كيف يؤثر اسم الشركة في نجاحها؟

من بين العديد من الشركات التي أسستُها والآلاف من رواد الأعمال وأرباب الأعمال الصغيرة الذين قابلتُهم من جميع أنحاء العالم، اكتشفتُ هذا الشيء المشترك بيننا: لقد عانينا جميعاً من صعوبةٍ في التوصل إلى اسم رائع لشركتنا الجديدة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "روس كيمباروفسكي" (Ross Kimbarovsky) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في أمر تسمية الشركات.

إذا لم تُطلق اسماً على شركتك بَعْد، فستدرك قريباً أنَّ المهمة محبطة للغاية، وتستغرق وقتاً طويلاً، ويقوم نحو 77% من المستهلكين بعمليات الشراء استناداً إلى الاسم التجاري؛ لذلك يمكِن أن يُحدث الاسم المناسب فارقاً كبيراً.

في عام 2007، على سبيل المثال: قضينا أكثر من 50 ساعة للتوصل إلى اسم "كراود سبرينغ" (crowdSPRING)، وكنَّا محظوظين لإيجاد الاسم الصحيح بسرعة؛ إذ يمكِن أن يقضي بعض رواد الأعمال مئات الساعات في البحث عن اسم مثالي، مما قد يرهقهم تماماً.

التسمية عملية صعبة:

هذا هو أحد الأسباب التي جعلَتنا منذ سنوات عديدة نضيف "تسمية الشركة" كنوع من مشاريع شركتنا؛ فبدلاً من قضاء عشرات الساعات في البحث عن اسم لشركة جديدة، أنشرُ المشروع، وأترك لمجتمع "كراود سبرينغ" (crowdSPRING) الذي يضم أكثر من 200000 مبدع أمر مساعدتنا في التوصل إلى اسم رائع، وهذه هي الطريقة التي مكَّنَتني من تحديد أسماء شركاتي الأخرى.

سواء وجدتَ اسماً بنفسك أم عملتَ مع مجتمعنا، فإليك نصائح جيدة يجب وضعها في الحسبان للتأكد من أنَّك وجدتَ الاسم المناسب لشركتك الجديدة:

1. فكِّر في الرسالة التي تريد أن يوصلها الاسم:

اسم شركتك هو جزء هام من هويتها، حيث سيظهر الاسم على بطاقات العمل وعناوين الرسائل والموقع الإلكتروني والحملات الترويجية وغيرها، وسيؤدي إلى تحديد شركتك ومنتجاتها و/ أو خدماتها.

يجب على الشركات المختصة بالخدمات النظر فيما إذا كان العملاء المحتملين سيجدون أنَّه من السهل التعرُّف إلى الخدمات التي تُقدِّمها استناداً إلى اسمها.

2. مارِس العصف الذهني لتحديد الأسماء المحتملة:

بمجرد أن تُحدِّد الرسالة التي تريد أن يوصلها اسم شركتك، خصِّص بعض الوقت لممارسة العصف الذهني، وفكِّر في الكلمات التي تصف مجالك أو منتجاتك أو الخدمات التي تُقدِّمها، وتلك التي تصف منافسيك والاختلافات بين منتجاتك وخدماتك ومنتجات منافسيك وخدماتهم، وفكِّر أيضاً في الكلمات التي تصف فوائد استخدام منتجاتك أو خدماتك، وفي أثناء العصف الذهني، ابحث عن الترجمات اليونانية واللاتينية لكلماتك، وقد تجد أفكاراً جديدة من هذا، ثمَّ انظر إلى الكلمات الأجنبية أيضاً.

توقَّع أن تستغرق هذه العملية بعض الوقت، حيث استغرقنا أكثر من 40 ساعة في العصف الذهني و10 ساعات أخرى لوضع اللمسات الأخيرة على الأسماء.

3. اختر اسماً قصيراً وبسيطاً وسهل الكتابة وقابلاً للتذكر:

عادةً ما يكون للشركات الناجحة والشهيرة أسماء قصيرة وبسيطة وسهلة الكتابة والتذكر، مثل: أبل (Apple)، وشانيل (Chanel)، وفيرجن (Virgin)، وساوث ويست (Southwest).

غالباً ما يصعب كتابة أسماء الشركات الغامضة؛ بل ويصعب تذكُّرها أيضاً، وتواجه الشركات الصغيرة هذه المشكلة بصورة خاصة، حيث إنَّ الإعلان الشفهي هو أنجح أشكال التسويق، وإذا كان عملاؤك لا يتذكرون اسم شركتك أو لا يستطيعون تهجئته أو نطقه بشكل صحيح للآخرين، فلن يتمكنوا من المساعدة في الترويج لنشاطك التجاري.

إقرأ أيضاً: سر كسب الزَّبائن وتوسيع نطاق عملك

4. تجنَّب الأسماء ذات النطاق الضيق أو الحرفية:

فكِّر في كيفية تطوُّر نشاطك التجاري بمرور الوقت، وتأكَّد من أنَّ اسم الشركة يمكِن أن يتطور أيضاً، على سبيل المثال: إذا أطلقتَ على شركتك اسم "ملحقات الآيفون" (iPhone Accessories)" ثمَّ توسَّعَت لاحقاً لبيع الملحقات لمنتجات أخرى، فسيكون اسم الشركة الأصلي ضيق النطاق ومحدَّداً للغاية، وقد ترفض شركة "أبل" (Apple) أيضاً استخدام اسم علامتها التجارية في اسم شركتك.

تنطبق النصيحة نفسها حتى لو كانت شركتك تبيع منتجاً متخصصاً، على سبيل المثال: إذا كنتَ تبيع المصابيح العتيقة، ففكِّر في ما إذا كنتَ في المستقبل، ستبيع أكثر من المصابيح، فتسمية عملك "مصابيح جوان العتيقة" مثلاً قد يكون محدوداً جداً بمجرد البدء في بيع منتجات أخرى في وقت لاحق.

5. اختبِر اسم الشركة المحتمل لتكتشف رأي الآخرين به:

قد ترغب في إشراك الأصدقاء والعائلة والموظفين والعملاء في العثور على اسم لشركتك، فقد ينجح هذا نجاحاً باهراً في بعض الأحيان، ولكنَّه مليء بالمخاطر، فقد ينزعج الناس إذا لم تختر اسماً يعتقدون أنَّه رائع، وستجد أيضاً أنَّ محاولة التوصل إلى توافق في الآراء يمكِن أن تؤدي إلى اسم بسيط جداً، وإذا كان عليك إشراك أشخاص آخرين، فاختر مجموعةً صغيرةً تفهمك أنت وشركتك، وتشمل مزيجاً من الأشخاص الذين يستخدمون جانب الدماغ الأيمن أكثر وأشخاصاً آخرين يستخدمون الجانب الأيسر أكثر، بحيث يمكِنك الحصول على بعض التنوع.

بمجرد تحديد بعض الخيارات الممكنة، شارِكها مع عدد قليل من الأصدقاء والعائلة والعملاء الموثوق بهم للحصول على تغذية راجعة حول الاسم.

6. تجنَّب الكلمات البسيطة:

تجعل الكلمات البسيطة من الصعب تمييز شركتك عن شركات منافسيك، على سبيل المثال: كان هناك العديد من شركات تصميم الشعارات في جميع أنحاء العالم عندما توصلنا إلى اسم "سبرينغ كراود" (crowdSPRING)، وقد استخدمَت العديد منها كلمة "تصميم" أو كلمتي "تصميم شعار" ضمن أسماء شركاتها، ولكنَّنا كنا نعرف أنَّنا سوف نتوسع إلى العديد من المجالات المختلفة، بدءاً بالشعارات والطباعة والرسم والويب والتصميم الصناعي؛ لذا لم نرغب بأن نطلق مجرد اسم وصفي للشركة؛ لأنَّه لا يمكِن تذكُّره بسهولة، وبالتأكيد لن يكون فريداً من نوعه.

هناك استثناءات بالطبع؛ إذ يتكون اسم شركة "جنرال إلكتريك" (General Electric) مثلاً من اسمين بسيطين، لكنَّها كانت واحدةً من الشركات الأقدم في مجالها، ولذلك كانت قادرةً على الصمود باسم عادي من خلال إنفاق ملايين الدولارات على التسويق والإعلان.

7. كن حذراً مع الأسماء التي ترتبط بأماكن جغرافية:

يستخدم بعض الأشخاص مدينتهم أو منطقتهم كجزء من اسم الشركة، وإذا كنتَ تُخطط للعمل فقط في هذه المدينة، فقد يخدمك الاسم الجغرافي بشكل جيد، لكنَّه يمكِن أن يعيقك لاحقاً، ومن الأمثلة على ذلك شركة "مينيسوتا للتصنيع والتعدين" (Minnesota Manufacturing and Mining). في البداية، نجح الاسم؛ لأنَّ العمل كان يركز على تلك الولاية، ولكن بمجرد أن وسَّعَت الشركة مجال عملها إلى ولايات أخرى، كانت بحاجة إلى العثور على اسم جديد، وهو ما فعلَته بالضبط؛ فأصبح اسمها: "3 إم" (3M).

8. تجنَّب الكلمات الغامضة:

يمكِن أن تكون أسماء الشركات التي تساعد في إخبار قصة الشركة قويةً ولا تُنسَى مثل: اسم شركة "غوغل" (Google)، ولكنَّ الكلمات الغامضة قد يكون من الصعب تهجئتها أو نطقها، فكن حذراً بشكل خاص إذا كنتَ تحاول الوصول إلى جمهور كبير، مثل جمهور الإنترنت، حيث يمكِن أن تعمل الأسماء الغامضة أو المُصاغة مثل: اسم شركة "زيروكس" (Xerox)، ولكنَّ هذا يتطلب في كثير من الأحيان ميزانيةً تسويقيةً ضخمةً وجهوداً هائلة.

9. تجنَّب التوجهات:

سترغب في أن يتطور اسم شركتك مع تطوُّر التوجهات؛ لذا كن حريصاً على تحديد التوجهات وتجنَّب متابعتها، على سبيل المثال: في أواخر التسعينيات، كان من الشائع استخدام ".كوم" بعد اسم الشركة إذا كانت ترتبط بشبكة الإنترنت، ثمَّ انفجرَت "فقاعة الإنترنت" (internet “bubble” burst)، وأصبحَت الإضافة (.كوم) لا تشير إلى أي نوع من الشركات على الإطلاق، وسرعان ما أزالت الشركات التي نجت (.كوم) من أسمائها.

إقرأ أيضاً: عرض البيع الفريد: البحث عن "ميزتك التنافسية"

10. خذ في الحسبان ما إذا كان يمكِنك تسجيل اسم نطاق:

من الهام التأكد من أنَّ منافسيك لا يستخدمون الاسم نفسه، وبالتأكيد ليس غريباً العثور على أسماء مماثلة أو حتى متطابقة في المجالات المختلفة، ولكنَّ هذا يمكِن أن يسبب الارتباك للعملاء والبائعين.

إذا كان منافسوك يستخدمون الاسم نفسه، فسوف تُعرِّض نفسك أيضاً لدعاوى قضائية محتملة، ومن المحتمل ألا تتمكن من الحصول على حماية العلامة التجارية لاسم شركتك.

لذلك، ابحث عن اسم نطاق متاح أيضاً من أجل تخصيصه لشركتك على الإنترنت (من الأفضل أن ينتهي باللاحقة دوت كوم ".com") وهذا ليس سهلاً؛ لأنَّ المجالات التي تنتهي بهذه اللاحقة تحظى بشعبية كبيرة، وستواجه صعوبةً في العثور على أسماء النطاقات المتاحة التي تتطابق مع اسم شركتك.

أصبحَت عناوين الـ (URL) اليوم أقل أهمية؛ لأنَّ معظم الناس يبحثون عبر الإنترنت وينقرون على الروابط، ولكن لا يزال من الهام أن يكون عنوان (URL) قصيراً وسهل النطق والتهجئة، ومهما فعلتَ، لا تخطئ في العمل باستخدام اسم والحصول على عنوان (URL) يحمل اسماً مختلفاً تماماً؛ إذ لا تريد بالطبع أن تجعل عملاءَك يبذلون مجهوداً للعثور عليك.

المصدر




مقالات مرتبطة