كيف تحترف ركوب الأمواج في بحر ريادة الأعمال؟

عالم ريادة الأعمال بمنزلة بحر يملؤه زخمٌ هائل، ولكنَّه لا يخلو من الأخطار، وسواء اخترتَ أن تبحر بسفينة طموحاتك في بحر الأعمال ذي الأمواج المتلاطمة، أم البحر دائم الحركة، فإليك الدليل السريع لركوب هذه الأمواج التي ستأخذك إلى نجاحك كرائد أعمال. ألقِ نظرةً على ما يجب عليك فعله قبل أن تبدأ مشروعك؛ كالطريقة المثلى كي تفهم الإطار الزمني للأعمال، وتوظيف خبرتك في مكانها المناسب، وأهمية التركيز على الأساسيات، والشيء الأهم هو تجنُّب الظروف التي تشبه في شراستها أسماك القرش.



فلنبدأ؛ لذا نستعرض فيما يلي 6 نصائح لتساعدك على تحقيق ذلك:

1. راقِب الأمواج قبل أن تقفز في بحر ريادة الأعمال:

هناك أمر يفعله المحترفون من راكبي الأمواج وهو مراقبة البحر؛ فتراهم يراقبونه من الشاطئ لفترات طويلة، فما الذي يبحثون عنه؟ إذا أردنا استخدام مصطلحات عالم الأعمال، فسنقول: إنَّهم يلقون نظرةً عامة، ويحاولون قراءة الوضع للتعامل معه بالطريقة المناسبة والانتباه لأيَّة مشاكل محتَملة، فإنَّهم بذلك يتوخون الحرص اللازم قبل أن يخوضوا غمار تجربة ريادة الأعمال.

من السَّهل جداً الانقياد وراء الحماس ودخول عالم العمل بأقصى طاقتك منذ البداية، وهذا النوع من الشغف والحماس ضروري جداً لرواد الأعمال، ولكنَّ التوقفَ لحظة لإلقاء نظرة شاملة أمرٌ لا شكَّ في ضرورته أيضاً؛ حيث ستتعمق في تفاصيل كلما تطرَّقتَ إليه، تقدَّمتَ نحو الأمام، ولكن كل ما عليك فعله الآن هو الوقوف والتأمل في بعض النقاط الأساسية:

  • هل تقفز في بحر العمل مغمضَ العينين، أم أنَّك قمتَ بالبحث الكافي في هذا المجال؟
  • هل بحثتَ عن منافسيك؟
  • هل تفهم تماماً البيئةَ المناسبة لتقديم عروضك والمشكلة أو المشكلات التي تحلُّها؟
  • هل تعرف طبيعةَ زبائِنك، وكيف تنوي الوصول إليهم؟

هذه الأسئلة هي ما يقابل مراقبة البحر من الشاطئ؛ فهي محاولة لفهم العالم الذي توشك على دخوله، فلن تحصل على الأجوبة كلها، وستكون الأمور في تغيُّر دائم، ولكنَّ إلقاء نظرة عامة على الأمور قبل الشروع بالخطوة الأولى أمرٌ أساسي.

2. انتظِر الموجة المناسبة:

إنَّ تحديد الوقت المناسب لأعمالك أمرٌ محوري؛ فالأمر يشبه تماماً انتظار الموجة المناسبة؛ فاختيار الموجة الخاطئة سيُحتِّم سقوطك بوقت قصير، بينما اختيار الموجة الصحيحة سيضمن لك ركوباً آمناً.

ولكن، كيف تتأكد من اختيار الوقت المناسب؟ أولاً، عليك أن تبدأ بمعرفة مجالك قلباً وقالباً، وبهذا ستنتقل من النظرة الشاملة التي ذكرناها سابقاً إلى التفاصيل الدقيقة، فلن تستطيع تحمُّل عواقب اختيار الموجة الخاطئة؛ لذلك من الواجب هنا التركيز على ما يلي:

  • إجراء دراسة تفصيلية وحثيثة لسوق العمل.
  • اختيار التوقيت الأمثل لدخول سوق العمل.
  • امتلاك تصوُّر لما تريد أن تُحقِّقه بعد ستة أشهر، أو سنة، أو خمس سنوات.
  • وضعُ خطة عمل متجدِّدة ووثيقة تستطيع العودة إليها وتعديلها عند الحاجة.

3. اسأل روَّاد المجال (أي أصحاب الخبرة):

أهل مكَّة أدرى بشعابها؛ فلا أحد يعرف شاطئاً لركوب الأمواج أكثر من سكانه الموجودين طوال اليوم، فهم يُقدِّمون إليك النُّصح حول التجديف، والانتباه للتيارات القوية، ومواضع الأحجار المختبئة تحت سطح الماء، وما إلى هنالك، والأمر ذاته ينطبق على الأعمال؛ فرواد الأعمال يُقدِّمون إليك النصح حول كيفية شقِّ طريقك المهني، والحذر من موجة المشكلات غير المتوقعة، والكشف عن أيَّة مخاطر متخفية؛ فمن الممكن أن تتدهور أمورك بسرعة إن لم تستشر الخبراء.

