كيف تتخلص من أصوات البطن المزعجة؟

يُصدِر جسم الإنسان تصرفات عديدة لا إرادياً، فيتسبَّب ذلك بالإحراج، وخاصة إن كان الفرد في العمل، أو يحضر اجتماعاً ما، أو في لقاء هام، فمثلاً رائحة الفم الكريهة التي يعاني منها ما يقارب 25% من البشر بحسب الدراسات، والتي تنتج عن وجود البكتريا، أو ربما عن التهابات في الفم والمجاري التنفسية، أو الحازوقة التي تستمر أحياناً لوقت طويل، وتحتاج إلى تدخُّل طبي لتزول، وقد تنتج عن الأكل السريع، أو عن مشاعر الخوف والقلق، وربما عن حالة مرضية، أمَّا التشجؤ فهو إفراغ غازات الجهاز الهضمي عن طريق الفم، وقد يكون مصاحباً لبعض الرائحة، فيعدُّ من الأشياء المحرجة جداً على الرغم من كونه عملية طبيعية تحدث نتيجة ابتلاع قليل من الهواء في أثناء تناول الأكل أو الشراب.



لكنَّنا لا نحب التعرُّض لمختلف ما ذكرناه سابقاً، ولا يتوقف الأمر على الأشياء السابقة، فتوجد أشياء عديدة يصدرها الجسم وتسبِّب الإحراج، كالشخير، أو التعرق الزائد، أو أصوات البطن المزعجة والتي قد تعرضتَ لها، أو أحدهم تعرض لها فجأة أمامك، فما هي الأسباب وراء أصوات البطن المزعجة؟ وكيف يمكننا التخلص منها ومن الإحراج المرافق لحدوثها؟

أسباب أصوات البطن المزعجة:

تكون أصوات البطن المزعجة على نحو غرغرة أو قرقرة نظنُّ بأنَّها صادرة عن المعدة، ولكنَّ المعدة ليست المسؤولة عنها؛ إنَّما تصدر أصوات البطن المزعجة عن عدة أسباب طبيعية منها، ما يأتي:

1. عملية التمعج:

حدوث انقباض في عضلات الأمعاء الغليظة والدقيقة في أثناء عملية هضم الطعام من خلال ضغط جدران الجهاز الهضمي العضلية على الطعام ليصبح هضمه ممكناً.

2. الجوع:

عند الإحساس بالجوع أيضاً قد تصدر أصوات مزعجة من البطن؛ لأنَّ الدماغ يفعِّل الرغبة في تناول الطعام؛ لذلك يرسل إشارات إلى الجهاز الهضمي، فتتقلَّص عضلات جداره، وتحفِّز إفراز عصارة المعدة أيضاً، فيتسبَّب ذلك بإصدار أصوات محرجة.

3. الإسهال:

تصدر الأمعاء أصواتاً ناتجة عن انقباضات وتقلُّصات في جدرانها نتيجة نشاطها الزائد عن الوضع الطبيعي عند الإسهال.

4. دخول الهواء إلى البطن:

يعدُّ أمراً طبيعياً يحدث مع جميع البشر عند تناول الطعام بسرعة، أو عند الشرب باستخدام المصاصة البلاستيكية (الشلمونة)، أو في أثناء مضغ العلكة.

إقرأ أيضاً: أنواع الديدان المعوية وأهم طرق الوقاية منها

متى تكون أصوات البطن المزعجة أمراً خطيراً؟

أصوات البطن المزعجة هي أمر عادي إن لم تكن مصحوبة بأعراض أخرى؛ لأنَّها في تلك الحالة تكون مؤشراً للإصابة بأمراض معيَّنة، وليست ناتجة عن الأسباب سابقة الذكر، ومن الأعراض التي تدل على خطورة أصوات البطن نذكر ما يأتي:

  1. آلام في البطن.
  2. الإسهال باستمرار أو الإمساك.
  3. وجود الدم مصاحباً لخروج البراز من المستقيم.
  4. وجود غازات كثيرة.
  5. وجود حرقة في المعدة باستمرار.
  6. حدوث غثيان وتقيؤ.
  7. الشعور بالشبع في أثناء تناول الطعام بسرعة على غير المعتاد.
  8. انخفاض الوزن فجأة دون اتباع حمية بهدف فقدان الوزن الزائد.

أصوات البطن

من الأمراض التي يرتبط بها خروج أصوات البطن المزعجة، نذكر ما يأتي:

  1. القرحة.
  2. وجود نزيف في الجهاز الهضمي.
  3. التهابات في الأمعاء وخاصة مرض كرون.
  4. وجود انسداد في الأمعاء.
  5. وجود فتق في جدار البطن.
  6. انخفاض في تدفُّق الدم إلى الأمعاء.
  7. تباطؤ مؤقت في حركة الأمعاء.
  8. وجود أورام.
  9. الكالسيوم أو البوتاسيوم موجودان في الدم، ولكن بمستويات غير طبيعية.

كيف تتخلَّص من أصوات البطن المزعجة؟

بعد التعرف إلى الأسباب الكامنة وراء أصوات البطن المزعجة نستنتج أنَّه من الضروري مراجعة الأطباء المتخصصين في حال تكرَّرت باستمرار، أو كانت مصاحبة لأعراض مَرَضية، لتُشخَّص الحالة المَرَضية بدقة؛ إذ يوضع أنبوب يدخل إلى الجهاز الهضمي عبر الفم أو الأنف، فيصل إلى المعدة أو الأمعاء، ويتمُّ إفراغها، ثمَّ تُجرى الإجراءات الطبية اللازمة.

لا تستهِن بالأمراض المصاحبة لأصوات البطن؛ فقد يؤدي الانسداد المعوي مثلاً إلى موت الأنسجة، ومن ثمَّ ستُقطع إمدادات الدم عن جزء من الأمعاء، ومن أجل الوقاية من أصوات البطن المزعجة التي تحدث طبيعياً يمكن القيام بعديد من الإجراءات الوقائية منها ما يأتي:

1. شرب المياه:

شرب المياه مفيد في جميع الأحوال؛ لأنَّ الماء ضروري لعمل مختلف أعضاء الجسم؛ إذ يدخل في معظم تفاعلات الجسم، ويساعد على التخلص من الفضلات والسموم، ومن ثمَّ يساعد على هضم الطعام جيداً، كما أنَّ المياه تساعد على تصفية جميع العناصر الغذائية من الطعام، والتخلص من كل شيء غير مفيد للجسم، وتساعد أيضاً على تقليل الإصابة بمشكلات الجهاز الهضمي وخاصة الإمساك، وبالنسبة إلى أصوات البطن المزعجة، فإنَّه يقي من حدوثها، لكن يُفضَّل شرب المياه بعد غليها، أو شرب المياه المفلترة، كما يُفضَّل الابتعاد عن مياه الحنفية؛ لأنَّها تحتوي غالباً على مواد، مثل الفلوريد (ملح الفلور) الذي يضاف إلى الماء للحد من تسوس الأسنان، والكمية المناسبة لتسهيل عمل الجهاز الهضمي لا تقل عن 8 كاسات يومياً.

2. اتِّباع نظام غذائي صحي:

للتخلص من أصوات البطن المزعجة، يجب تجنُّب بعض الأطعمة التي تسبِّب تلك الأصوات، كالحبوب مثلاً، أو الأطعمة التي تتسبَّب في تلبُّك الأمعاء، مثل الملفوف، والبروكلي؛ لأنَّها تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن المشروبات الغازية أو المُحلِّيات الصناعية، والتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين الذي يزيد من أصوات البطن المزعجة.

في حال كنت من الأشخاص المصابين بعدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب)، فعليك الابتعاد عن الألبان ومنتجاتها، كالجبنة والزبادي وحتى الشوكولا والمثلجات، والنظام الغذائي الصحي المناسب لتسهيل عمل الجهاز الهضمي هو النظام الغني بمصادر الألياف الغذائية، كالخضراوات والفواكه، والبعيد عن الأطعمة الدهنية والمقالي.

إن كنت من الأشخاص ممَّن تُسبِّب لهم البهارات والأكل الحار مشكلات، كحرقة المعدة، وتهيجات القولون العصبي، فننصحك بالابتعاد عنها لضمان قيام الجهاز الهضمي بعمله جيداً، كما ننصحك بتعدد الوجبات يومياً، فبدلاً من تناول وجبة واحدة كبيرة، يمكن أن تجزِّئها إلى عدة وجبات صغيرة بحيث تضمن راحة الجهاز الهضمي في العمل، وفي أثناء تناول الطعام يُفضَّل تقطيعه إلى قطع صغيرة، ومضغها جيداً، وعدم الأكل على عجلة؛ بل تخصيص وقت محدد للطعام يكون فيه تركيزك فقط على عملية المضغ الجيد.

3. النوم الكافي:

يهضم الجسم عند النوم العناصر الغذائية ويمتصها ليكون الجهاز الهضمي في اليوم التالي مُتهيئاً ليعمل جيداً، وقد أكدت بعض الدراسات على أنَّ قلة النوم من العادات السيئة التي تتسبَّب بمشكلة في عملية الهضم، وتؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر التي تُهيج الأمعاء بدورها، فينتج عن ذلك مشكلات في الهضم، كالإمساك، أو الانتفاخ، وإصدار أصوات مزعجة من البطن، كما أنَّ السهر يؤدي إلى تناول طعام غير صحي غالباً؛ لذلك إن أردت الحفاظ على صحة جسدك عليك النوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات يومياً، والأفضل أن تخلد إلى النوم باكراً.

صحة جهاز الهضم

4. ممارسة الرياضة:

تعدُّ الرياضة من الأمور الأساسية التي تساعد على التخلص من أصوات البطن المزعجة؛ لأنَّ الرياضة تحسِّن من عمل الجهاز الهضمي، فهي تقلِّل من حدوث التقلصات في الأمعاء، كما تقلِّل من احتمال الإصابة بالإمساك، لكن لا نقصد بالرياضة قيامك بتمرينات مكثفة، كالركض الذي قد يتسبَّب لبعض الأشخاص بمشكلات في الجهاز الهضمي؛ إنَّما نقصد التمرينات البسيطة والمشي يومياً

5. التخلص من الضغط النفسي:

يمكن أن نتخلص من الضغط أو التوتر من خلال ممارسة التأمل وأساليب الاسترخاء المتعددة؛ لأنَّ ذلك يساعد كثيراً على التخلص من أصوات البطن المزعجة.

6. الابتعاد عن التدخين:

يتسبَّب التدخين في التقليل من إنتاج المخاط المعدي الواقي، ومن ثمَّ يتسبَّب بحدوث أصوات في البطن.

7. استخدام الأعشاب:

يمكن من خلال شرب منقوع الأعشاب التخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي، كالنعناع الذي يخفِّف من الانتفاخ وآلام المعدة والغازات، أو القرفة التي تساعد على التخلص من عسر الهضم، وأيضاً الكمون والريحان يساهمان في تحسين عملية الهضم، ومن ثمَّ التخلص من الاضطرابات المسبِّبة لأصوات البطن المزعجة.

إقرأ أيضاً: فوائد النعناع الأخضر للجهاز الهضمي

8. الحفاظ على النظافة العامة:

يصدر البطن أصواتاً مزعجة، بهدف حماية الجهاز الهضمي من وصول البكتريا أو الجراثيم إليه، التي تمنعه من العمل، ويمكن ذلك من خلال تناول الطعام المتأكَّد من نظافته، وغسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام وبعده.

في الختام:

أصوات البطن من الأمور التي تسبِّب الإحراج للشخص الذي تصدر عنه، لكنَّها أمر طبيعي، وجميعنا معرَّضون للإصابة بها؛ إذ تنتج تلك الأصوات عن عملية التمعج، أو عن الجوع، وقد تكون مصاحبة للإسهال، لكن تصبح غير طبيعية عندما تتكرَّر كثيراً، وتكون مصاحبة لأعراض وآلام مختلفة، كحرقة في المعدة، أو الغثيان، والتقيؤ، حينها يجب مراجعة الطبيب المتخصص ليقوم بالإجراءات الطبية التي تساعد على التخلص منها.

أمَّا أصوات البطن المزعجة الطبيعية يمكن التخلص منها والوقاية من حدوثها، من خلال شرب الماء الكافي لمساعدة الجهاز الهضمي على القيام بوظائفه، واتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، كما ينصح بتناول الطعام على عدة وجبات ليقوم الجهاز الهضمي بعمله براحة، إضافة إلى النوم الكافي، وممارسة الرياضة؛ لأنَّها تساعد على التخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي، كما يُفضَّل الابتعاد عن التدخين، والحفاظ على النظافة العامة.




مقالات مرتبطة