كيف تشعرك وسائل التواصل الاجتماعي بالسوء تجاه نفسك كل يوم؟

هل سبق لك وأن شعرت بالسوء تجاه نفسك بعد تصفح فيسبوك (Facebook) أو تويتر (Twitter)؟ هل تشعر أنَّ الأشخاص الآخرين يعيشون حياة أفضل من حياتك؟



إنَّه لمن السهل جداً الشعور بالغيرة من الآخرين وممَّا ينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، كصور إجازاتهم، وإعلانات خطوبتهم وارتباطهم، وصور زفافهم، وغيرها الكثير؛ وقد يدفعك كل ذلك إلى الشعور بالغيرة والحسد الشديد.

علامات الحسد الناتجة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي:

إنَّ العلامة الرئيسة لذلك هي انخفاض المزاج عموماً، بحيث تشعر بالفراغ بعد قراءة بعض المنشورات المتفائلة والمبهجة، خصوصاً من صديق أو قريب؛ وقد تشعر أيضاً أنَّك مضطر إلى قراءة جميع منشوراتهم في هذه الحالة، أو تصفح جميع ألبومات الصور خاصتهم؛ وحتى عندما تشعر بالغيرة، تستمر في متابعة أخبارهم دون توقف.

قد تستخدم منشوراتهم كوسيلة لتلوم بها نفسك، ممَّا يدفعك في نهاية المطاف إلى الشعور باليأس والكراهية تجاه نفسك؛ لكن على أي حال، ألا يجب أن تشعر بالقليل من السعادة للآخرين؟

شاهد بالفيديو: 7 خطوات للتخلّص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

البشر مفطورون على حبِّ المنافسة:

يجب أن نفهم في البداية أسباب هذه الظاهرة؛ فنحن كائنات اجتماعية نحب التواصل مع الآخرين بطبيعتنا، لكنَّنا أيضاً نحب المنافسة، وقد يستمتع بعضنا بالتباهي أمام الآخرين إلى حد ما؛ ونتيجة لذلك، يميل معظم الأشخاص في المجتمع الذي نعيش فيه إلى اغتنام الفرص ليُظهِروا للآخرين مدى روعتهم، وجودة حياتهم؛ ولسوء الحظ، من الصعب تذكر ذلك عند تصفح فيسبوك (Facebook)، وتبدأ هنا المشكلات.

وفقاً لدراسة أُجرِيَت في جامعة كوبنهاغن (the University of Copenhagen): بدأنا نشعر بالحسد تجاه الآخرين عندما بدأنا نقارن حياتنا اليومية مع الصور اللامعة التي يريد الآخرون إظهارها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فعندما تقع في فخ مقارنة حياتك الخاصة مع الصورة التي يطرحها الناس للعامة على مواقع التواصل، لابدَّ أن تشعر بالنقص.

إقرأ أيضاً: ايجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي

الغيرة أشبه بألم حقيقي:

قد يبدو الأمر مجرد استياء وانزعاج اعتيادي، لكنَّ آثاره قد تتراكم مع مرور الوقت.

وفقاً لبحث نُشِرَ في مجلة العلوم (Science)، ينشط الحسد والألم الجسدي المناطق نفسها في الدماغ؛ إذ إنَّه لمن المؤلم جداً الشعور بالغيرة، ويمكن أن تصبح هذه عادة سيئة مع مرور الوقت، ونصبح أشخاصاً سيئين ومنشغلين جداً بتحليل عيوبنا بدلاً من عيش حياة مُرضِية.

ما الذي يمكنك فعله إذاً لمكافحة الحسد الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

1. أزل المتبجحين من قائمة أصدقائك:

إذا كنت تتابع الأشخاص الذين يتباهون بأنفسهم دوماً، فألغِ متابعتهم أو احذفهم من قائمة أصدقائك؛ فنادراً ما يكون هؤلاء الأشخاص أصدقاء جيدين على أي حال؛ أمَّا إذا كنت لا تزال ترغب في البقاء على تواصل معهم، فاستخدم الرسائل النصية أو المراسلة الفورية بدلاً من ذلك.

2. لا تخشَ ذكر الأشياء الجيدة في حياتك:

إذا كنت تمتلك بعض الأخبار الجيدة لمشاركتها مع الآخرين، فانشر الإيجابية ولا تخشَ شيئاً، حيث لا توجد أي مشكلة في ذكر إنجازاتك والأمور البارزة التي تقوم بها كل حين؛ ولكن عندما تبالغ في إثارة غيرة الآخرين، عليك تقييم سلوكك في هذه الحالة.

إنَّه لمن المحتمل أن تمر بلحظات رائعة؛ لكن لتتجنَّب المبالغة وإثارة حنق الآخرين، يمكنك إعداد ملف تعريفي لا يراه أحد سواك، وجعله ذا محتوى إيجابي، بحيث يمكنك التفاخر والتباهي فيه كما تريد؛ وربَّما قد يبدو هذا غريباً، لكنَّه قد يساعدك في زيادة تقديرك لذاتك.

3. حدِّد وقتاً لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

إنَّ أبسط طريقة لتجنب الحسد هي تحديد وقت لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وقراءة منشورات ومشاركات الآخرين؛ إذ عليك ألَّا تسمح لنفسك بإضاعة ساعات في البحث عن أخبار الآخرين أو مراقبة صورهم، بل حدد وقتاً معيناً كل يوم والتزم به.

إقرأ أيضاً: كيف تقلل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتتواصل مع الحياة مجدداً؟

4. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الآخرين وليس للمقارنة:

لقد صُمِّمَت الشبكات الاجتماعية للتفاعلات الإيجابية، وليس من أجل المقارنات غير المفيدة وغير الصحية؛ لذا حافظ على تركيزك في المكان الصحيح، فلا مشكلة في الاهتمام بأنشطة الآخرين وحياتهم وآرائهم بدلاً من إجهاد نفسك في المقارنة والمنافسة.

لست مضطراً إلى التخلي عن استخدام إنستغرام (Instagram) أو فيسبوك (Facebook) أو أي منصة أخرى للتواصل الاجتماعي، فهي أدوات رائعة تساعدك على التواصل الدائم مع الآخرين؛ ومع ذلك، يجب عليك الحفاظ على التوازن بين استخدام مواقع التواصل ومتابعة أخبار الآخرين، وأن تكون على أتم الاستعداد للرجوع خطوة إلى الوراء والتوقف عن استخدام مواقع التواصل عند الضرورة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة