كيف تنشئ علامة تجارية شخصية عبر الإنترنت؟

يزدهر عمل المنتور والموظفين المستقلين بسرعةٍ عبر الإنترنت، إذا تمكَّنوا من إنشاء علامة تجارية شخصية بنجاح، لكنَّ معظمهم يغفلون عن هذه الناحية؛ حيث يُطوِّرون خبراتهم في مجال محدد، ويعملون مع عدد قليل من العملاء أو المُتدرِّبين، ثم يتوقفون عن السعي إلى كسب المزيد الزبائن منتظرين أن يجدوهم دون أن يفعلوا شيئاً؛ إذ يتوقعون أن يلاحظ الناس مهاراتهم دون تمييز علامتهم التجارية الشخصية والتسويق لأنفسهم.

الواقع هو أنَّ الشهرة أهم من المهارة، وإذا لم تُسوِّق موهبتك للأشخاص والشركات التي تحتاج إليها، فلن تتقدم مهنياً، وحين تُميِّز علامتك التجارية الشخصية ستتحسَّن فُرص حصولك على عملاء، وستساعد هؤلاء العملاء على العثور عليك؛ ولفعل ذلك إليك 7 طرائق لإنشاء علامة تجارية شخصية:

1. كتابة المقالات:

قد تُغيِّر المدوِّنة حياتك؛ وذلك لأنَّها ستكون منصتك الخاصة للتعبير عن أفكارك ومشاعرك، غير أنَّ كتابة مقالين أو ثلاثة مقالات فقط في الشهر، سيحسِّن مهاراتك في إنشاء محتوى يظهر في الصفحات الأولى من نتائج محركات البحث، وسيحسِّن تفكيرك عبر ممارستك للكتابة والتحرير، طالما أنَّك ملتزم بجدول ثابت، كما أنَّ للكتابة فائدة علاجية، على سبيل المثال، اكتب 500 إلى 1000 كلمة كل صباح لتبدأ يومك بإيجابية، وقد تكون العملية صعبة في البداية، لكنَّها ستصبح أسهل مع مرور الوقت.

شارك مقالات مدونتك على جميع حساباتك للتواصل الاجتماعي، بما في ذلك مواقع "تويتر" (Twitter) و"لينكد إن" (LinkedIn) و"إنستغرام" (Instagram) و"فيسبوك" (Facebook) و"ريديت" (Reddit)، وحتى لو لم يكن لديك عدد كبير من المتابعين في البداية، استمر في مشاركة المحتوى، فلو تلقَّيتَ 100 تفاعل فقط مع مشاركتك، قد يكون أحدها من متابع لديه آلاف المتابعين، كما ستؤدي مدونتك دوراً هاماً في عثورك على الفُرَص مصادفة، فحين يكون لديك نشاط على الإنترنت، سيجدك الناس بطريقة أو بأخرى.

2. إطلاق قناة على اليوتيوب (YouTube):

يتردد العديد من الأشخاص في التحدث أمام الكاميرا، وهي حقيقة مهارة تتطور تدريجياً وتتطلب وقتاً طويلاً؛ إذ قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتعامل بأريحيَّةٍ تامة مع الظهور في مقاطع الفيديو؛ لذا إذا كنت خجولاً جداً ولا تُحبِّذ فكرة الظهور أمام الكاميرا، فيمكنك تسجيل مقاطع فيديو على شاكلة العروض التقديمية تعرض فيها مجموعة شرائح، أو يمكنك صنع مقاطع فيديو لرسومات متحركة وإضافة مقطع صوتي يتحدَّث في أثناء تغيُّر وتحرُّك الرسومات.

يمكنك أيضاً إضافة مقاطع الفيديو إلى المقالات في مدونتك، مما يساعد على رفع تصنيف المقال بين نتائج محركات البحث، بما في ذلك موقع "يوتيوب" (YouTube)، والذي هو ثاني أكبر محرك بحث في العالم بعد محرك البحث "غوغل" (Google).

3. تطوير الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني:

من المحتمل جداً أن يزور الناس موقعك الإلكتروني ويغادروه وينسوا أمره بعدها، لكن إذا كان موقعك يحتوي وحدات "بكسل" (pixel) - وهي رمز يلاحظ من يزور الصفحة - فيمكنك إعادة استهداف أولئك الزوار، لكنَّ هذه الطريقة مُقيَّدة بفترة زمنية محددة وقنوات معيَّنة فقط، أما أفضل طريقة لتحفيز الناس على زيارة إلى موقعك الإلكتروني وقناتك على موقع "يوتيوب" (YouTube) وأماكن نشاطك الأخرى عبر الإنترنت مجدداً، فهي إنشاء قائمة بريد إلكتروني؛ إذ إنَّ شبكة عملائك هي معيار دخلك، وتتحكم قائمة بريدك الإلكتروني بشبكتك.

أفضلُ طريقة لحث الناس على مشاركة عنوان بريدهم الإلكتروني؛ هي إنشاء ما يُعرَف بمغناطيس العملاء المحتملين (lead magnet) - هي خدمة أو مادة تُمنَح مجاناً بهدف جمع بيانات اتِّصال شخص ما - مثل كتاب إلكتروني أو مقطع فيديو قصير أو دورة تدريبية صغيرة أو دروس ترسل بالتسلسل عبر بريد إلكتروني.

وهناك العديد من الطرائق لاستخدام المغناطيس في المُدوِّنة، على سبيل المثال، يمكنك استخدام النوافذ المنبثقة والاستمارات المضمنة (in-line form)؛ وهي استمارات تُوضَع في محتوى صفحة الإنترنت في المكان الذي تريدها أن تظهر فيه، إضافة إلى المحتوى أو صفحة الوصول المنفصلة عن المدوِّنة.

قد تحتاج إلى استخدام أدوات التسويق عبر البريد الإلكتروني لإدارة قاعدة البيانات هذه، وحينها يمكنك إنشاء سلسلة "تسويق بالتقطير" (drip marketing) لجذب المشتركين تلقائياً دون أن تضطرَّ إلى إرسال رسائل البريد الإلكتروني يدوياً، على سبيل المثال، يمكنك إنشاء سلسلة بريد إلكتروني من 10 رسائل تُرسَل تلقائياً بفاصل 3 أيام بين الواحدة والأخرى، وهكذا حالما يدخل المشترك قمع التسويق بهذه الطريقة سيكون على تواصل معك لمدة 30 يوماً التالية دون أن تحتاج إلى فعل أي شيء.

4. تسجيل مدونات صوتية:

ظهرت المدونات الصوتية من 21 عاماً فقط؛ وهي مقاطع صوت أو فيديو يمكنك نشرها على مدونتك وعبر قنوات أخرى، مثل منصة "آبل بودكاست" (Apple Podcasts) ومنصة "سبوتيفاي" (Spotify)، وغالباً تأخذ مقاطع الفيديو طابع مقابلات ومحادثات مُعمَّقة مع خبيرين قد تستمر لساعات، مما يساعد على بناء شبكة شخصية قوية وتمييز علامتك التجارية عبر ربطها بالعلامة التجارية للأشخاص الذين تستضيفهم؛ وذلك لأنَّهم سيشاركون هذا المحتوى مع متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكنك أيضاً كتابة تلك المقابلات ونشر نصها كمحتوى إضافي على مدونتك مع تضمين المقطع الصوتي أو مقطع الفيديو.

حتى لو أجريتَ مقابلة مع شخص واحد فقط كل الأسبوع، فستكون قد أجريتَ أكثر من 100 مقابلة خلال عامين فقط، وقد يصبح بعض من هذا المحتوى مستداماً؛ بحيث يستمر في الترويج لعلامتك التجارية لسنوات، طالما أنَّه لا يتضمن موضوعاً محدداً جداً بفترة زمنية معينة.

5. بناء جمهور:

تقوم العلامة التجارية الشخصية على جمهور من المتابعين، والذي يصبح أقوى كلَّما تفاعلتَ معه، وتشمل الأنواع الأساسية للتفاعل الرد على التعليقات على موقع "يوتيوب" (YouTube) و"تويتر" (Twitter) وغيرها من قنوات التواصل الاجتماعي الأخرى، وإذا كنت تريد تعزيز إحساس الانتماء بين متابعيك، فيجب أن يكون لديك منتدى مخصص لعلامتك التجارية الشخصية على الإنترنت، إما مستقلاً أو كجزء من مجموعة على موقع "فيسبوك" (Facebook) أو "ريديت" (Reddit).

أفضل خيار هو إنشاء منتدى مُستقل بنفسك، وسيتطلب ذلك طبعاً أن تلتزم بالاستضافة وتتعامل مع بعض الجوانب الفنية الأخرى، ولكنَّ ميزة هذا النوع هو أنَّه سيكون منصتك الشخصية ولن يستطيع أحد حظره أو التأثير في وصوله بين الجمهور، ثم أَنشِئ محتوى حصرياً لهذا الجمهور، بما في ذلك التفاعلات الحية مثل جلسات "اسألني عن أي شيء" (ask me anything)؛ حيث يستطيع جمهورك أن يطرح عليك أي سؤال يخطر في بالهم.

ويمكنك أيضاً إجراء ندوة حية على موقع "يوتيوب" (YouTube) أو "زووم" (Zoom)، وأيَّاً كان الأسلوب الذي تتبعه، احرص على تكوين ثقافة جيدة تكون فيها مَثَلاً أعلى للآخرين بسلوكك، فإذا كنت متعاوناً وتحترم الآخرين، فسيتصرف جمهورك مثلك.

سيكون أفراد جمهورك أول من يدعم علامتك التجارية الشخصية؛ وذلك لأنَّهم سيشاركون محتواك، وسيكتبون التعليقات على منشوراتك وأفكارك وسيدافعون عنك إذا تحدَّث عنك أحدهم بسلبية، وإذا التزمت برعاية جمهورك عبر تقديم المحتوى، فسينمو ويزداد مع مرور الوقت.

6. تأليف كتاب:

قد يبدو هذا الاقتراح غير ممكن بالنسبة إلى معظم الناس، لكنَّه في الحقيقة أسهل مما تعتقد، وأبسط طريقة لتنفيذه؛ هي جمع أفضل مقالات مدونتك ونشرها ككتاب على منصة "كيندل" (Kindle)؛ حيث تُحدِّد العدد الأدنى لكلمات الكتاب الإلكتروني 5000 كلمة فقط.

لذا إذا كتبت مقالين إلى ثلاثة مقالات تفصيلية كل شهر، فسوف تصل إلى هذا الحد وتتخطاه بسرعة، وستتمكن من نشر كتاب إلكتروني مكوَّن من 25 إلى 30 صفحة تقريباً، وعند تحقيق نجاح بسيط بعد إطلاق كتابك الإلكتروني على منصة "كيندل" (Kindle)، قد تكون متحمساً لنشر مؤلَّف أطول.

يحتوي الكتاب العادي على 40000 كلمة على الأقل، بمتوسط 250 كلمة في كل صفحة، وذلك يعني أنَّ الكتاب المتوسط الحجم يحوي من 160 إلى 180 صفحة، إذا نشرتَ كتاباً مُشابهاً فلن يقرأه متابعوك كلهم طبعاً، لكن مجرد كونك مؤلفاً، لديك كتاب منشور يضفي عليك مصداقية هائلة في مجال عملك، وستساعدك السمعة التي تتبع ذلك على جذب المزيد من القُرَّاء لمدونتك والمزيد من المشتركين في نشرتك الإخبارية ومدونتك الصوتية وقناتك على موقع "يوتيوب" (YouTube).

7. التحدث في الفعاليات المهنية:

لا ترفض أبداً فرصة للتحدث، حتى لو كان الجمهور صغيراً، تحدَّث إلى الناس؛ وذلك لأنَّ كل مرة تفعل فيها ذلك، ستتحسَّن مهارتك في التحدث أمام جمهور، وكل مرة تقدم عرضاً سيتحسَّن أسلوبك في العرض، وشيئاً فشيئاً ستصقل قدراتك ومحتواك عبر تكرار تلك العملية؛ لذا لا تنتظر أن تصبح ماهراً في التحدث قبل تقديم المحتوى.

بغضِّ النَّظر كم نستخدم القنوات الرقمية، نحن في النهاية كائنات اجتماعية ونحتاج إلى أن نكون قريبين من أشخاص آخرين، وربما أثرت الجائحة في الفعاليات على أرض الواقع لفترة، لكنَّها تعود إلى سابق عهدها مرة أخرى، وستقدم لك مقابلة الناس بهذه الطريقة شخصياً فكرة واضحة عن جمهورك، وأخيراً، قد تُلتَقَط صور رائعة لك وأنت تتحدث وتتفاعل مع الجمهور يمكنك مشاركتها لاحقاً، وستجعلك هذه اللقطات تبدو إنساناً حقيقياً أكثر في الفضاء الرقمي، وستساعدك على تقوية علامتك التجارية الشخصية.

المصدر