كيف تتغلب على التشتت الذهني الذي تسببه وسائل التواصل الاجتماعي؟

وسائل التواصل الاجتماعي مذهلة؛ فهي تساعدنا على التواصل مع الآخرين في كل أنحاء العالم، وتشغيل مقاطع الفيديو بنقرة زر واحدة، ورؤية العالم دون أن نغادر المنزل على الإطلاق؛ ومع هذا فإنَّ لها جانباً مظلماً، وهو التشتت الذي تتسبب به.



يقضي المستخدم العادي نحو ساعتين ونصف في اليوم في تصفح التحديثات وصور العطلات وأنواع المحتويات الأخرى كافة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يؤدي التشتت الذي تتسبب به إلى عرقلة حياتك الشخصية، وإفساد إنتاجية عملك، وإضاعة وقت كان يمكن أن تمضيه في ممارسة الهوايات أو في تطوير نفسك.

لست مجبراً على إلغاء وسائل التواصل الاجتماعي من حياتك بصورة نهائية، بل عليك فقط أن تحسن التعامل معها؛ وإليك هذه النصائح الـ 12 لتضمن استخدامها بطرائق حكيمة ومثمرة:

1. ضع هدفاً:

ما الأمر الذي ترغب في تحقيقه عند الحد من التشتت الذي تتسبب به وسائل التواصل الاجتماعي؟ إنَّ لإجابتك على هذا السؤال تأثير كبير في الخطة التي ستتبعها.

ربَّما ترغب في التوقف عن السهر لوقت متأخر لتتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو لأنَّ متابعتك لمنصة معينة تجعلك في حالة مزاجية سيئة، أو ربَّما لأنَّك لا ترغب في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي في أثناء العمل.

بعد أن تحدد هدفك، دوِّنه في مكان تراه فيه، كأن تضعه على شكل ملاحظة على كمبيوتر العمل إذا كنت تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي في المكتب؛ أمَّا إن كانت المشكلة تكمن في استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي قبل خلودك إلى النوم، فضع الملاحظة بجانب سريرك، وتأكد من وضعها في المكان الذي يزعجك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيه.

شاهد بالفديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

2. راقب سلوكاتك:

يبدأ التشتت الذي تتسبب به وسائل التواصل الاجتماعي عادة بإشارة معينة، ومن المرجح أن تجد أنَّك تتبع نمطاً سلوكياً معيناً يمكنك تغييره، حيث يساعدك تحديد هذا النمط على تركيز جهودك عليه واستبداله.

قد يشقُّ عليك تعديل جدولك اليومي بالكامل دفعة واحدة؛ لذا ابدأ العمل على النقاط التي تسبب لك المشكلة.

إقرأ أيضاً: خطوات بسيطة لزيادة القدرة على التركيز في العمل (2)

3. غيّر إعدادات الإشعارات:

ستتفقد جهازك غالباً عندما يصلك إشعار ما؛ وكلما زادت الإشعارات التي تصلك، ازداد تشتتك.

الخبر الجيد هنا هو أنَّك تستطيع تخصيص إعدادات الإشعارات، وذلك بأن تختار أن تصلك الإشعارات بصورة متقطعة، أو أن تلغيها إلغاء كاملاً؛ وإن أردت أن تبقى مطلعاً على يوميات صديقك المقرب عندما ينشر صوراً عن عطلته التي قضاها، فيمكنك دوماً أن تعيد تشغيل الإشعارات في وقت لاحق.

يمكنك أيضاً أن تغير الطريقة التي تضع فيها جهازك خلال اليوم؛ فإن أبقيت شاشته إلى الأسفل في أثناء العمل، فلن تضيء وتشتت انتباهك عن العمل؛ وإن كان جهازك يتمتع بخاصية عدم الإزعاج، فيمكنك تفعيلها كذلك.

إقرأ أيضاً: كيف توقف إشعارات تطبيقات الدردشة على هاتفك لتحقق المزيد من التركيز

4. ابدأ ممارسة روتين صباحي:

قد تحتاج إلى قراءة بعض رسائل البريد الإلكتروني، ولكن قد يؤثر تفقدك هاتفك بمجرد استيقاظك سلباً في إنتاجيتك في فترة الصباح؛ ذلك لأنَّك أمضيتها في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

حاول تجنب استخدام هاتفك صباحاً قدر الإمكان؛ لكن يمكنك الخروج عن هذه القاعدة في حالات الطوارئ، أو إن كان لديك موعد ما.

اقضِ بقية الصباح في ممارسة التمرينات الرياضية، أو تحضير وجبة إفطار مغذية، أو المشاركة في نشاط آخر يمدك بالطاقة ويكون بعيداً عن جهازك المحمول؛ ولتسهيل الأمر، فكر في استخدام ساعة منبه حقيقية بدلاً من المنبه الموجود على هاتفك؛ فعندما يوقظك هاتفك كل صباح، يصبح من السهل أن تنجر وراء تصفح تطبيقات إضافية تضيع وقتك.

5. حدد مدة استخدام التطبيقات:

سواء أكنت تستخدم هاتفك الذكي أم كمبيوترك اللوحي، يمكنك مراقبة مدة استخدام التطبيقات لتحديد الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام ذلك كمعيار لقياس مدى قدرتك على الالتزام والتقدم الذي تحرزه.

كما توجد طريقة أخرى، وهي حذف تطبيقات التواصل الاجتماعي من جهازك، بحيث تجبر نفسك على تكبد عناء تشغيل الكمبيوتر لتصفح صفحات التواصل الاجتماعي؛ ذلك لأنَّه دون تلقي تلك الإشعارات التي تستنزف وقتك، يصبح تجنب التشتيت الذي تتسبب به وسائل التواصل الاجتماعي أمراً سهلاً.

شاهد بالفديو: سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي

6. استخدم أداة حظر المواقع الإلكترونية:

قد تكون الإمكانات التي يتمتع بها الإنترنت مغرية أحياناً؛ إذ من السهل الانتقال من العمل إلى وسائل التواصل الاجتماعي ضمن المتصفح نفسه، لكن لمَ لا تمنع نفسك من الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول؟

تمنعك أدوات حظر المواقع الإلكترونية من الانتقال إلى مواقع معينة على جهازك، ويمكنك تفعيل هذه الميزة في أثناء ساعات العمل لكيلا تنجذب إلى وسائل التواصل الاجتماعي عندما تسرح بذهنك.

7. حدد مناطق يُمنَع فيها استخدام التكنولوجيا:

يمكنك تخصيص مناطق معينة في المنزل أو مكان العمل لا يُسمَح فيها باستخدام التكنولوجيا؛ فإن أبقيت أجهزتك بعيدة عن الأماكن التي تحتاج فيها إلى تركيز، تصبح احتمالية تشتتك بوسائل التواصل الاجتماعي ضئيلة.

إنَّ غرفة النوم والحمام وطاولة العشاء والمكتب المنزلي كلها أمثلة على الأماكن التي قد يسبب لك جهازك التشتت فيها؛ لذا خصص غرفاً أخرى لاستخدام الجهاز فيها، لتقلل بالتالي الوقت الذي تضيِّعه في تصفح الإنترنت.

8. ضع برنامج مكافآت:

إن لم تستطع منع نفسك من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كل مرة، فقد حان الوقت لكي تستغل الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي بشيء آخر.

تتمثل طريقة التحفيز التقليدية في كتابة قائمة بالمهمات التي يجب عليك إكمالها قبل الانجرار إلى نشاط أقلَّ إنتاجية، وقد تكون هذه المهمات مهمات عمل أو مهمات منزلية أو نشاطات أكثر فائدة.

كافئ نفسك بأن تقضي بعض الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تنتهي من كلِّ النشاطات؛ ولا تسمح لنفسك بتسجيل الدخول إلى أيٍّ من المنصات قبل إكمال مَهمَّتك، وإلَّا فإنَّها ستُفسِد التمرين بالكامل.

9. جرِّب استخدام تقنية التأطير الزمني (Timeboxing):

هي تقنية تساعدك على إدارة الوقت، حيث تكرس فترات معينة من وقتك لتمارس فيها نشاطات محددة؛ فعلى سبيل المثال: يمكنك تخصيص ساعة العمل الأولى للردِّ على رسائل البريد الإلكتروني؛ وبمجرد انتهاء هذه الساعة، أغلق بريدك الإلكتروني وانتقل إلى الفترة التالية؛ حيث يمكنك بهذه الطريقة تحديد الفترات التي يُسمَح لك فيها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

التزم بالفترات المحددة ضمن جدولك، ودرِّب نفسك على عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلَّا عندما يستدعي الأمر؛ حيث ستخصص بذلك كل فترة لنشاط مختلف بعيداً عن التشتت.

شاهد بالفديو: 20 قول رائع في تحفيز وتطوير الذات

10. اعثر على هواية مفيدة:

إن أمكنك أن تجد ما يستحق أن تملأ به وقت فراغك، فلن تشعر بالحاجة إلى تصفح وسائل التواصل الاجتماعي غالباً؛ إذ يُبقي انشغالك بهواية ما عقلك مشغولاً بما تقوم به، وتختصر بذلك المعاناة، وتحل نصف المعضلة.

قد تكون الهواية بسيطة كقراءة الكتب، أو معقدة كالنجارة؛ لكن مهما كانت ميولك، املأ وقتك بنشاطات مثمرة تغنيك عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

11. اتخذ إجراءات صارمة بسرعة:

قد تتطلب المشكلات الكبيرة تدابير صارمة؛ فإن أردت حقاً أن تمنع نفسك من التشتت بوسائل التواصل الاجتماعي، فحاول أن تتخلص من الإدمان عليها لمدة أسبوع كامل.

سيكون الأمر صعباً، لكن سيساعدك ذلك على إدراك أنَّك لست بحاجة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتعيش حياة كاملة ومثمرة.

تذكر كيف شعرت عندما تخليت عن تصفح التغريدات أو منشورات الفيسبوك باستمرار؛ وإذا كنت تخشى أن تنسى، فضع جدولاً لتمتنع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كل شهر أو كل ثلاثة شهور لتذكير نفسك بذلك الشعور.

إقرأ أيضاً: 10 طرق تخلصك من ادمان المواقع الاجتماعية

12. انشر بمعدل أقل:

يستخدم العديد من الناس وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق حياتهم وإنجازاتهم؛ ورغم أنَّ هذه الطريقة رائعة لتشارك حياتك مع أحبائك أينما كانوا، إلَّا أنَّها تشكل منفذاً لتتشتت بوسائل التواصل الاجتماعي.

ابدأ تحديد منشور واحد تنشره لكل منصة في اليوم، حيث يمكنك بهذه الطريقة البقاء على تواصل مع أحبائك دون أن تفسح لنفسك الكثير من الفرص التي يمكن أن تشتت انتباهك.

الخلاصة:

يحتاج الالتزام بالعادات الجديدة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي إلى بعض الوقت، فلا تيأس إن كان التشتت يسيطر عليك بين الحين والآخر؛ وإن كنت في ريبة، فذكِّر نفسك بأهدافك في الحياة، حيث إنَّ تحقيق تلك الأهداف أفضل بكثير من قضاء ساعات إضافية في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر




مقالات مرتبطة