فكيف تضمن أن يُشاهَدَ محتواك، وأن يحظى بالاهتمام الذي يستحق، وألَّا يقع ضحيةً للتهميش؟ ليس ثمَّة أمورٌ مضمونةٌ في هذه الحياة ولكنَّك تستطيع بكل تأكيد تجيير الأمور لصالحك:
1- مراقبة المنافسين:
من الصعب أن تجد موضوعاً لم يتم تناوله بإسهاب لا سيما في مجالاتٍ مُكتظَّة بالمنافسين وغنية بالمحتويات كمجال التسويق، لذلك أنت ستكون في حاجةٍ إلى حصر اهتماماتك والتطرُّق إلى مواضيع لم تحظَ بكثيرٍ من الاهتمام. وحالما يكون لديك فكرة عن موضوعٍ ما يتوجب عليك أن تفحص هذه الفكرة لترى ما طبيعة المحتوى المرتبط بها والموجود في الوقت الحالي.
فهل ثمَّة بالفعل المئات من المحتويات عالية الجودة والمرتبطة بالفكرة؟ إذا كان الأمر كذلك فقد تكون الكتابة عنها خياراً سيِّئاً. وهل ثمَّة مقالات جيدة حول الموضوع ولكنَّها شحيحة من حيث المحتوى وقديمة؟ يمكن لذلك أن يكون فرصةً جيدة.
وهل الكتب الرائعة المتوافرة حول الموضوع قليلة وليس ثمَّة الكثير من المنافسين؟ إذاً تستطيع بكل بساطة كسب الاهتمام من خلال التعاطي مع الموضوع من زاويةٍ مختلفة.
فإذا كان المحتوى الحالي متعمِّقاً فاتجِّه نحو الأمور العامة، وإذا كان المحتوى الحالي يتطرَّق إلى الأمور العامة فتعمَّق أنت فيه. فحاول التفكير خارج الصندوق وتعاطى مع الموضوع من زوايا غير مألوفة.
2- بناء الأفكار حول الموضوع:
يجب على كل فكرة مرتبطة بموضوع أن تكون وليدة عملية بحث، إذ تتمثَّل الطريقة التي يجد فيها الناس المحتويات على الإنترنت في أيامنا هذه بوجود اهتمامٍ لديهم بموضوعٍ ما ومن ثمَّ بإجراء بحث عنه عبر الإنترنت. فإذا لم يُجْرِ أيُّ أحدٍ بحثاً عن الموضوع فليس مهماً مدى جودة المحتوى الذي تقدمه عنه لأنَّه لن يكون ثمَّة من يبحث عن هذا المحتوى، لذا حاول البحث عن أفكار مرتبطة بمحتويات ذات صلة بمجالات يطرح الناس فيها أسئلةً يريدون معرفة إجاباتها. فما المشكلات التي يواجها الأشخاص والتي لا يمكنهم التعامل معها بمفردهم، وكيف سيكون في إمكانك تقديم إجاباتٍ ذات جودةٍ عاليةٍ لهم؟
إذ يجري الناس عمليات بحثٍ عبر الإنترنت عندما يرغبون في تأدية مهمة وعندما يرغبون في اكتساب المعرفة. فالأولى تُعَدّ رائعةً عندما يتعلّق الأمر بـ "الصفحات المقصودة" (landing pages) وصفحات المنتجات ولكنَّها لا تُعَدّ كذلك عندما يتعلّق الأمر بالمقالات الغنية بالمعلومات. فابحث عن الاستفسارات التي يرغب الناس في التعرف على إجابات عنها فهناك تستطيع الحصول على القدر الأكبر من الاهتمام.
3- نوعية المنشور وطوله:
تعتمد تصنيفات جوجل على نوعية المحتوى، فقد شهدت الخوارزميات تحديثات واسعة كانت مُخصّصة لتحليل جودة المحتوى النصي الذي يُنشَر عبر الإنترنت وتأويله، وقد أصبحت خوارزمية جوجل متطورةً للغاية. فالمحتوى القصير، والرخيص، والعادي لن يحظى بالانتشار.
فلا تتعجَّل الوصول إلى ما تريد بسلوك طرائق ملتوية، وخصّص الوقت والجهد في سبيل إنشاء المحتوى.
فاذكر المصادر، وأجرِ عمليات بحث، وحلّل البيانات، ولتكن العملية برمتها مهمةً بالنسبة إليك، ولا تقلق حيال عدد الكلمات وكثافة الكلمات المفتاحية وليكن اهتمامك مُنصبَّاً عند الكتابة على القيمة، فعندما يكون محتواك رائعاً فإنَّه سيطفو على السطح بشكلٍ طبيعي.
4- كمية المنشورات:
في السنوات السابقة كان من بين تقنيات التسويق الشائعة طرح المئات أو الآلاف من المقالات حول كل كلمة مفتاحية يمكنك التوصُّل إليها إذ كانت الغاية من تلك المقالات تحقيق حضور على شبكة الإنترنت فقط، إلَّا أنَّ جوجل وضع حدَّاً لهذه التقنية وأصبح الآن وجود القليل من المحتويات الرائعة أمراً أفضل. فقد لا تنشر المواقع الكبيرة إلا مرةً أو مرَّتين في الأسبوع، ولكن عندما تكون المحتويات رائعةً فإنَّ واحداً منها أو اثنين يمكنها أن تحقّقَ تصنيفاً مُتقدِّماً.
5- الترويج:
إنَّ الترويج للمقالات يمكن أن يكون بأكثر من مجرد ضبط المشاركة الآلية على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الـ (RSS). فالمشاركة هي البداية ولكنَّ الترويج لا ينتهي إلَّا عندما تنتهي، فتواصل مع مدوِّنين آخرين وأرهم المحتوى الذي تقدِّمه، وابحث عن أشخاصٍ لتسألهم عن الموضوع الذي تتحدث عنه، وشاركهم المحتوى. وادفع مقابل الإعلان لكي تلفت الانتباه إلى صفحتك، فلكل محتوىً مكان يمكن أن يناسبه ومهمتك هي تحديد كيفية إيصاله إلى ذاك المكان.
في الختام:
لا يمكن لجميع المحتويات أن تحقق النجاح، ولن يستطيع كل ما تكتبه اعتلاء الصفحة الأولى في جوجل، ولكن مع المثابرة يمكن لمعظم المحتويات أن تصل إلى مستوىً متوسط على الأقل من الانتشار.
أضف تعليقاً