1- لماذا يتدخَّل الأهل بين الأزواج؟
تأتي تدخلات الأهل في علاقة الأزواج نتيجة خوفهم من عدم قدرتهم على إدارة المشكلات التي تواجههم، وقلَّة الخبرة الحياتية لديهم، وفرض المعايير الثقافية على عائلات الأبناء التي هي امتدادٌ للعائلة الكبيرة من وجهة نظرهم، بالإضافة إلى شعور الآباء بالوحدة والفراغ بعد زواج الأبناء، واعتماد الأهل على أحد الزوجين في تلبية طلباتهم أو قضاء حاجاتهم.
إنَّ هذه التدخلات تُحدِث شرخاً كبيراً في العلاقة، وللحفاظ على العيش بهدوء ودون مشاكل يجب أن يحلَّ الزوجان مشاكلهما، وأن يحفظا أسرار البيت فيما بينهما. فالمشكلة مهما كانت صغيرة إلَّا أنَّها إذا خرجت خارج بيت الزوجية كبرت وتعقدت.
وإنَّ الكثير من حالات الانفصال كانت نتيجة تدخل الأهل وانتهاك خصوصية الزوجين، أو تحريض أهل الزوج أو الزوجة على الانفصال لاعتباراتٍ وأسبابٍ عديدة، وقد نجد حالاتٍ كثيرةً تصل إلى الانفصال العاطفي بين الزوجين نتيجة عدم قدرتهما على حلِّ مشكلة تدخل الأهل، أو على حلِّ مشاكلهما الناجمة عن هذا التدخل في حياتهما؛ وبالتالي قد يكون سبباً مقصوداً أو غير مقصودٍ للخلافات طويلة الأمد.
2- ما هي الآثار السلبية لتدخل الأهل؟
يلجأ معظم الأزواج إلى قرار الانفصال دون البحث عن حلولٍ بديلة، ودون مواجهةٍ حقيقيةٍ من أجل كشف كواليس علاقتهم والتعرُّف على مواطن الخلل فيها، متخذين الانفصال كأفضل حلٍّ لعلاقتهم، ممَّا ينعكس سلباً عليهم، حيث يفقدون ثقتهم بأنفسهم، وبعلاقتهم، وباختيارهم.
وإنَّ أحد أسباب الانفصال: تدخل الأهل بين الزوجين نتيجة عدة أسبابٍ تعود إلى ضعف الشخصية لأحد الأزواج، أو التعلُّق الزائد بالأهل؛ إلَّا أنَّ هذه التدخلات تحمل للعلاقة بين الزوجين مشاكل ستحوِّل حياتهما إلى جحيم، أو قد تقتل كلَّ فرصةٍ لاستقرار الحياة الزوجية. وتعود هذه التدخلات إلى عدة أسباب:
- شعور الأهل بالمسؤولية تجاه أولادهم من خلال تقديم الدعم والنصائح في تخطيط حياتهم.
- عدم تقبُّل الأهل فكرة استقلالية الأولاد بعد ارتباطهم.
- ضعف شخصية الزوج أو الزوجة، والذي سيؤدِّي إلى تدخلاتٍ مستمرةٍ من الأهل.
- حماية الأبناء من تجارب الزواج الفاشلة.
- عدم رسم حدودٍ لمنع تدخل الأهل في خصوصية العلاقة بين الأزواج، والتدخل في تفاصيل الحياة اليومية.
- توتر العلاقة مع الأهل، والتي قد تصل إلى حدِّ القطيعة.
- تشويه سمعة الطرف الآخر دون الانتباه إلى عواقب ومخاطر هذا التصرُّف، والتي قد تؤدِّي إلى الانفصال.
- إنَّ تدخل الأهل في الحياة الزوجية من شأنه أن يؤثِّر في تربية الأطفال.
3- نصائح لحل المشاكل الزوجية:
تصيبنا المشاكل التي تواجهنا ببعض الاضطرابات والضغوطات، والتي قد تؤثِّر في العلاقة مع الشريك مع مرور الوقت؛ لذا لابدَّ من التعامل مع هذه الضغوط والخلافات بذكاءٍ من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين.
إنَّ فهم وإدراك حقيقة هذه الخلافات من شأنه أن يساهم في تخطي هذه المشاكل والعيش بسلام، ويجب على كلِّ طرفٍ أن يعمل على تغيير ذاته حتَّى يصل إلى مرحلة تقبُّل الآخر كما هو؛ وإنَّ مشاركة الأزواج تفاصيل حياتهما، وعدم ترك الأمور تتراكم، سيجعل من العلاقة أكثر نضجاً وعمقاً، والذي بدوره يساهم في إيجاد صيغةٍ مشتركةٍ في التعامل.
لذا، عزيزي القارئ: عليك اتباع النصائح التالية للمساعدة في حلِّ الخلافات الزوجية:
- عدم استفزاز الطرف الثاني، والعمل على خفض الصوت في أثناء التحدُّث؛ لذا يجب عليكما النقاش بكلِّ هدوء والتوصُّل إلى حل المشكلة.
- الابتعاد عن استخدام العبارات السلبية التي تساهم في تفاقم المشكلة، مثل: أنت لا تهتم، أنت دائماً هكذا.
- اختيار الوقت المناسب لمناقشة المشكلة، مع عدم تأجيل المناقشة حتَّى لا تتراكم المشاكل وتتفاقم.
- عدم اللجوء إلى طرفٍ ثالثٍ لحلِّ المشكلة، مع الحفاظ على خصوصية العلاقة، وأن أيَّ تدخلٍ من الأصدقاء والمقربين قد يؤدِّي إلى تصاعد الخلاف بين الزوجين.
- وضع قواعد للحوار، مع الانتباه لعدم استخدام الألفاظ البذيئة.
- القيام ببعض التمرينات الرياضية المشتركة بين الأزواج مثل: الجري والمشي؛ لأنَّها من الوسائل التي تساعد في تخفيف حدة المشكلة.
- الثقة المتبادلة مفتاحٌ لنجاح العلاقات الزوجية وتفادي مشاكلها.
- تكمن بذرة الزواج الناجح في احترام كلا الزوجين للآخر في وجوده وغيابه، وهذا أساس الزواج المستقر.
- استشارة الأهل بأشياء عامَّةٍ لا تمسُّ خصوصية العلاقات الزوجية.
- إدارة الأمور المادية، والعمل على الاستقلال المادي بعيداً عن الأهل.
- عدم السماح لأحدٍ مهما كانت صلته بالعائلة أن يتدخَّل في مشاكل الزوجين.
- تحديد سبب المشكلة الأساسي، والذي يؤدِّي إلى تعزيز أسباب الخلاف، سواءً كان يتعلَّق بأهل الزوجين أم لا.
- أن يكون الاحترام المبدأ في التعامل مع أهل الزوج أو الزوجة.
المصادر:
أضف تعليقاً