كيف يساعدك الفخر بإنجازاتك على تحسين حياتك المهنية؟

إذا كنت تعتقد أنَّ عليك التركيز على تأدية عملك بهدوء وجودة عالية دون الاهتمام بأمور أخرى، فينبغي أن تدرك أنَّ هذا لا يكفي لتحسين الوضع بالتأكيد خاصة في عالم الأعمال، وإذا كنت لا تحب الترويج لإنجازاتك، ستساعدك "ميريديث فينمان" (Meredith Fineman) على تغيير طريقة تفكيرك.



إنَّ "ميريديث فينمان" (Meredith Fineman) هي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة التطوير القيادي والمهني "فاين بوينت" (FinePoint)، وهي أيضاً مؤلفة كتاب "الفخر بالإنجازات: إتقان فن الاعتداد بالذات دون خوف" (Brag Better: Master the Art of Fearless Self-Promotion)، وهذا هو ما تريد أن تعلِّمه لنا تماماً.

سواء كنت تحاول الحصول على تدريب في شركة معيَّنة، أم تكافح من أجل الشعور بالتقدير في وظيفتك، أم تأمل في الحصول على علاوة أو ترقية، أم تبحث عن وظيفة جديدة، أم تحاول أن تحصل على فرص عمل مستقلة، يجب أن تعتاد الفخر بإنجازاتك ومشاركتها مع الآخرين.

تتحدَّث "ميريديث" في أحد الحوارات الصحفية عن نهجها في "الفخر بالإنجازات"، وكيف يمكنك أن تبدأ بأمور بسيطة الآن، حتى في خضم هذا الوباء الذي يجتاح العالم؛ لذا نقدِّم لك نص الحوار لإيضاح نهجها ووجهة نظرها بصورة أفضل:

ماذا تعنين بـ "الفخر بالإنجازات"؟

يعني هذا أنَّنا بحاجة إلى مفردات ونهج منظم للإعلان عن إنجازاتنا؛ فلا أحد سيتعرف على ما فعلته أو ما تريده حتى تتكلَّم أنت عن ذلك، والمشكلة أنَّ هناك علاقة عكسية بين حجم العمل وكفاءته وبين مقدار مكافأة أنفسنا عليه؛ حيث يميل الناس الأفضل أداءً إلى التكتم على إنجازاتهم وعدم طرحها على العلن؛ ممَّا يعني أنَّه يجب على الأشخاص الهادئين المؤهلين الذين يجيدون الأعمال ولا يعرفون كيف يتحدثون عنها معرفة كيفية القيام بذلك.

ما الذي دفعك إلى التركيز على هذا المفهوم في عملك وكتابك الأخير؟

لقد أصبحت شغوفة بهذا الأمر؛ وذلك لأنَّني كاتبة مستقلة منذ 15 عاماً، كما أنَّني متحدثة منذ فترة طويلة جداً، وقد أنشأت الكثير من المشروعات الجانبية بالإضافة إلى عملي في "فاين بوينت" (FinePoint)، وكنت أفتخر بإنجازاتي دائماً، وأعتقد أنَّني علَّمت ذلك لنفسي كثيراً، إلى أن أدركت أنَّ هذه مهارة قابلة للتعلُّم.

لم يصبح الأمر واضحاً بالنسبةِ إلي إلى أن لاحظت في أثناء إدارة شركتي أنَّنا كنَّا نكافئ الأشخاص الخطأ؛ إذ لم يتحدَّث الأشخاص الذين ينجزون أعمالاً رائعة عمَّا يفعلونه؛ فشعرت أنَّ هذا ليس عادلاً، وأردت تعليم هؤلاء الأشخاص الذين يجيدون أعمالهم كيف يتحدثون عنها.

يمكنك البدء في ذلك في أي مكان وفي أي وقت، حتى لو كان ما ستفعله مجرَّد الاتصال بصديقك لتقول له إنَّك فخور حقاً بما قلته في الاجتماع اليوم.

وقد يعني التفاخر بالإنجازات أن تكون الطالب الذي يُجيب كثيراً في الفصل الدراسي، أو الشخص الذي يتطوع بأفكار أكثر في الاجتماعات، أو يفعل أي إجراءات مميَّزة حتى لو كانت بسيطة جداً؛ إذ لا يتعيَّن عليك تحريك الجبال للتفاخر بذلك؛ بل يتعيَّن عليك التحدُّث عمَّا أنت متحمس بشأنه وما حقَّقته من الإنجازات مهما كانت بسيطة.

لماذا من الهام أن يتفاخر الناس بإنجازاتهم في ظل جائحة عالمية فرضت علينا العمل عن بعد؟

لن يعرف أحد ما فعلته ما لم تصرِّح به، فنحن نمضي حياتنا معتقدين أنَّ الجميع يعرف ما فعلناه، ولكنَّهم لا يعرفون ذلك في الحقيقة؛ لأنَّهم يركزون على أنفسهم، وهذه طبيعة بشرية.

وبما أنَّنا الآن في حالة طوارئ، ويمرُّ الجميع بصدمات جماعية مختلفة، ويركِّز الجميع بالقدر نفسه على الأساسيات فحسب، عليك أن تكون صريحاً قدر الإمكان؛ إذ لن يستنفد أحد أي طاقة إضافية ليهتم بما يفعله الآخرون؛ لذا عليك أن تكون أكثر وضوحاً من أي وقت مضى وأن تخبر الناس بما حققته جهاراً وعلانية.

ما الذي يمكن لأي شخص القيام به للفخر بإنجازاته بدءاً من الآن؟

يوجد العديد من الفرص حولك للترويج لنفسك، مثل أن تشتري نطاقاً (domain) باسمك، أو تضع صورك على وسائل التواصل الاجتماعي ليتمكن الناس من إيجادك بصورة أسرع لأنَّ وقت الناس قصير حقاً حالياً، أو تسجِّل عنوان بريد إلكتروني مميَّز، أو تخصِّص بعض الوقت لتحديث سيرتك الذاتية، ثم تخصص وثيقة أخرى لجميع إنجازاتك، وتذكَّر دوماً أنَّه ليس من الضروري أن تكون إنجازات ضخمة كي تحتفي بها.

إقرأ أيضاً: كيف تحقّق النجاح المهني وتصل إلى أهم الإنجازات

في ظل السوق التنافسي للغاية وقلة العرض والكثير من الطلب، ما الأشياء التي يمكن للباحثين عن عمل القيام بها عملياً لتعزيز عملية بحثهم والتفاخر بإنجازاتهم؟

يجب أن يهتم الأشخاص أكثر بموقع "لينكد إن" (LinkedIn)؛ فأنا أعدُّه فرصة يفوِّتها العديد من الناس، ولكنَّها منصة رائعة تعد بمثابة سيرة ذاتية ينظر لها مسؤولو التوظيف باهتمام؛ لذا يجب أن يسجِّل الفرد على هذه المنصة ويحرص على وضع عنوان بريده الإلكتروني وأي وسيلة أخرى تسهِّل التواصل معه.

وأعتقد أيضاً أنَّه يجب على كل شخص إنشاء موقع ويب شخصي؛ إذ أصبح الجميع الآن متعدد المواهب، ويقوم أغلب الناس بالعديد من الأشياء المختلفة، كما يمكنك إظهار جزء من شخصيتك من خلاله.

ولا يُشترَط أن يكون موقعك الشخصي الأكثر جاذبية على شبكة الإنترنت، ولكن يجب أن يكون تصفُّحه سهلاً وواضحاً؛ لذا يحتاج إلى صورة حديثة وواضحة لك، وسيرة ذاتية رصينة وطويلة، ومعلومات تواصل متعددة وسهلة للغاية، مثل رقم الهاتف، وعنوان البريد الإلكتروني، ورابط صفحتك على "لينكد إن" (LinkedIn)، والوسائل الأخرى؛ إذ يجب إيصال رسالتك للناس بأسرع ما يمكن.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم لينكد إن (LinkedIn) بفاعلية؟

كيف يبدو التفاخر بالإنجازات في مقابلة توظيف عن بُعد؟

سيتعين عليك بذل المزيد من الجهد لتخبر المحاور بما أنجزته ولماذا تُعدُّ المرشَّح الأفضل للوظيفة؛ إذ سيكون من الصعب بعض الشيء التعامل معه عبر الشاشة؛ لذا عليك أن تتمرَّن على مهارة إخبار الناس عنك وعن أعمالك خلال وقت قصير جداً.

وكان هذا شيئاً تعلَّمته كإعلامية؛ إذ عليك أن تقدِّم نفسك للآخرين على طبق من فضة، وتوضِّح السبب الذي يجعل قصتك هامَّة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق كي تتألق في مقابلات التوظيف

 

بالنسبة لأولئك الذين يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة في الوقت الحالي، ولكنَّهم يعملون من المنزل، ما هي الأشياء التي يمكنهم القيام بها للتفاخر بالإنجازات؟

أعتقد أنَّ الناس لديهم القدرة على القيام بذلك، ولكل شخص لغته الخاصة في التعبير عن فخره بنفسه؛ حيث يمكنك أن تقول لرئيسك: "مرحباً، أود أن أحدِّثك عن شيء أنجزته وأفتخر به، فما هي أفضل طريقة لإيصال ذلك إليك؟ هل أرسل رسالة أم تريد إجراء مكالمة سريعة؟ أريد فقط أن أتأكد من أنَّك سترى ما أفعله في حين أنَّني لا أستطيع القدوم إلى مكتبك".

هل هناك أي شيء توصين به الأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح حقاً في التفاخر بأنفسهم؟

في الواقع، تعود فوائد التفاخر بالإنجازات على المرء وعلى الآخرين أيضاً؛ إذ قد تساعد غيرك على القيام بالأمر نفسه إذا تعلَّمته، ولا سيما الأشخاص الذين قد لا يتمتعون بنفس امتيازاتك، أو يواجهون مشكلة أكبر في التحدُّث عن إنجازاتهم؛ لذا ناقش الأمر مع زميلك في العمل أو مع صديق وقل له إنَّك تريد المساعدة في نشر إنجازاته، واسأله عن الطريقة التي يفضِّلها للقيام بذلك.

لقد أجريت 30 مقابلة مع أشخاص مختلفين ومثيرين للاهتمام، وكانت "جيسيكا بينيت" (Jessica Bennett) التي كتبت كتاب "نادي الكفاح النسوي" (Feminist Fight Club) واحدة من هؤلاء الأشخاص، وكانت تؤيد للغاية التحدُّث كثيراً عن إنجازات بعضنا بعضاً في الاجتماعات؛ إذ يجد بعض الأشخاص صعوبة في التعبير عن إنجازاتهم.

أنت لا تعاني من هذه المشكلة وحدك، وأنصح الأشخاص الذين يواجهون مشكلات في التحدُّث عن إنجازاتهم أن يتحدَّثوا مع أقرب شخص لهم في الشركة، ويقولوا على سبيل المثال: "أريد حقاً التحدُّث عمَّا أشعر بالفخر حياله، وأشعر بالتوتُّر بشأن ذلك، فهل يمكن أن تتحدَّث معي؟" يمكن القيام بذلك فقط من خلال اتباع استراتيجية جيدة.

أعتقد أنَّ بعض الناس لا يرجِّحون التفاخر بأنفسهم في الوقت الحالي؛ إذ هناك الكثير من الأمور التي تحدث وتبدو أنَّها أكبر أو أكثر أهمية في ظل هذه الجائحة، فما رأيكِ في هذا؟

هذا صحيح، ولكن عليك أيضاً الحفاظ على وظيفتك أو الحصول على وظيفة جديدة، وهذا أمر هام للغاية في عالمك وحياتك، فضلاً عن أنَّ بإمكانك دائماً منح نفسك العُذر بأنَّ هناك شيئاً أكثر أهمية يحدث في العالم.

ولكن عندما تقرر التفاخر بإنجازاتك، سيكون هناك أشخاص مستاؤون، لقد رأيت الكثير من هذه الحالات، ويحدث هذا مع النساء على نحو خاص لعدَّة أسباب مختلفة تتعلق بالتمييز بين الجنسين؛ وبالتالي، قد لا يحب الناس ما تفعله ولكنَّ هذه مشكلتهم وليست مشكلتك؛ إذ يُسلط حديثك عن إنجازاتك الضوء على مخاوف الآخرين من عدم قدرتهم على القيام بما تقوم به.

تقولين في كتابك أنَّ عوامل مثل الجنس أو العِرق قد تؤثر في مستوى ارتياح الناس للتفاخر بإنجازاتهم، وكيف يمكن إدراك تفاخرهم، فما الذي تعتقدين أنَّ الناس يجب أن يكونوا على دراية به من هذه الناحية؟

قد ترتبط القدرة على التفاخر بالإنجازات بالامتيازات الجيدة، ولقد تعرضت أيضاً للتمييز الجنسي خلال مسيرتي المهنية، ولكنِّي لم أتعرَّض للعنصرية، وأعتقد أنَّه ينبغي على كل شخص أن يساعد غيره على التحدُّث بصوتٍ يسمعه العالم.

هل هناك أي شيء آخر تودِّين إضافته؟

أريد أن أخبر الناس أنَّ هذه المهارة سوف تساعدهم على مدار حياتهم المهنية، ولكن لا تضغط على نفسك كثيراً لمعرفة كل شيء الآن؛ إذ ستعتاد على الاحتفاء بنفسك وبانتصاراتك حتى تتمكن من الحصول على ما تريد، سواء كان ذلك تمويلاً أم مقابلة توظيف أم زيادة في الراتب أم أي شيء آخر، وتُعدُّ هذه المهارة تحولاً في العقلية وشيئاً يجب أن تُلِهم الآخرين به ليتعلموه منك، وعندما تفعل ذلك، يمكنك أن تصبح شخصاً مؤثراً أو مصدر إلهام لغيرك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة