شريك المساءلة: من هو؟ وكيف تعثر عليه؟ وماذا تستفيد منه؟

شريك المساءلة هو شخص عمله الوحيد مراقبتنا ومحاسبتنا، وقد يتولى هذا الدور أكثر من شخص ليتأكدوا من أنَّك تركز الاهتمام على الأهداف وتلتزم بها، ويحرصوا على أن تتخذ الخطوات المناسبة التي تفضي إلى إحراز النجاح؛ فمن هو شريك المساءلة تحديداً؟ وكيف تعثر عليه؟



دعنا نبدأ مباشرة التعرف إلى كل ما يخص هذا الشخص.

مَن هو شريك المساءلة؟

يتحمَّل زميل أو شريك المساءلة مسؤولية التأكُّد من أنَّنا نؤدي كل مهماتنا بطريقة صحيحة، حيث يتخذ الإنسان قرارات صحيحة غالباً حينما يعلم بوجود مَن يُسائِله عن قراراته التي يتخذها؛ بحيث يتدخل شريك المسائلة ليساعدنا على فهم نتائج الأمور ويعزز قدرتنا على فهم مختلف القضايا، ويكرِّس وقته لمساعدتنا على اكتشاف أخطائنا وتطوير أنفسنا.

قد يبدو الخضوع إلى المساءلة أمراً مزعجاً بالنسبة إلى العديد من الناس، لكنَّ ذلك يساعدك في تطوير نفسك على الأمد البعيد، واستخدام التغذية الراجعة التي تتلقاها في عملية تطوير الذات هذه.

لماذا تحتاج إلى شريك مساءلة؟

يُعَدُّ شريك المساءلة هامَّاً جداً لأي شخص يسعى إلى تطوير حياته، سواء كان هذا التطوير مهنياً أم شخصياً؛ حيث يستطيع هذا الشريك أن يقدِّم لنا توجيهات على شكل مساءلة مستمرة من أجل اتخاذ قرارات أفضل مستقبلاً.

في إمكان شريك المساءلة أن يكون سبباً في تطوير الذات وإحراز النجاح، سواءً جرى ذلك من خلال مراقبة السلوك والعادات السيئة أم من خلال محاسبة الشخص على القرارات التي يتخذها على صعيد العمل؛ لهذا السبب تُعَدُّ المساءلة هامة لإحراز النجاح في أي مجال عن طريق السعي إلى تطوير الذات.

يمكنك الاتفاق مع أي شخص على أن يكون كلٌّ منكما شريك مساءلة للآخر، ويقدم له النصائح، ويساعده في إحراز أهدافه.

إقرأ أيضاً: أساليب تطوير الذات: 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

كيف يؤدي شريك المساءلة عمله؟

سواء عيَّنت زميل مساءلة محترفاً، أم طلبت من شخص عادي أن يؤدي هذا الدور؛ فإنَّ الأداة التي تُستخدَم في المساءلة هي النقد الإيجابي.

يراجع هذا الشريك قراراتك وسلوكك، ويقدم لك دائماً تغذية راجعة تساعدك في اكتساب زخم كبير، ويمكن استخدام هذه التغذية الراجعة كنقد إيجابي يشجعك على تطوير نفسك وإحراز مزيد من النجاحات في أي مجال.

يُعَدُّ هذا هامَّاً جداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعملون في مجال الأعمال، حيث يمكن أن يساعد في تحسين مختلف الجوانب في شركاتهم، واتخاذ القرارات الصائبة من خلال جعلهم موضع مساءلة دوماً.

ما أنواع شركاء المساءلة؟

بعد أن عرفت الآن أهم الأمور عن شريك المساءلة، سنبيِّن فيما يأتي أنواع هؤلاء الشركاء حتى تتمكَّن من اختيار الشخص المناسب بكل أريحية:

1. الاستشاري المحترف:

تُعَدُّ الاستعانة بشخص محترف طريقة رائعة دائماً للحصول على التوجيهات في أي مجال، حيث يمتلك هؤلاء كثيراً من الخبرة التي يمكنك الاستفادة منها في تحقيق أحلامك.

2. موظف يتبوَّأ منصباً أعلى وخاض رحلة مشابهة:

تعني هذه العملية بالنسبة إلى جميع الشركات توجيه الأفراد الذين يسعون إلى تطوير أنفسهم؛ إذ في إمكان الأشخاص الذين خاضوا التجارب نفسها التي تخوضها أنت الآن أن يكونوا شركاء مساءلة رائعين؛ ذلك لأنَّهم يستطيعون تقديم نصائح مناسبة لإحراز النجاح.

إقرأ أيضاً: من هو المنتور؟ وما أهميته بالنسبة إليك؟

3. زملاء العمل:

يُعَدُّ الزملاء من أروع الأشخاص الذين يمكنهم أن يكونوا شركاء مساءلة؛ ذلك لأنَّهم يخوضون المشوار المهني نفسه الذي تخوضه، وقد يساعدك وجود شخص يقدم لك النصائح من منظور محايد في تحديد شكل مسارك المهني بفاعلية، وإحراز التطور على صعيد العمل.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لتحقيق التطور المهني

4. الأصدقاء أو أفراد الأسرة:

يضع الشخص المقرب منك مصالحك في صلب اهتماماته دائماً، ممَّا يجعله خياراً رائعاً لمن يريدون الحصول على شريك مساءلة؛ إذ تكون النصائح والتغذيات الراجعة التي يقدِّمونها لك دائماً في صالحك، وتستطيع الاستفادة منها في جميع الأوقات.

كيف تعثر على شريك مساءلة مناسب؟

يُعَدُّ العثور على شريك مساءلة مناسب هامَّاً كأهمية الحصول على الزميل نفسه؛ إذ إنَّه لمن الهام أن تتذكر أنَّك لا تريد شخصاً يزيد الأمور سوءاً أو يحبطك ويزيد الطين بِلة.

فإذا كنت تتساءل كيف يمكن العثور على الشخص المناسب، فإليك بعض الصفات التي يجب أن تتوافر في شريك المساءلة:

1. أن يأخذ مصلحتك في الحسبان:

تُعَدُّ هذه صفة هامة عليك أن تبحث عنها في الشخص الذي تسعى إلى جعله شريك مساءلة لك؛ ذلك لأنَّ وجود شخص يتمنى لك الخير يُعَدُّ أمراً جوهريَّاً في هذه الحالة.

إذا كان الشخص الذي تسعى إلى جعله شريكك في المساءلة لا يُكِنُّ أفضل النوايا، فستكون العلاقة سلبية، وتمنعك من تحقيق هدفك؛ ويُعَدُّ هذا أسوأ من عدم امتلاك شريك مساءلة نهائياً؛ لذا احرص على العثور على شخص يجعلك إنساناً أفضل وأنجح.

2. أن يكون شخصاً مُحفِّزاً:

يُعَدُّ التحفيز الدافع الذي يمكن أن يساعدك في إحراز العديد من الأهداف، ويُعَدُّ وجود هذه الميزة في الشخص المُسائِل أمراً رائعاً.

تشهد حياتنا لحظات نُحِسُّ فيها بالإحباط، ونحتاج فيها إلى التحفيز؛ فإذا تمكن شريك المساءلة من توفير هذا الدافع الذي يساعدك على النهوض، فإنَّه يُعَدُّ شخصاً مناسباً، وسيُكتَب لعلاقتكما النجاح؛ حيث يستطيع هؤلاء أن يخلصوك من الإحساس بالتوتر ويعيدوك إلى الطريق الصحيح عن طريق الحوارات وتقديم بعض التحفيز.

3. أن يكون شخصاً صاحب خبرة:

تُعَدُّ الخبرة مفتاح النجاح في العديد من المجالات المختلفة، وفي إمكان شريك المساءلة الذي يتمتع بنصيب وافر من الخبرة أن يساعدك في اتخاذ القرارات، ويخبرك ما إن كان النجاح سيُكتَب لفكرة ما أم أنَّ مصيرها سيكون الإخفاق.

يمكن أن يكون وجود شخص كهذا إلى جانبك سبباً في إحراز النجاح، إذ تستطيع الاستفادة من خبرته والاستعانة بها في رحلتك نحو إحراز أي هدف؛ وتُعَدُّ هذه صفة هامة يجب عليك دائماً أن تبحث عنها في الشخص الذي تسعى إلى تعيينه كشريك مساءلة.

4. القدرة الدائمة على إجراء الحوارات:

من الأمور الأخرى التي ينبغي أن يتَّصِف بها شريك المساءلة هي قدرته الدائمة والمستمرة على إجراء الحوارات؛ إذ يجب على شريك المساءلة أن يكون قادراً دائماً على تقديم التغذية الراجعة لك، وأن يمتلك ما يكفي من الوقت والإخلاص للقيام بذلك.

يُعَدُّ وجود شريك مساءلة يقدم لك التغذية الراجعة كل شهر أشبه بعدم امتلاكه إطلاقاً؛ إذ من الضروري أن تُساءَل دائماً عن كل قرارٍ هام تتخذه، سواءً على الصعي الشخصي أم على صعيد العمل.

5. أن يكون مخلصاً:

يمتلك الشخص الذي لديه أهداف وطموحات خاصة الرغبة في تحقيق إنجازات رائعة، ويؤدي أعماله كلها بإخلاص؛ وإذا اقتنع بأن يقدم لك النقد البناء والتغذية الراجعة الإيجابية، فسيساعدك في إحراز النجاح.

ستساعدك الحوارات المستمرة والمثمرة التي يجريها في أن تبقى صادقاً مع نفسك، وتتحمل مسؤولية كل القرارات التي تتخذها؛ ويشجعك هذا بدوره على التحلي بالطموح، ويساعدك على تحقيق أحلامك.

6. أن يشجعك على التطور:

إنَّه لمن الهام دائماً أن تعرف حدود قدراتك وتشجع نفسك على التطور؛ فإذا تقاسمتما الفكرة نفسها أنت وشريك المساءلة، ستستفيدان كلاكما استفادة هائلة؛ لكن من الهام ألَّا تبالغ في الأمر؛ لكون هذا قد يُلحِق بك الأذى.

إذا عرفت حدود إمكاناتك واستثمرت شريك المُساءلة أساساً للتطور، ففي إمكان ذلك أن يساعدك في تطوير نفسك وإحراز النجاح.

ما الأمور التي يجب عليك أن تراعيها بعد العثور على شريك مساءلة؟

إذا ظننت أنَّ مَهمَّتك انتهت بعد العثور على شريك مساءلة مناسب، فأنت مخطئ؛ إذ من الهام تحديد قواعد يتَّبعها كلاكما، ويجب عليكما أن تناقشا أيضاً الأمور التي يجب عليكما الامتناع عن القيام بها.

يجب عليك تركيز الاهتمام على امتلاك مهارات تواصل جيدة حتى تناقش كل خطأ ترتكبه مع شريك المساءلة، وفي إمكان مهارات التواصل أن تساعدك أيضاً في إيصال المعنى على نحو أفضل في أثناء الحوارات.

لذا احرص على أن تسود لغة الاحترام الحوارات والالتزامات، وأن تصل في الموعد المتفق عليه في كل جلسة حوار، وتترك انطباعاً جيداً لدى شريك المساءلة؛ كما من الهام أيضاً أن تتحمل مسؤولية أخطائك، وتدرك أنَّ الأخطاء تُعَدُّ جزءاً من عملية التطور، وأنَّ في إمكانك تعلُّم كثير من الدروس منها.

الخلاصة:

يُعَدُّ الحصول على شريك مساءلة طريقة رائعة لفهم العيوب والحصول على فرصة لتطوير الذات، حيث يستطيع هؤلاء أن يقدموا لك آراء محايدة في المواقف التي تواجهك في الحياة، ويساعدوك على فهم كل شيء من وجهات نظر الآخرين، واتِّخاذ جميع القرارات المناسبة، وتحقيق كل أهدافك، وتركيز الاهتمام على عملك.

المصدر




مقالات مرتبطة