كيف تؤمِن بنفسك وتعزِّز ثقتك بنفسك؟

للتفكير الإيجابي عدة فوائد، ويمكن القول بثقة إنَّه يمكن لقدرتك على الإيمان بنفسك أن تُغيِّر حياتك؛ إذ إنَّ عملية التفكير، والتحدث عمَّا تريده، وكيفية الحصول عليه، تجعلك تشعر بسعادة وسيطرة أكبر على حياتك، وعندما تشعر بالتحكم بحياتك، تبدأ بالإيمان بنفسك أكثر وتعزيز ثقتك بنفسك.



كيف تؤمن بنفسك؟

يبدأ تعلُّم كيفية الإيمان بنفسك عندما تفكُّر تفكيراً إيجابياً، وتردِّد عبارات إيجابية لنفسك لتبني من خلال ذلك تقديرك لذاتك، وحتى تكون صادقاً مع نفسك، سيتضمَّن الأمر أيضاً تحديد قيمك العليا، وتطلُّعاتك في الحياة، ووضع التوقعات؛ الأمر الذي سيُتيح لك عيش حياتك بطريقة أفضل، وفي النهاية، ليس من الضروري أن يكون إيمانك بنفسك عملية معقدة.

لمساعدتك على الإيمان بنفسك وحتى تعزيز الثقة بالنفس جرِّب بعضاً من هذه النصائح المفيدة:

1. فكِّر بإيجابية:

سيعلِّمك التركيز على الأفكار والعواطف الإيجابية كيف تؤمِن بنفسك؛ إذ إنَّ تبنِّي عقلية متفائلة هي إحدى الطرائق التي يمكنك من خلالها تعلُّم كيفية التفكير بإيجابية، وهذا يعني أنَّه وبصرف النظر عن الأمر الذي يحدث في حياتك؛ يمكنك النظر إليه على أنَّه تجربة للتعلُّم منها واستخدامها لجعل حياتك أفضل.

ويساعد كونك متفائلاً على بناء ثقتك بنفسك أيضاً، في حين يُقوِّض التشاؤم تقديرك لنفسك ويمنعك من النمو، بسبب الخوف أو عدم الإيمان أو عدم الرغبة في المخاطرة؛ لذا إنَّ الأفكار السلبية هي أكبر عدو لنا.

إنَّ امتلاكك قيماً جيدة يجعلك تتحمَّل المسؤولية عن نفسك وردود أفعالك وحالتك، الأمر الذي يُعَدُّ مفتاحاً للقضاء على الأفكار والعواطف السلبية؛ إذ تُحدِّد قيمك في الحياة معتقداتك عن نفسك والعالم من حولك، فإذا كان لديك قيم إيجابية على سبيل المثال؛ كالحب والرحمة والكرم، فستظنُّ أنَّ الناس الموجودين في عالمك يستحقون هذه القيم، وستتعامل معهم وَفقاً لذلك، وعندما تؤمِن بنفسك وتختار أن تكون شخصاً صالحاً، ستجد نفسك أكثر إيجابية ونجاحاً في حياتك.

فكِّر في إجابة عن هذا السؤال: مَن الذين تَعُدُّهم واثقين بأنفسهم من بين الأشخاص الذين تعرفهم الآن؟ دوِّن الأشياء التي يقولونها والأخرى التي لا يقولونها والخيارات التي يتخذونها والأشخاص الذين يحيطون أنفسهم بهم، هل أتى إلى ذهنك المزيد من الأشخاص الواثقين من أنفسهم؟

إنَّ سبب حدوث ذلك هو قانون السبب والنتيجة، فإذا كنت تتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها الأشخاص الأصحاء والسعداء ذوو السلوكات الإيجابية، فسوف تشعر قريباً بنفس الطريقة وترى نفس النتائج وتستمتع بنفس التجارب.

إقرأ أيضاً: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

2. آمِن أنَّ لديك ثقة بالنفس:

قد يكون إدراك مدى تميُّزك وثقتك بنفسك، ثمَّ دمج هذا الإدراك في سلوكك وشخصيتك، من أصعب الأشياء التي علينا القيام بها في الحياة، لكن ثِق بأنَّه لا يوجد أحد مثلك، وبأنَّ لديك مساهمات فريدة لتشاركها مع العالم ولا يمكن لأحد سواك تقديمها.

لدينا جميعاً مواهبنا ومهاراتنا وقدراتنا التي تجعلنا أشخاصاً استثنائيين؛ لذا إنَّ أحد مفاتيح الثقة هي إخبار نفسك بذلك، فقُل لنفسك إنَّ لديك ثقة بنفسك، ثمَّ آمِن بالأمر؛ إذ إنَّ أفكارك تصبح كلمات وكلماتك تصبح أفعالك؛ لذلك إذا واصلت إخبار نفسك أنَّك تؤمن بها، فستؤمن بنفسك في النهاية.

ردِّد عبارات تشجيعية يومياً؛ مثل: "أنا أؤمن بنفسي"؛ إنَّ الأمر بهذه السهولة، وامتلك الشجاعة لتقبُّل نفسك كما أنت، وليس كما قد تكون أو كما يظنُّ شخص آخر أنَّك يجب أن تكون، واعلم أنَّه عندما يؤخذ كل شيء في الحسبان، سيظهر أنَّك تستحق أن تتمتَّع بنوع الحياة الذي تريده، فأنت شخص غير عادي.

3. حدد توقعاتك وتعرَّف إلى قيمك في الحياة:

تحدد معتقداتك توقعاتك، فإذا كانت لديك قيم إيجابية، فستظنُّ أنَّك شخص جيد، وإذا كنت تؤمن بأنَّك شخص جيد، فستحدث لك أشياء جيدة، وعندما تتوقَّع أن تحدث أمورٌ جيدة لك، ستكون أكثر إيجابية وبهجة وتوجهاً نحو المستقبل، وستبحث عن الخير في الناس والمواقف الأخرى.

فإذا كان ظنُّك على سبيل المثال، هو أنَّ هذا العالم جيدٌ للعيش فيه، وأنت مؤمن بأنَّك ستكون ناجحاً جداً في الحياة، فسيجعلك تفكيرك هذا تتوقَّع أنَّ كل ما يحدث لك يساعدك بطريقة ما؛ وكنتيجة لذلك، سيكون لديك موقف عقلي إيجابي تجاه الآخرين، وسوف يستجيبون لك بطريقة إيجابية، الأمر الذي سيساعدك على أن تكون شخصاً أكثر بهجة وتفاؤلاً يرغب الآخرون في التعامل معه، وهذا سيساعدك عموماً على أن تكون أكثر نجاحاً.

شاهد بالفيديو: 8 طرق أثبت نجاحها لبناء الثقة بالنفس

4. ركِّز على بناء تقدير الذات:

عندما تتَّخذ خطوات نحو بناء تقديرك لذاتك، تزداد ثقتك بنفسك لتكون النتيجة الطبيعية البدء بالإيمان بنفسك، فاستخدم هذه العناصر الستة الخاصة ببناء تقدير الذات، لتساعدك على تعلُّم كيفية الإيمان بنفسك:

1- الأهداف:

يساعدك تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق على معرفة غايتك، ويجعلك تشعر بالرضى عن نفسك؛ لذا إنَّ كُل خطوة تخطوها نحو تحقيق أهدافك تبني تقديرك لذاتك.

2- المعايير:

يمتلك الأشخاص الذين يتمتَّعون بتقدير عالٍ للذات معايير عالية، ويقومون باتخاذ اختيارات تتماشى مع معاييرهم؛ لذلك طوِّر القيم والمُثُل التي يمكنك أن تفتخر بها، وتأكَّد من أنَّ أهدافك تتماشى معها.

3- تجارب النجاح:

عندما تحدد أهدافك، دوِّن المحطَّات الصغيرة التي ستمر بها في أثناء سعيك لتحقيق تلك الأهداف؛ إذ ستضيف كل تجربة إيجابية لك مع النجاح سواء كان كبيراً أم صغيراً إلى إيمانك بنفسك.

4- المقارنة مع الآخرين:

حدِّد الأشخاص الذين تحترمهم وتتطلَّع إليهم والذين تتوافق معاييرهم مع المعايير التي تريدها، وقارن نفسك معهم في أثناء تقدمك، لتعرف المستوى الذي وصلت إليه، والجوانب التي عليك تحسينها.

5- التقدير:

إنَّ اكتساب تقدير الأشخاص الهامِّين بالنسبة إليك كأفراد عائلتك أو رئيسك في العمل أو منتورك، يبني تقديرك لذاتك، وسعيك إلى تحقيق أهدافك سيجلب لك التقدير.

6- المكافآت:

مع التقدير تأتي المكافآت؛ إذ ينمو تقديرك لذاتك في حين تعمل للحصول على مكافأة في العمل أو شهادة أو رخصة أو تقدُّم في المنصب أو مستوى الثقة أو المكانة الاجتماعية.

شاهد بالفيديو: كيف تؤمن بنفسك وتعزز ثقتك بنفسك

كيف تبني ثقتك بنفسك؟

كلما زادت العناصر الإيجابية الموجودة في حياتك، أصبح من السهل أن تثق بنفسك وتؤمِن أكثر؛ إذ يمكن أن يكون لقرار إجراء تغييرات صغيرة في روتينك ومحيطك تأثير كبير في قدرتك على التفكير والإنجاز والشعور بالإيجابية، وتُعَدُّ إحاطة نفسك بالإيجابية وقراءة كتب متعلِّقة بالثقة بالنفس من أفضل الطرائق لتحقيق هذا الأمر.

1. إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين:

للأشخاص الذين تختار العيش والعمل معهم والارتباط بهم، التأثير الأكبر في عواطفك ونجاحك أكثر من أي عامل آخر؛ لذلك خُذ قراراً اليوم بمصاحبة الناجحين والطموحين الذين لديهم هدف في حياتهم.

تخيَّل أشياء إيجابية، وضع لنفسك توقعات إيجابية أيضاً، وتخيَّل نفسك تحقِّق أهدافك وتعيش الحياة التي تريد أن تعيشها؛ محاطاً بما تريده في حياتك، وركِّز على الإجابة عن سؤال: "ماذا لو نجحت" بدلاً من التركيز على: "لكن ماذا إن فشلت؟".

من الهام أيضاً تطوير عادات صحية؛ إذ يمنحك تناول الطعام الصحي، والحفاظ على لياقتك، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، الطاقة التي تحتاج إليها لتحقيق أهدافك، والحفاظ على ذهن صافٍ ونشط؛ وذلك لأنَّك تشعر بالرضى عن نفسك عندما تكون بصحة جيدة.

2. قراءة كتب مفيدة عن الثقة بالنفس:

عندما يتعلَّق الأمر ببناء الثقة بالنفس، فيوجد كثير من المؤلِّفين الذين كتبوا عن الأساليب التي أثبتت جدواها للمساعدة على القيام بذلك، فخُذ في الحسبان قراءة بعض هذه الأعمال لمساعدتك على فهم كيفية بناء الثقة بالنفس:

  • كتاب "قوة الثقة بالنفس" (The Power of Self-Confidence) بقلم "بريان تريسي" (Brian Tracy).
  • كتاب "شيفرة الثقة بالنفس" (The Confidence Code) لـ "كلير شيبمان" (Claire Shipman).
  • كتاب "لا تقف عقبة في طريق تقدمك" (Get Out of Your Own Way) للكاتبين "فيليب غولدبرغ" (Philip Goldberg) و"مارك جولستون" (Mark Goulston)
  • "الركائز الست لتقدير الذات: العمل الحاسم لتعزيز تقدير الذات (The Six Pillars of Self-Esteem: The Definitive Work on Self-Esteem) للكاتب "ناثانيال براندن" (Nathaniel Branden).
  • كتاب "لا يمكن إيذائي: تحكَّم بعقلك وتحدَّ الصعاب" (Can’t Hurt Me: Master Your Mind and Defy the Odds) بقلم "ديفيد غوغينز" (David Goggins)
  • "دفتر تمرينات الثقة بالنفس: دليل التغلب على الشك الذاتي وتحسين تقدير الذات" (The Self Confidence Workbook: A Guide to Overcoming Self-Doubt and Improving Self-Esteem) بقلم "باربرا ماركواي" (Barbara Markway) و"سيليا أمبل" (Celia Ampel) و"تيريزا فلين" (Teresa Flynn).
إقرأ أيضاً: 7 خطوات هامة تكسبك الثقة في النفس

في الختام:

ستجد من خلال تعلُّم كيفية الإيمان بنفسك، الشجاعة لاتخاذ إجراءات فورية لتحقيق أهدافك، وهذا هو مفتاح النجاح؛ إذ يُعَدُّ تحديد الأهداف وتحقيقها خطوة رائعة يجب اتخاذها لبناء ثقتك وإيمانك بنفسك، فعليك عدم المساومة على نزاهتك ومصداقيتك أبداً من خلال محاولتك أن تكون أو تقول أو تشعر بشيء غير مناسب لك، والأهم من ذلك، لا تتنازل عن قدرتك على النمو بسبب شكوكك الذاتية، واحتضن عوضاً عن ذلك، ثقتك بنفسك وآمن بها؛ وذلك لأنَّك تستطيع فعل أي شيء تعقد العزم عليه.

المصدر




مقالات مرتبطة