كيفية وقاية الأطفال من أمراض المدارس

تُعَدُّ البيئة المدرسية بيئةً خصبةً لانتقال كثيرٍ من الأمراض، ويعود ذلك لاختلاط عدد كبيرٍ من الأطفال مع بعضهم بعضاً فتراتٍ طويلة دون ترك مسافات أمان بينهم، فضلاً عن أنَّ الأطفال في المدارس - خاصةً في المراحل الأولى - قد يُهملون اتباع قواعد النظافة العامة، وهذا ما يجعلهم أيضاً أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى من غيرهم، ونظراً إلى ما يُسببه المرض من قلق وتوتر للأهل، وتعب وإجهادٍ للأطفال، كان من الهام جداً التعرُّف إلى أكثر الأمراض انتشاراً في المدارس، والاطلاع على مجموعة من النصائح للمساعدة على وقاية أطفالنا من خطر الإصابة بالعدوى.



ما هي أكثر الأمراض انتشاراً في المدارس؟

تنتشر الكثير من الأمراض المعدية داخل المدارس، ومن أهم هذه الأمراض:

  1. الإنفلونزا: هو أحد الأمراض التي تنتقل عبر الطرق التنفسية، ويمكن أن تنتقل إلى الطفل عند تعرُّضه للرذاذ الذي يخرج من فم الطفل المصاب.
  2. جدري الماء: يُعَدُّ هذا المرض من الأمراض الفيروسية التي تنتشر في فصل الربيع انتشاراً كبيراً، وينتقل إلى الطفل عن طريق السعال والعطاس والاتصال المباشر مع السوائل.
  3. الحُمَّى القرمزية: يُعَدُّ هذا المرض من أكثر الأمراض المعدية، ويتحول لسان الطفل عندما يصاب به إلى اللون الأبيض، كما تظهر نقاط حمراء على جسمه بعد مرور ثلاثة أيام على الإصابة، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة.
  4. متلازمة قدم يد فم: من الأعراض التي تظهر على الطفل عند الإصابة بها، ارتفاع في درجة الحرارة، وظهور قرح على اليدين والقدمين وفي الفم، ومن هنا جاء اسم هذه المتلازمة، كما أنَّ الطفل يكره الأكل ويرفض الطعام.
  5. الحصبة: ترتفع حرارة الطفل عند الإصابة بهذا المرض وانتقال العدوى إليه، كما يصاب بالرشح والسعال، وتحمرُّ عيناه، وتظهر بقع حمراء على جسمه.
  6. التهاب اللوزتين: تحدث الإصابة بسبب شرب مشروبات ساخنة أو باردة، أو بسبب التعرُّض للهواء مباشرةً بعد خلع الملابس الثقيلة، أو بسبب العدوى.
  7. قمل الرأس: من الأمراض المنتشرة أيضاً في المدارس؛ حيث ينتقل هذا المرض بسهولة بين التلاميذ، وهو عبارة عن حشرة تعيش في فروة الرأس وتضع بيوضها بسرعة داخل الشعر.
  8. النكاف: عند إصابة الطفل بمرض النكاف سترتفع درجة حرارته، وسيظهر انتفاخ تحت الأذن، كما سيعاني من صعوبة في مضغ طعامه.
إقرأ أيضاً: كيف تفرِّق بين الإنفلونزا، والكورونا، وغيرهما من الأمراض؟

نصائح لوقاية الطفل من العدوى خلال فترة الدوام المدرسي:

قد يكون ضعف المناعة سبباً من أسباب انتقال العدوى بسرعة إلى الأطفال، كما أنَّ العادات الصحية والسلوكات الخاطئة، وخاصةً تلك المتعلقة بالنظافة، تُعَدُّ من الأسباب أيضاً، وفيما يلي سنقدم مجموعة من النصائح لحماية الطفل من خطر الإصابة بالعدوى في أثناء وجوده في المدرسة:

1. تأكدي من حصول طفلك على التطعيمات الضرورية كلها:

كما يجب معرفة أنواع التطعيمات التي يمكن إعطاؤها للطفل خلال هذه المرحلة، مثل تطعيم الإنفلونزا الذي يقلل من خطر التقاط طفلك للأمراض الفيروسية.

يُعَدُّ تطعيم الإنفلونزا من التطعيمات الهامة جداً خلال فصل الشتاء، وهو الفصل الذي يُوصَف بموسم الإنفلونزا؛ إذ تزداد فيه نزلات البرد وحالات الرشح والمرض، ولا مانع من إعطاء اللقاح للطفل مع بداية فصل الخريف، فعند إعطاء اللقاح، يمكن ملاحظة إصابة الطفل بالإنفلونزا، لكنَّ إصابته ستكون إصابة خفيفة، وسيقلل الأطعوم من مضاعفات المرض بشكل كبير؛ حيث يوفِّر هذا اللقاح حماية للطفل تتراوح بين 95% و99%.

ومن التطعيمات الأخرى التي يجب أن تؤخذ تطعيم جدري الماء وتطعيم التهاب السحايا، وهما مرضان شائعان في المدارس وينتقلان بالعدوى.

2. حاولي رفع مناعة طفلك قدر الإمكان:

إذ إنَّه كما ذكرنا آنفاً، فإنَّ الطفل ذا المناعة الضعيفة أكثر عرضةً من غيره لانتقال المرض إليه.

يمكن رفع المناعة من خلال تزويد الطفل بغذاء صحي ومتوازن ومنوَّع لرفع كفاءة جهازه المناعي، والذي يُعَدُّ في هذه المرحلة العمرية بطور النمو؛ لذا يجب أن يحتوي هذا الغذاء على كميات كافية من الخضار والفواكه الغنية بفيتامين C الذي نجده في البرتقال والليمون مثلاً، وغيرها من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات الضرورية لبناء جسم قوي وسليم.

3. تحدَّثي إلى المعلمة والكادر التدريسي في المدرسة على ضرورة حرص المعلمة على تهوية الصف دائماً:

وخاصةً خلال فصل الشتاء، وذلك بفتح النوافذ لتجديد الهواء داخل حجرة الصف، كما يجب عليها الانتباه إلى حالة التلاميذ وإبلاغ الإدارة لإعلام الأهل في حال ملاحظتها أي عارض.

وفيما يخص إدارة المدرسة، فيتوجب عليهم تنبيه عمال النظافة للاهتمام بنظافة المراحيض وتعقيمها دائماً، والاهتمام أيضاً بنظافة مشارب المياه والمغاسل، كما يجب على المشرفين الصحيين القيام بجولات بين الطلاب للتأكد من الوضع الصحي لجميع التلاميذ، واتخاذ الإجراءات اللازمة عند ملاحظة وجود حرارة أو حبوب أو مظاهر تعب وإرهاق على أحد التلاميذ.

وفي النهاية يجب على المدرسة الاهتمام بحصص الرياضة واستثمارها على النحو الأمثل؛ لأنَّ الرياضة تؤدي دوراً هاماً في حماية الطفل من المرض:

  • نبِّهي طفلك إلى ضرورة الابتعاد عن أصدقائه المصابين بالمرض، وأنَّ عليه تجنب لمس أغراضهم ووضع يده على فمه ووجهه بعدها، أما في حال كان طفلك مصاباً بالمرض، فاحرصي على تعليمه استخدام منديل لتغطية الأنف والفم عند العطاس أو السعال، وأنَّ عليه أن يدير وجهه عن أصدقائه القريبين منه عندما يعطس أو يسعل؛ ذلك لأنَّ أكثر الأمراض داخل المدرسة تنتشر عن طريق التنفس، فعندما يعطس الطفل أو يسعل ينتشر رذاذ المرض في الهواء، وعندما يأتي طفل سليم ويستنشق هذا الرذاذ تنتقل العدوى إليه.
  • احرصي على تعليم طفلك الالتزام بالعادات الصحية وقواعد النظافة العامة، وأكِّدي عليه القيام بتطبيقها وعدم إهمالها، وأخبريه بالنتائج السيئة الناتجة عن عدم الالتزام بها؛إذ يجب عليه غسل يديه جيداً بالماء والصابون بعد الخروج من المرحاض، وفي حال عدم وجودهما، فإنَّ عليه تعقيم يديه بالكحول، كما يجب عليه عدم تناول الطعام أبداً قبل أن يقوم بغسل وتعقيم يديه، وعليه أيضاً الابتعاد عن تناول الأطعمة غير المنزلية؛ لأنَّ الكثير من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام غير النظيف والملوث؛ ممَّا قد يسبب نزلات معوية.
  • لا يجب أن ننسى أيضاً الاهتمام بالماء ونظافة مياه الشرب، وضرورة حصول الطفل على كميات كافية من المياه يومياً، ويفضَّل أن يصطحب كل تلميذ زجاجة الماء الخاصة به إلى المدرسة، ويتجنب استخدام مشارب المدرسة إلا عند الضرورة، مع الانتباه جيداً إلى عدم وضع الفم نهائياً على الصنبور.
  • انتبهي لضرورة إرسال أدوات طفلك، من قلم وممحاة وأقلام تلوين وما إلى ذلك معه إلى المدرسة؛ وذلك حتى يتجنب الاستعارة من أحد زملائه واستخدام أغراض غيره، كما يجب أيضاً إعطاء أمر نظافة أدوات طفلك أولوية كبيرة، واحرصي على تنظيفها وتعقيمها دائماً.
  • أعدِّي مشروباً دافئاً لطفلك عند عودته من المدرسة، فالمشروبات الدافئة تساعد على التقليل من أعراض الإصابة عند الأطفال، كما أنَّ لها دوراً في تهدئة جسم الطفل ومساعدته على أخذ قسط من الراحة.
  • في النهاية، لا ترسلي طفلك إلى المدرسة عند إصابته بالمرض، وذلك لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام لمنع انتشار العدوى، كما يجب إعلام إدارة المدرسة ومعلمة الصف بحالة الطفل الصحية، لأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية بقية أطفال الصف من العدوى.
إقرأ أيضاً: أهم الفحوصات الطبية اللازمة للطفل قبل العودة إلى المدرسة

بعض الأمور التي يجب تنبيه الأطفال الصغار إليها:

يلتحق الطفل بالمدرسة وهو في السادسة من العمر، وفي هذا العمر لن يكون الطفل قادراً على توخِّي الحذر وحماية نفسه على النحو الأمثل، وطبعاً، لن تتمكن الأمُّ من مراقبة طفلها الصغير طوال الوقت في المدرسة، ولن تتمكن أيضاً من الحضور معه، ولكن يمكنها تقديم العديد من الإرشادات والتوجيهات إليه، وتذكيره بها دائماً، ومنها:

  1. تعليم الطفل التعرُّف إلى المرض من خلال أعراضه، فعندما يلاحظ عند أحد أصدقائه مظاهر مثل سيلان الأنف أو عطاس متكرر وسعال أو حبوب على الوجه والجسم، فيجي عليه الابتعاد عن الطفل المصاب، وعدم استخدام أغراضه وأدواته، وإخبار المعلمة لاتخاذ الإجراء اللازم.
  2. التأكيد يومياً وتذكيره دائماً بضرورة وأهمية الالتزام بقواعد النظافة العامة، وتغطية طعامه وعدم تركه مكشوفاً حتى لا يصبح عرضة للبكتيريا والفيروسات.
  3. تعليم الطفل وتنبيهه إلى ضرورة رمي المناديل المستعملة في سلة المهملات وعدم الاحتفاظ بها، وعدم لمس مناديل الآخرين المستعملة أبداً وعدم استخدامها.
  4. عدم وضع أيَّة أداة أو غرض في فمه؛إذ إنَّ الكثير من الأطفال يضعون أقلامهم في أفواههم، ثمَّ يقومون بإعارة القلم نفسه إلى أصدقائهم، وهذا ما يساهم إسهاماً كبيراً بانتقال المرض بين تلاميذ الصف الواحد.
  5. يجب تعليم الطفل إخبار المعلمة عند شعوره بأيِّ تعب مفاجئ أو ألم أو توعك، لتقوم بالإجراءات المطلوبة.

وفي الختام:

من الواضح جداً أنَّ الاهتمام بقواعد النظافة العامة يُعَدُّ من أكثر الطرائق والأساليب فاعليةً في الوقاية من خطر الإصابة بالعدوى؛ إذ إنَّ إهمال أمور يعتقدها بعض الناس أموراً بسيطة وغير هامة، قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الفرد والمجتمع، وهذا ما أصبح جلياً وواضحاً بعد انتشار وباء كورونا خلال السنوات الأخيرة؛ لذلك من الهام جداً تعليم الأطفال منذ نعومة أظفارهم على قواعد النظافة العامة وعلى السلوكات الصحية، حتى يصبح الالتزام بها أمراً طبيعياً وبديهياً.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة