كيف تعرف من يكرهك وتتعامل معه بشكل صحيح

تفرض الحياة الاجتماعية علينا التعامل مع أنواع مختلفة من الناس يومياً، وإن كنَّا واقعيين سنفهم جيداً أنَّ الكثير من الأشخاص قد يضمرون الشر لنا، وأنَّنا سنواجه من يغدر بنا، من يرغب في تحطيمنا، من يكرهنا من دون أدنى سبب واضح، وقد يكون بعض هؤلاء الناس من المحيط القريب منَّا.



لذلك علينا أن نكون جاهزين دائماً للتعامل مع مثلهم، ومن هنا كان علينا أن نفهم الأسباب التي دعت إلى كرههم لنا، ومعرفة العلامات التي تؤكد شعورنا، فضلاً عن معرفة طرائق التعامل مع من يكرهنا بالفعل.

الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالكراهية:

الكراهية مزيج من مشاعر الغضب والحقد التي تكون موجهة تجاه شخص ما، وتنتج هذه المشاعر غالباً عن مجموعة مواقف أو صفات موجودة عند الشخص المكروه، غير أنَّه في بعض الأحيان قد تنتج من دون سبب واضح، ثم إنَّ إصلاح العلاقة الناتجة عن الكراهية ليس أمراً سهلاً، وخاصةً أنَّ مشاعر الكره تحتاج إلى فترة طويلة لتخف أو تختفي.

تختلف الأسباب التي تولِّد مشاعر الكره؛ إذ إنَّ منها ما يتعلق بالشخص الكاره، ومنها ما يتعلق بالشخص المكروه، وعموماً يمكن تلخيصها بالأسباب الآتية:

  • مشاعر الخوف من الشخص الذي تُوجَّه ضده مشاعر الكره، وقد يكون هذا الخوف بسبب تصرفاته أو أفعاله، كأن يقوم الشخص بالاعتداء علينا أو انتهاك خصوصياتنا.
  • قلة الثقة بالنفس، فالشخص الكاره قد يكون قليل الثقة بنفسه؛ الأمر الذي يدفعه إلى كره الآخرين.
  • الشعور بالعجز عن القيام بأمر ما، أو العجز عن النجاح، ممَّا يشكُّل مشاعر كره تجاه الشخص الناجح، أو تجاه الأشخاص القادرين على فعل أشياء يعجز عنها الشخص الكاره.
  • أسباب تتعلق بالشخص المكروه نفسه، فقد يكون مملاً أو كاذباً أو مغروراً.

شاهد بالفديو: 8 أسباب قوية كي تحب أعداءك

العلامات التي تدل على أنَّ شخصاً ما يكرهك:

حسب الخبيرين النفسيين، تتشكل مشاعر الكره في الدماغ ابتداءً، قبل أن تظهر على شكل سلوكات وتصرفات؛ حيث توجد مناطق في الدماغ مسؤولة عنها، وهذه المراكز تنشط حسب درجة الكره، وبعد ذلك تُترجم إلى سلوكات وتصرفات تدل على كره شخص ما لآخر؛ ونتيجةً لذلك، فإنَّ هناك العديد من العلامات التي يمكنها أن تشير إلى كره شخص ما لك، ومنها:

1. لغة الجسد:

يمكنك من خلال لغة الجسد معرفة واستنتاج مشاعر شخص ما تجاهك؛ إذ إنَّ كل ما عليك فعله هو التركيز في حركاته في أثناء حديثه معك، يمكنك على سبيل المثال النظر في عينيه؛ وذلك لأنَّ الأعين قادرة على كشف مشاعره تجاهك، والشخص الذي يكرهك لن ينظر في عينيك مباشرةً، وسيحاول دائماً إبعاد نظره عنك، ذلك لأنَّ في هذا التصرف تقليلاً من شأنك، وقلَّة احترام لك.

كما أنَّ الشخص الذي يكرهك سيحافظ دائماً على مسافة أمان بين جسديكما، وسيحرص على عدم الاقتراب منك أو لمسك، فأيُّ شخص عندما يحب شخص ما، سيرغب لا إرادياً في أن يكون قريباً منه ويقلِّص المسافة التي تفصله عنه.

ويمكنك أيضاً تمييز من يكنُّ مشاعر الكره لك، بالنظر إلى الابتسامة الكاذبة التي يرسمها على شفتيه، والتي لن تكون أكثر من مجرِّد تحريك لعضلات الفم، من دون أي مشاعر أو عواطف تظهر على بقية الوجه، ثم إنَّ الوجه أيضاً من أجزاء الجسد الذي يساعدك على استنتاج كره شخص ما لك؛ حيث تجده لا يستطيع إخفاء مشاعر السعادة إذا ما سمع خبراً سيئاً عنك، كما لا يستطيع إخفاء مشاعر الحزن عند نجاحك، أو سماع أخبار جيدة تخصك، أو عندما يقوم شخص ما بمدحك أمامه.

علاوة على ما سبق، قد تساعدك الأذرع والأرجل أيضاً على فهم جسد المتحدث، فمثلاً إذا كانت الأرجل والأذرع مغلقة، يُعدُّ هذا دليلاً على عدم قبوله لتلقِّي أي فكرة منك.

إقرأ أيضاً: تعلم قراءة لغة الجسد من خلال الحركات

2. الاستماع لك وحسب:

نلاحظ أنَّ الشخص الكاره لن يحاول الاشتراك معك في الحديث؛ بل سيستمع فحسب، ولن يعطيك أي معلومات تخصه، ولن يتحدَّث أمامك عن حياته الخاصة، وسيضع ألف حجَّة للانسحاب من الحديث والنقاش معك، فهو لا يشعر بالحماسة تجاه الحديث معك، ولن يحاول الخروج عن العام والدخول في أي أحاديث عميقة.

3. إحباطك وعدم تقديم أي مدح:

سترى أنَّ الشخص الذي يكرهك، يتجنب تقديم أي مدح أو ثناء إليك، ولن يُظهر أي تقدير لأعمالك أو لنجاحك؛ بل على العكس، سيحاول دائماً إحباطك والتركيز على سلبياتك ونقاط ضعفك، متذرعاً بتقديم النصائح إليك، وفي الحقيقة، هذه النصائح ليست بنَّاءة وكل القصد منها إزعاجك.

4. تحميلك اللوم دائماً:

يلجأ الشخص الذي يكرهك إلى تحميلك اللوم على أي خطأ يحدث، حتى تعتقد أنَّك شخص مُقصِّر وغير مبالٍ، كما أنَّ مشاعرك وأحاسيسك ستكون آخر اهتماماته، ولن يُضيِّع أي فرصة حتى يُحبطك.

5. الاقتراب الزائف منك:

في حين يحافظ الشخص الكاره على خصوصيته معك، فإنَّه بالمقابل يحاول معرفة كل أخبارك، ويعمد إلى التدخل في تفاصيل حياتك.

6. التعامل معك والاقتراب منك لتحقيق مصالحه:

يقترب منك عندما يتعلَّق الأمر بمصلحته، ولكي تساعده في أمر لا دراية له به، وبعد انتهاء مصلحته يعود ويبتعد عنك، وفي حال طلبت منه المساعدة سيتهرب منك.

7. اغتيابك والكلام عنك بالسوء:

من يكرهك سيسعى جاهداً إلى تلطيخ سمعتك، والحديث عنك حديثاً سيِّئاً، كما سينشر الشائعات عنك، ويحاول جعل الناس جميعهم يكرهونك.

إقرأ أيضاً: أقوال وحكم عن حفظ اللسان

8. معارضة رأيك دائماً:

في أي فرصة تسنح له، وخاصةً أمام الناس وفي الجلسات العامة، سيلجأ إلى معارضة رأيك وتشويهه من دون وجه حق، فالدافع الحقيقي له هو الكره فحسب.

9. تجنُّب المزاح معك:

الشخص الذي يحبُّ ممازحتك هو شخص يحبك، فالمزاح دليل على قوة العلاقة بينكما؛ لذا إن كان أحدهم يتحدُّث معك حديثاً جديٍّاً دائماً، فقد يُعدُّ هذا مؤشراً على كرهه لك.

وقد حدد علم النفس مجموعة من المؤشرات التي تدل على كره شخص ما لك، وحيث إنَّها تلتقي في كثير من النقاط مع المؤشرات السابقة، سنذكر فيما يلي النقاط التي لم يتم ذكرها:

  • النظر إليك بعين الحسد على كل شيء.
  • احتقارك وإظهارك بمرتبة أقل ممَّا أنت عليها في الحقيقة.
  • الغضب عند جلوسك قريباً منه في أي مكان، حتى في الأماكن العامة.

طرق التعامل مع شخص يكرهك:

حتى عند التعامل مع الأشخاص الكارهين لك، تستطيع التصرف تصرفاتٍ تحافظ بها على طاقتك، ولا تهدرها فيما يضرُّك ويؤذيك؛ لذلك كن ذكياً ولا تحاول إضاعة وقتك في فهم من يكرهك؛ بل حاول فحسب التعامل معهم تعاملاً صحيحاً، وسنقدِّم فيما يلي مجموعة من النصائح التي ستساعدك:

1. كن متصالحاً مع نفسك وواثقاً بها:

قبل كل شيء، وأهم نصيحة يمكن أن نوجهها إليك، هي أن تكون شخصاً متصالحاً مع نفسه وواثقاً بها؛ إذ إنَّ أول شيء سيحاول الشخص الكاره لك فعله، هو إضعاف ثقتك بنفسك.

2. لا تدخل في نقاشات أو جدالات لا طائل منها:

الدخول في أي جدال أو نقاش، يعني محاولة ضمنية منك لفرض وجهة نظرك أو إقناع الناس بها، وهذا كفيل بتوليد مزيدٍ من البغضاء، إذا ما كان الشخص الذي تتعامل معه لا يحبك، كما عليك أن توضِّح وجهة نظرك بكل هدوء، ولكن لا تحاول فرضها على أحد، وإذا شعرت أنَّك فعلاً على حق، لا تجهد نفسك في تقديم البراهين والأدلة التي تُثبت وجهة نظرك، انسحب وحسب، وتذكَّر دائماً أنَّ من يكرهك يواجه شخصك وليس أفكارك.

3. لا تقابل الكاره بالمثل:

اجعل قلبك نقياً وصافياً، ولا تواجه الكره بالكره؛ وذلك لأنَّ هذا سيولِّد كثيراً من البغض بينكما، وسيجعل العلاقة تسوء أكثر، وقد يصل بك الأمر إلى عواقب وخيمة، فالعواطف السلبية والمشاعر السيِّئة كالكره، ليست إلا سُمَّاً، فلا تسمح له أن يجري في دمك ويؤذيك.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك لكي تسامح الآخرين بصدق

4. لا تعطِ أفعاله وتصرفاته وزناً أو قيمةً:

أغلب تصرفات الشخص الكاره لك، إنَّما هي موجَّهة لإزعاجك وإحباطك فحسب، وعليك فهم هذا جيداً، وعدم التأثر بآرائه عنك أو بكلامه أو نصائحه.

5. تجاهل كل ما يقوم به ويفعله:

لا تفسح المجال للشخص الكاره بتحويل كلامه إلى حقيقة، فأيُّ نجاح تحققه سيسبب له الغيظ، وسيلجأ إلى إحباطك وإظهار نقاط الضعف في عملك، مركزاً على السلبيات فحسب؛ لذا تجاهَل كل هذا ولا تعطه أي أهمية، وضع في ذهنك أنَّ الاستجابة له لن توصلك إلى أي مكان، فالتجاهل أمر صعب حقاً، لكنَّه من أفضل النصائح، وقد يجنبك اللجوء إلى أي نصيحة أخرى.

6. خفِّف علاقتك به إلى الحدود الدنيا:

أنت لست مضطراً إلى وجود الشخص الكاره في حياتك دائماً، وفي حال كان من أفراد العائلة، ضع حدوداً ومسافة بينكما، ولا تسمح بتجاوزها مهما كانت الظروف.

7. واجهه لمعرفة الأسباب:

يمكنك أن تسأله مباشرةً عن سبب كرهه لك؛ إذ إنَّ من الممكن وجود سوء فهم، وهنا ستساعدك المواجهة على توضيحه وشرحه، وإذا ما اكتشفت من خلال الحديث أنَّك قد أخطأت فعلاً في الماضي، لا تتردد في تقديم الاعتذار.

8. ابحث عن أخطائك:

قد تساعدك النصيحة السابقة على فتح سجلات ماضيك، والبحث جيداً في تصرفاتك، فقد تكون فعلاً سبَّبت الأذى لأحد ما، أو أنَّك قد تمتلك بالفعل مشكلة تسبب كره الناس لك؛ لذا ابحث عنها وعالجها.

9. اتَّبع قاعدة الـ 24 ساعة:

يقوم هذا المبدأ أو القانون على عدم إظهار أي ردِّ فعل قبل مرور أربعٍ وعشرين ساعة على حدوث الفعل، وبهذه الطريقة، أنت لا تترك مجالاً للعواطف حتى تتحكم بك، وتذكَّر دائماً أنَّ ردَّة فعلك قد تتغير جذرياً بعد أن تهدأ.

10. ابتعد عن العنف:

لن يولِّد العنف، سواء أكان لفظياً أم جسدياً، إلا مزيداً من العنف والكثير من الكره.

في الختام:

ضع في بالك أنَّ إدراك محبة الناس جميعاً، هو هدف صعب التحقيق؛ إذ حتى لو كانت كل تصرفاتك صحيحة، وحتى لو كنت شخصاً ناجحاً وعصامياً وبعيداً عن المشكلات، وحتى لو كنت مهذباً وخلوقاً وطيباً وأفعالك موجهة إلى الخير دائماً، لن تنجح، فكل هذه الصفات الرائعة قد تكون سبباً في كره بعضهم لك، والحقد عليك، وتمنِّي السوء لك؛ لذلك لا تهتم بإرضاء الناس، وفكِّر في نفسك فحسب، فضلاً عن التفكير في تنمية الحب في داخلك، ثم ضع في بالك أنَّ كره الناس أمر لن تتمكن من تجنبه؛ لذا تعلَّم كيف تواجهه.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة