كيف تستخدم التشبيك كي ترتقي في حياتك المهنية؟

لقد كان إنشاء شبكات العلاقات شائعاً منذ فترةٍ طويلةٍ جداً، وذلك منذ الأيام الأولى للجمعية الملكية في أواخر القرن السادس عشر، عندما اجتمع العلماء معاً لمشاركة الاكتشافات العلمية وإجراء اتصالاتٍ مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل؛ وحتَّى يومنا هذا، يتواصل الناس مع ذوي المناصب الهامة، ويتبادلون معارفهم ونصائحهم المهنية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن مدرَّب الإنتاجية وإدارة الوقت "كارل بولن" (Carl Pullein)، والذي يقدم فيه مجموعة نصائح مبنية على تجربته الشخصية.

لقد كانت هذه طريقة البشر للتعلُّم والاكتشاف والتقدم لمئات السنين؛ وكما هو الحال مع جميع أشكال التواصل، هناك العديد من الطرائق المختلفة لإتقان هذا الفن.

فيما يأتي بعض الطرائق البديلة حول كيفية إنشاء شبكة علاقاتٍ يمكن أن تساعدك على تطوير وظيفتك وحياتك المهنية:

1. التواصل يعني العطاء، وليس الأخذ فقط:

يتشارك الناس الذين لديهم أفضل شبكة علاقاتٍ أفكارهم ومعارفهم مع الآخرين.

إنَّه لمن الخطأ التفكير في التشبيك كوسيلةٍ للتلقِّي فقط؛ فإذا كنت ترغب في تحقيق أقصى استفادة من الشبكات المهنية، فإنَّ تقديم ومشاركة معلوماتك سيوسِّع نفوذك، ويزيد عدد الأشخاص الذين يساعدونك بسرعةٍ أكبر.

كما ستشجع مشاركة معارفك الأشخاص أيضاً على تقديمك إلى أشخاصٍ آخرين يشبهونك في طريقة التفكير؛ ممَّا يؤدي إلى توسيع شبكتك.

2. أبرِز نفسك كخبيرٍ في مجالك:

واحدةٌ من أفضل الطرائق لتصبح أفضل في إنشاء العلاقات: أن تصبح خبيراً في مجال عملك؛ وللقيام بذلك، فأنت تحتاج إلى القراءة والاستماع وتعلُّم كلِّ ما يمكنك تعلمه حول مجال عملك.

يتمحور ذلك حول كلِّ شيءٍ يتعلق بمهنتك، بدءاً من معرفة اتجاهات التطور في مجال عملك، إلى فهم كيفية تأثير التقنيات الجديدة، مثل: "بلوكتشين" (blockchain) و"الذكاء الاصطناعي" (AI).

فعندما تصبحُ معروفاً كخبيرٍ في مجال عملك، يبحث الناس عنك بدلاً من الاضطرار إلى البحث عن أشخاص آخرين، وستنمو شبكة علاقاتك بفضل ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 طرق تجعلك تكسب الاعتراف بأنَّك الرائد في مجال عملك

3. خصص بعضاً من وقتك للآخرين:

إنَّه لمن الصعب إيجاد الوقت للأنشطة الإضافية في عالمٍ نشعر فيه بالإرهاق من العمل والالتزامات الكثيرة؛ لكن للحصولِ على أفضل شبكات التواصل، عليك أن تجد دائماً الوقت لتطوير العلاقات، والتعرف على أشخاصٍ جدد، وتبادل الأفكار والآراء.

أنت لا تعرف أبداً متى قد تلتقي بشخصٍ يمكنه أن يمنح حياتك المهنية الدعم الذي تحتاجه؛ لذا فإنَّ الانفتاح على مقابلة أشخاص جدد سيوسع شبكتك ويفتح الطرق أمامك، وقد يجلب لك فرصتك المهنية التالية.

إذا اقترح شخصٌ في شبكتك أن تلتقي بشخصٍ ما، فاحرص على تخصيص الوقت الكافي لمقابلة ذلك الشخص والتعرف عليه.

4. أنشئ مدونة، أو ابدأ البث الصوتي (البودكاست)، أو أنشئ قناة يوتيوب:

إنَّ من أفضل الطرائق التي وجدتها لبناء شبكة علاقاتٍ مزدهرة، كتابة مدونة أو إنشاء بودكاست أو قناة يوتيوب.

غالباً ما يُنظَر إلى هذه الأنشطة على أنَّها طريقة لبناء قاعدة عملاء؛ ومع ذلك، كنتُ على مرِّ السنين أكتب المحتوى، أو أسجِّله وأنشره عبر الإنترنت، إلى أن امتلكتُ شبكةً مذهلة من الأصدقاء في مجال عملي من جميع أنحاء العالم.

يُنْتِجُ العديد من هؤلاء الأصدقاء أيضاً محتوىً عبر الإنترنت، وقد شاركنا محتوى بعضنا بعضاً، وتبادلنا النصائح والأفكار، وفتحنا لبعضنا أبواباً كانت ستبقى مغلقة دون هذا التواصل.

إقرأ أيضاً: إنشاء وكتابة المدوّنات بشكل احترافي

5. لا تحرق جسورك أبداً:

لقد تعلَّمتُ هذا منذ زمن طويل: أنت لا تعرف أبداً ما سيكون عليه زملاؤك وعملاؤك في المستقبل؛ لذا، سيساعدك البقاء على علاقةٍ جيدة مع شخصٍ ما في بناء قائمةٍ طويلةٍ وعميقةٍ من الأشخاص الذين يمكنك الذهاب إليهم لتلقي مساعدتهم في المستقبل، بغض النظر عن رأيك الحالي فيهم.

لكن عندما تحرقُ جسور التواصلُ معهم، ولا تأخذ الوقت الكافي للرد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل أو المكالمات الهاتفية خاصتك؛ فإنَّك تدمِّر الاتصالات التي قد تسمح لك في المستقبل بتطوير حياتك المهنية وقاعدة معارفك.

لقد تلقيت نصائح من بعض أصدقائي القدامى الذين يعملون في مجال البث، ونصائح قانونية من زملائي السابقين الذين أصبحوا الآن شركاء في مكتب محاماة خاص، وتوصياتٍ من بعض رفاقي القدامى.

كان البقاء على علاقةٍ جيدةٍ مع أصدقاء المدرسةِ السابقين وزملاء العمل وأصدقاء الطفولة غنياً بالنصائح المفيدة.

6. انظر إلى كلِّ تواصلٍ جديد كفرصةٍ للمشاركة:

سواءٌ أكنت في قطارٍ أم رحلة، وبدأت محادثةً مع الشخص الجالس بجانبك، أو إذا كنت تلتقي بأشخاص جدد في مؤتمرٍ ما؛ فاعتبرها دائماً فرصةً للمشاركة، لا فرصةً للكسب.

لا يعرف أفضل الأشخاصِ كيفية استخدام شبكتهم المهنية فحسب، ولكنَّهم يفهمون أيضاً أنَّه لكي تنمو شبكتهم وتبقى فعَّالةً مع الزمن، يجب عليهم تطوير اتصالاتهم بانتظام.

إنَّ أسرع طريقةٍ لتنمية شبكتك رؤية كلِّ لقاءٍ كطريقةٍ لمشاركة شيءٍ مفيد؛ فعندما تشارك شيئاً مفيداً مع أحد معارفك الجدد، فمن المرجَّح جداً أن يساعدك هذا في المستقبل بطريقةٍ أو بأخرى.

7. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي:

أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورةً في الطريقة التي نتواصل بها، وأتاحتَ لنا الفرصَ لبناءِ شبكةٍ من الأصدقاء على مُستوى العالم.

شارِك في مجموعات ذات صلةٍ بمجال عملك، واطرح الأسئلة وأجب عنها، وتعرَّف على الأشخاص الذين يشاركون الأفكار والنصائح.

كُن حذراً، فيمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تدمَّر يوماً مثمراً، والطريقة الجيدة للقيام بذلك هي تخصيصُ وقتٍ كلَّ يوم للاطلاع على المجموعات التي أنت عضوٌ فيها، والإجابة عن سؤالٍ ما، أو طرح سؤالٍ بنفسك.

يمكن لكونك نشطاً في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي أن يلفت الانتباه إليك، ويسمح لك بمشاركة معرفتك مع أشخاص آخرين.

لقد قابلتُ العديد من الأشخاص من خلال هذه المجموعات الذين عرَّفوني على فرص العمل التي كانت ستظلُّ مُبهمَة بالنسبة إلي لو لم أفعل ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تُحدّد الوقت الأفضل للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟

نصيحة إضافية، ابتعد عن المُناقشات الدينية والسياسية:

كنا نقدِّم للناس في الماضي بطاقات العمل؛ أمَّا اليوم، فنحن نعطي الناس أسماء حساباتنا على "لينكد إن" (LinkedIn) أو "فيسبوك" (Facebook).

إذا كنت تنشر وجهات نظرك السياسية في هذه الأماكن، فسوف تسيئ إلى شبكتك المهنية، إذ سيكون هناك دائماً أشخاص لا يشاركونك معتقداتك الدينية أو السياسية نفسها؛ وبما أنَّ الحديث عن المعتقدات السياسية أو الدينية يستقطب الكثير من النقاشات، فمن الأسلمِ الابتعادُ عن ذلك.

كُن محايداً تماماً في هذه المواضيع، وستكون آمناً؛ فقد تنجذب من خلال تقديمك رأياً حول هذه المواضيع إلى نقاشٍ يشوه فرص التواصل المتاحة لك لفترةٍ طويلةٍ جداً.

أفكار أخيرة:

يمكن أن يكون بناء شبكة علاقاتٍ صعباً، ويستغرق وقتاً طويلاً؛ لكنَّه يمكن أن يفتح أيضاً فرصاً كانت لتظلَّ مغلقة.

لذا سيجلب إليك الحفاظ على عقلٍ منفتحٍ لمقابلة أشخاص جدد، وتبنِّي عقليةٍ معطاءةٍ بدلاً من عقلية متلقَّية، وإبراز نفسك كخبيرٍ في مجالك فوائد جمَّة، ويساعدك على تنمية حياتك المهنية، والتأثير في الآخرين من حولك مع مرور الوقت.

 

المصدر




مقالات مرتبطة