كيف تربي طفلاً يتمتع بالمرونة؟

لقد أخبرني والدا طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات أنَّ كل شيء يبدو على ما يرام الآن، لكنَّهما كانا قلقين بشأن النهج الذي تبنياه في تربيتها، ومما قد يحدث لطفلتهما على مر السنين؛ فهل يمكنني، بصفتي طبيبة متخصصة في علم النفس السريري، أن أرى طفلتهما كل ستة أشهر كي أطمئنهما أنَّها كانت تنمو نمواً مناسباً، ولا تظهر عليها أي علامة من علامات القلق أو الاكتئاب؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الدكتورة "جوديث لوك" (Judith Locke)، تُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع تربية أطفالٍ مرنين.

مع أنَّ الطلب بحد ذاته لم يكن مألوفاً، إلا أنَّ القلق الذي أثاره كان مألوفاً بالنسبة إليَّ؛ إذ إنَّني أجد أعدداً متزايدة من الآباء يخافون من أن تكون تربية أطفالهم خاطئة، أو يخافون من أن يعاني أطفالهم أو يواجهون تحديات تضر بسلامة أطفالهم في المستقبل.

ليس من المستغرب أنَّ السؤال المُعتاد الأول الذي يطرحه الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي يتعلق بطفولة المريض؛ إذ إنَّه من الأمور الراسخة الآن هي أنَّ تجارب الحياة المبكرة يمكن أن يكون لها تأثير دائم في السلامة الحالية والمستقبلية، وهذا يشمل الطريقة التي يُربَّى بها الطفل.

لقد دعمت دراسات متعددة قيمة الأفعال والأساليب المُتبعة في أنواع معينة من تربية الطفل أكثر من غيرها، على سبيل المثال، الاستجابة العاطفية للوالدين، ووضع قواعد واضحة، وتقديم الثناء، والمشاركة في الواجبات المنزلية، ودعم استقلالية الطفل، وقضاء مزيدٍ من الوقت الجيد مع أطفالهم، كلها عوامل ارتبطت بنتائج مفيدة عدة، ومن ذلك احترام الأطفال لأنفسهم، والاعتماد على الذات، والشعور بالأمان، والنجاح الأكاديمي والعلاقات مع الزملاء.

كان نشر هذا البحث من قبل المجلات العلمية لعامة الناس فعالاً وملحوظاً؛ إذ بذل آباء عدة مزيداً من الجهد والوقت في نشاطات الرعاية الأبوية أكثر مما فعل الآباء الآخرون قبل خمسين عاماً، لكنَّ الخطر يكمن في أنَّ بعضهم يتبنَّى هذه الممارسات تبنِّياً فيه شيءٌ من المبالغة؛ إذ ينتهي بهم الأمر إلى عدم مساعدة أطفالهم.

في كتابه "الطفل المتفائل 2011" (The Optimistic Child 2011)، يناقش عالم النفس الأمريكي "مارتن سيليغمان" (Martin Seligman) العواقب السلبية للمبالغة في التصرفات الأبوية الجيدة؛ إذ إنَّه افترض أنَّه عندما يركز الآباء أكثر من اللازم على تحسين المشاعر الجيدة للأطفال، من خلال إعطاء الكثير من الثناء العفوي، بصرف النظر عن الجهد المبذول، فإنَّهم يمنعون الأطفال من أداء الأعمال التي لديها احتمالية أكبر لبناء احترام حقيقي للذات.

منذ ذلك الحين، صاغ العلماء مصطلحات مثل "الأبوة المفرطة" (أو آباء الهليكوبتر) لوصف ذلك النوع من التنشئة الأبوية التي تنطوي على المبالغة في رعاية الأطفال، ومن ذلك المبالغة في حمايتهم، وعدم السماح لهم باتخاذ قراراتهم الخاصة، والإفراط في إظهار المودَّة، ورفع سقف الإنجازات الدراسية والاجتماعية المُتوقَّعة من الطفل.

إنَّ هذا النهج الأبوي ارتبط بعواقب ضارة للأطفال في ذلك الوقت وفي وقت لاحق من حياتهم، ومن ذلك زيادة القلق، وضعف مهارات القيادة والإبداع، وزيادة النرجسية، وانخفاض مهارات التنظيم الذاتي، وزيادة تعاطي الكحول، وضعف الرضى عن الحياة، وانخفاض القدرة على تحمُّل الضيق.

إنَّ الأبوة المفرطة هي نهج حسن النية، ويمكن أن يجعل من الصعب رؤية الضرر الذي يتسبب فيه. مثل غيره من الأفعال الإيثارية ظاهرياً التي تُفضي إلى نتائج ضارة غير مقصودة، فإنَّنا أقل ميلاً إلى التشكيك في مزايا الأبوة المفرطة؛ وذلك لأنَّ الأهداف تبدو إيجابية ظاهرياً.

من الممكن أن تبدو تدخُّلات الآباء مثل مساعدة المراهقين على أداء واجباتهم المدرسية، وإعفاء الأطفال من القيام بالأعمال المنزلية - حتى يتمكنوا من الاستمتاع بطفولتهم - أو التشكيك في رأي المعلم عندما تكون نتائج الأطفال مخيبة للآمال قد تبدو خياراتٍ جيدةً تعكس الحب، ومع ذلك، فإنَّهم في الواقع يخاطرون بإحباط استقلالية الأطفال وثقتهم ومهاراتهم.

إنَّ الأمر الذي يجعل المخاطر طويلة الأمد المترتبة على الأبوة المفرطة مخادعة هو أنَّه يمكن أن تكون هناك فوائد على الأمد القصير. على سبيل المثال، عندما يعبِّر الطفل عن تردده في المشاركة في كرنفال السباحة المدرسي ويسمح له أحد الوالدين بعدم ممارسة ذلك النشاط، فقد يؤدي ذلك إلى تحسُّن مزاج الطفل مباشرة، ولكن إن تكرَّر ذلك في كثير من الأحيان، فإنَّ السيناريوهات نفسها أو ما شابهها تزيد من خطر إصابة الطفل بمشكلات طويلة الأمد فيما يخص مواجهة التحديات.

وعلى نحو مماثل، ضع في حسبانك الآباء الذين يذكِّرون ابنتهم المراهقة باستمرار بأن تقوم بواجبها المدرسي، فمن المحتمل أنَّها سوف تستمر في أداء واجباتها المدرسية أداءً جيداً، ولكن إذا لم يتغير الوضع أبداً، فلن تواجه أبداً عواقب الفوضى التي تعاني منها، ولن تتاح لها الفرصة لتعلُّم التنظيم الذاتي والتحفيز الشخصي.

لسوء الحظ، إنَّ اتباع نهج الأبوة المفرطة أمرٌ يعززه آثاره المرحب بها على الأمد القصير؛ قد يكون من غير المنطقي أن يصرَّ الوالدان المحبان على مشاركة طفلهم الذي لا يشعر بالراحة في السباق، أو السماح للطفلة المراهقة بإهمال بعض واجباتها المدرسية وأن تؤدي أداءً سيئاً في المدرسة مؤقتاً.

ما الذي يجب فعله؟

إذاً، ماذا ينبغي أن يفعل الوالدان؟ كيف يمكنك أن تثق باختياراتك وتكون مرتاحاً إذا كان ما تشعر أنَّه صحيح في أغلب الأحيان خاطئاً؟ قد لا يبدو أنَّ فكرة الفحص النفسي للأطفال كل ستة أشهر تفتقر إلى الحكمة.

لكنَّني لم أوافق على رؤية طفلة هذين الوالدين؛ بدلاً من ذلك، طلبت منهما العودة إلى منزلهما. وعقدت معهما جلسة وأخبرتهما بها أن يركِّزا على أهداف مختلفة في تربية طفلتهما. كما أنَّني شجعتهما على عدم التركيز فقط على ضمان أن تكون طفلتهما دائماً سعيدة وناجحة في الوقت الحاضر؛ بل يجب أن يركِّزا على تطوير المهارات الخمس التي ستكون مفيدة على الأمد الطويل وتضمن المرونة والتنظيم الذاتي والبراعة والاحترام والمسؤولية.

شرحت أنَّ التركيز على هذه القدرات سيمنح ابنتهما فرصة أفضل بكثير للنجاح في المستقبل، بصرف النظر عن أي تحديات قد تواجهها. إليكم السبب جرَّاء ذلك.

من خلال المرونة، سيكون لدى أطفالك القدرة على التغلُّب على الظروف الصعبة والتغلُّب على الصعوبات، بصرف النظر عن الموقف الذي قد يواجهونه الآن أو في المستقبل؛ إذ إنَّ المرونة تمنحهم الثقة لمواجهة العالم يومياً؛ وذلك لأنَّهم يظنون أنَّهم سيتدبرون الأمر بصرف النظر عما يحدث، وسوف يُمكِّنهم ذلك من عيش حياة ممتعة أكثر وتحقيق مزيدٍ من الإنجازات، دون الشعور بالخوف من الفشل أو الصعوبة.

تقلِّل الأبوة المفرطة من قدرة الأطفال على تنمية القدرة على المرونة؛ لأنَّ ذلك يحرمهم فرصة تعلُّم التعامل مع المواقف التي يشعرون بها بالانزعاج أو الإحراج، اللذين قد يشعرون بهما أحياناً عندما يجهدون أنفسهم في السعي إلى تحقيق هدف ما؛ إذ سيبدأ الأطفال المحبوبون بتضييق نطاق حياتهم والقيام فقط بالنشاطات التي يكونون فيها متأكدين من النجاح والبقاء في السيطرة الكاملة على بيئتهم المباشرة.

يمكنك تعزيز مرونة أطفالك من خلال السماح لهم بمواجهة التحديات المناسبة لأعمارهم. نقترح بدء ذلك بخطواتٍ صغيرة، مثل عدم التدخل فوراً عندما يواجهون نتائج محبطة قليلاً، على سبيل المثال، اسمح لهم بمواصلة جهودهم في تركيب المكعبات أو ربط الحذاء حتى عندما يواجهون صعوبات في البداية.

في الوقت نفسه، تأكَّد من مدح أطفالك على جهودهم الحقيقية ومثابرتهم؛ فعندما ينجحون، سيساعدهم ذلك على فهم الصفات التي مكَّنتهم من التغلب على التحدي أو تعلُّم مهارة جديدة؛ إذ إنَّ ملاحظة مرونتهم في مواجهة المهام الصعبة ستشجعهم أيضاً على الاعتقاد بأنَّ لديهم القوة اللازمة لمواجهة المحن في المستقبل.

مع قدر أكبر من التنظيم الذاتي، سيكون أطفالك قادرين على مقاومة القيام بشيء ممتع على الفور سعياً وراء تحقيق هدف مستقبلي كبير، مثل إنهاء واجباتهم المدرسية في فترة ما بعد الظهر بدلاً من متابعة برامج الأطفال، ومقاومة شراء الحلويات في طريق العودة إلى المنزل من المدرسة حتى يتمكنوا من الادخار لشراء لعبة جديدة، أو العمل بجد على ممارسة حركات التزلج الخاصة بهم لإتقان حيل جديدة، مع الإخفاقات والفشل في بعض الأحيان.

كل شيء جيد جداً في الحياة - كالمهن الناجحة والأعمال التجارية والعلاقات والمساعي الإبداعية - يعتمد على التنظيم الذاتي الذي ينطوي على الحفاظ على التروِّي، بدلاً من الاستسلام لإغراء الإشباع الفوري.

إذا كنت تضمن دائماً أنَّ أطفالك سعداء وناجحون في الوقت الحالي، فلن تتاح لهم الفرصة لاكتشاف قيمة تجاهُل تفضيلاتهم الحالية أو حالاتهم المزاجية المؤقتة أحياناً لمصلحتهم في المستقبل.

شاهد: 6 طرق تساعد في التعامل مع الطفل الكاذب

هناك طريقتان لتطوير مهارات التنظيم الذاتي لأطفالك. عزز الالتزام بذلك من خلال الالتزام بهذه العناصر الثلاثة: القواعد والروتين والتداعيات. ضع بعض القواعد الأساسية والإجراءات الروتينية التي يمكن التنبؤ بها ليتبعها أطفالك، مثل عادات الاستيقاظ في الصباح وتناول الإفطار وارتداء ملابس المدرسة قبل أن يلعبوا بألعابهم، كما تساعد النتائج الثابتة والهادئة أيضاً.

من غير المرجح أن يتخطى أطفالك الحدود إذا علموا أنَّ تجاهُل التعليمات يعني أنَّهم سيخسرون نوعاً من الامتياز، حتى لو كان ذلك في وقت قصير، ومع مرور الوقت، قاوم إغراء تذكيرهم دائماً بمسؤولياتهم. على الأمد الطويل، سيكون دافعهم الداخلي حافزاً أكثر فاعلية من التذكيرات التي تعمل مثل "المنبه" الخارجي الذي يذكِّرهم دائماً.

تصف البراعة قدرة أطفالك على تعديل تصرفاتهم لتلائم الوضع الحالي؛ إذ إنَّها تنطوي على أكثر من كونك مرناً للتكيف مع الظروف المتغيرة، فالأطفال الماهرون قادرون على تعديل سلوكاتهم والاستجابة المناسبة للوضع المتغير، ويعتمد ذلك الأمر على إيجاد حلول في خضم الفوضى، واختيار التركيز على طرائق للتأقلم بدلاً من البحث عن شخص آخر لإلقاء اللوم عليه أو الوقوع في فخ الضحية.

إذا كنت تستعمل براعتك في حل مشكلات أطفالك، فلن تتاح لهم الفرصة لتعلُّم كيفية التكيف، فأنت تخاطر بوضع نفسك على أنَّك الحل، وقد يستمر أطفالك في الاعتماد عليك للحصول على حلول، حتى في سن ينبغي عليهم فيه حل المواقف بأنفسهم.

في الواقع، انتشر مصطلح الأبوة المفرطة عندما لاحظ موظفو الجامعة أنَّ الآباء يحومون فوق رؤوس أطفالهم وحل مشكلاتهم في سن الجامعة، مثل الاتصال بالمحاضرين لطلب وقت إضافي لابنهم لإكمال مهمة ما، أو السعي إلى توظيف مربية للطهو والتنظيف لابنهم في سن الجامعة.

عندما لا يُطلب من الأطفال تعديل حياتهم، حتى في مرحلة البلوغ، فلن يتعلموا أبداً كيفية التكيف والتأقلم وسيتأثرون سلباً بالتحديات الحتمية التي تواجههم.

إنَّ تنمية قدرة أطفالك على التعامل مع الأمور ببراعة أمرٌ سهل إلى حد ما. توقَّف عن حل مشكلاتهم نيابةً عنهم؛ ابدأ بالسماح لهم بمواجهة عدد قليل من التحديات التي تناسب عمرهم كل سنة، مثل سؤال النادل عن مكان الحمام بدلاً من أن تفعل أنت ذلك، أو شجِّعهم على التحدث إلى معلمهم عن الخطأ الذي ارتكبوه في المقال الذي كتبوه بدلاً من التدخل للاستفسار نيابة عنهم.

يمكنك أيضاً حثهم على القيام بمزيدٍ من حل المشكلات لأنفسهم في المنزل، على سبيل المثال عندما يتجادلون مع أشقائهم بشأن التلفزيون أو الحاسوب، وهناك استراتيجية أخرى تتمثل في تأدية الأدوار الافتراضية، على سبيل المثال، اسألهم عما سيفعلون إذا نسوا يوماً وجبة الغداء التي يأخذونها معهم إلى المدرسة.

إنَّ الاحترام ضروري للاندماج مع المجتمع الواسع؛ ومع أنَّ تعليم الأطفال الاحترام يرتبط عادةً بإيلاء الاهتمام الواجب لشخصيات السلطة، واتباع الأعراف الاجتماعية في المنزل والمدرسة، فإنَّ تعليم الأطفال الاحترام يتجاوز ذلك إلى مراعاة حقوق الآخرين ومشاعرهم.

إذا كنت تجعل أطفالك يظنون باستمرار أنَّهم أهم الأشخاص في الغرفة، فلن يطوروا الاحترام والقدرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات. إنَّ التلاعب بالمواقف للسماح لأطفالك بالفوز أو الانتصار يعني أنَّهم لن يتعلموا الشعور بالراحة عندما يتألق الآخرون؛ سيؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بهم على الأمد الطويل، وهذا يجعلهم أقل جاذبية بصفتهم أعضاء في الفريق أو زملاء في العمل.

عندما يولد الطفل، يتعين على الأسرة أن تتكيف تماماً مع احتياجاته، ولكنَّ الطفل يحتاج ببطء ومع مرور الوقت إلى أن يتعلَّم كيف يتكيف مع كونه جزءاً من الفريق ويتكيف مع الجميع؛ ومن ثمَّ من الضروري البدء بتنمية احترام أطفالك لاحتياجات الآخرين وتشجيعهم على ألا يتوقعوا أن يكونوا مركز الاهتمام طوال الوقت خلال سنوات شبابهم.

علِّم أطفالك التناوب في الألعاب والاستماع للآخرين على مائدة العشاء وكذلك التحدث والتعاون في استعمال الموارد النادرة، مثل مشاهدة التلفاز مع أشقائهم، أو عدم الإصرار على الحصول على آخر قطعة من الكعكة أو البيتزا. امدحهم عندما يظهرون هذه المهارات، واحرص على عدم إيلاء الكثير من الاهتمام لأي سلوكيات بغيضة يسعون من خلالها إلى لفت الانتباه.

إنَّ المسؤولية امتداد للاحترام وتتضمن قيام أطفالك بأشياء تفيد الأشخاص من حولهم والمجتمع عموماً؛ إذ يمكن أن يكون إظهار الاحترام ينطوي على نشاطات ثانوية، مثل التحدث بصوت منخفض في مكان عام، أو السماح لكبار السن بالجلوس في مقعدهم في الحافلة؛ هذا يعني أن تكون مسؤولاً عن الأخطاء التي ترتكبها، وارتكاب الأخطاء وتصحيحها عندما تفعل الشيء الخطأ.

عندما تعطي الأولوية لحقوق أطفالك على حساب مسؤولياتهم، فإنَّك تمنعهم من تعلُّم مهارة المساءلة وتجربة فوائد السلامة للمساهمة في المجتمع. ذكِّر أطفالك أنَّ السعادة التي يحصلون عليها حينما يساعدون الآخرين تساوي السعادة التي يحصلون عليها حينما يساعدون أنفسهم، إن لم تكن تفوقها.

من أكثر الطرائق فاعلية لتعليم أطفالك المسؤولية هي إسناد الأعمال المنزلية إليهم منذ الصغر؛ إذ يمكن للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن ثلاث سنوات المساعدة على ترتيب المائدة والشعور بأنَّهم أعضاء مساهمون في الأسرة. كلما بدأت هذا مبكراً، تقبَّل أطفالك أنَّهم يحتاجون إلى المساهمة في الأسرة من خلال أعمال الخدمة.

شجِّع دوافعهم من خلال ربط حقوقهم، مثل وقت مشاهدة التلفاز والمصروف بمسؤولياتهم، مثل القيام بالأعمال الروتينية. تشمل الطرائق الأخرى للمساعدة على تنمية شعور أطفالك بالمسؤولية ما يأتي: دعوتهم للتبرع ببعض من مصروفهم أو ممتلكاتهم للجمعيات الخيرية، ومنحهم الفرصة ليكونوا مسؤولين وحدهم عن احتياجات حيوان أليف - بافتراض أنَّهم أكبر سناً - ولمساعدة جيرانك، وللقيام بعمل تطوعي.

إقرأ أيضاً: اهمية تعليم الطفل احترام الذات

النقاط الأساسية لتربية طفل يمتلك ما يكفي من المرونة:

  • تشير الأبحاث الحديثة إلى أنَّ العديد من الآباء المعاصرين يحمون أطفالهم ويهتمون بهم ويساعدونهم مساعدة مبالغ بها، وهذا يقلل من مهارات أطفالهم ويضر برفاهيتهم.
  • تصف مصطلحات مثل "الأبوة المفرطة" هذه الأساليب المتطرفة تجاه الرعاية الأبوية.
  • تجنُّب منح أطفالك "طفولة مثالية" خالية من التحدي؛ بدلاً من ذلك، اسمح لهم بمواجهة المهام التي تناسب سنهم، حتى يتمكنوا من تطوير المهارات الأساسية المتمثلة في المرونة والتنظيم الذاتي والبراعة والاحترام والمسؤولية.
  • تمكين أطفالك من مواجهة المشاعر غير المريحة من حين لآخر في أثناء السعي إلى تحقيق أهدافهم؛ إذ إنَّ هذا سوف يساعدهم على تطوير المهارات الأساسية.

على سبيل المثال، اسمح لهم بالاستمرار في مواجهة تحدٍّ ما مثل تعلُّم تركيب المكعبات، بدلاً من التدخُّل والقيام بذلك من أجلهم. دعهم يواجهون عواقب عدم تنظيم دراستهم حتى تتاح لهم الفرصة لتطوير مهارات التنظيم والتنظيم الذاتي.

  • تحتاج أيضاً إلى توخي اليقظة من البيئة الحالية في العديد من المدارس، التي بحسن النوايا، تحرم الطلاب من مواجهة التحديات والمسؤوليات المناسبة لأعمارهم. استعمل نفوذك لتشجيع المعلمين والمدارس على الاستمرار في تعيين المهام التي تنمِّي نضج الطلاب ومرونتهم.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة