كيف تضر وسائل التواصل الاجتماعي بحياتك المهنية المستقبلية؟

قد يبدو أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي هي مجتمعك من الأصدقاء والمتابعين، والمكان الذي يمكنك فيه نشر ومشاركة ما يدور في ذهنك حقاً في لحظة معينة، ولكنَّ هذا الافتراض مضلِّل؛ وذلك لأنَّ هذه الأنشطة "الخاصة" موجودة على مرأى الجميع، بما في ذلك أرباب العمل المحتمَلين.



تشير الدراسات إلى أنَّ 90٪ من أرباب العمل يضعون نشاط المرشَّح للوظيفة على وسائل التواصل الاجتماعي في الحسبان عند التعيين، وأنَّ 79٪ من مسؤولي الموارد البشرية رفضوا مرشحين بسبب ما وجدوه على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ومن ثم من المنطقي أن نولي اهتماماً إلى نشاطنا الحالي والماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم السماح لشبكاتنا الاجتماعية بإلحاق الضرر بحياتنا المهنية.

إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة أو تفكِّر في تغيير مهنتك في المستقبل، فيجب أن تعرف هذه الخطوات الست التي قد تؤثر بها وسائل التواصل الاجتماعي في قبولك للوظيفة:

1. وجود منشورات أو تغريدات مسيئة:

يُعدُّ نشر أمور غير لائقة عموماً أمراً غير أخلاقي، ولكن نشر ذلك على حساباتك الخاصَّة بالأخص فعل طائش؛ إذ سيتفحَّص رب العمل الحكيم منشوراتك السابقة ليكتشف ما إذا تجاوزت فيها أي خطوط حمراء مثل التغريدات العدوانية، أو الأشياء غير القانونية، أو الآراء المثيرة للجدل، أو الإساءة إلى شخصٍ ما علناً.

لقد حلَّل تطبيق "تويت ديليتر" (Tweet Deleter) ولخَّص أكثر من 200 مليون تغريدة محذوفة في عام 2020 في رسم بياني، ووجد أنَّ معظم التغريدات المحذوفة تحتوي إمَّا على ألفاظ نابية أو كلمات عنصرية، وأحد أهم أسباب الحذف التي ذكرها المستخدمون الذين شملهم الاستطلاع كان إعطاء انطباع أفضل لأرباب العمل المحتمَلين.

ربما نشرتَ شيئاً كنت تؤمن به في الماضي، ولم تعُد كذلك، أو ربما تكون قد غرَّدت بشيء لا تقصده في خضم الجدل، ولكنَّ هذه المنشورات ستضرَّك؛ لذا احرص على حذف منشوراتك المسيئة من صفحات "فيسبوك" (Facebook) و"تويتر" (Twitter) وغيرهم لتعزيز فرصك في الحصول على الوظيفة التي تريدها.

إقرأ أيضاً: كيف تحذف جميع منشوراتك على فيسبوك باستخدام ميزة "إدارة النشاط"

2. نشر نكات مثيرة للجدل:

تُعدُّ مشاركة النكات ومقاطع الفيديو هواية مفضلة للعديد من الأشخاص هذه الأيام، ولكن إذا كنت تحب مشاركة مقاطع فيديو مضحكة، فاحرص على ألَّا يكون محتواها مثيراً للشبهات أو يحمل أي إساءة، ولا سيما في موضوعات مثل الدين والسياسة؛ وذلك لأنَّها تكون الأكثر حساسية عادةً، في الواقع، أذكى ما يمكنك فعله هو الاحتفاظ بآرائك الجدلية (بما في ذلك النكات) لنفسك ولأصدقائك المقربين.

تذكَّر، حتى لو لم تقصد أن تنشر شيئاً غير محترم، فقد لا يفهم الشخص الذي يقرأ ملفك الشخصي روح الدعابة التي تقصدها؛ وذلك لأنَّ العديد من الأشخاص الذين يرون ما تشاركه أو تقوله عبر الإنترنت لا يعرفونك جيداً؛ ومن ثم قد لا يفهمون إذا كان ما تقصده المزاح أم الإساءة.

شاهد بالفديو: سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي

3. نشر الشكاوى حول أرباب العمل السابقين عبر الإنترنت:

إذا كنت تمر بيوم عصيب في العمل، فلا تتسرع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتنفيس عن غضبك؛ لأنَّه إذا رأى مسؤول التوظيف أو رئيسك المستقبلي أنَّك قد انتقدت مديرك أو رب عملك عبر الإنترنت (أو شاركت بعض المعلومات السرية حول مكان عملك)، فسيعتقد جديَّاً بأنَّك ستفعل الشيء نفسه معه إذا عيَّنك.

حتى لو كنت محقاً تماماً فيما نشرت، أو كان العميل أو رب العمل يستحق أن تنتقده علناً، لن يكون السبب الحقيقي وراء انتقادك له واضحاً؛ ومن ثم لن يفهم القارئ القصة بوضوح.

في الواقع، من الصعب للغاية نقل سياق الموقف على وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" (Twitter)؛ إذ يقتصر عدد المحارف على 280 محرفاً؛ لذا بدون سياق، اعلم أنَّك تخاطر بأن تبدو موظفاً عدوانياً؛ لذا عندما تريد الشكوى من رئيسك في العمل، تحدَّث إلى أصدقائك المقربين أو تناول القهوة مع زميل يدعمك بدلاً من صب جام غضبك على وسائل التواصل الاجتماعي.

4. تقديم صورة سلبية أو استفزازية عن نفسك:

هناك طريقة أخرى يمكن أن تضرَّ بوظيفتك، وهي إظهار صورة سلبية عن نفسك عبر الإنترنت؛ إذ تُعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي المكان الذي يمكنك من خلاله تحسين صورتك، وقد يتصفح رب العمل المحتمل أو حتى رئيسك الحالي صفحتك الشخصية لاكتشاف حقيقتك التي لا تكون جليةً في سيرتك الذاتية أو في مقابلة التوظيف.

انظر إلى خلاصة ما تنشره على "فيسبوك" (Facebook) أو "تويتر" (Twitter) أو "إنستجرام" (Instagram) بحيادية، وما إذا كنت نشرت صوراً استفزازية أو غير لائقة، واعلم أنَّ التغريدات المبهمة أو الإفراط في مشاركة المنشورات أو حتى النظرة السلبية لكل شيء قد تنعكس عليك انعكاساً سيئاً؛ إذ يعترف 51٪ من مديري التوظيف بأنَّهم يتفقَّدون منشورات المرشَّح للوظيفة لمعرفة ما إذا سيكون مناسباً لثقافة الشركة، وإذا كنت شخصاً سلبياً، فقد يقررون أنَّك غير مناسب للعمل.

لذا حاول أن تحافظ على صورتك حسنة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تجعل منشوراتك بنَّاءة وإيجابية من خلال مشاركة هواياتك واهتماماتك، وأظهِر أيضاً المزيد من الاحترام، وقدِّم صورة اجتماعية ومتوازنة عن نفسك، ونظِّم حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "لينكد إن" (LinkedIn) لإظهار معرفتك بمجال عملك.

5. الكذب بشأن مؤهلاتك:

لقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ 38٪ من كبار المديرين قد رفضوا مرشحين للوظائف بعد اكتشاف أكاذيبهم؛ لذا إذا كنت قد فكرت يوماً في تحسين سيرتك الذاتية من خلال التظاهر بتولِّي منصبٍ مرموق أكثر في شركة معينة، أو إظهار خبرة عمل أطول من خبرتك الفعلية؛ فكُن حذراً.

قد لا يكون كذباً صريحاً إذا بالغت بعض الشيء بشأن المؤهلات المذكورة في سيرتك الذاتية أو في خطاب التقديم للالتحاق بالوظيفة، ولكن إذا كُشِف أمرك، ستكون وظيفتك مُهدَّدة، وقد تُطرد من العمل بعد التعيين بمجرد اكتشاف الأمر، أو يحدث ما هو أسوأ، وتلحق التضرر بسمعتك في الأوساط المهنية.

بعض الطرائق التي قد تكشف بها وسائل التواصل الاجتماعي عن أكاذيبك:

  1. عدم إضافة تواريخ دقيقة: إذا شكَّ مدير التوظيف في تواريخ عملك، فيمكنه الاتصال برب العمل السابق واكتشاف الحقيقة.
  2. عدم تطابق منشوراتك مع ما قلته في مقابلة التوظيف: قد تشير سيرتك الذاتية أنَّ الشركة السابقة استغنت عن خدماتك قبل شهر، بينما تكون قد نشرت صورة تشير إلى أنَّك كنت مسافراً منذ شهرين.
  3. غموض صفحتك الشخصية: سيرى مديرو التوظيف الخبراء ما إذا كنت تحاول إخفاء نقص الخبرة بعبارات غامضة مثل: "أنا على دراية بكذا.." أو "لقد شاركت في كذا.." حتى لو لم يكن هذا كذباً صريحاً أو مجرَّد مبالغة، فتوقَّع من القائم على إجراء المقابلة أن يطرح بعض الأسئلة المباشرة حول مسؤولياتك للتأكد من أنَّك تمتلك بالفعل المؤهلات المطلوبة.
إقرأ أيضاً: 8 آثار سلبية تسببها مواقع التواصل الاجتماعي

6. عدم وجود أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي:

ربما تفضِّل تجنُّب وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" (Facebook) و"تويتر" (Twitter) و"إنستجرام" (Instagram) لأسباب تتعلق بالخصوصية أو للحدِّ من استخدام هاتفك، فإذا كان الأمر كذلك، حاول إنشاء حساب على "لينكد إن" (LinkedIn) على الأقل؛ إذ قد يضر انعدام أي حضور اجتماعي كلياً بفرص تعيينك للوظيفة.

في هذا العالم الرقمي، ستكون غير مرئي إلكترونياً إذا لم تمتلك أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لا يرى بعض أرباب العمل مشكلة في ذلك، بينما قد يجد الآخرون الأمر مريباً أو يعدُّونك شخصاً ذا عقلية منغلقة.

بالإضافة إلى ذلك، لن تستطيع ترك انطباع إيجابي لدى رب العمل المحتمل إذا لم تمتلك أي حسابات على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ هناك بعض الخطوات التي يمكنك فعلها على وسائل التواصل الاجتماعي لترك انطباع جيد عنك، مثل:

  • التواصل مع المختصين في العمل في مجالك أو كبار الخبراء أو الوسائط الإعلامية عبر "تويتر" (Twitter).
  • تحديث ملفك الشخصي على "لينكد إن" (LinkedIn)، ووضع سجل عملك التفصيلي والمعلومات المتعلقة بحياتك المهنية.
  • مشاركة أخبار المجال الذي تعمل به، وتكوين شبكة مهنية قوية عبر الإنترنت.
  • وضع صورة ملف شخصي ذات مظهر احترافي أو على الأقل صورة مقبولة.
إقرأ أيضاً: كيف تستخدم شبكة "لينكد إن" LinkedIn باحترافية

اجعل وسائل التواصل الاجتماعي نقطة قوَّة بدلاً من أن تكون عائقاً يقف في طريقك:

قد تضر وسائل التواصل الاجتماعي بوظيفتك المستقبلية أو تصبح عقبة في طريقك إلى الحياة المهنية المنشودة؛ لذا من الضروري أن تتجنَّب ذلك من خلال تزويد ملفك الشخصي بمعلومات وأفكار جيدة تحسِّن من فرصك في التوظيف.

علاوة على ذلك، قد يتصفَّح رب عملك الحالي ملفك الشخصي مرة تلو الأخرى ولا يعجبه شيئاً يراه؛ لذا اهتم دائماً بما تنشره عبر الإنترنت، وركِّز على المنشورات التي تعلِّق عليها والأشخاص الذين تعلِّق لهم، وانتقِ أيضاً من تُتابِع.

 

المصدر




مقالات مرتبطة