وفقاً لدراسة سوكوب، فإنَّ نماذج الخوف تشمل: الشخص المماطل، والشخص الملتزم بالقواعد، والشخص الذي يحاول الناس والمنبوذ والشخص عديم الثقة بنفسه، ومختلق الأعذار والمتشائم؛ وقد ترى نفسك بالفعل في صفة أو أكثر من هذه الفئات.
كما توضح سوكوب في مقال لموقع (Mindbodygreen): "في الوقت الذي يمتلك كل شخص منا بعض الصفات من هذه الأنماط السبعة، فإنَّ لدى معظمنا على الأقل نموذجاً أصلياً واحداً يسيطر علينا بشكل فعال أكثر من غيره، ويلعب دوراً في حياتنا بطرائق أكثر وضوحاً".
للوهلة الأولى، نفترض أنَّ النموذج الأصلي المسيطر هو إرضاء الأشخاص، أو قد يكون الملتزم بالقواعد؛ ولكن بعد إجراء اختبار التقييم النموذجي الذي وضعته سوكوب، اتضح أنَّ معظم الناس هم في الواقع مماطلون؛ إذ أوضحت سوكوب أنَّ هذا النموذج غالباً ما يرتبط بأولئك الذين يعدُّون أنفسهم مثاليين؛ وعند البحث العميق عن النموذج الأصلي للشخص المماطل، نحصل على بعض المعلومات التي تؤكد ذلك؛ فعندما تحدد ما يعيقك، تكون قادراً بشكل أفضل على إجراء التغييرات اللازمة للتغلب على هذا الخوف.
جميعنا نخاف، وتقبُّل نوع الخوف الذي نتصف به هو الخطوة الأولى لتجاوزه.
إذاً، نقدم إليك شرحاً مفصلاً لأنماط المخاوف السبع وكيف تعمل لصالحك، إذ استفدنا من خبرة الدكتورة "أليسيا هودج" (Alicia Hodge, Psy.D) المختصة في علم النفس، لتزويدنا بنقدها لبعض الأنماط:
1. الشخص المماطل:
تشغل النتيجة النهائية لأي عمل تفكير المماطلين غالباً، إذ يُصرُّون على أن تكون النتيجة مثالية، ولهذا السبب يميلون إلى قضاء الكثير من الوقت في التخطيط والبحث بدلاً من مُباشَرة العمل، كما أنَّهم يمنعون أنفسهم من الشروع في العمل منذ البداية؛ فبالنسبة للمماطلين: من الهام تجاوز هذا الخوف من البدء بالعمل؛ إذ تقول الدكتورة هودج: "قد تبدو الخطوات الأولى وكأنَّها عقبات يجب تجاوزها، لكن لا يمكنك تعديل أو مراجعة شيء غير موجود"؛ لذا احرص على عدم هدر طاقتك كلها في الوصول إلى نتيجةٍ نهائيَّةٍ مثالية؛ وبدلاً من ذلك، استثمرها في معرفة الخلل وإصلاحه في مخططك، أو لتخطو الخطوة الأولى.
تقترح هودج تحديد موعد نهائي للوقت الذي ستنتهي فيه فترة التخطيط والبحث ومتى ستبدأ بالفعل، كما تقول: "أدرك أنَّ مشكلة المثالية هي أنَّه لا يوجد شيء سيكون جيداً بما فيه الكفاية، لذا ضع معايير واقعية وابذل قصارى جهدك".
2. الشخص الملتزم بالقواعد:
هذا الشخص حريص على اتباع القواعد والإرشادات المختلفة التي يضعها الأشخاص من حوله، كما أنَّه مهووس دائماً بمحاولة اتخاذ القرار الصحيح؛ وذلك على الرغم من تأثيره المحتمل على نجاحه؛ فأفضل طريقة للتغلّب على هذا الخوف هو التعاطف مع الذات، لذا امنح نفسك الفرصة والمساحة لاتخاذ القرار الخاطئ، فإن فعلت هذا، فتأكد أنَّه لا مشكلة في ذلك؛ فأنت إنسان، ومن الهام أن تحدد مجموعة المبادئ التوجيهية الخاصة بك بدلاً من الاعتماد على الآخرين أو على العوامل الخارجية.
3. الشخص الذي يحاول إرضاء الناس:
يعاني هؤلاء الأشخاص من الخوف من أن يُصدِر الآخرون أحكاماً بحقهم وأكثر ما يثير قلقهم هو تخييب آمال الآخرين، كما أنَّهم يجدون صعوبة في وضع حدود واضحة في الرفض.
تقول هودج: "غالباً ما يبدو وجود حدود أمراً مخيفاً بالنسبة لشخص اعتاد على وضع الآخرين في المرتبة الأولى؛ وعلى الرغم من أنَّ هذا الخوف غالباً ما يكون حقيقياً ومدروساً، إلا أنَّه يمكن أن يقودك إلى أن تكون الأولوية الأخيرة بالنسبة لنفسك"؛ لذا تؤكد هودج أنَّه لا يمكنك مساعدة الآخرين ما لم تعتن بنفسك، ما يعني أنَّه عندما تكون متناغماً مع احتياجاتك ورغباتك، فإنَّك تصبح أفضل صديق وشريك وفرد من العائلة.
تقول هودج: "إنَّ الاعتناء بنفسك هو الطريقة الوحيدة لتعلم طريقة التحسن في هذا المجال"؛ لذا ذكِّر نفسك أنَّك تستحق أن تحظى بالأولوية، تماماً مثل الآخرين في حياتك.
4. الشخص المنبوذ:
هذا النوع من الأشخاص لا يظهر عليهم الخوف من الخارج، وإنَّما من الداخل؛ إذ إنَّ خوفهم الأكبر هو الرفض، لذلك غالباً ما يحاولون رفض الآخرين أولاً لتجنب التعرض للأذى.
نصيحة هودج للمنبوذين: "خذ الوقت الكافي لتسأل نفسك عما إذا كنت تركز على أسوأ الاحتمالات، وما هي البدائل الأخرى المتوفرة"، كما تقول: "في كثير من الأحيان، إذا كنت تفكر فقط كم ستكون النتيجة ضعيفة، فأنت تتجاهل فوائد الموقف. كما يؤدي إعطاء فرصة للآخرين إلى اكتشاف بعض النتائج غير المتوقعة أيضاً، فابحث عن دليل يمكِّنُك من الوثوق بالآخرين".
5. الشخص عديم الثقة بنفسه:
يسيطر الخوف على هذا النوع من الأشخاص من عدم كونهم جيدين بما فيه الكفاية، كما أنَّهم يميلون إلى الشعور بعدم الرضا بشأن قدراتهم، وقد يجدون صعوبة في إظهار أنفسهم بشكل غير اعتيادي، أو بشكل مخالف، ويحكمون على الآخرين لإخفاء مخاوفهم؛ فقد بذلوا الكثير من الجهد للتغلب على خوفهم من عدم كونهم جيدين بما فيه الكفاية.
توجد طريقة جيدة للتغلب على عدم الثقة بالنفس: وهي الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك بين الحين والآخر وملاحظة النتيجة؛ فعندما تتدرب على أن تكون شخصاً استباقياً في حياتك، ستندهش بمعرفة مدى قدرتك على ذلك.
شاهد بالفيديو: 6 علامات تدل على ضعف الثقة بالنفس
6. الشخص مختلق الأعذار:
يجد هذا النوع من الأشخاص صعوبةً في تحمل مسؤولية خيارات حياتهم وأهدافهم؛ وبدلاً من التقدم نحو القيادة بين الحين والآخر، يجدون أنفسهم يتراجعون إلى الخلف لتجنب المُساءلة، ويسمحون للآخرين باتخاذ القرارات في حياتهم بدلاً عنهم.
تقول هودج عن هؤلاء الأشخاص: "قد يكون السير مع التيار أمراً مغرياً لأنَّك حينئذ لن تشعر بالمسؤولية تجاه النتائج السلبية، وفي الحقيقة هذه النتائج هي خيار أيضاً، وفي كثير من الأحيان، قد يكون من الصعب تحقيق هدف إذا لم تتحرك بنشاط في اتجاه ما"؛ كما أنَّ السماح للآخرين باتخاذ قرارات نيابة عنك أمر صعب، ذلك لأنَّهم قد لا يقدرون دائماً مصلحتك؛ لذا تقترح هودج أن يحاول مختلقو الأعذار تحديدَ أهداف يومية صغيرة والتمسك بها.
كما تقول هودج: "ستشعر بفخر كبير عندما تنجز شيء ما قد خططت للقيام به، ويمكنك أيضاً أن تطلب من صديق يبدو نشطاً أن يقدم لك بعض النصائح أو المساعدة في التخطيط لبعض الأهداف قصيرة الأمد".
غالباً ما تستخدم هودج نموذج الأهداف الذكية للمساعدة في إنشاء أهداف واقعية وقابلة للقياس، وهي طريقة تعني أهدافاً محددة وقابلة للقياس والتحقق، ومناسبة ومرتبطة بالوقت المناسب؛ فمن خلال تقسيم كل هدف من أهدافك، ستتمكن من هيكلتها وإمكانية تتبعها.
تضيف هودج: "ليست هناك حاجة لتُحمِّل نفسك أكثر من اللازم عند الشروع بالعمل، اسأل نفسك ببساطة كيف يمكنك أن تتحسن باستخدام طرائق صغيرة".
7. الشخص المتشائم:
أخيراً: يعاني هذا النوع من الأشخاص الخوف من الشدائد والمصاعب نتيجة الصدمات أو الصعوبات الماضية أو الحالية، وغالباً ما يشعرون بأنَّهم ضحايا، وأحياناً يكونون محقين في ذلك؛ قد يميل المتشائمون إلى النظر إلى الصعوبات على أنَّها علامات توقف أو سبب للاستسلام، ومن الهام أن تتدرب على عدِّ تلك الصعوبات نقاط انطلاق، أو دروساً بدلاً من عدها عقبات، إذ نواجه جميعاً صعوبات في الحياة، وهي مجرد مسألة تتعلق بطريقة نظرنا إلى الأمور ما يشكل نتيجة فعلية.
في المرة القادمة التي تواجه فيها صعوبات في طريقك، ارجع خطوة إلى الوراء وقيِّم الموقف، وفكر في الدرس الذي قد يعلمك إياه هذا التحدي، أو كيف يمكنك جعل النتيجة مناسبة أكثر، قد يستغرق الأمر وقتاً، ولكن عندما ندرب عقولنا على التفكير بصورة أكثر إيجابية، سنشعر بسلام أكبر.
أضف تعليقاً