يُعدُّ العمل مع اختصاصي في تكوين الشركات الطريقة المثلى للنهوض والبدء السريع بالعمل في الإمارات المتحدة؛ فالاستفادة من الخبرة والمعرفة المحلية لشخص موجود في مجال العمل بشكل يومي يعني الإجابة عن أسئلتك كلها، وتجنُّب المآزق التي قد يقع فيها الآخرون، والأهم من كل ذلك أنَّك ستحظى بفرصة التركيز على عملك وتترك للاختصاصي مهمة التعامل مع الأمور الأخرى.

إقرأ أيضاً: 31 درساً ثميناً يقدمها رواد أعمال ناجحون للشركات الناشئة

4. تعلَّم التَّجديف قبل أن تقف على قدميك:

عند ركوب الأمواج عليك أولاً أن تتقن التجديف وأنت مستلقٍ على اللوح قبل أن تتعلم الوقوف، فإن وقفتَ باكراً فستسقط في محاولاتك كلها، والأمر ذاته ينطبق على العمل؛ فابدأ بالأساسيات أولاً.

هل استغنيتَ عن وظيفتك وجازفتَ بكلِّ ما تملك في هذا المشروع الجديد؟ وهل خطَّطتَ كيف ستعيل نفسك وعائلتك ريثما ينطلق مشروعك ويعود عليك بالمال؟ يعني تعلُّم التجديف قبل الوقوف ببساطة أن تفهمَ المجازفات التي تواجهها، وألا تستبق الأمور بينما تعمل بضراوة للوصول إلى هدفك.

المحافظة على مصدر دخلك المعتاد ريثما ينطلق عملك مثال جيد على ذلك، كما أنَّ التركيز على طرح منتجٍ أو خدمة تستطيع تحقيق نجاح سريع فيها نسبياً حتى لو كان عرضُك في نهاية المطاف أكثر تعقيداً واستغرق وقتاً أكثر للوصول إلى سوق العمل.

5. ابتعِد عن "أسماك القرش" في سوق العمل:

هناك أسماك قرش في بحر ريادة الأعمال عليك أن تتجنَّبها بأيَّة وسيلة تماماً كما تتجنَّب أسماك القرش عند ركوب الأمواج، حيث يمكِن أن تظهر هذه التهديدات المُبهمة في أيَّة لحظة؛ فعليك أن تبقى حذراً للتعامل مع كل الظروف.

من الصَّعب جداً التنبُّؤ بالوقت الذي ستشنُّ فيه هذه الظروف هجومها عليك، ولكن ما بإمكانك فعله هو بناء بداية بأساس مرن قدرَ الإمكان بحيث يمكِنك درء الخطر بسرعة عندما تستدعي الحاجة لذلك، وسيؤدي ذلك دوراً في حال احتجتَ إلى تعديل أو حتى تغيير عروضك على إثرِ تغيُّر غير متوقَّع في سوق العمل.

ستحتاج أيضاً إلى اتخاذ القرارات بشكل واضح وحاسم، فقد يأتي وقت يتحتَّم عليك فيه الاختيار بين قبول أو رفض الاستثمار مع جهةٍ ثالثة وما سيعنيه ذلك لتحكُّمك بعملك، وقد يقتحم منافسٌ شرسٌ وضخم سوق عملك فجأةً، وبما أنَّك لا تستطيع إيقاف هذه الأمور، فعليك بالاستعداد لمشروعك بفطنةٍ والتحلِّي بسرعة البديهة.

إقرأ أيضاً: 6 صفات يتحلى بها رجال الأعمال الناجحين يجب أن تتميز بها أنت

6. استمتِع بالرحلة:

لا يوجد في العالم شعورٌ يضاهي شعور أن تجيد ركوب أمواج النجاح في ريادة الأعمال؛ فكل شيءٍ يسير على ما يرام، وتحتفظ بهدوئك بينما تتقدَّم، ولكن تلك الموجة ستسكنُ في النهاية أو قد تعصف بزورقك وتمحوك معها، وسيكون الوقت قد حان للبحثِ عن موجةٍ جديدة في جميع الأحوال؛ فالعملية هذه برمَّتها ليست إلا جزءاً من تجربةِ ريادة الأعمال، والتي تشمل التجديف والانتظار والاختلاط بذوي الخبرة وحلَّ المشكلات؛ حيث يُعَدُّ كلٌ منها جزءاً من التجربة ولكلٍّ منها متعةٌ خاصة.

إنَّ الرحلة في عالم العمل أهمُّ من الهدف النهائي، فتأكَّد من استمتاعك بكل مرحلة، تلك هي الطريقة المثلى للنجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة