شلل المعدة: أعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه

يستقبل الجهاز الهضمي في أجسامنا الطعام ويهضمه ويحوله إلى طاقة نستخدمها في النمو والحركة وممارسة نشاطات حياتنا، وتُعَدُّ المعدة الجزء الأهم في جهازنا الهضمي، ولكنَّها قد تصاب بأمراض أو اضطرابات، ومن إحدى هذه الاضطرابات اضطراب "شلل المعدة"، هذا المرض الذي يثير استغراب كل من يسمع به، ويجعله يتساءل: "هل تصاب المعدة بالشلل؟ وماذا يعني أن تصاب المعدة بالشلل؟"، لنتعرف أكثر هذا المرض في السطور القادمة.



ما هو شلل المعدة؟

يُعَدُّ شلل المعدة اضطراباً من اضطرابات الجهاز الهضمي، وهو عدم قدرة المعدة على هضم وتفريغ الطعام بشكل طبيعي، بسبب تلف الأعصاب المسؤولة عن نقل الطعام؛ مما يسبب شلل عضلات جدارها وتوقفها عن التمدد والتوسع والانقباض، ومن ثمَّ تفقد المعدة قدرتها على دفع وإيصال محتوياتها من الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، ويبقى الطعام مخزناً فيها لوقت طويل؛ مما يُسبب عسر هضم وحالة قيء متكررة، ومشكلات في نسب السكر في الدم.

تُعَدُّ الفئة العمرية من سن الـ 50 فما فوق، هي الفئة الأكثر إصابة بمرض شلل المعدة.

أعراض شلل المعدة:

تتمثل أعراض شلل المعدة بما يأتي:

  • حموضة في المعدة.
  • التجشؤ، وشعور بالحرقة المعدية بسبب الارتجاع المعوي المريء (ارتجاع العصارة الهضمية إلى المريء).
  • اضطرابات في المعدة وعدم قدرتها على الهضم.
  • الشعور المُبكر بالشبع والامتلاء عند تناول أقل كمية من الطعام.
  • الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
  • الشكوى من آلام في البطن.
  • سوء التغذية وفقدان الشهية وخسارة الوزن.
  • عدم السيطرة على نسب السكر في الدم.
  • استفراغ الطعام الذي لم يُهضَم بشكل جيد.
  • الانتفاخ وتشكل الغازات في المعدة.
  • صعوبة في الإخراج والإصابة بالإمساك.
  • ارتفاع معدل نبض القلب.
  • الإصابة بالهزال.
إقرأ أيضاً: 8 أطعمة تقف وراء الإصابة بحموضة المعدة

أسباب شلل المعدة:

ما تزال أسباب شلل المعدة الرئيسة غير محددة ومعروفة بشكل دقيق، ولكن يعتقد الأطباء أنَّ الأسباب التالية قد تؤدي إلى شلل المعدة، وهي:

  • يُعَدُّ تلف الأعصاب المبهمة التي تتحكم بعضلات المعدة من أبرز أسباب شلل المعدة.
  • الإصابة بمرض السكري أحد أكثر أسباب شلل المعدة شيوعاً؛ إذ يُصاب واحد من خمسة من مصابي مرض السكري بشلل المعدة؛ لما يُسببه مرض السكري من اعتلال الأوعية الدموية التي تغذي أعصاب المعدة.
  • قد ينتج شلل المعدة كأثر جانبي لبعض أدوية الاكتئاب والمهدئات.
  • قد يؤدي العلاج الكيميائي إلى شلل المعدة.
  • قد يؤدي تعرُّض المعدة أو المريء أو الأمعاء الدقيقة لعملية جراحية، إلى شلل المعدة.
  • يُسبب التصلب اللويحي أمراضاً معوية، من بينها شلل المعدة.
  • قد يكون شلل المعدة من مضاعفات مرض الرعاش.
  • ينتج شلل المعدة عن مرض تصلُّب الجلد.
  • يؤثر الداء النشواني في الجهاز العصبي، وقد يسبب إصابة المعدة بالشلل.

أيضاً قد يحدث شلل المعدة بسبب:

  • التهابات المعدة الفيروسية.
  • إدمان الكحول والمخدرات.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • أمراض العضلات الملساء.
  • داء الذئبة الحُمامية.

مخاطر شلل المعدة:

تتمثل مخاطر شلل المعدة بـ:

  • بقاء الطعام في المعدة لفترة طويلة وتخمُّره؛ مما يُسبب نمو البكتيريا داخلها.
  • يتحول الطعام في المعدة إلى كتلة صلبة تُعرَف باسم "البيزو"، تمنع وصول الطعام إلى الأمعاء الدقيقة.
  • الإصابة بالجفاف وسوء التغذية ونقص الوزن، بسبب عسر الهضم وكثرة القيء.
  • يحدث ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، عندما يخرج الطعام من المعدة ويدخل إلى الأمعاء الدقيقة؛ مما يشكل مشكلات في السيطرة على نسب السكر في الدم.

تشخيص شلل المعدة:

يتم تشخيص شلل المعدة من خلال طرائق عدة وهي:

1. اختبار الإفراغ المعدي:

يُختَبَر الإفراغ المعدي من خلال إطعام المريض وجبة بداخلها مادة مشعة، ثم يتم استخدام ماسح ضوئي، يراقب نسبة خروج هذه المادة المشعة من المعدة.

2. اختبار قياس ضغط المعدة والأمعاء:

يُجرَى اختبار قياس ضغط المعدة والأمعاء من خلال استخدام أنبوب يتميز بحساسيته للضغط، وتمريره عبر الحلق ثم المعدة والأمعاء، ويكون هذا الأنبوب متصلاً بجهاز حاسوب؛ حيث يُسجَّل معدل الانقباض في عضلات المعدة التي يتحسسها الأنبوب.

3. جهاز رسم المعدة:

يعمل جهاز رسم المعدة على فحص مدى كفاءة عمل العصب المبهم في المعدة، من خلال استشعار السيالة العصبية التي يرسلها العصب إلى المعدة؛ وذلك قبل وبعد الطعام.

4. اختبارات الدم:

يمكن باختبارات الدم الكشف على مقدار سوء التغذية لدى الشخص من خلال عدد كريات الدم.

5. طرق أخرى لتشخيص شلل المعدة:

كما يتم التشخيص من خلال الموجات فوق الصوتية (السونار)، وأيضاً باستخدام التنظير.

علاج شلل المعدة:

يُعالَج شلل المعدة من خلال:

1. تعديل النظام الغذائي:

يجب اللجوء إلى اختصاصي التغذية وتعديل النظام الغذائي كأولى خطوات علاج شلل المعدة، ومن أهم الخطوات بهذا الشأن:

  • مضغ الطعام جيداً، والاعتماد على وجبات خفيفة قليلة الدسم وصغيرة الحجم، بدلاً من الوجبات الكبيرة الحجم لتجنب إجهاد المعدة.
  • الإكثار من شرب الماء حوالي 1 إلى 1.5 لتر خلال اليوم؛ وذلك لتجنب الجفاف الناتج عن القيء.
  • تجنب الخضار والفواكه النيئة وتناولها مطهية.
  • الإكثار من الملينات والأطعمة السائلة كالشوربات والعصائر.
  • الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على ألياف مثل البروكلي والبرتقال؛ لأنَّ هضمها وتكسيرها يحتاج وقتاً طويلاً.
  • الحرص على إدخال الفيتامينات والمكملات الغذائية في النظام الغذائي؛ وذلك لتعويض العناصر التي فقدها الجسم بالقيء.
  • الابتعاد عن التدخين والكحول.
  • عدم الاستلقاء بعد الطعام حتى مرور ساعتين من الزمن.
  • تجنب الأطعمة التي ترفع مستوى السكر في الدم.
إقرأ أيضاً: نصائح لتحقيق نظام غذائي صحي ومتكامل

2. العلاج النفسي:

يُعَدُّ القلق والاكتئاب أحد أسباب أمراض الجهاز الهضمي؛ لذا من الضروري علاجها والتخلص من آثارها السلبية على وظائف الجسم الحيوية.

2. ممارسة الرياضة:

للرياضة فوائد كثيرة على وظائف الجسم كافةً، وبالأخص وظائف الجهاز الهضمي، فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وتحريك العضلات وتنشيطها، وتحفيز الأمعاء؛ مما يسهل الهضم ويقضي على الانتفاخات والإمساك، وينصح الأطباء بالمشي يومياً لمدة نصف ساعة لعلاج مشكلات المعدة والأمعاء.

3. الأدوية:

تُستخدَم بعض الأدوية في علاج شلل المعدة، مثل:

  • الميتوكلوبرمايد أو الدوميبيريدون والايرثوميسين: تحفر هذه الأدوية عضلات المعدة وتنشطها، ومن ثمَّ تزيد تقلصات المعدة؛ مما يُسرع عملية إفراغها للطعام.
  • أوندانسيترون وبركلوربيرازين ودايفينهيدرامين: تساعد هذه الأدوية على تخفيف الغثيان.

4. العلاج بالجراحة:

يُلجَأ إلى العلاج بالجراحة في الحالات التي لا يتقبل فيها المريض أي طعام أو شراب؛ حيث يُدخِل الطبيب أنبوب تنفيس في المعدة ليخفف من الضغط فيها، أو من خلال تدبيس القسم السفلي من المعدة لتسهيل إخراج الطعام منها، ولكن لا يُفضل الأطباء التدخل الجراحي إلا كوسيلة أخيرة للعلاج، لما ينطوي عليه من مضاعفات خطيرة.

علاج المعدة بالأعشاب:

أثبتت الأعشاب التالية فاعليتها في علاج أمراض المعدة:

1. الزنجبيل:

يُعَدُّ الزنجبيل من أهم الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي؛ إذ يساعد على تسهيل الهضم وتحفيزه، ويقضي على الجراثيم، ويُخفف التهابات المعدة، ويُقلل الغازات فيها، ويتم خلط ملعقة منه مع ملعقة عسل، وتناول هذا الخليط مرتين خلال اليوم.

شاهد بالفيديو: 8 فوائد سحرية للزنجبيل

2. قشر الرمان:

ينظم قشر الرمان الحموضة في المعدة، ويتم استخدامه بغلي القشر، وتناول مشروبه، أو بطحنه وإضافته إلى الزبادي، أو يُمكن خلط القشر المطحون مع عسل، وأخذ ملعقة من الخليط مرة في الصباح ومرة في المساء.

3. البقدونس:

يساعد البقدونس على تسهيل عملية الهضم، ويُفضل إدخاله في الأطعمة قدر الإمكان.

4. البابونج:

يفيد شرب كوب من البابونج في تخفيف آلام ومغص المعدة.

5. عرق السوس:

يُعَدُّ عرق السوس مسكناً لآلام المعدة، ومغص البطن؛ لذا يمكن شربه في حالة الشكوى من مشكلات في المعدة والجهاز الهضمي.

6. اليانسون:

يعمل اليانسون على تهدئة المعدة، وتخليصها من الغازات والانتفاخ.

7. عشبة الهندباء:

الهندباء من الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي، لاحتوائها على عناصر تُلين وتُسهل الهضم، وتخفف من آلام البطن وانتفاخه.

8. الزعتر البري:

يعمل الزعتر البري كمطهر للمعدة والأمعاء؛ لذا يُنصَح بغليه وشرب كوب منه، وذلك قبل نصف ساعة من الطعام.

9. قشر البرتقال:

يقضي قشر البرتقال على حرقة المعدة، ويفتح الشهية، ويُسهل الهضم كونه يحتوي على زيوت عطرية ومواد قلوية، تساعد على زيادة إفراز عصارات المعدة.

10. جوز الهند:

يساعد جوز الهند على معالجة التهابات المعدة.

11. الخرشوف:

يساعد الخرشوف على تخفيف انتفاخ البطن والشعور بالغثيان.

12. الريحان:

يُقلل الريحان من الغازات وانتفاخ البطن، والتشنجات في المعدة، فهو يُهدئها، ويساعد على تحسين الهضم.

13. الكمون:

يُعَدُّ الكمون من الأعشاب الفعالة في علاج مشكلات المعدة والجهاز الهضمي، وتقليل الغازات والانتفاخات، ويُستخدَم بغلي ملعقة كمون في كوب من الماء على النار، وشربه.

14. القرفة:

للقرفة فوائد كثيرة للجهاز الهضمي، فهي تُخفف الغازات والانتفاخ والحموضة في المعدة وتشنجاتها، وتُقلل القيء وتهيج الجهاز الهضمي، ويمكن تناولها بغليها في الماء أو مع الشاي.

15. القرنفل:

يُسرع القرنفل من عملية الهضم، ويُقلل من القيء، ويتم تناوله بغليه مع الماء وشربه.

في الختام، جسدك هو مرآة غذائك وفكرك:

دواؤك بيدك، فنمط حياتك هو من يُحدد صحة جسدك وجهازك الهضمي ومعدتك، إن أهملتَ قواعد الحياة الصحية، فإنَّك تحصد جسداً مريضاً ضعيفاً تسكنه الآلام والأوجاع؛ لذا خذ قرارك بالحصول على جسد سليم معافى، من خلال اتباع نمط حياة صحي، بتناول الأطعمة الصحية، والابتعاد عن السكريات والأطعمة الضارة، والمنبهات والكحول والسجائر، وممارسة الرياضة، والنوم لساعات كافية، والابتعاد عن التفكير السلبي والتوتر والقلق، والتعامل مع ضغوط الحياة بمرونة وإيجابية، فالمناعة النفسية تُقوِّي مناعتنا الجسدية ضد الأمراض، وتذكَّر دائماً جسدك هو مرآة لغذائك وفكرك.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة