كيف تكون شخصاً مبادراً بدلاً من إظهار ردات فعل؟

لكي نعرف كيف نكون أشخاصاً مبادرين بدلاً من إظهار ردات الفعل، يجب أولاً معرفة ما تعنيه تلك المصطلحات، وعندما نكوِّن ردات فعل للمشكلات؛ فإنَّنا نستجيب مع الأحداث السابقة بدلاً من محاولة توقُّع الأحداث المقبلة، أما عندما نقرر أن نكون مبادرين، فإنَّنا نختار التصدي للمشكلة قبل أن تتحول إلى أزمة، ولهذا السبب، يجب أن يكون المدراء مبادرين استراتيجياً، حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم اليومية المعتادة ويقضون مزيداً من الوقت في تحسين أدائهم.



ولكن كيف يمكِنك أن تصبح مبادراً بدلاً من إظهار ردات الفعل لتكون قائداً جيداً وأكثر إبداعاً؟ لحسن الحظ، يوجد طرائق عدة يمكِنك من خلالها أخذ زمام المبادرة في القيادة.

في هذا المقال، ستتعلم لماذا يجب عليك التفكير على الأمد الطويل، والسعي إلى فهم الآخرين، وتطوير المهارات التنظيمية، واستخدام مبدأ باريتو وقاعدة 80\20، والانفتاح على الأفكار، والتحلي بسلوك هادئ يميزك كقائد؛ والتي تُعدُّ جميعها طرائق ممتازة لإظهار حس المبادرة لفريقك.

لماذا يجب أن تكون مبادراً بدلاً من إظهار ردات فعل؟

قبل الخوض في مزيدٍ من التفاصيل المتعلقة بالمبادرة، يجب أن تعلم أنَّ أي شخص يمكِن أن يكون قائداً جيداً إذا كان مبادراً أكثر؛ فمن الصعب أن تخطئ عندما تخطط مُسبقاً، وتُطوِّر مهارات حل المشكلات والإنصات، وتبقى على تواصل مع فريقك؛ حيث تصبح تلك الأمور أمراً طبيعياً بالنسبة إليك، ولهذا السبب، يُعدُّ تعزيز حس المبادرة بصورة مستمرة في القيادة أمراً ضرورياً ومتوقعاً ومفيداً للجميع.

قال السياسي والجنرال الأمريكي دوايت أيزنهاور (Dwight Eisenhower) ذات مرة: "لا قيمة للخطط في أثناء التحضير للمعارك، ولكنَّ التخطيط أمر لا غنى عنه".

وأحد شروط التخطيط هو أن تكون شخصاً مبادراً؛ أي بعبارة أخرى، يُعدُّ التحلي بحس المبادرة سمةً هامة من سمات القادة العظماء، فبدلاً من انتظار وقوع الأحداث والاضطرار إلى التعامل مع أزمات غير مستعدين لها، لماذا لا نشارك في التخطيط الاستراتيجي منذ البداية لنتمكَّن من توقُّع المشكلات وإيجاد حلول لها؟

يجب أن تكون المبادرة حاضرةً في أسلوبك القيادي، لا سيَّما إذا كانت طموحاتك هي تطوير حياتك المهنية.

شاهد بالفيديو: 10 صفات تجعل منك قائدأ عظيماً

6 استراتيجيات لتكون مبادراً وتتجنب إظهار أيَّة ردات فعل:

لتكون قائداً مبادراً، عليك المشاركة في التخطيط المسبق ومحاولة توقُّع الأحداث، لذلك، جرِّب الأنشطة التالية، وحاوِل تكييفها مع مجال اختصاصك، واختبِرها، واكتشِف فيما إذا كانت تُعزِّز مركزك كقائد.

1. التفكير على الأمد الطويل:

يجب أن تفهم أولاً أنَّ التفكير قصير الأمد يتعارض مع فكرة المبادرة في القيادة؛ لأنَّ أهداف اليوم قصيرة الأمد كانت أهدافاً طويلة الأمد بالأمس، وغالباً ما يفشل القادة الذين يُظهِرون ردات فعل في رؤية الصورة الكبيرة للأمور، والتي تُعدُّ من العناصر الأساسية للمبادرة في القيادة.

يَفهم القادة الناجحون قيمة التفكير طويل الأمد، ويتجنبون الأهداف قصيرة الأمد، يقول إينغفار كامبراد (Ingvar Kamprad)، الملياردير السويدي ومؤسس شركة إيكيا (IKEA):

"لقد قررتُ أنَّ سوق البورصة ليس خياراً لصالح شركة إيكيا (IKEA)، وكنتُ أعلم أنَّ المنظور طويل الأمد هو الخيار الذي يمكِنه ضمان تحقيق خطط نموِّنا، ولم أكن أرغب في أن تعتمد الشركة على مؤسسات التمويل".

لقد ساعد التفكير طويل الأمد إيكيا (IKEA) على أن تصبح شركة عملاقة، ويمكِن أن يساعدك أنت أيضاً على أن تكون قائداً عظيماً، فحاوِل أن تفكِّر على الأمد الطويل لتصبح قائداً مبادراً بدلاً من أن تكوِّن ردات فعل باستمرار ما لم تحصل أمور تهدد راحتك وسلامتك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتولي زمام المبادرة في العمل

2. السعي لفهم الآخرين:

لكي تكون قائداً مبادراً، يجب أن تسعى إلى فهم الآخرين، وتذكَّر بأنَّ القيادة تأثير - لا أكثر ولا أقل - كما وضح المؤلف جون ماكسويل (John Maxwell)، وعندما تسعى إلى فهم فريقك وتعرف الأمور التي يحبونها والتحديات التي تناسبهم وطموحاتهم والأمور التي تحبطهم، ستكتسب أفكاراً هامةً حول طريقة التأثير فيهم بصورة مناسبة، وعندما لا تتمكن من فهم الآخرين؛ فمن المستحيل أن تتولى زمام القيادة لأنَّها تحتاج إلى عمل جماعي.

كن متعاطفاً ومخلصاً ونزيهاً لأنَّ هذه الصفات ستُظهر لفريقك أنَّك مهتم بفهمهم، وتذكَّر أنَّ إحدى مهامك الرئيسة كقائد مبادر هي أن تكون جديراً بالثقة؛ فعندما تسعى إلى فهم الآخرين، ستتمكن من بناء الثقة مع فريقك.

اعتمِد على فهم الآخرين أولاً قبل أن تحاول اقتراح مسار للعمل، فالفهم هو الحل لتتمكَّن من القيام بأي عمل، وأنت تحتاج إلى التأثير لتتمكَّن من المضي قدماً، وتساعد فريقك على فهم الاستراتيجيات اللازمة لإجراء الأعمال على الأمد الطويل. 

3. تطوير المهارات التنظيمية:

لا يملك القادة المبادرون الوقت الكافي للتفاعل مع محيطهم، لأنَّ الوقت يمثِّل أهمية كبرى بالنسبة إليهم، لهذا السبب، لا يُعدُّ هدر الوقت خياراً بالنسبة إليهم.

إياك وأن تهدر وقتك، وطوِّر مهاراتك التنظيمية، واسعَ إلى تحقيق أهداف كبيرة وفكِّر على الأمد الطويل، كما يجب أن تَعرف أنَّه لا يمكِن تحقيق الأهداف على الأمد الطويل دون التمتع بالمهارات التنظيمية؛ لأنَّ القادة المنظمين المبادرين غالباً ما يتحققون من أهدافهم طويلة الأمد واحتياجاتهم اليومية.

احرص على تنظيم ملفاتك، وبأن يكون لديك جدول أعمال محدد المواعيد، واعمل على إدارة مواعيدك بكفاءة، وتَعلَّم تفويض المهام، والمشاركة بصورة معقولة في عملية صنع القرار، وإذا كنتَ تريد أن تكون قائداً مبادراً، ستحتاج إلى هذه الصفات التنظيمية.

4. استخدام مبدأ باريتو وقاعدة 80/20:

يمكِن أن يساعدك فهم مصفوفة أيزنهاور (Eisenhower’s Box) على فهم مبدأ باريتو بصورة أفضل، قال أيزنهاور (Eisenhower) ذات مرة:

"يوجد لدي نوعان من المشكلات: العاجلة والهامة؛ المشكلات العاجلة ليست هامة، والمشكلات الهامة ليست عاجلة أبداً".

من الواضح أنَّ أيزنهاور (Eisenhower) كان يعتقد أنَّ الأمور العاجلة والهامة ليستا الأمر ذاته، حيث يدرك القادة المبادرون أنَّه على الرغم من أهمية تحسين أداء الفريق (وقد يتطلب منك هذا الأمر 20٪ من الوقت)، يجب أن تركِّز على عملك المعتاد - والذي يشكل 80٪ من الوقت - لأنَّنا غالباً ما نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ المهام الهامة قبل العاجلة.

سينفِّذ القادة الذين يمتلكون مزيداً من الوقت للتفكير والتخطيط المهام بفاعلية أكبر.

إقرأ أيضاً: أهم 4 أخطاء في تطبيق قاعدة 80/20

5. الانفتاح على الأفكار:

إنَّ كل شخص في الحياة لديه أمر مثير للاهتمام ليشاركه مع الآخرين، ويعتقد الكوتش "إد كرو" (Ed Krow) ذلك أيضاً حيث يقول: "غالباً ما يكون موظفونا هم المصدر الأفضل للمعلومات".

يستفيد القائد المبادر من المعلومات التي يتشاركها الموظفون، وكما يقول المثل القديم: "رأيان أفضل من رأي واحد".

وكما قال المؤلف جوشوا وولف شينك (Joshua Wolf Shenk) في كتابه "قوة الاثنين: كيف تقود العلاقات للإبداع" ( Finding the Essence of Innovation in Creative Pairs)، عن مدى انفتاح عضوَي فريق البيتلز جون لينون (John Lennon) وبول مكارتني (Paul McCartney) على أفكار بعضهما بعضاً، حيث يمكِن للمرء أن يؤلف ويكتب أي شيء، ويستكمل شخص آخر ما كتبه والعكس صحيح، وكمثال عن ذلك؛ عباقرة الموسيقى الذين يفهمون قوة الانفتاح على الأفكار.

يمارس القادة المبادرون هذا الأمر للتخطيط الاستراتيجي للأحداث القادمة.

6. التحلي بسلوك هادئ:

لا يستخدم القادة المبادرون أسلوب الصراخ مع الآخرين، لأنَّهم يدركون قيمة عدم اتخاذ قرارات عاطفية، فهم يفضلون اتخاذ قرارات موضوعية محددة مسبقاً مستخدمين عناصر التفكير الاستراتيجي، وكما تقول مساعدة مدير التسويق والكوتش ميكي ماركوفيتش (Miki Markovich):

"يُعدُّ القادة المبادرون متعاطفين، ومخلصين ونزيهين وواضحين، وهادئين، ومباشرين، وعادلين، ومهذبين، ومتفائلين، وعميقي التفكير".

تثير المحفزات المباشرة ردات فعل القائد الذي لا يتمتع بحس المبادرة، وقد يكون معتاداً على إدارة نفسه بصورة سيئة، مما يجعل استخدام أسلوب الصراخ أمراً متوقعاً، فلا تكن هكذا، وحاوِل أن تكون مختلفاً، وركِّز على إلهام الآخرين بهدوئك وسيطرتك على ردات فعلك؛ سيُقدِّر فريقك هذه المبادرة وسيزداد تأثيرك فيهم.

في الختام:

إنَّه لَأمر جيد أن تكون قائداً مبادراً بدلاً من أن تكون قائداً تُثير المشكلات ردات فعلك؛ حيث يفكر هؤلاء القادة على الأمد القصير، ونادراً ما يستخدمون مبدأ باريتو ويطبقون قاعدة 80\20، وهذا أمر خاطئ وموجود لدى الأشخاص الذين يفكرون بصورة بسيطة ورديئة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة