كيف تتخلص من الشعور بالوحدة؟ هذا المقال يقدّم لك الحلول

يشعر الإنسان في بعض الأحيان بالوحدة وعدم الرغبة بالتحدّث مع الآخرين أو التواجد في الأماكن العامة، وهنا تتحوّل الوحدة إلى شعورٍ سلبي يتغلغل داخله يومًا بعد يوم ليتسبّب في تراجع صحتهِ النفسيّة وقدرتهِ على إقامة علاقات طبيعيّة والعيش بطريقةٍ سعيدة ومريحة في الحياة، فيما يلي سنسلّط الضوء على أسباب الوحدة، وعلى أهم الأشياء التي يجب أن تُمارسها عندما تشعر  بالوحدة.



أولًا: تعريف الشعور بالوحدة، وأنواعها

الوحدة هي عبارة عن شعور مزعج ينتاب الإنسان ويعيش معه إلى أن يجعله يشعر بالعزلة والفراغ، وشعور الوحدة هذا لا يُصيب الإنسان فقط لأنه وحيد وليس حوله أشخاص وأصدقاء، إذ أنّ هناك العديد من الأشخاص يشتكون من الوحدة بالرغم من وجودهم في منازل مكتظة بالأهل والأصدقاء.

ويحدث شعور الوحدة هذا عندما يشعر الإنسان بأنه شخص غير مرغوب فيهِ، وغريب عن كل الأشخاص الذين حوله، وبأنّ لا أحد في هذا العالم يُشاركه اهتماماته وتجاربه الخاصة.

أما أنواع الوحدة فهي:

1- الوحدة العاطفيّة:

وهي التي يُصاب بها الإنسان نتيجة افتقارهِ للحياة العاطفية الحميمة مع شخصٍ آخر في الحياة، ويشكل هذا النوع عدة حالات، كالأشخاص الذين انفصلوا عن أزواجهم بسبب الوفاة، أو بسبب فشل علاقاتهم مع بعضهم البعض.

وتحدث الوحدة العاطفيّة أيضًا نتيجة خسارة أحد الأشخاص المقربين للإنسان كالأب، الأم، الأخ، الأخت، وكل أفراد العائلة الذين كانوا يُشاركونه كل حياتهِ واهتماماتهِ، ليجد نفسه فجأة قد أصبح وحيدًا لا عون له ولا سند.

2- الوحدة الاجتماعيّة:

وهو شعور الوحدة القاسية التي يُعاني منها الإنسان نتيجة افتقارهِ للعلاقات الاجتماعيّة، وبعده عن كل الاشخاص الذين يُساندونه في الحياة من أصدقاء، جيران، ومعارف، وذلك نتيجة عدة أسباب كالعيش في مدينةٍ بعيدة عن مدينتهِ، أو نتيجة تغيير السكن.

ثانيًا: أسباب الشعور بالوحدة

  1. شعور الإنسان بالوحدة نتيجة تقدم العمر، وغياب أو انشغال أفراد العائلة عن المسن، وهذا ما يُولد شعورًا بداخله بأنّه أصبح وحيدًا، وبأنّ لا شيئ في هذا الكون ينتظره سوى الموت.
  2. تحدث الوحدة في كثيرٍ من الأحيان بسبب طباع الإنسان ونوع شخصيتهِ، كأن يكون ضعيف الشخصيّة وغير قادر على تكوين أي نوع من العلاقات الإنسانيّة الوثيقة مع الآخرين.
  3. عيش الإنسان في مكانٍ خارج بلده وفشله في الحصول على علاقات جديدة في هذا البلد الغريب، وذلك نتيجة الانشغال بالأعمال، واختلاف العلاقات والتقاليد وطريقة التفكير.
  4. إدمان الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي، وغرقه في إقامة علاقات وهمية، تبعدهُ عن إقامة علاقات واقعيّة مثمرة مع الأشخاص المُحيطين به.
  5. تقول الدراسات والأبحاث العلميّة، بأنّ سبب الشعور بالوحدة قد يكون وراثيًا وبأنّ الجينات تلعبُ دورًا فعالًا في توليد هذا الشعور داخل الإنسان.

ثالثًا: انعكاسات الوحدة السلبيّة على صحة الإنسان الجسديّة

  1. تتسبّب الوحدة بتعرض الإنسان لأمراض ضغط الدم المرتفع، واضطراباتهِ.
  2. يتعرّض الإنسان بسبب الوحدة لاضطرابات النمو، والأرق خلال الليل.
  3. إنّ الإنسان الذي يشعر بالوحدة يتعرّض أكثر من غيرهِ لرؤية الأحلام والكوابيس المزعجة.
  4. يشعر الإنسان بسبب الوحدة بالخمول والكسل الذي ينعكس سلبًا على صحتهِ العامة.
  5. يشعر الإنسان بسبب الوحدة من الشعور بالجوع والرغبة بتناول المزيد من الأطعمة، وهذا ما يُعرضهُ لمشكلة السمنة الزائدة.

رابعًا: الآثار النفسيّة السيئة التي تسببها الوحدة للإنسان

  1. كثيرًا ما يشعر الإنسان المصاب بالوحدة، بالإحباط الشديد الناتج عن غياب المشاركة، وعن شعورهِ بأنّه لا يحصل عى الدعم الإيجابي من أي أحدٍ في هذا العالم.
  2. دائمًا ما يشعر الإنسان المصاب بشعور الوحدة برغبةٍ شديدة في البكاء أو النوم لساعاتٍ طويلة.
  3. يعتقد بأنّه مرفوض من قبل الآخرين، ولا يُقدم التقدير الذاتي لنفسهِ.
  4. يبتعد عن التجديد، ويحصر نفسهُ ضمن دائرة الروتين اليومي، التي تعرضه للمزيد من المشاكل النفسيّة الخطيرة.
  5. ينظر إلى نفسه بطريقةٍ سلبيّة، ولا يتوقفُ عن انتقاد تصرفاتهِ وأفعالهِ.
  6. عادةً ما ينسحب الإنسان المصاب بشعور الوحدة من مواقع التواصل الاجتماعي، ويرفض الدخول بحوار مع أي شخصٍ كان.
  7. الإنسان الوحيد هو أكثر عرضةً للإصابة بالعديد من الأمراض النفسيّة المزمنة كالاكتائب، القلق، والانفصام.
  8. يشعر الإنسان الذي يشعر بالوحدة بأنّهُ شخصٌ فاشل وغير جدير بتحقيق النجاح الخاص والمهني.

خامسًا: أشياء يجب أن تقوم بها عندما تشعر بالوحدة

1- تكوين صداقات:

لا شيئ من الممكن أن يُخفف من شعور الوحدة الذي يُعاني منه الإنسان أكثر من الأصدقاء، لهذا ننصحك بأن تسعى لتجديد صداقاتك القديمة، بالإضافة لتكوين صداقات جديدة ومثمرة.

اقرأ أيضاً: 6 نصائح تساعدك على تكوين صداقات جديدة

2- التجديد:

عليك أن تبتعد عن الروتين، وأن تسعى لإدخال بعض الأشياء والأنشطة المسلية الجديدة لبرنامجك اليومي، وذلك لأنّ الروتين هو المُتسبب الأساسي للإصابة بالوحدة والملل.

3- تنظيم الوقت:

لتتخلّص من شعور الوحدة، عليك أن تحرص على تنظيم وقتك خلال اليوم، كأن تحدد موعدًا معينًا للنوم والاستيقاظ، وموعدًا معيناً لإنهاء المهام اليوميّة، وممارسة النشاطات.

اقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

4- ممارسة التمارين الرياضيّة:

يقول علماء النفس بأن الرياضة تساهم في القضاء على معظم الأمراض والمشاكل النفسيّة التي يُعاني منها الإنسان، بما فيها مشكلة القلق النفسي والوحدة والانعزال، لهذا ننصحك بأن تواظب على ممارسة التمارين الرياضية اليوميّة وبشكلٍ خاص خلال ساعات الصباح الأولى، كرياضة المشي، ركوب الدراجات، السباحة، والركض.

اقرأ أيضاً: 10 فوائد صحيّة مهمة تمنحُها الرياضة لجسم الإنسان

5- تعلّم الهوايات الجديدة:

تساعد الهوايات في الترفيه عن نفسيّة الإنسان وإزالة كافة المشاعر التي تُسبّب له الحزن والإحباط كشعور الوحدة، لهذا ننصحك بأن تحرص على ممارسة هواياتك المفضلة في أوقات فراغكَ، بالإضافة لتعلّم الهوايات الجديدة التي لم يسبق لك أن مارستها من قبل.

6- المشاركة في الأعمال التطوعيّة:

إنّ مشاركة الإنسان ومساهمتهِ في القيام ببعض الأعمال التطوعيّة بشكلٍ دوري، يساهم كثيرًا في الترفيهِ عن نفسيته ومساعدته على تخطي مشاعر الحزن والوحدة، وذلك لأنّ أعمال الخير والتطوع تجعل الإنسان يشعر بالسعاة وبأنّه شخصٌ مثمر في الحياة، ويكون هذا عن طريق التطوع بتنظيف الحدائق العامة والطرقات، أو تقديم المساعدة للجمعيات الخيريّة التي تهتم بأمور المسنين، الفقراء، المشردين، الأيتام، ومرضى السرطان.

7- القراءة:

تساعد القراءة على تحسين نفسيّة الإنسان والتفريج عن كل ما قد يُسبّب له الإحباط والملل والوحدة، لهذا عليك أن تقضي على شعور الوحدة عن طريق ممارستك لعادة القراءة بشكلٍ يومي، وفي أوقات فراغك، كقراءة الكتب العلميّة، الكتب الأدبيّة، كتب التنمية البشرية، والقصص البوليسيّة.

8- المشاركة في المناسبات الاجتماعيّة:

إنّ مشاركة الإنسان في المناسبات الاجتماعيّة المختلفة، يُساهم كثيرًا في الترفيه عن نفسيتهِ ومساعدتهِ في القضاء على شعور الوحدة والملل الذي يدمر النفسيّة مع الأيّام، لهذا عليك أن تواظب على حضور المناسبات الاجتماعيّة كالأعراس، وأعياد الميلاد، والاجتماعات العائليّة.

9- التخطيط لرحلاتٍ ترفيهيّة:

بدلًا من التفكير بالوحدة والغرق فيها، عليك أن تحرص على التخطيط للقيام بمجموعة من الرحلات الترفيهيّة التي تساعدُ في الترفيه عن نفسيّة الإنسان وغرس السعادة والمتعة فيها، ويُمكن أن تكون هذه الرحلات مع العائلة أو الأصدقاء المقربين، كالتخييم في الجبال، أو شواطئ البحر، والذهاب إلى مدينة الألعاب.

10- السفر:

يُعتبر السفر والترحال والتنقل من بلد إلى آخر، فرصةً مناسبة للترفيه عن نفسيّة الإنسان والقضاء على كل ما قد يُسبّب له الوحدة والملل، لهذا ننصحك بأن تقوم بجولات ورحلاتٍ سياحيّة في دول العالم، أو في المدن القريبة منك، لتتعرف على أشياء جديدة تقتل الروتين الداخلي الذي يُسبب لك الوحدة.

شاهد: 7 تغييرات إيجابية يحدثها السفر في حياتك

11- ابتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي:

لتتخلّص من شعور الوحدة المزعجة، عليك أن تبتعد كليًا عن مواقع التواصل الاجتماعي وإقامة صداقات افتراضيّة، وأن تسعى فقط للتواصل مع الأصدقاء الواقعيين وإقامة جلسات حواريّة ولقاءات ودية مسلية معهم.

12- القيام ببعض الأشياء التي تشعرك بالمتعة:

لكي تقضي على شعور الوحدة قبل أن يُسيطر عليك ويُسبب في تراجع معنوياتك وعزيمتك، عليك أن تسعى للقيام ببعض الأعمال والأشياء الممتعة في حياتك اليوميّة، كتعلم طهي أصناف جديدة من الأطعمة والحلويات، تنظيف المنزل وإعادة ترتيب الأثاث بشكلٍ جديد، زراعة الزهور والنباتات في الحديقة، تنسيق ديكورات مميزة وجديدة.

13- فكّر بالوحدة على أنها شعور وليست واقعًا:

لتتخلّص من الوحدة المزعجة التي أصبحت تؤرقُ حياتكَ وتمنعك من الاستمتاع بها كما يجب، عليك أن تُغيّر طريقة تفكيرك بها، كأن تفكر مثلًا على أنّها مرحلة معينة تعيشها وسرعان ما ستمضي، وليست واقعًا حقيقيًا سيُرافقك مدى الحياة، وبأنها شعور مزعج سينتهي بعد ساعاتٍ أو أيّامٍ قليلة.

14- عليك ألّا تلم نفسك:

عليك ألّا تلم نفسك على شعور الوحدة الذي تُعاني منه كي لا تتسبب في تراجع وضعك النفسي، وتذكر دائمًا بأنّ هناك الملايين من الأشخاص يُعانون مثلك من الوحدة، وأنّهُ عليك أن تقاوم ما استطعت لتُحرر نفسك من هذا الشعور المزعج. 

15- استرجاع الذكريات السعيدة:

كلما انتابك شعورًا بالوحدة والحزن، عليك أن تعمل على استرجاع بعض الذكريات السعيدة التي سبق وعشتها في الماضي، وأن تعمل على إعادة هذهِ الذكريات وتجديدها، وذلك لأنّ الذكريات السعيدة تساعدُ على بث الإيجابية داخل نفس الإنسان، وطرد كل الافكار السلبيّة التي تسبب لهُ الوحدة.

16- استغل أوقات فراغك:

من الضروري أن تحرص على استغلال أوقات فراغك بشكلٍ جيد، وأن تستثمرها في القيام ببعض الأمور الجيدة، وألّا تترك نفسك فريسة وقت الفراغ الذي سيولد داخلك شعورًا مزعجًا بالوحدة والحزن.

اقرأ أيضاً: 6 نصائح من خبراء علم النفس لاستغلال وقت الفراغ

17- تقرّب من الله سبحانه وتعالى:

لا يشعر الإنسان عادةً بالوحدة والتعاسة طالما أنّه قريب من رب العالمين، لهذا عليك أن تسعى دائمًا للتقرب من الله تعالى، عن طريق أداء العبادات اليوميّة التي تريح القلب والفؤاد، كالصلاة، الصيام، الدعاء، قراءة القرآن، ذكر الله والتسابيح، والتصدق للفقراء والمحتاجين.

اقرأ أيضاً: 7 نصائح لتقوّي صلتك بالله سبحانه وتعالى

18- حضور دورات التنمية البشرية:

إنّ هذهِ الدورات المختصة بعلم التنمية البشرية تساهمُ وبشكلٍ كبير في القضاء على شعور الوحدة التي يُعاني منها الإنسان، وذلك لأنّها تساعدُ على صقل الشخصيّة، والتخلّص من كل مشاكله النفسيّة، ولهذا عليك أن تحرص على حضور مثل هذهِ الدورات بالإضافة لدورات البرمجة اللغوية العصبيّة وتطوير الذات.

19- العمل:

لاشيئ من الممكن أن يُبعد شعور الوحدة عن الإنسان أكثر من الاهتمام بعملهِ وإتمامهِ  بشكلٍ جيد، فالعمل هو الشيئ الوحيد الذي يمد الإنسان بمعنوياتٍ مرتفعة تحميهِ من الوقوع في فخ الوحدة القاتلة، لهذا في حال كنت عاطلًا عن العمل عليك أن تبدأ البحث عن عمل جديد يُناسبك، وألّا تستلم للوحدة والانعزال.

 

هذهِ هي النصائح والأشياء الأساسيّة التي يجب أن تقوم بها، لتساعد نفسك في التخلّص من مشاعر الوحدة والانعزال، ولتنعم بحياةٍ سعيدة ومرفهة ومسليّة.

 

المصادر:

  1. 8 طرق لمعالجة الشعور بالوحدة
  2. wikipedia
  3. اضرار الوحدة على الإنسان مدمّرة
  4. أسباب الشعور بالوحدة
  5. 9 أشياء يجب أن تقوم بها عندما تشعر بالوحدة
  6. كيف تتخلص من الوحدة



مقالات مرتبطة