لماذا تشعر بالتعب المتواصل، وكيف تتغلب على ذلك؟

يشعر الكثير من الناس بالتعب بشكل شبه يومي، وقد يكون الشعور بالتَّعب طوال الوقت أكثر شيوعاً مما نعتقد. في الواقع، ما نسبته اثنان من أصل خمسة من الموظفين يشعرون بالتَّعب معظم أيام الأسبوع. سنناقش في مقالتنا هذه، العوامل التي تجعل الناس يشعرون بالتعب المتواصل، والخطوات العملية التي يمكنهم اتخاذها لمعرفة أسباب ومكامن الإرهاق والراحة على حدٍّ سواء.



ملاحظة: هذا المقال مترجم عن المُدونة فيكي موريس، والذي تخبرنا فيه عن طرق التغلب على الإرهاق بناءً على تجربتها الشخصية.

هل تشعر بالتَّعب طوال الوقت؟ هل سبق لك وأن غفوت أثناء مشاهدتك التلفاز أو استماعك إلى شخص يتحدث بطريقة مملة في إحدى الاجتماعات؟ أنا سبق وأن حدث لي ذلك. خاصةً عندما عملت لمدة 70 ساعة أسبوعياً كمديرةٍ تنفيذية لإحدى الشَّركات التقنية.

إن كنت قد سأمتَ من الشُّعور بالتعب، إذاً في جعبتي لك بعض الأخبار الرائعة. إذ يساعدنا بحثٌ تمّ نشره مؤخراً على اكتساب رؤىً معمَّقة، تشرح الأسباب الكامنة وراء الشُّعور بالتعب المستمر.

ما الذي يحدث لك عندما تكون متعباً للغاية:

إذا كنت تنام أقلَّ بساعتين من الثمان ساعات الموصى بها يومياً، فقد تشعر بنفس أعراض الإجهاد الذي يعاني منه شخص يعمل لمدة 12 ساعة يومياً. فيما يلي، بعض الأمثلة الشائعة لما يحدث لك عندما تشعر بالتَّعب:

  • قد تواجهك مشكلة في التَّركيز. مردُّ ذلك التعب الذي يصيب وظائف الذاكرة والتَّعلم داخل عقلك.
  • قد تواجه تقلبات مزاجية وضعف قدرة على التَّمييز بين ما هو هام، وما هو ليس كذلك. وهذا بسبب الخلل الذي يصيب عمل الناقلات العصبية في عقلك.
  • قد تظهر لديك دوائر داكنة تحت عينيك تجعل بشرتك تبدو متعبة وضعيفة على المدى القصير. ومع مرور الوقت، قد تعاني بشرتك من التجاعيد وتظهر عليها علامات الشَّيخوخة؛ ذلك لأنَّ جسمك لم يكن لديه ما يكفيه من وقت للتخلص من سموم الجسم أثناء النوم.
  • قد تجد صعوبة في ممارسة أي نوع من الأنشطة الرياضية.
  • قد تأكل أكثر من اللازم؛ لأنَّ عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ينشط نواقل "الاندوكانابينويدس - endocannabinoids" في الجسم حتى عندما لا تكون جائعاً.
  • يتباطأ معدل الأيض لديك، لذا من المرجح أن يتم تخزين ما تتناوله من دهون في منطقة البطن.

لعلَّك تتساءل الآن: هل تعني أنَّ الشعور بالتَّعب يمكن أن يتسبب في زيادةٍ في وزني؟ نعم للأسف!

الشعور بالتَّعب طوال الوقت يمكن أن يتسبب لك بزيادة بضعة كيلوغرامات، وخاصة حول محيط خصرك. كما أنَّ الأشخاص الأكثر وزناً هم أكثر عرضة للإرهاق أثناء النَّهار من الأشخاص الأقل وزناً. وهذا يسري أيضاً على لأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، ولا يعانون من توقف التنفس أثناء النوم (المصدر: المعهد الوطني الأمريكي للصحة).

لم تشعر بالتَّعب طوال الوقت؟

بدأ كبار الخبراء في مجال الصحة بإدراك أنَّ هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل النَّاس يشعرون بالتَّعب بشكل منتظم وهي:

إليك نظرة عامَّةً سريعة على كل الأسباب الجذرية للشعور بالتَّعب طوال الوقت:

  1. يحدث التَّعب (Tiredness) الذي منشأه الحرمان من النوم عندما لا تحصل باستمرار على قسطٍ كافٍ ومريح من النوم. وهو ما يمكن حلُّه عادة عن طريق تغيير روتينك والحصول على قسط كافٍ من النوم العميق.
  2. يحدث الإرهاق (Fatigue) بسبب الشعور الطويل بالأرق، والذي يمكن أن يحصل بسبب مشاكل عدة مثل مشاكل الصحة النفسية، أو الأمراض المزمنة، أو الألم العضلي الليفي، أو السمنة، أو انقطاع التنفس أثناء النوم أو الإجهاد. يمكن التعافي منه عادةً عن طريق تغيير نمط حياتك واستخدام أدوات أو علاجات تساعد على النوم، إذا أَوْصَى طبيبك بذلك.
  3. متلازمة الإرهاق المزمن (CFS - Chronic Fatigue Syndrome): وهي حالة طبية تُعرف أيضاً باسم التهاب الدماغ العضلي (Myalgic Encephalomyelitis) والذي يحدث بسبب الإرهاق المستمر الذي لا يختفي حتى مع النوم. إنَّ السَّببَ الدقيق لذلك غير معروف، لكنَّه قد يكون بسبب مشاكل في الجهاز المناعي، أو العدوى البكتيرية، أو عدم التوازن الهرموني أو الصدمات العاطفية. ويتضمن الأمر عادةً العمل مع الطبيب لاستبعاد الأمراض الأخرى قبل تشخيص وعلاج (CFS).

لذا استشر الطبيب دائماً للحصول على تشخيص شخصي عن سبب شعورك المتواصل بالتعب، خاصةً إذا وصل بك الأمر إلى درجةٍ خطيرة.

شاهد بالفيديو: 6 أسباب وراء الحرمان من النوم العميق

الفرق بين الشعور بالتَّعب، والإرهاق:

إن لم تكن قلة النوم الجيد هي السَّبب الجذري في حالتك، فقد حان الوقت للبحث في إمكانية أن يكون الإرهاق هو السَّبب في شعورك بالتَّعب المتكرر.

حتى وقت قريب، كان يُعتقد أنَّ التَّعب (tiredness) والإرهاق (fatigue) أمران متشابهان. لكنَّ كبار الخبراء يدركون الآن أنَّ التعب والإرهاق مختلفان. فالتعب ناتج في المقام الأول عن قلة النوم. لكنَّ الإرهاق هو شعور ملموس بالتَّعب؛ والذي من المرجح أن يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أو التوتر العاطفي، ويعانون من زيادة في الوزن ويتسمون بقلة النشاط البدني.

يشتمل الإرهاق على الأعراض التَّالية:

  • صعوبة في التركيز.
  • انخفاض القدرة على التحمل.
  • صعوبة في النوم.
  • القلق.
  • انعدام الدافع.

قد تبدو هذه الأعراض مشابهة لأعراض التَّعب، إلا أنَّها تستمر لفترة أطول وتكون أكثر حدة. ولسوء الحظ، لا يوجد تفسيرٌ نهائي يشرح سبب حدوث الإرهاق؛ لأنَّه يمكن أن يكون عارضاً لأحد الأمراض النفسية أو البدنية.

ولكن لا يزال هناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل أعراضه الحادَّة عن طريق إجراء بعض التَّغييرات البسيطة على أسلوب حياتك.

كم يلزمك من النوم؟

السَّبب الأول وراء شعورك بالتَّعب هو الحرمان من النَّوم؛ مما يعني أنَّك لا تحصل على قسط كافٍ من النَّوم الجيد. إذ يحتاج معظم البالغين إلى ما مقداره من 7 إلى 9 ساعات من النَّوم المتواصل العميق في الليلة الواحدة. وإن كنت ممن يعانون من الحرمان من النوم، فسوف تزداد كمية النَّوم التي تحتاجها. لذا، فالكمية والجودة عاملان ضروريان عندما يتعلق الأمر بالنوم.

مفتاح النَّوم الجيد هو القدرة على الحصول في الليلة الواحدة، على فترات نومٍ (sleep cycles) طويلة دون انقطاع. يستغرق الأمر عادةً 90 دقيقة للوصول إلى حالة النوم العميق والتي تسمّى حالة "نوم حركة العين السريعة" (REM) حيث تبدأ مرحلة الاستشفاء بجسمك بالعمل.

من النَّاحية المثالية، من الأفضل لك أن تحصل على ما مقداره من 3 إلى 4 دورات نوم عميقة (REM) على الأقل في الليلة الواحدة. لهذا من المهم جداً أن تنام لمدة 7 ساعات أو أكثر.

تُظهر الأبحاث أيضاً أنَّ الأشخاص الذين يعتقدون أنَّهم قادرون على انجاز مهامهم بكفاءة بالاعتماد على عدد ساعات نومٍ أقل، لا يؤدون مهامهم بنفس كفاءة من ينامون مدةَ سبع ساعات على الأقل في الليلة الواحدة.

لذا، يجب عليك أن تهدف لكي تحصل على سبع ساعات من النَّوم العميق كل ليلة. فإن كنت لا تحصل على 7 ساعات من النوم عالي الجودة بشكلٍ منتظم، فإنَّ الحرمان من النوم هو على الأرجح؛ السَّببَ الذي يجعلك تشعر بالتَّعب طوال الوقت. وهذه أخبار جيدة؛ لأنَّ الحرمان من النَّوم أبسط وأسهل بكثير في معالجته، قياساً على بقية الأسباب الجذرية الأخرى.

من الجيد أيضاً استثناء الحرمان من النوم كسبب لتعبك، قبل الانتقال إلى الاحتمالات الأخرى مثل الإرهاق أو متلازمة الإرهاق المزمن، والتي قد تتطلب طبيباً لتشخيص وعلاج تلك الحالات.

إقرأ أيضاً: مراحل النوم

4 تغييرات بسيطة للتقليل من الشعور بالإرهاق:

أنا شخصياً أؤمن بشدة بفكرة الارتقاء بطريقة عيشنا لرفع مستوى حياتنا. فقد تغلبت على الإجهاد والإعياء المزمنين عن طريق إجراء هذه التغييرات الأربعة على أسلوب حياتي:

  1. تناول وجبات صحية مطبوخة في المنزل، مقابل الأطعمة المعدَّة بالميكروويف أو الطعام الجاهز.
  2. ممارسة التَّمارين الرِّياضية بانتظام.
  3. استخدام التقنيات التي تساعد في القضاء على الإجهاد.
  4. وضع روتينٍ مناسبٍ يسبق النوم من أجل الحصول على نومٍ أفضل.

لذا، فأنا أعلم أنَّ من الممكن تغيير نمط حياتك حتَّى عندما تكون تعمل لعدد ساعات عملٍ غير منطقية، وتتحمل الكثير من المسؤوليات العائلية. بعد قيامي بتلك التَّغييرات الأربعة البسيطة على أسلوب حياتي، لم أعد أشعر بالإرهاق المستمر. بالإضافة إلى أنَّني فقدت (5 سم) من محيط خصري، وظهرت بمظهرٍ أفضل من أي وقت مضى. كنت متحمسةً للدرجة التي دفعتني إلى مساعدة الآخرين على أن يستبدلوا الشعور بالتوتر والإرهاق؛ بالراحة والعافية. ولهذا السَّبب أصبحت "كوتش" صحة عامة معتمد من قبل معهد الدكتور سيرز للصحة.

لقد كان أمراً مثيراً للاهتمام حين اكتشفت أنَّ الدكتور سيرز يوصي بأسلوب حياةٍ يُدعَى طريقة "L.E.A.N" ( كُنْ نحيلاً، بالمعنى الحرفي للكلمة)، والذي يشبه الأسلوب الذي اتبعته إلى حدٍّ ما:

  • (L) تأتي من (نمط الحياة - Lifestyle) وتعني: العيش بطريقةٍ صحيَّة؛ بما في ذلك الحصول على قسط وافرٍ من النوم.
  • (E) تدل على (ممارسة التَّمارين الرياضية - Exercise)، وتعني القيام على الأقل بعشرين دقيقة من التمارين اليومية.
  • (A) تشير إلى (السُّلوك - Attitude) وتعني التفكير الإيجابي وتقليل الإجهاد كلما أمكن ذلك.
  • (N) تدل على (التَّغذية - Nutrition) وتعني التَّشديد على اتباع حمية غذائيَّة متوازنةٍ من ناحية الدهون، وليس اتباع حمية غذائيَّة منخفضة الدهون.

إنَّ طريقة (L.E.A.N) هي وسيلة مثبتة علمياً لتقليل الإرهاق، والوصول للوزن الأمثل واكتساب صحة وعافية على المستوى الأعم. ونعم، لقد اتضح فعلاً أنَّ هناك علاقة هامَّة بين أن تكون نحيلاً -كما يشير الاسم- والشعور بالراحة.

لكن بشكل عام، واستناداً إلى تجربتي الشخصية، ممزوجةً بالدليل العلمي للدكتور سير، يَظهَرُ أنَّ مفتاح عدم الشعور بالتعب طوال الوقت هو أربعة تغييرات بسيطة على نمط حياتك.

التَّغيير الأول: العيش بطريقةٍ صحيَّة:

يُعدُّ الحصول على قسط وافرٌ من النوم اليومي الجيد طريقة مؤكدة لمساعدتك على الشُّعور بتعب أقل وراحة أكثر، والشعور بشعورٍ أفضل بشكل عام. لذا، فسواءً أكنتَ تعاني الحرمان من النوم، أم تعاني الإرهاقَ أو متلازمة الإرهاق المزمن، فقد ترغب في العثور على طريقة للنوم بشكل أفضل.

إذا لم تحصل على قسط وافرٍ من النوم، فلن يحصل جسمك على الوقت الذي يحتاجه لإصلاح نفسه؛ مما يعني أنَّك إن كنت تعاني من مرض، فعلى الأرجح أن تطول مدة مرضك.

وعلى عكس ما قد تظن، فإنَّ التَّعب قد يُصَعِّب عليك النوم أحياناً. لهذا السبب أوصي دائماً بإلقاء نظرة على الروتين اليومي للوقت الذي يسبق وقت النوم، وتحسينه استناداً إلى أفضل الممارسات المتعلقة بالحصول على نومٍ صحي.

فيما يلي، 3 نصائح سريعة وسهلة لإنشاء روتين يسبق النوم ويساعد عليه:

1. ابتعد عن شاشات التلفاز والهواتف المحمولة:

يحاول الكثير منا الاسترخاء عبر مشاهدة التلفاز أو الاستعانة بهاتفهم المحمول أو حاسوبهم اللوحي. لكن يمكن أن تؤثر شاشات التلفاز والهواتف على إنتاج الميلاتونين في أجسامنا؛ وذلك بسبب الضوء الأزرق المنبعث منها. مما يخدع الجسم ويدفعه للاعتقاد بأنَّنا لا نزال في وضح النهار. لذا قم بإيقاف تشغيل جميع الأجهزة التكنولوجية قبل ساعة من النوم، صانعاً بذلك منطقة خالية من التكنولوجيا في غرفة نومك.

2. استرخِ:

افعل أيَّ شيءٍ يدفعك للاسترخاء. قم باستغلال وقت ما قبل النوم للقيام بأمرٍ تجده مريحاً، مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة أو أخذ حمامٍ دافئٍ يجعلك تسترخي.

3. أرِحْ نفسك:

احرص على أن يكون سريرك مريحاً وأن تكون غرفتك معدَّةً بشكلٍ جيدٍ للنوم. واحرص على جعل حرارة غرفتك معتدلة، والتي ننصح أن تكون درجة حرارتها ما بين (15- 20) مئوية، فهي درجة الحرارة المثالية بالنِّسبة لمعظم الناس من أجل أن يحظَوا بنومٍ هانئ.

كما أنَّه من الأفضل أن تكون غرفة نومك مظلمة وبعيدةً عن الضوضاء. وأخيراً، احرص على أن تتعامل مع كل شيء (مثل تجهيز ملابس الغد) قبل أن تخلد للنوم. وإن كنت ما تزال تفكر ببعض الأمور، فاكتب قائمة مهامٍ تساعدك على النَّوم بشكلٍ أسرع.

إقرأ أيضاً: 6 أمور تستطيع القيام بها من أجل النوم بشكل أسرع

التَّغيير الثاني: ممارسة التَّمارين الرياضية:

يعلم الكثير من الناس أنَّ التمارين الرياضية تُفيدُ صحتهم، لكنَّهم لا يعلمون كيف يُدرجُونها ضمن جداولهم الزمنية المزدحمة. وهذا ما حدث معي. لكن عندما أضحى الضغط النفسي والإرهاق المزمن أشبه بمرضٍ عضوي (إذ يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرةٍ مثل الزهايمر)، أدركت أنَّ الوقت قد حان لتغيير نمط حياتي.

كجزء من ذلك التغيير، علمت أنَّه عليَّ أن أحرك جسدي أكثر من ذلك. لذا أعطاني أصدقائي الذين مارسوا جميع ما يخطر على بالكم من تمارين رياضية، النَّصيحة ذاتها: "ابحث عن تمرينٍ تُحبّ القيام به، وتجد وقتاً محدداً تُخصّصهُ له ضمن جدولك الزَّمني، بحيث تقدر على ممارسته باستمرار". وهو ما وجدته أمراً منطقياً. لذا اخترت السِّباحة.

لطالما أحببت هذه الرياضة، لكنَّني لم أمارسها منذ سنوات. وأكثر وقت ناسبني كان بعد العمل مباشرة، إذ كان بإمكاني أن أجد بسهولةٍ مسربَ سباحةٍ متاحٍ ضمن مسبح نادي اللياقة البدنية الذي اعتدت الذهاب إليه. كما أضحت السِّباحة سبباً محبباً يدفعني لمغادرة عملي في الوقت المحدد، وبذلك رحت أستمتع بتمرين لطيف قبل تناولي العشاء.

إنَّ السَّباحة وسيلة رائعةٌ للقيام بتمارين الكارديو وتمارين التَّحمل، لكنَّ المشي والجري والرقص تعتبر بدائل لطيفة أيضاً. لذا جد لنفسك نوعاً محبباً من التَّمارين الرياضية، وواظب عليه.

من أجل نتائج أمثل، قم بمزيج من تمارين التَّحمل وتمارين القوة وتمارين المرونة خلال تلك العشرين دقيقة التي تقضيها في التمرين يومياً. وإن كنت قد انقطعت عن ممارسة التمارين الرياضية لفترة من الوقت، ومررت بالكثير من الأوقات العصيبة في حياتك، أنصحك بأن تجرب رياضة اليوغا، لأنَّها تزيد من مرونتك وتقلل من إجهادك.

التَّغيير الثالث: السُّلوك الإيجابي:

قد يكون التَّوتر سبباً رئيسياً لانعدام شعورك بالراحة طوال الوقت؛ كما كان الحال معي على أقل تقدير. إذ عندما عملت بمعدل 70 ساعة أسبوعياً كمديرةٍ تنفيذية، شعرت بتوترٍ وإعياءٍ مزمنَين. ولكن كان هناك شيء واحد عملَ دوماً على جعليَ أشعر بالسَّكينة وتعبٍ أقل. هل تريد أن تعرف ما هي التِّقنية الرئيسية للتَّغلب على التَّوتر؟ إنَّها تمارين التَّنفس.

لكن ليس التَّنفس الذي نعرفه جميعاً. فقد كان شكلاً خاصاً من أشكال التنفس العميق المستمد من رياضة اليوغا. والذي يطلق عليه "براناياما" في اللغة السَّنسكريتية. إليك كيف تقوم بذلك:

  1. اجلس (أو استلقِ) في وضع مريح مع جعل عمودك الفقري مستقيماً ووضع يدك على بطنك، وذلك حتى تتأكد من أنَّك تتنفس نفساً عميقاً من حجابك الحاجز، لا نفساً سطحياً من صدرك.
  2. ببطء، قم بأخذ نفسٍ عميقٍ من حجابك الحاجز مع إغلاق الفم والعدَّ ذهنياً حتى الرقم "4"، أو العد إلى أن تشعر بأنَّ معدتك قد امتلأت بالهواء.
  3. تابع العد، واحبس أنفاسك إلى أن تصل إلى الرقم "7".
  4. أخرج الهواء من فمك وأنت تعدُّ -ذهنياً أيضاً- حتَّى الرقم "8"، أو إلى أن تشعر بأنَّ الرئتين قد أصبحتا فارغتين بشكلٍ كاملٍ من الهواء.
  5.  توقف مؤقتاً بعد الانتهاء من الزَّفير، وسوف تلاحظ إحساساً بالراحة والاسترخاء منبعه نَفَسٌ واحدٌ من التنفس العميق.
  6. كرر تلك العملية لثلاث مرات، مع الحرص أن يكون الزَّفير أطول من الشهيق، وبذلك تُمكِّن جهازك العصبي من الاسترخاء.

لقد أُثبِتَ علمياً أنَّ هذه الطريقة في التنفس تقلل من التوتر. فعندما تكون مدَّة الزفير لديك ضعفي مدة الشَّهيق، فإنَّ ذلك يُهَدّئ الجملة العصبية اللاوديَّة التي تُنَظّم استجابة الاسترخاء. بالإضافة إلى كونها تقنية رائعة تساعدك على النَّوم أيضاً.

التَّغيير الرابع: اتِّباع حميةٍ غذائيةٍ سليمة:

يعتبر النظام الغذائي أمراً بالغ الأهمية للتَّغلب على الإرهاق، إذ وقبل كل شيء آخر، إنَّ الغذاء هو المصدر الرئيسي الذي يمدُّ أجسامنا بالطَّاقة.

إذا كانت حميتك الغذائية سيئة، فهذا يعني أنَّك لا تحصل على العناصر الغذائية التي تحتاجها كي تحافظ على مستويات صحيَّةٍ من الطَّاقة. كما أنَّ اتِّباع حميةٍ غذائيَّة للتَّخلص من الإرهاق، لا يتطلب أن تكون تلك الحمية معقدةً وتستغرق مدَّةً طويلة.

فالحال بالنِّسبة لمعظم الناس، مجرد استبدال بعض الأطعمة غير الصحية، ببدائل صحية. كاستبدال الأطعمة المُعَالَجَة قليلة الألياف، بأخرى عالية الألياف.

وما لم يكن نظامك الغذائي الحالي عبارة عن وجبات سريعة ووجبات جاهزة، فإنَّ التَّكيف مع حميةٍ غذائيِّة صحيَّةٍ يجب ألا يشكل صدمة كبيرة لجهازك الهضمي.

فيما يلي، 9 بدائل بسيطة يمكنك أن تجريها اليوم على حميتك الغذائية:

  1. استبدل قهوة الصباح بالشاي الأخضر، ولا تشرب إلَّا شاي أعشاب قبل ستِّ ساعات من وقت نومك.
  2. أضف الدهون والبروتينات الصِّحية إلى أيِّ طعام كربوهيدرات تتناوله، خاصةً إذا كنت تتناوله قبل موعد النَّوم. وانتبه لأنَّ تناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على كربوهيدرات فقط، يؤدي إلى انخفاضٍ حادٍّ في سُكَّرِ الدَّم. وهو ما قد يمنعك من النَّوم، ويجعلك أكثرَ عرضةً للإفراط في تناول الطَّعام.
  3. املأ معدتك بالألياف؛ خاصة الخضروات الورقية. وحاول أن تتناول يومياً 25 جراماً على الأقل من الألياف، مع 5 حصص طعامٍ على الأقل -الحصة بحجم قبضة اليد- من الخضروات الخضراء.
  4. استبدل الباستا والحبوب المعالَجة منخفضة الألياف، بالحبوب الكاملة مثل: الحنطة السوداء والكينوا والذرة البيضاء والشوفان والأرز البني والذرة.
  5. استبدل السُّكريات المكررة بالمُحليات الطبيعية، وحاول ألا تحصل على أكثر من 30 غرام من السُّكر يومياً ( 25 غرام بالنسبة للمرأة).
  6. استبدل الآيس كريم ببدائل قليلة السُّكر مثل آيس كريم الفانيليا وجوز الهند.
  7. استبدل الزيوت التي تحتوي على أحماض "أوميغا 6" والزيوت المهدرجة جزئياً مثل الذرة والنخيل وعباد الشمس والقطن وزيت الكانولا وزيت الصويا، بالزيوت التي تحتوي على أحماض "أوميغا 3" مثل زيت الزيتون وزيت الجوز.
  8. استبدل منتجات الألبان التي تحتوي على نسبة عالية من السُّكر، بأخرى خالية منه.
  9. استبدل المشروبات الغازية المليئة بالسكر، بالماء الفوار وأضف إليها مقداراً ضئيلاً من عصيرٍ سكري.

واحرص أيضاً على أن يوفِّر لك نظامك الغذائي ما يكفيك من الفيتامينات والمعادن الأساسية بشكل يومي. إذ قد لا يحصل معظمنا على ما يكفيه من فيتامين د وفيتامين ب 12 والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم. فإن كنت تعاني من نقص في الفيتامينات والمعادن المذكورة، فقد تعاني من الإرهاق وانخفاضٍ في الطاقة.

لهذا من الأفضل دائماً أن يقوم طبيبك بفحص مستويات تلك المعادن والفيتامينات لديك. فإن وجدت أنَّك تعاني من انخفاضٍ في نسبة أحدها، فتناول الأطعمة الغنية به. أو تناول مكملات غذائية متعددة الفيتامينات وعالية الجودة.

الخلاصة

إذا كنت قد مللت من شعورك بالتَّعب المستمر، فهناك أمل كبير. فإن كنت تعاني من التَّعب لأنَّك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم عالي الجودة، فإنَّ أفضل علاج هو روتين يعتمد على أفضل الممارسات لما قبل النوم.

وإذا كنت متعباً لأنَّك تعاني من التَّوتر والإجهاد، فإنَّ أفضل علاج هو أربعة تغييرات بسيطة على نمط حياتك، يشتمل على النواحي التالية:

  1. قسطٍ وافرٍ من النوم العميق مقروناً بروتينٍ جيدٍ يسبق وقت النَّوم.
  2. ممارسة منتظمة لنوعٍ تحبه من التمارين الرياضية.
  3. الحدُّ من التوتر عبر التنفس بعمق.
  4. حمية غذائيةٌ تقيكَ الإرهاق.

بشكل عام، إنَّ تبني نمطَ حياةٍ صحيَّاً أكثر، هو بمثابة العلاج الأمثل للشعور بمزيدٍ من الراحة والحيوية.

المصدر




مقالات مرتبطة