كيف تبني علامة تجارية شخصية؟

لماذا تفشل معظم العلامات التجارية الشخصية؟ قد تفترض أنَّ العلامة التجارية ليست جيدة بما يكفي، أو لأنَّ الشخص الذي يديرها ليس ذكياً بدرجة كافية، أو قد تفشل معظم العلامات التجارية الشخصية؛ لأنَّها نشأت في ظل الجو المشحون الذي يثيره مجال العمل أو المنافسون أو حتى العلامات التجارية نفسها.



المعركة الأولى والأكثر صعوبة لجميع روَّاد الأعمال هي بناء علامة تجارية مميزة يمكنها تجاوز ذلك الجو المشحون؛ حيث تواجه معظم العلامات التجارية صعوبة في ملاحظته وتذكره في ظل عصرنا الرقمي، يقول سكوت ماكين (Scott McCain)، قائد الأعمال ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً "حصة العقل تسبق حصة السوق" (mindshare precedes market share)، بعبارة أخرى، يجب أن تَشغل علامتك التجارية مساحة في ذهن شخص ما، قبل أن يفكر في شراء منتجك أو خدمتك.

إذاً، كيف تتجنب العلامة التجارية الشخصية ذلك الجو المشحون؟

إنَّ الأمر ليس مجرد ضربة حظ، فهناك استراتيجيات مباشرة يمكنك استخدامها لتبرز وتصبح رائداً في مجالك؛ يحدد روري فادن (Rory Vaden)، وهو رائد أعمال ومحرر لمجلة نيويورك تايمز (New York Times)، العملية المطلوبة خطوة بخطوة لإنشاء علامة تجارية شخصية رائعة.

لذا إليك 6 نصائح لأولئك الذين يحاولون إنشاء علامة تجارية شخصية تستحق التذكر:

1. اخترق الحاجز الذي يفصل بينك وبين التميُّز:

في أي مجال عمل هناك مجموعتان من الناس المبتدئين غير المعروفين والقادة الراسخين، وما يفصل بين الاثنين هو "جدار" غير مرئي تحدَّث عنه فادن (Vaden)، تحاول معظم العلامات التجارية الشخصية الحديثة اختراق هذا "الجدار" عن طريق تجربة كل ما يمكنهم تقديمه، كإنشاء قناة على موقع يوتيوب (YouTube)، أو إطلاق تطبيق، لكنَّ تشتيت تركيزك بين أمور عدة يؤدي إلى نتائج سلبية، ومعظم هذه العلامات التجارية تفشل في تجاوز ذلك "الجدار".

ولكنَّ ما يؤدي إلى تعزيز القوة هو التركيز؛ لذا عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية:

  • ما هو المجال الذي يمكنك أن تصبح خبيراً فيه؟
  • ما هي المشكلة المحددة التي يمكنُك حلها للآخرين؟

حدد مجالك واعمل على أن تصبح خبيراً فيه، وبمجرد القيام بذلك، ستتحرر من ذلك الجو المشحون المحيط بك، وسترى بعدها بصيص ضوء يظهر أمامك، كنقطة انطلاقة لعملك.

2. ابحث عن شيء يميزك:

غالباً ما يكون تحديد ما يميزك - كعلامة تجارية - أسهل في الكلام من الفعل؛ لذلك حاول الاقتراب منه من زاوية شخصية للغاية، يقول فادن (Vaden): "أنت في أقوى موقع لخدمة الشخص الذي كنت عليه من قبل".

ما يجعلك تتميز هو التفريق بين ما أنت عليه في المستقبل وبين ما كنت في الماضي.

  • إذا كان في إمكانك أن تقدم لنفسك نصيحة قبل 10 سنوات، فماذا ستقول؟
  • كيف ستساعد تلك النسخة الأصغر من نفسك على أن تصبح الشخص الذي أنت عليه الآن؟
  • كيف يمكنك استخدام ما تعلمته لتوجيه الآخرين في موقف مشابه؟

استخدم إجاباتك عن هذه الأسئلة لتجد ما يميزك.

شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية لبناء العلامة التجارية الشخصية

3. أعطِ الأولوية لسمعتك:

سمعتك هي جوهر علامتك التجارية؛ إذ عليك أن تفكر فيما قد يتبادر إلى ذهن الناس عندما يفكرون فيك، وما إذا كنت ستفتخر بهذه الصورة.

يقود فادن (Vaden)، روَّاد الأعمال في دورته التدريبية، من خلال تمرين للمساعدة على تحديد جوهر سمعتهم التي يرغبون فيها، وبناء الثقة مع جمهورهم.

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك بناء الثقة مع الآلاف وحتى الملايين من الأشخاص حول العالم دون مقابلتهم فعلياً؛ لذا استخدم وجودك على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة حياتك وتعليم الناس ما تعلمته، وإذا أَظهرتَ صدقك ونزاهتك، فسوف يتعلم جمهورك مع مرور الوقت الثقة بك وبعلامتك التجارية.

تذكر أنَّ علامتك التجارية الشخصية هي من سمعتك، وأنَّ نجاح علامتك التجارية يتوقف على ثقة جمهورك في السمعة التي اكتسبتها؛ لذا ركز على بناء علامة تجارية تفتخر فيها وتُكرِّم شخصيتك ونزاهتك.

4. ضع استراتيجية للمحتوى الخاص بك:

غالباً ما يشعر روَّاد الأعمال بالارتباك بسبب طبيعة العمل على إنشاء المحتوى على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لكنَّك لست بحاجة إلى إنتاجٍ ضخمٍ أو ملايين المتابعين لإنشاء محتوى رائع؛ بل كل ما تحتاج إليه هو القليل من التخطيط، وصياغة استراتيجية تسويق محتوى جيدة.

يقول فادن (Vaden): "اطلب المساعدة إذا لم تكن متأكداً مما تنشره، ولا تُروِّج لعملك، والتزم بإنشاء محتوى مفيد لجمهورك يضيف قيمة ملموسة إلى حياتهم".

يجب أن يركز المحتوى الخاص بك على العناصر الثلاثة التالية: الترفيه أو التعليم أو التشجيع، فإذا لم يكن كذلك، فلا تنشره.

فإنَّ المحتوى المنتظم والمفيد الذي يعلِّم جمهورك هو أفضل وأسرع طريقة لتعزيز وصولك، وتتمثل إحدى طرائق تحقيق ذلك في أتمتة المحتوى للاستفادة من وجودك على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أقصى قدر من التقدم.

إقرأ أيضاً: دليل المبتدئين للتعرُّف على استراتيجية المحتوى

5. استثمر علامتك التجارية:

بعد أن حدَّدتَ مكانتك وازداد عدد متابعيك وأنشأت استراتيجية تسويق للمحتوى، كيف يمكنك الآن كسب لقمة عيشك من علامتك التجارية الشخصية؟

هناك خمس طرائق لاستثمار علامتك التجارية:

  • المنتجات المادية.
  • الإعلانات والشركات التابعة.
  • منتجات المعلومات.
  • الصفقات.
  • الخدمات.

كل خيار من هذه الخيارات له نقاط قوة وضعف، ولكنَّ المفتاح هو تجنب إضعاف تركيزك من خلال محاولة اختيار الخمسة كلَّها مرة واحدة، فأنت بحاجةٍ إلى التصرف بشكل استراتيجي عند تحديد الطريق الذي يجب أن تسلكه ومتى تسلكه، على سبيل المثال، غالباً ما تكون الخدمات مثل التدريب الفردي هي أسرع طريقة لتحقيق الدخل، ولكنَّها أيضاً أقل قابلية للتوسُّع، وعادةً ما تأتي صفقات الطرف الثالث لاحقاً في العلامة التجارية الشخصية، ولكنَّها أيضاً ذات قيمة نقدية عالية.

في البداية، ركِّز على تحويل متابعيك إلى عملاء، وحوِّل السمعة التي اكتسبتها إلى مبيعات من خلال الاستفادة من علاقاتك على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول فادن: "تكمن الأرباح في التواصل مع العملاء عبر الرسائل الخاصة"، تفاعل مع متابعيك عبر الإنترنت وقدم لهم محتوى مفيداً ومجانياً، ومع مرور الوقت، سوف يثقون بك تماماً وسيجدون المحتوى الخاص بك مفيداً جداً لدرجة أنَّهم سيكونون متحمسين للدفع مقابل الوصول إلى المزيد.

إقرأ أيضاً: 5 طرق لبناء ولاء للعلامة التجارية

6. كُن على ثقة بما تفعل:

أكثر ما يهم عند بناء علامة تجارية شخصية هو أن تواجه مخاوفك وتتخذ الإجراءات اللازمة، فالكثير من روَّاد الأعمال لا يراوحون أماكنهم بسبب متلازمة المحتال (imposter syndrome)، ويعتقدون أنَّهم ليسوا ذكيين أو موهوبين أو جيدين بما فيه الكفاية، إنَّهم يشعرون بالخوف من أنَّهم لن ينجحوا، وأنَّ عملهم وجميع الاستراتيجيات التي تعلموها لن تنجح، لكنَّهم سيفعلونها، فلا يتطلب الأمر سوى القليل من الإيمان والكثير من الوقت.

يقول فادن (Vaden) في كتابه "صعود السلالم" (Take the Stairs): "إنَّ الخوف هو في نهاية المطاف عاطفة تتمحور حول الذات، فلا تشعر بالخوف أبداً عندما تكون مهمتك خدمة الآخرين"، ضع مخاوفك جانباً وركز على من تخدمه، وثق بما تشعر به في قلبك؛ فهناك شخص ما بحاجة ماسة إلى مساعدتك ورسالتك وتوجيهك.

لقد بدأت علامتك التجارية لتغيير حياة الناس، لا لتكسب مليون متابع على إنستغرام (Instagram) أو تربح مليون دولار، وحتى لو ساعدت شخصاً واحداً فقط، فستكون جهودك تستحق العناء.

اكتشف ما الذي يميزك، وثق بالعملية وركز على من تخدمه؛ حيث يحتاج الناس إلى الإصغاء لما تريد قوله.

المصدر




مقالات مرتبطة