كيف تقي نفسك من مرض السكري بصورة طبيعية؟

إذا كنتَ مُعرَّضاً إلى خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أو كنت تعاني من مقدمات الإصابة بمرض السكري، فالخبر المُطمئِن هو أنَّه يوجد علاجات طبيعية يمكن أن تساعدك على استعادة السيطرة على وضعك الصحي.



عندما يكون معدل السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكن لم تُشخَّص حالتك على أنَّها إصابة بمرض السكري، فقد تكونُ مصاباً بمقدمات المرض فقط؛ وهي حالة لا تترافق مع ظهور أعراض، ولكنَّها خطيرة على الرغم من ذلك.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإنَّ مقدمات السكري تُعَدُّ مشكلة كبيرة تُعرِّضك إلى خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2؛ وهو السكري الأكثر خطورة، إضافة إلى خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

والمثير للدهشة أنَّ الكثيرين من الناس لديهم مقدمات السكري، ولكنَّ معظمهم لا يعرفون أنَّهم مصابون بها، كما إنَّ عوامل الخطر لمقدمات السكري هي نفسها عوامل الخطر لمرض السكري من النوع 2، وتشمل هذه العوامل:

  • زيادة الوزن.
  • بلوغ 45 عاماً من العمر أو أكثر.
  • إصابة الأهل أو الأشقاء بداء السكري من النوع 2.
  • قلَّة ممارسة النشاط البدني "أقل من ثلاث مرات في الأسبوع".
  • النساء اللواتي تعانينَ من سكري الحمل أو في حالة إنجاب طفل يزن 9 أرطال أو أكثر "4 كيلو غرام أو أكثر".

لذلك، إذا شُخِّصَت حالتك بأنَّك مصاب بداء السكري أو كنت تشتبه فقط بأنَّك مصاب به، فقد حان الوقت للتعامل بجدية مع وضعك الصحي؛ وذلك لأنَّك إذا أهملتَ علاج مقدمات السكري، فيمكن أن تتطور إلى مرض السكري من النوع 2 وما يرافق ذلك من آثار في الصحة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي أو العمى وتلف الأعصاب وبتر الأطراف وغير ذلك.

تُعَدُّ مقدمات مرض السكري علامة تحذير خطيرة على أنَّ الوقت قد حان لإجراء تغييرات جوهرية على نمط الحياة، وهذه الرسالة التحذيرية لا ينبغي تجاهلها وإلَّا فإنَّ النتائج ستكون تدهور جودة الحياة وعواقب صحية خطيرة.

الخبر المُبشِّر هو أنَّه يمكن الوقاية من مقدمات السكري؛ بل حتى من مرض السكري من النوع 2 في أغلب الأحيان؛ وذلك عن طريق إجراء تعديلات رئيسة في نمط حياتك اليومي، وفيما يلي خمسة إجراءات وقائية يمكنك تطبيقها على الفور، وهذه الإجراءات ستقودك إلى نمط حياة أكثر صحة وحيوية:

1. تناوُل فيتامين "د":

يرتبط فيتامين "د" بالعديد من الفوائد الصحية الهامة، والتي تشمل تقوية العظام والعضلات والأعصاب، كما أنَّه يساعد على تقوية جهاز المناعة لمقاومة البكتيريا والفيروسات.

يمكن أن يساعدك فيتامين "د" عالي الجودة على منع تطور مرض السكري إذا كنتَ مصاباً به فعلاً، ويمكنك الحصول على هذا الفيتامين إمَّا بتناوله أو إنتاجه بشكل طبيعي في خلايا البشرة من خلال التعرُّض المعتدل إلى أشعة الشمس.

نشر الباحثون في عام 2018 نتائج تحاليل متتالية أُجرِيَت بناءً على تجارب سريرية شملت عينات من البالغين الذين يعانون من مقدمات السكري أو زيادة في الوزن أو السمنة، ومن خلال 28 تجربة تضمنت 3848 مشاركاً، وجد الباحثون أنَّ المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين "د" حسنت بشكل كبير نسبة السكر في الدم والحساسية للأنسولين، وخَلُص الباحثون إلى أنَّ تناول فيتامين "د" قد يكون استراتيجية ناجحة في الوقاية من مرض السكري من النوع 2.

وفي دراسة أخرى أُجرِيَت عام 2019 بهدف معرفة آثار المكملات الحاوية على فيتامين "د" فقد استعرض التحليل تأثير هذا الفيتامين في سكر الدم والحساسية للأنسولين - من بين القياسات الحيوية الأخرى المتأثرة بمرض السكري - في المرضى الذين شُخِّصوا من خلال 37 دراسة.

ووجدت الدراسة أنَّ مستويات فيتامين "د" لدى مرضى السكري تكون أقل بكثير من المستوى الطبيعي؛ مما يشير بوضوح إلى الحاجة المتزايدة إلى المكملات الحاوية على هذا الفيتامين.

وجدت الدراسة أيضاً أنَّه من خلال تعزيز مستويات فيتامين "د" فقد تحسَّن التحكم بنسبة السكر في الدم؛ ولذلكَ توصَّل الباحثون إلى أنَّ فيتامين "د" يمكن أن يكون علاجاً مساعداً إلى جانب العلاجات الأخرى المعروفة لمرض السكري؛ إذ إنَّه من المعروف أنَّ أفضل مصدر لفيتامين "د" هو التعرُّض إلى أشعة الشمس.

إقرأ أيضاً: 5 أعراض يُعاني منها الإنسان بسبب نقص فيتامين د

2. ممارسة الرياضة:

الفوائد الصحية للنشاط البدني مذهلة، وعندما نقارن التأثيرات السلبية لنمط الحياة الذي تقُل فيه الحركة بالفوائد التي نجنيها من نمط حياة أكثر نشاطاً، يكون من العقلاني أن نختار النمط الثاني وخاصةً إذا كنتَ تعاني من مقدمات مرض السكري.

تستطيع الوصول إلى مستوى النشاط البدني المُوصى به طبياً؛ وذلك من خلال ممارسة المشي السريع لمدة 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع أو ممارسة إحدى الرياضات التي تتطلب جهداً شديداً لمدة 75 دقيقة في الأسبوع؛ إذ إنَّك من خلال إدخال هذا المستوى المُوصى به من النشاط في حياتك قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 58%.

وجدت الأبحاث التي أُجرِيَت لمعرفة الارتباط بين كل من النشاط البدني وانعدامه، وبين المؤشرات الحيوية للقلب والتمثيل الغذائي لدى المرضى الذين يعانون من مقدمات السكري ومرض السكري من النوع 2، أنَّه عندما انتقل المرضى من ممارسة 19 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو الشديد إلى عدم ممارسة هذا المستوى من النشاط، فقد ازدادت لديهم نسبة الدهون في منطقة القناة الهضمية بنسبة 17%.

كما أدى انخفاض النشاط البدني إلى زيادة في مقاومة الأنسولين بنسبة تصل إلى 39% وانخفاض الكوليسترول الحميد أو ما يُسمى بالكوليسترول الجيد بنسبة تصل إلى 3.3%.

ومن المثير للاهتمام أنَّ هذه الآثار الصحية السلبية نفسها قد لوحِظَت عندما خفَّض المشاركون من شدَّة التمرينات التي يمارسونها؛ حيث انتقلوا من التمرينات التي تتراوح بين المتوسطة والشديدة إلى التمرينات الخفيفة؛ مما يشير بوضوح إلى أنَّ مستوى الجهد المبذول في أثناء ممارسة الرياضة هو عامل هام في الحصول على الفوائد الصحية المُثلى.

3. تناوُل المكملات التي تحتوي على مساعد الأنزيم "Q10":

مساعد الأنزيم Q10 هو أحد مضادات الأكسدة التي تُنتَج بشكل طبيعي داخل الجسم، والتي تولِّد الطاقة اللازمة لنمو الخلايا والحفاظ عليها؛ إذ تنخفض مستويات "Q10" مع التقدم في العمر؛ مما يجعل تناول مصادر هذه المادة بوعي هاماً جداً.

توجد هذه المادة في اللحوم والأسماك والمكسرات ولكن بكميات ضئيلة، ويمكن تحقيق المستويات العلاجية منها من خلال مجموعة واسعة من المكملات الغذائية.

دُرِسَت مساعد الأنزيم "Q10" بسبب فوائده في معالجة الصداع النصفي وأمراض القلب والخرف والحالات الالتهابية، كما استُكشِفَ كعلاج للوقاية من مرض السكري من النوع 2.

اختَبرَت دراسة أُجرِيَت في عام 2018 ما إذا كان إعطاء مساعد الأنزيم "Q10" سيرفع من مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري؛ حيث وُزِّعَ المشاركون والذين يبلغ عددهم 80 شخصاً بالغاً - يعانون جميعهم من ضعف في تحمُّل الجلوكوز - بشكل عشوائي على مجموعتين؛ الأولى ستُعطى كبسولات دواء وهمي، والأخرى ستُعطى مساعد الأنزيم "Q10"، وبعد ثمانية أسابيع أَظهرَت المجموعة الثانية انخفاضاً كبيراً في مقاومة الأنسولين، إضافةً إلى انخفاض مستويات الجذور الحرة السامة.

4. تناوُل الكركمين:

الكركمين هو واحد من أكثر الأعشاب العلاجية التي دُرِسَت بشكل مكثف؛ حيث اكتُشِفَ مستخلص الكركمين كوسيلة وقائية من مرض السكري من النوع 2؛ وذلك في دراسة نُشِرت في مجلة "دايابيتيز كير" (Diabetes Care)؛ حيث اختار الباحثون الأشخاص بشكل عشوائي وقسَّموهم إلى مجموعتين؛ الأولى أُعطِيَت دواءً وهمياً والثانية أُعطِيَت الكركمين لمدَّة تسعة أشهر، وتم في سياق الدراسة قياس بعض المؤشرات الحيوية التي تشير إلى التقدم نحو مرض السكري من النوع 2.

بعد تسعة أشهر من العلاج تطورت حالة 16,4% من المجموعة الأولى إلى الإصابة بمرض السكري من النوع 2، في حين لم يُشخَّص مرض السكري لدى أي شخص من المجموعة التي أُعطِيَت الكركمين، بالإضافة إلى أنَّ الأشخاص الذين عُولِجوا بالكركمين سجلوا أداءً عاماً أفضل لخلايا "بيتا"؛ وهي الخلايا الموجودة في البنكرياس التي تُركِّب الأنسولين وتفرزه.

وجدت دراسة أخرى مستقلة بحثَت في آثار الكركمين كعلاج وقائي على الفئران المُعرَّضة للخطر أنَّ الكركمين يُنظِّم ويُعدِّل من نشاط الخلايا الجذعية والتنبيهات التي ترسلها؛ مما يؤدي إلى تحسين استجابات الأنسولين والجلوكوز في البنكرياس.

إقرأ أيضاً: ملف شامل عن كل ما يتعلق بداء السكري

5. ممارسة اليوغا:

يؤكِّد العلم الحديث الفوائد الصحية المتعددة لليوغا، وقد بدأت هذه الممارسة تحظى بالاحترام الذي تستحقه، وقد يُحتمَل أن تكون اليوغا التي بُحِثَت فوائدها في العلاج والوقاية من أمراض عدة علاجاً واعداً للوقاية من مقدمات السكري.

أُجرِيَت دراسة في عام 2019 على مجموعة من النساء البالغات المصابات بمرض السكري، وقامت الدراسة بتوصيف التغييرات في نشاط الكبد، إضافة إلى التغييرات في المواد الكيميائية الحيوية ومستويات التوتر بعد ثلاثة أشهر من الممارسة المنتظمة لليوغا.

وجدَ الباحثون أنَّ مستويات الهيموغلوبين والجلوكوز الغليكوزيلاتي قد انخفضت بشكل ملحوظ لدى النساء المصابات بمرض السكري واللاتي مارسنَ اليوغا، على عكس النساء اللاتي لم يمارسنَها، بالإضافة إلى انخفاض مستوى التوتر وعدم تصاعد مستويات دهون الكبد.

المصدر




مقالات مرتبطة