك إلا لوقت ضئيل على مدى الأسبوع لأنَّها تعتني بالأطفال وتُتابع مهام العمل وما إلى ذلك، فقد يسيطر عليكما الشعور بالوحدة؛ لأنَّ الغياب هو إحدى الطرائق التي تُفقِد الأزواج تواصلهم ببعضهم بعضاً.

في الواقع، تُعدُّ جودة الوقت الذي تقضيانه سوياً أمراً هامَّاً؛ لأنَّه مهما كانت معرفتكما ببعضكما بعضاً، سيظلُّ هناك كثيرٌ من الأمور التي يمكِنكما أن تكتشفانها، بما في ذلك الاهتمامات المتغيرة، والشغف، والتطلعات، وحتى الأصدقاء، أو الأعداء الجُدُد؛ وبالتالي يؤدي التواصل الفاعل والوقت الجيد معاً دوراً رئيساً في الحفاظ على العلاقة، ومنعها من أن تصبح مملَّة.

رغم أنَّ تخصيص فترات زمنية كبيرة لقضائها سوياً أمر رائع، لكنَّه ليس ضرورياً للغاية، ولكن مدى جودة هذا الوقت هو الأمر الهام؛ لأنَّه يسمح لكما بالاطلاع دائماً على حياة بعضكما بعضاً، وكل هذه التفاصيل الصغيرة، هي التي تخلق الحياة.

5. الجروح القديمة التي لم تلتئم:

تَحدث الخلافات في بعض الحالات بسبب الجروح السابقة التي لم تلتئم والتي حدثَت في وقت مبكر من الزواج، فلنضرب مثالاً على هذا: لقد تزوج شاب وفتاة منذ ست سنوات، وهما يعانيان الآن من هذا الوضع تحديداً؛ لأنَّه في وقت مبكر من زواجهما، تدخَّلَت والدة الشاب في بعض أمورهما؛ ممَّا أزعج الزوجة وتسبَّب في انفصال استمر لشهور، وفي النهاية، اعتذرَت والدة الشاب إلى الزوجة وبدت الأمور في تحسُّن الآن، لكنَّ الندوب القديمة لم تلتئم في الواقع.

صار الشاب يشعر بأنَّه عالق في الوسط بين علاقة زوجته ووالدته، ويشعر بأنَّ عليه الانحياز لأحدهما باستمرار؛ ممَّا جعله يشعر بالوحدة؛ لأنَّه لا يشعر أنَّه يمكِنه التحدث إلى زوجته أو والدته حول مشاعره دون إثارة الخلافات، وكي لا تصل إلى هذه المرحلة، يجب أن تعالج الجروح القديمة ليستمر نجاح الزواج، وأن تداوي آلام الماضي وتتركها خلف ظهرك.

6 نصائح لتجنُّب الشعور بالوحدة في زواجك:

لا يجب أن تكون الوحدة حكماً بالسجن مدى الحياة؛ لذا نقدِّم إليك بعض النصائح التي يمكِنك تطبيقها لتجنُّب الشعور بالوحدة في زواجك ولتحسين علاقتك مع شريكك.

1. اذهبا للتنزُّه كلَّ أسبوع:

لا يترك الزواج الذي يمارِس فيه الأزواج شيئاً ممتعاً كل أسبوع فرصةً كبيرة للشعور بالوحدة؛ إذ يكون التواصل قوياً، ويعرف الزوجان كل شيء عن حياة بعضهم بعضاً باستمرار، فضلاً عن امتلاكهم للشغف الذي يجعلهما يتطلَّعان لكل أسبوع جديد.

لقد وجدَ علماء الاجتماع أنَّ النساء اللائي يقضين فترة واحدة على الأقل في الأسبوع مع أزواجهن يكونُنَّ أكثر سعادة بسبع مرات في زواجهن؛ لذا اذهب وخطِّط لهذا الأمر.

إقرأ أيضاً: 6 تفاصيل صغيرة تعزّز علاقتك بزوجك

2. تحدَّث إلى شريكك:

تُعدُّ قلَّة التواصل واحدةً من أكبر المشكلات في العلاقات، والتي تتسبَّب في شعور أحد الطرفين بالوحدة، وإذا كَثُرَت مشاغل الزوجين في حياتهم الخاصَّة وأهملا علاقتهم، سيؤدي هذا إلى تدهور العلاقة تدريجياً؛ فالمحادثات العميقة ضرورية للحفاظ على العلاقة نشِطة وسليمة؛ لأنَّها المغناطيس الذي يجذب أحد الطرفين إلى الآخر.

بالإضافة إلى ذلك، من الهام أن تشارك شريكك جميع المشكلات والأحداث التي مررتَ بها على مدار الأسبوع؛ لذا تحدَّث إلى شريكك عن كل شيء؛ عملك، وتوقُّعاتك، وإحباطاتك، وفرحتك، ومخاوفك، وشغفك، واسعَ دائماً إلى معرفة المزيد عنه.

3. تذكَّرا الذكريات القديمة:

يُعدُّ خوض رحلة في الذاكرة وتذكُّر الذكريات القديمة طريقةً رائعة لإعادة بعض الحماس إلى زواجك، وللتخلص أيضاً من أي شعور بالوحدة ربما شعرتَ به بسبب الإهمال، كما أنَّه طريقة جيدة لإعادة التواصل والشعور بالحب الذي عشتَه في البداية؛ لذا أحضِر بعض الصور والهدايا التذكارية التي تذكِّركما ببداية زواجكما، وإذا لم تتمكَّن لسببٍ ما من إحضار هذه الأشياء أو تصفُّح الصور، فتحدَّث فقط عن ذكرياتك المفضلة.

4. اهتم بالأمور البسيطة:

عندما تفكر في فعل شيء ما لتحسين زواجك والتخلُّص من الشعور بالوحدة، فقد تتخيَّل أنَّه يجب أن تفعل شيئاً كبيراً، ولكنَّ هذا ليس حقيقة؛ إذ يُظهِر قيام أحدكما بأمورٍ بسيطة بأنَّكما تهتمان ببعضكما بعضاً.

على سبيل المثال: عندما تملأ زجاجة المياه الخاصة بشريكك، أو تُعِدُّ له فنجان من القهوة، أو ترتِّب الفراش، وما إلى ذلك؛ ستُظهِر له هذه الأمور البسيطة الحب؛ ممَّا يصنع فارقاً في علاقتكما، فإذا دخلتَ غرفة نومك لترتِّب الفراش، ووجدتَ أنَّ شريكك قد رتَّبه، فسوف تبتسم وتشعر بالامتنان لهذه اللفتة اللطيفة، ولن تشعر بالوحدة حينها.

5. أظهِر التفاهم والتعاطف والاحترام:

عندما يُظهِر كل شريك التفاهم والتعاطف والاحترام في الزواج، يصبح هناك اتِّحاد يمنع الشعور بالوحدة؛ لذا يجب أن يعامل كل طرف الآخر بلطف واحترام، ويُشعِره بأنَّه موجود وبأنَّ كلامه مسموع، وإلَّا سينتهي بكما المطاف إلى الشعور بالوحدة.

عامِل شريكك كما لو كنتَ تتعامل مع صديقك المقرَّب، واقضِ معه الوقت، واحترِم طبيعته، وأظهِر له الحب دائماً وليس فقط في ذكرى الزواج أو في عيد ميلاده، وإذا فعلتَ ذلك، فلن يشعر أي منكما بالوحدة على الإطلاق.

إقرأ أيضاً: ضرورة الاحترام بين الزوجين وأهم الأفعال التي تفعّله

6. مارِسا هواية معاً:

لن تشعر أنت وشريكك بالوحدة إذا فعلتما بعض الأمور المحبَّبة إليكما؛ لذا من الجيد البحث عن هواية يستمتع بها كلاكما، مثل: تجميع أحجية (بازل) كبيرة معاً، أو ممارسة لعبة لوحية، أو ربما القيام برحلات طويلة بالدراجة في عطلات نهاية الأسبوع، أو المشي لمسافات طويلة في طريق ذي مناظر خلابة، أو مشاهدة الأفلام أو المسلسلات المفضلة معاً ثمَّ مناقشتها، أو الذهاب للتنزه، أو مشاركة أبرز الأحداث من يومكما؛ هذه كلها طرائق ممتعة للحفاظ على زواجك.

في الختام:

يجب أن يجعل الزواج الحياة ممتعة، وألَّا يتضمَّن الشعور بالوحدة؛ لذا إذا كانت ثمَّة مشكلات تسبب الشعور بالوحدة، فحاوِل أن تعالجها؛ لأنَّه أمر خطير للغاية، وقد يؤدي إلى إنهاء العلاقة.

نفِّذ الاقتراحات المذكورة أعلاه ولاحِظ كيف سيتحسَّن زواجك تحسُّناً ملحوظاً، ولكن تذكَّر أنَّه قبل حدوث أي شيء، يجب أن تجري محادثةً مع شريكك؛ لأنَّه قد لا يدرك أنَّك تشعر بالوحدة في زواجك، وإذا كنتما تحبان بعضكما بعضاً، ستكون هناك رغبة في تحسين الأمور. وبعد ذلك، طبِّق هذه النصائح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة