فعندما يتصرَّف المتحدِّث تصرفات غير مقصودة، يمكن أن يضر ذلك بمصداقيته، ويشتت انتباه الجمهور عن محتوى عرضه ورسالته.
لغة الجسد وتعابير الوجه والتحدُّث أمام الناس:
بالإضافة إلى محتوى الخطاب الذي ستلقيه شفهياً، فإنَّ طريقة العرض والسلوك غير اللفظي لهما أهمية خاصة، ويشمل ذلك الإيماءات والتواصل البصري واتجاه العين وشدة توتر الجسم ووضعية الوقوف والصوت والتغييرات في نبرة الصوت والتوقف المؤقت؛ حيث يمكن لكثرة التوقف قبل إيصال الفكرة كاملة أن تدفع إلى الشعور بالتوتر، أما التوقف بعد الانتهاء من إيصال الفكرة يساعد على نجاح العرض.
لقد أصبحت تعابير الوجه الآن أقل أهمية ممَّا كانت عليه في الماضي، ومع ذلك، تؤثر تعابير الوجه البارزة بشدة في الجمهور.
هل فعلاً لم تعُد لتعابير الوجه أي أهمية؟
يجب أن يكون المتحدِّثون العامون الذين يرغبون في إقناع جمهورهم صادقين، ويشمل هذا الأمر تعابير الوجه المفعمة بالحيوية؛ فإذا كنت واثقاً ممَّا تقوله، فهذا يشمل مشاعرك أيضاً، أما إذا كنت تواجه صعوبةً فيما تقوله، سيظهر على وجهك تعبير يثبت ذلك عموماً.
يدرك مقدِّم العروض الماهر أنَّ تعابير الوجه المناسبة هي جزء هام من التواصل الفعَّال، فغالباً ما تكون تعابير الوجه هي ما تحدد المعنى الكامن وراء الرسالة التي تريد إيصالها، ويراقب الجمهور تعابير وجه المتحدِّث في أثناء تقديم العرض؛ فعندما تتحدَّث، تُظهِرُ تعابير وجهك بوضوح مواقفك ومشاعرك وعواطفك أكثر من أي جزء آخر في جسدك.
يعتمد تأثيرك كمتحدِّث على لغة جسدك، ومن المرجَّح أن تتحكَّم بالكلمات التي تقولها؛ لذلك يجب أن تكون متأكداً من أنَّك تتحكَّم بما تقوله بلغة جسدك.
16 معلومة تتعلَّق بتعابير الوجه يجب عليك اتباعها في أثناء تقديم العروض:
نقدِّم لك فيما يلي 16 معلومة تتعلَّق بتعابير الوجه يجب عليك اتباعها في أثناء تقديم العروض:
1. المصداقية:
تدعم لغة الجسد الفعَّالة الرسالة التي يريد المتحدِّث إيصالها، وتنقل صورة دقيقة عنه؛ حيث سيظهر أي أمر لا يتناسب مع شخصية ودور المتحدِّث ورسالته مضحكاً دون قصد، ويؤثر سلباً في مصداقية المتحدِّث، ويشتت الانتباه عن محتوى العرض والرسالة، ويمكن للأشخاص الذين يتحدَّثون بثقة إظهار تعابير الوجه المناسبة تلقائياً؛ حيث يوجد عدد قليل من المتحدِّثين الذين يعرفون كيف يؤثرون في الجمهور.
2. الابتسامة:
للأسف، يفقد معظم الناس تعابير وجوههم المفعمة بالحيوية تحت ضغط التحدُّث أمام الجمهور، وتصبح ملامحهم جدية؛ لذا حرر ملامح وجهك منذ بداية العرض، ورحِّب بالجمهور عبر الابتسامة في وجوههم؛ حيث سيسهل التعامل مع الآخرين عندما تبتسم أو تضحك معهم؛ حيث سيبدو هذا التصرُّف صريحاً وودوداً.
تنبع الابتسامة الحقيقية من داخلنا، وتختلف عن الابتسامة المزيفة أو الابتسامة العادية الدائمة الموجودة على وجوهنا؛ حيث تبدو هذه الابتسامة مختلفة عن الابتسامة الحقيقية التي تسمى ابتسامة دوشين (Duchenne smile)، وقد سميت نسبة إلى غيوم دوشين (Guillaume Duchenne)، عالِم التشريح الفرنسي الذي درس تعابير عدة مختلفة للعاطفة، مع التركيز على الابتسامة التي تترافق بشعور الاستمتاع.
لقد حدَّد دوشين حركات الوجه التي تجعل هذه الابتسامة الحقيقية مختلفة عن أنواع الابتسامات المزيفة، وتُعد ابتسامة دوشين ابتسامة طبيعية تنبع من الاستمتاع، وتحدُث عن طريق انقباض عضلات الوجنتين والعضلة الدويرية العينية.
3. العواطف:
إنَّ وجود علاقة منطقية بين عواطف مقدِّم العروض وما يقوله هو الذي يضفي الحيوية على الجمهور؛ لذا حاول أن تُظهِر عواطفك الداخلية في أثناء إيصال أفكارك وسينعكس ذلك على تعابير وجهك؛ فحتى لو أظهرت القليل من عواطفك ومشاعرك فسيكون لذلك تأثير كبير؛ لذا من فضلك لا تكشر في وجه جمهورك.
4. التحكم بنظراتك:
سيوجِّه الجمهور نظره إلى المكان الذي تنظر إليه، وبهذه الطريقة يمكنك توجيه انتباه الجمهور اعتماداً على نظراتك؛ لذا انظر إلى المكان الذي يجب أن ينظر إليه الجمهور؛ وكن حذراً من حصول أي سوء فهم مرتبط بنظراتك، فإذا واصلت النظر إلى الباب، ستبدو وكأنَّك ترغب في الانسحاب.
شاهد بالفيديو: 14 أمراً لتحسين مهارات لغة الجسد لديك
5. التواصل البصري:
يدرك المتحدِّثون الجيدون مدى أهمية تعابير الوجه؛ حيث يشارك مقدِّمو العروض الماهرون نظراتهم مع شخص واحد في كل مرة يتحدَّثون فيها، مع التركيز لفترة من الوقت لإكمال عبارة والتأكد من أنَّها مفهومة وواضحة، بالإضافة إلى ابتسامة تعبِّر عن تقديرهم للجمهور؛ لذا استمر في النظر إلى جميع الوجوه، وانتبه جيداً وكرر ابتسامتك.
6. حركة الفم:
يمكن لبعض تعابير الوجه أن تدفع الطرف الآخر إلى الشعور بالغضب؛ حيث يمكن تفسير رفع زوايا الفم من جانب واحد على أنَّه دليل على التعالي، وقد يُتَّهم المتحدِّث بعد ذلك بالغرور أو الاستخفاف بالجمهور.
7. الابتسامة الدائمة:
قد تبدو الابتسامة الدائمة مزيفة أو تدل على التراخي أو الضعف؛ فعندما تبتسم ابتسامة دائمة، فإنَّك ستُشعِر نظيرك بالارتياب، ومع ذلك، احذر من تعابير الوجه السيئة، كالتي تُظهر أنَّك تبتسم رغماً عن نفسك.
إذا كانت هناك لحظات تريد أن يفكر فيها الجمهور بالأفكار التي تتحدَّث عنها، فهذا التعبير غير مناسب؛ وذلك لأنَّك عندما تبتسم ابتسامة مزيفة، فلا أحد سيثق بما تقوله وتقدِّمه.
8. الضغط على الأسنان:
قد يبدو الشخص الذي يضغط على أسنانه بشدة غاضباً وعدوانياً، أو على الأقل متوتراً.
9. الابتسامة مع إظهار الأسنان:
إذا كانت الأسنان العليا ملتصقة بالسفلى، فهذا دليل على أنَّ ابتسامتك مصطنعة، أما إذا كان الفم مفتوحاً وابتسامتك ظاهرة والأسنان غير ملتصقة، فهذا يدل على أنَّ ابتسامتك صادقة.
10. إمساك الأنف أو الفم أو الذقن:
لا تلمس أنفك أو فمك أو ذقنك في أثناء حديثك، فهذا يدل على عدم شعورك بالأمان، ويؤثر سلباً في الجمهور، ويدفعهم إلى الشك بما تقوله.
11. تعابير الوجه الدقيقة الأخرى:
قد تؤثر لغة الجسد سلباً أو إيجاباً في المواقف الحساسة؛ لذلك يجب أن تعرف متى تساعدك تعابير وجهك ومتى تؤذيك.
12. تكييف تعابير الوجه مع عدد الحضور:
مع زيادة عدد جمهورك، يجب أن تصبح تعابير وجهك أكثر وضوحاً، فإذا لم يتمكَّن الجمهور في الصف الأخير من قراءة تعابير وجهك، سيدلُّ ذلك على عدم اهتمامك بإيصال الفكرة إليهم.
13. استكشاف تأثير تعابير الوجه:
عادةً ما يكون لتعابير الوجه دوراً صغيراً في العرض؛ ولهذا السبب، غالباً ما نقلِّل من شأنها، ومع ذلك، تلعب تعابير الوجه دوراً هاماً في إقناع المتحدِّث لجمهوره وقدرته على إيصال رسالته؛ لذلك يستحق الأمر استكشاف تأثير تعابير الوجه في تقديم العروض.
بحسب الدراسات وُجِدَ أنَّ وجه الإنسان قادر على القيام بأكثر من 10000 تعبير مختلف؛ لذلك حاول استخدام أكثر تعابير الوجه والعواطف انتشاراً.
يوجد سبع عواطف معترَف بها عالمياً تظهر من خلال تعابير الوجه:
- الغضب.
- الاشمئزاز.
- الاستخفاف.
- الخوف.
- السعادة.
- الحزن.
- الدهشة.
بغض النظر عن الثقافة، فإنَّ هذه التعابير هي نفسها في جميع أنحاء العالم، وقد تختلف في شدة ظهورها.
14. مراقبة الجمهور:
مثلما تعطي تعابير وجهك فكرة عن عواطفك، كذلك تمنحك تعابير وجه جمهورك فكرة عن عواطفهم الداخلية.
لذا اقرأ تعابير وجه جمهورك، فإذا كانت غير معبِّرة، فمن المحتمَل أنَّ تفكيرهم منشغل بأمر آخر ويشعرون بالملل من عرضك، أما إذا كانت تعابير وجوههم تعبر عن الفرح والحماس فهذا دليل على أنَّهم ينتظرون الأفكار التي ستطرحها بفارغ الصبر.
عندما تقرأ تعابير وجوه جمهورك، ستكون قادراً على اتخاذ قرارات وإجراء تعديلات تلقائية مباشرة لجذب انتباههم.
15. استخدام منصة لإلقاء المحاضرات أو المسودات:
أينما كانت مسودة خطابك موضوعة، وسواء كانت كومة من الورق موضوعة على المنصة أمامك أم بطاقات تتضمَّن الأفكار الرئيسة موجودة في يديك، تجنَّب النظر إليها طوال الوقت.
16. الممارسة والتدريب:
كما هو الحال مع أي مهارة تتعلَّق بتقديم العروض، تتطلَّب تعابير الوجه الكثير من التدريب لتطويرها لتكون صادقةً وفعَّالةً، ويميل مقدِّمو العروض الذين يهتمون كثيراً بإيصال رسالتهم إلى استخدام لغة الجسد بالكامل لدعم تلك الرسالة.
تدرَّب على عرضك التقديمي والأمور المذكورة في هذا المقال أمام المرآة، وركِّز على تعابير وجهك في أثناء التدريب، وتأكَّد فيما إذا كانت تعابير وجهك تنقل الحالة المزاجية التي تريد إيصالها؛ فإذا كان وجهك لا يُظهر أي عاطفة، توقف وحاول التركيز، وكرِّر ذلك مرةً أخرى؛ سيساعدك هذا الأمر على استكشاف تعابير وجهك استكشافاً مضحكاً ولطيفاً.
إعداد الخطابات والعروض الهامة:
إنَّ الأشخاص الذين لا يتحدثون لا يصغي إليهم أحد، ومعظم الأشخاص الذين يتحدثون لا ينجحون دائماً، لأنَّك تحتاج إلى بعض الخطوات التي يجب إتقانها ليكون عرضك أو خطابك فعالاً.
يجب أن تكون مُقنعاً في إيصال رسالتك، وأن تكون شخصيتك مؤثرة؛ فعندما تمارس الأمور المذكورة أعلاه، ستعرف الطريقة التي تساعد جمهورك على فهمك وفهم محتوى عرضك، وستتمكن من تحديد الأمور التي يجب عليك فعلها وتلك التي يجب عليك استبعادها.
يعاني معظم الناس من الرهبة الشديدة على المسرح أثناء التحدُّث أمام الجمهور، ممَّا يؤدي إلى اختلاف أدائهم وعدم إبراز جميع إمكاناتهم.
أضف تعليقاً