كل ما تود معرفته حول فيتامين "د"

يُعَدُّ فيتامين "د" أحد الفيتامينات الضرورية والأساسية لصحة الإنسان، فالكثير من الدراسات ربطت نقص فيتامين "د" بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين والاكتئاب والقلق، وكذلك تبيَّن أنَّ نقصه سبب في تساقط الشعر وتقصف الأظافر، وقد أدى تعويضه إلى زيادة في نضارة وحيوية البشرة.



ما هو دور فيتامين "د" في سياق أمراض المناعة الذاتية؟

في سياق الأبحاث التي تجرى على آلاف الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، مثل الصداف أو البهاق أو الحاصة البقعية، تبيَّن وجود العديد من العوامل المشتركة بين هؤلاء المرضى، وأهمها كان وجود نقص فيتامين "د"؛ وهذا طرح دوره في تعديل المناعة؛ إذ وجد العلماء أنَّ فيتامين "د" يحافظ على مناعة سوية بحيث لا تكون ناقصة تؤدي إلى إصابة الجسم بالجراثيم والفيروسات والفطريات، ولا زائدة تؤدي إلى إصابة الجسم بالأمراض المناعية الذاتية.

ما هي الأغذية الغنية بفيتامين "د"؟

يُعَدُّ فيتامين "د" من الفيتامينات الذوابة في الدسم، وهو موجود بكثرة في الحليب ومشتقاته والبيض، بالإضافة إلى بعض أنواع السمك والمكسرات، وتقول بعض الدراسات إنَّ نسبة امتصاص فيتامين "د" من هذه الأطعمة قليلة وغير كافية؛ إذ يقتصر وجود فيتامين "د" على الحليب المعزز، وأنواع محددة من الأسماك، التي تُعرف بالأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل.

هل صحيح أنَّ سكان منطقة الشرق الأوسط هم الأغنى بفيتامين "د"؟

كان يُعتقد أنَّ سكان منطقة الشرق الأوسط لديهم فائض من فيتامين "د"؛ وذلك بحكم التعرض الدائم لأشعة الشمس، لأنَّ أغلب بلدانها مشمسة في أغلب أوقات السنة، على عكس دول أوروبا التي يغلب عليها الجو الغائم، لكن لُوحِظَ وجود نقص فيتامين "د" عند نسبة لا يستهان بها من سكان الشرق الأوسط.

بدأ الشك يتسلل إلى تلك الثقة، وبدأت الدراسات والأبحاث المتكررة التي تم إجراؤها على آلاف المتطوعين من منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية التي بينت وجود عيب وراثي في سكان هذه المنطقة يجعل أجسامهم تركب فيتامين "د" من أشعة الشمس بكفاءة منخفضة. يمكن تشبيه الأمر بألواح الطاقة الشمسية ذات الجودة المنخفضة التي تولد تياراً كهربائياً ضعيفاً قد لا يكفي لإنارة المنزل، بخلاف الألواح ذات الجودة الممتازة التي تقدر على إنارة المنزل مع تشغيل كافة الأدوات الكهربائية المنزلية من براد وغسالة وتلفاز وغيرها.

إقرأ أيضاً: أعراض نقص فيتامين "د" وأهميته بالنسبة للمصابين بكوفيد-19

هل يكفي تناول الأغذية الغنية بفيتامين "د" لتعويض النقص الحاصل فيه؟

يعتقد الكثير من الناس أنَّ تناول مشتقات الحليب والبيض والسمك والمكسرات وغيرها من الأغذية الغنية بفيتامين "د" يكفي الجسم، والحقيقة هي أنَّ هذه الأغذية تكفي الجسم الذي ليس لديه أي نقص في فيتامين "د"، أما من لديه نقص فهو بحاجة حتماً إلى شراء كبسولات فيتامين "د" المتوفرة بكثرة في الصيدليات.

ما هي العوامل التي تؤثر في عملية تصنيع فيتامين "د" من أشعة الشمس؟

إنَّ الكمية التي يصنعها الجسم من فيتامين "د" تعتمد على الكثير من العوامل مثل اليوم الذي يتعرض فيه لأشعة الشمس والمدة والتوقيت الذي يوجد فيه الشخص تحت أشعة الشمس، والأماكن المكشوفة من جسده، بالإضافة إلى أنَّ استخدام واقي الشمس قد يقلل من نسبة امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجية.

هل يمكن أن يكون موضوع نقص فيتامين "د" مضخماً بهدف الربح من قبل شركات الأدوية؟

قِيل الكثير من الكلام عن أنَّ الجدل المتعلق بنقص فيتامين "د"، وضرورة علاجه، وربطه بالكثير من الأمراض، هو موضوع تجاري بحت يهدف إلى التسويق لهذه المكملات الغذائية لا أكثر ولا أقل، فما مدى صحة هذا الكلام؟

لو كان هذا الكلام صحيحاً، لكنَّا نرى شركة واحدة تحتكر بيعه وتصنيعه، ولكنَّ أغلب الشركات تنتجه وتسوق له؛ وهذا ينفي وجود جهة واحدة مستفيدة من هذا الدواء، عدا عن رخص ثمنه؛ إذ إنَّ سعره قد لا يتخطى سعر الوجبات الغذائية الغنية به من سمك وبيض وحليب ومكسرات.

ما هي أعراض نقص فيتامين "د"؟

يختلف نقص فيتامين "د" بأنَّه قد يحدث دون أي أعراض؛ لذلك فإنَّ الطريقة الوحيدة لمعرفة فيما إذا كان ناقصاً أم لا هو التحليل المخبري لنسبة فيتامين "د" في الجسم، وعلى أساسه يتم وضع خطة علاجية لتعويض نقصه، وقد تظهر بعض الأعراض مثل تساقط الشعر أو تقصف الأظافر أو يشعر المريض بأنَّه غير مرتاح من الناحية النفسية والجسدية.

ما هي الجرعة المطلوبة لتعويض فيتامين "د"؟

إنَّ الجرعة اليومية التي يحتاجها الشخص الطبيعي الذي لا يعاني من أي نقص في فيتامين "د" هي 800 إلى 1000 وحدة دولية في اليوم الواحد؛ لذا نعطي كبسولة واحدة من عيار 10000 وحدة دولية في الأسبوع، أو كبسولتين من عيار 5000 وحدة دولية في الأسبوع.

لا يمكن تعويض فيتامين "د" بشكل عشوائي؛ إذ إنَّ كل مريض له نظام تعويض خاص بحالته، وللأسف يكثر الكلام على أنَّ المعادن والفيتامينات ليس لها جرعة سمية كونها مكونات طبيعية موجودة في الجسم، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة؛ إذ تبلغ الجرعة السمية من فيتامين "د" نحو 40000 وحدة دولية في اليوم.

هل يمكن إعطاء فيتامين "د" للأطفال؟

يمكن إعطاء فيتامين "د" لجميع الفئات العمرية، بمن فيهم الأطفال؛ إذ تبلغ الجرعة المطلوبة عند الأطفال 400-600 وحدة دولية في اليوم الواحد، ويتوفر على شكل شراب، لكن يُفضل عدم إعطائه دون استشارة طبيب الأطفال.

هل يملك فيتامين "د" تأثيراً في شعر الرأس؟

يؤثر فيتامين "د" تأثيراً كبيراً في نمو الشعر؛ إذ يُعَدُّ هذا الفيتامين بالإضافة إلى معدن الزنك الحجر الأساس في جميع مراحل نمو الشعرة والجريب الشعري، ومن ثم زيادة متانته وقوَّته؛ لذلك يُلاحَظ تساقط الشعر بكثرة في حالات نقص فيتامين "د".

شاهد بالفديو: 8 علامات تشير إلى أنَّك تعاني نقص الفيتامينات

هل إعطاء فيتامين "د" على شكل حقن عضلية أفضل من إعطائه على شكل كبسولات؟

تُعَدُّ جميع الأشكال الدوائية من حقن وكبسولات أو على شكل محلول مفيدة ولها فوائد متقاربة؛ إذ أُجريت دراسة على مجموعتين من المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين "د" بنفس المستوى، أُعطِيَت المجموعة الأولى فيتامين "د" على شكل كبسولات، بينما أُعطيت المجموعة الثانية نفس الجرعة لكن على شكل حقنة عضلية، ووصلت المجموعتان إلى نفس التحسن، ولكنَّ المجموعة التي تلقت فيتامين "د" على شكل حقنة عضلية وصلت إلى الشفاء خلال فترة زمنية أقصر من المجموعة التي أخذته عن طريق الفم على شكل كبسولات.

ما هو الشكل الكيميائي الأكثر فاعلية من فيتامين "د"؟

يُعَدُّ الدواء الحاوي على فيتامين "د" بشكله الكيميائي د3 هو الشكل الأفضل والأقوى والأكثر فاعلية، من ناحية الارتباط بمستقبلات الجسم والتوافر الحيوي، كما أنَّ الأدوية الحاوية على سواغ زيتي يتميز بامتصاص أعلى من غيره من قبل مخاطية الجهاز الهضمي.

هل يغني تناول فيتامين "د" عن الأدوية التي يصفها الأطباء؟

بعض الناس من غير المتخصصين بالشأن الطبي يروجون لموضوع العلاج الطبيعي، ويدعون الناس إلى ترك الأدوية والاكتفاء بتناول الفيتامينات، وهذا أمر خاطئ جداً؛ فإنَّ فيتامين "د" يُعَدُّ مساعداً في علاج الأمراض وليس علاجاً بحد ذاته؛ إذ لا يمكن له أن يعالج ويشفي المريض من الاكتئاب، لكن عند تناوله إلى جانب أدوية الاكتئاب، تبيَّن وجود تحسن ملحوظ أكثر من الفترة التي تم فيها تناول أدوية الاكتئاب وحدها.

هل يمكن تعويض النقص في فيتامين "د" عبر زيادة عدد ساعات التعرض لأشعة الشمس؟

بعض الناس من غير المتخصصين يروجون فكرة الخروج في الشمس بِوصفها الوسيلة الأهم من أجل التزود بفيتامين "د"، ولكنَّ ذلك قد لا يغني في كثير من الحالات عن تناول كبسولات فيتامين "د"؛ إذ أثبتت الدراسات الجينية وجود عيب وراثي عند الكثير من الأشخاص القاطنين في منطقة الشرق الأوسط، وهذا العيب يعوق الجسم عن تصنيع فيتامين "د" من أشعة الجسم، ولا يمكن أن نغفل أنَّ التعرض المتكرر لأشعة الشمس قد يؤدي إلى حروق، وقد تؤدي فيما بعد إلى تطور سرطان الجلد، وخاصةً عند الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء الذين لا يملكون ميلانين كافٍ لوقايتهم من أشعة الشمس.

ما هي فوائد تناول فيتامين "د"؟

  • الوقاية من الإصابة بالسرطانات المختلفة، مثل سرطان القولون والمعدة والثدي.
  • الوقاية من حدوث هشاشة العظام.
  • الوقاية من الكساح عند الأطفال.
  • تحسين النشاط المعرفي للخلايا الدماغية.

ما هي الآثار الجانبية للمكملات الحاوية على فيتامين "د"؟

تُعَدُّ المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين "د" من الأدوية الآمنة؛ إذ إنَّ آثارها الجانبية نادرة وقليلة، وأقل بكثير من فوائدها، مثل:

  • الغثيان والإقياء.
  • الإمساك.
  • قد يحدث في حالات نادرة اضطراب في نظم القلب.
  • حصيات كلوية وقصور كلوي.
  • اضطراب في الحس وتوهان.
إقرأ أيضاً: فيتامينات يحتاجها جسم الإنسان يوميّاً

في الختام:

في نهاية هذا المقال، لا بد من توجيه نصيحة في غاية الأهمية بضرورة عدم الانجرار وراء كلام الناس فيما يتعلق بتناول الأدوية مثل فيتامين "د" وغيرها، ووحده الطبيب المتخصص قادر على البت في مثل هذه الموضوعات، وكل حالة تختلف عن الأخرى؛ فلا يمكن أن أتناول نفس الدواء الذي تناولته أختي لأنَّني شعرت بنفس الأعراض.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة